يعتبر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان من أعظم خلفاء الإسلام والعرب فهو المؤسس الثاني للدولة الأموية، والمؤسس الحقيقي للنظام الإداري والسياسي الإسلامي، اقتدى في تنظيم الدولة بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وتميز  عهده بالكثير من الانجازات المتعلقة بالحكم والقضاء على الفتن وبناء الاقتصاد والتعريب وتوسيع العالم الإسلامي.

عبد الملك بن مروان (26 هـ – 86 هـ / 646 – 705م) هو أحد أهم خلفاء الأمويين تولى الخلافة بعد أبيه مروان بن الحكم” في السادس والعشرين من رمضان سنة 65هـ. وكان عابداً زاهداً ناسكاً بالمدينة قبل الخلافة. ويعتبر هذا الخليفة الفقيه الأموي أول من نقل الديوان من الفارسية إلى العربية فكان ذلك سببا في اتساع نطاق العالم العربي إلى ما هو عليه الآن.

ولد عبد الملك بن مروان في أول عام من خلافة عثمان بن عفان ، حفظ القرآن الكريم، وسمع الأحاديث النبوية، لكن تشاء الصدف، وهو في العاشرة من عمره، يشهد مقتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان، فترك ذلك أثرا حزينا في نفسه، لكنه تعلم منه الدرس، وهو أن يتعامل مع المعتدين والمشاغبين بالقوة والحزم.

من هو عبد الملك بن مروان؟

جاء في كتاب “تاريخ الخلفاء” للسيوطي أن عبد الملك بن مروان هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أبو الوليد، ولد سنة ست وعشرين. قال الثعالبي: كان عبد الملك يقول: ولدت في رمضان، وفطمت في رمضان، وختمت القرآن في رمضان وبلغت الحلم في رمضان، ووليت في رمضان، وأتتني الخلافة في رمضان، وأخشى أن أموت في رمضان، فلما دخل شوال وأمن مات.

وحسب “العقد الفريد” للأندلسي، ولد عبد الملك بالمدينة سنة ثلاث وعشرين، ويقال سنة ست وعشرين، ويقال ولد لسبعة أشهر.

وبويع عبد الملك بن مروان بعهد من أبيه في خلافة ابن الزبير فلم تصح خلافته، وبقي متغلبًا على مصر والشام ثم غلب على العراق وما والاها إلى أن قتل ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين، فصحت خلافته من يومئذ، واستوثق له الأمر.

وحسب “الموسوعة العربية” فإن عبد الملك بن مروان ولد في المدينة وتفقه في الدين واستلم الحكم بعد أبيه مروان بن الحكم سنة 65هـ/684م، واستقام على الملك 21 عاما، وعجت بأخبار خلافته وأعماله كتب التاريخ العربي الإسلامي، ما كتب منها في العصور السالفة وما دوّن حديثاً. وعلى الرغم من اختلاف بعضها في تقويم تصرفاته فإنها كلها أفاضت بعلم عبد الملك وثقافته وفقهه وأدبه وشعره، حتى إنه كان يعد رابع ثلاثة فقهاء مشهورين في المدينة هم: سعيد ين المسيب وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب.

وجاء في كتاب “العقد الفريد” لابن عبد ربه الأندلسي، في مسألة ولاية عبد الملك بن مروان، أنه كان يُكنى أبا الوليد ويقال له أبو الأملاك، وذلك أنه ولي الخلافة أربع من ولده: الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام. وكان تدمى لثته فيقع عليها الذباب، فكان يلقب: أبا الذباب.

قالوا في عبد الملك بن مروان

قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان عبد الملك أبخر الفم، وإنه ولد لستة أشهر، وقال ابن سعد: كان عبد الملك بن مروان عابدًا زاهدًا ناسكًا بالمدينة قبل الخلافة، وقال يحيى الغساني: كان عبد الملك بن مروان كثيرًا ما يجلس إلى أم الدرداء فقالت له مرة: بلغني يا أمير المؤمنين أنك شربت الطلاء بعد النسك والعبادة، قال: إي والله، والدماء قد شربتها، وقال نافع: لقد رأيت المدينة وما بها شاب أشد تشميرًا ولا أفقه ولا أنسك ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان، وقال أبو الزناد: فقهاء المدينة: سعيد بن المسيب، وعبد الملك بن مروان، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب.

وقال ابن عمر: ولد الناس أبناء وولد مروان أبًا، وقال عبادة بن نسي: قيل لابن عمر: إنكم معشر أشياخ قريش يوشك أن تنقرضوا، فمن نسأل بعدكم؟ فقال: إن لمروان ابنًا فيها فاسألوه، وقال سحيم مولى أبي هريرة رضي الله عنه: دخل عبد الملك -وهو شاب- على أبي هريرة -رضي الله عنه، فقال أبو هريرة: هذا يملك العرب، وقال عبيدة بن رياح الغساني: قالت أم الدرداء لعبد الملك: ما زلت أتخيل هذا الأمر فيك منذ رأيتك، قال: وكيف ذاك؟ قالت: ما رأيت أحسن منك محدثًا ولا أعلم منك مستمعًا، وقال الشعبي: ما جالست أحدًا إلا وجدت لي عليه الفضل، إلا عبد الملك بن مروان، فإنني ما ذكرته حديثًا إلا وزادني فيه، ولا شعرًا إلا وزادني فيه.

وقال أبو بكر بن عبد الله المزني: أسلم يهودي اسمه يوسف، وكان قرأ الكتب، فمر بدار مروان، فقال: ويل لأمة محمد من أهل هذه الدار، فقلت له: إلى متى؟ قال: حتى تجيء رايات سود من قبل خراسان. وكان صديقًا لعبد الملك بن مروان، فضرب يومًا على منكبيه، وقال: اتق الله في أمة محمد إذا ملكتهم، فقال: دعني ويحك ما شأني وشأن ذلك؟ فقال: اتق الله في أمرهم، قال: وجهز يزيد جيشًا إلى أهل مكة، فقال عبد الملك: أعوذ بالله أيبعث إلى حرم الله؟ فضرب يوسف منكبه وقال: جيشك إليهم أعظم.

وقال ابن أبي عائشة: أفضى الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره، فأطبقه وقال: هذا آخر العهد بك.

ونقلت “الموسوعة العربية” ماجاء على لسان الشعبي أثناء حديثه عن عبد الملك بن مروان حيث قال: “ماجالست أحداً إلاّ وجدت لي الفضل عليه إلا عبد الملك فإني ما ذاكرته حديثاً ولا شعراً إلاّ زادني فيه”. كما أن كتب التاريخ أجمعت على حزمه وصرامته في تطبيق ما يؤمن به ومعرفته لطبائع البشر، فقد روى عنه المسعودي، أن بعض جلسائه طلب الخلوة إليه يوماً، فأجابه إلى طلبه بشرط ثلاث خصال: لاتُطر نفسي عندك، أي لا تمدحها، فأنا أعلم بها منك، ولا تغتب عندي أحداً فلست أسمع منك، ولا تكذبني فلا رأي لمكذب، فاستأذن الجليس منه وانصرف.

فكره وإدارته

مما لاشك فيه أن ثقافة عبد الملك بن مروان الواسعة وتفهمه لأحكام الدين وأعماق قيمه قد ساعدته على توسيع ساحة رؤياه، وإيضاح معالم الطريق الذي عليه أن يسلكه في استكمال بناء الدولة العربية الإسلامية، كما أنه استطاع بثاقب فكره وبعد نظره أن يرسم لنفسه أبعاداً رئيسة ترتكز عليها الدولة العربية الإسلامية ولاتكون متماسكة إلا بها، أولها: بُعد سياسي حربي دعامته الجيش الذي كان عليه أن يتحرك بالكم العددي والاستعدادات الملائمة بحسب ما تمليه سياسة الدولة للحفاظ على كيان الأمة ووحدتها، فقد وصل عبد الملك بن مروان إلى الخلافة، وقد عادت العصبية القبلية تمزق وحدة الأمة العربية، والمطامع الشخصية التي استغلت الخلافات المذهبية والعواطف الشعبية، تُكتل المسلمين فئات وأحزاباً متنافرة، تطالب كلها بالحكم والخلافة لأنها ترى أنها أحق من الأمويين بها، فهناك شيعة علي بن أبي طالب في العراق (التوابون، المختار بن أبي عبيد الثقفي وما نجم عنها من الكيسانية) وهناك الموالون لعبد الله الزبير الذي ثار بالحجاز وبويع بالخلافة ومدَّ سلطانه إلى العراق والمشرق، وهناك الخوارج إضافة إلى تمردات فردية ومحلية.

إلى جانب هذا الانقسام الداخلي الخطير، كان الروم البيزنطيون في شمالي بلاد الشام وفي شمالي إفريقيا يتسللون بدسائسهم إلى صفوف سكان البلاد ويثيرون النفوس الطامحة منهم ويحرضونها على الثورة لتعود السيطرة لهم بعد أن تحررت من عبوديتهم وسلطانهم مستغلين الأوضاع الداخلية.

لم تربك هذه الأحداث الجسام عبد الملك، فأبعاد الحكم والسيطرة على الدولة كانت واضحة في ذهنه، حيث تمكن بمقدرته ومهارة قواده أن يقبض على زمام الموقف وأن يخمد تلك الحركات الداخلية الخطيرة لا على ملكه، وملك بني أمية كما يقول كثير من المؤرخين، وإنما على وحدة الأمة العربية وكيان الدولة الواحدة، فإنه استطاع كذلك أن يجعل الدولة تقف وحدة متراصة في وجه الحركات الخارجية التي استغلت انشغالاته العديدة لتمارس ضغوطها الحربية، على غرار الجراجمة أو المردة الذين قاموا بتحرك مسلح مؤيد من امبراطور بيزنطة، فهادنهم عبد الملك بن مروان بعض الوقت، وعندما صفا له الجو بعث إليهم بجيشه ففتك بهم.

رائد في “التعريب”

كان عبد الملك بن مروان يدرك إدراكا ثابتا أن البعد الحربي بكل أهدافه، وأن الجيش مهما بلغ من قوته وإيمانه وتجاوبه مع أهداف الأمة، لايكفيان لترسيخ قدم الدولة الواحدة، بل يجب أن يدعم ذلك ببعد ثقافي يقويه ويشد أزره في خطوطه العريضة، وهو إشعاع رسالة الإسلام الإنسانية، وهذا الإشعاع لن يتم عبر الفتوحات فقط، وإنما يجب أن ترافقها حركة تعريب شاملة تسود فيها اللغة العربية الدواوين والإدارة والحياة كلها، حتى تدرك الرسالة الإسلامية بأعماقها ومفهوماتها، وهكذا ابتدأ عبد الملك بعد أن توطدت له الأمور بحركته الشهيرة في التاريخ باسم التعريب، تعريب القراطيس والنقد والدواوين. والقراطيس هي الأوراق الرسمية التي تكتب عليها الرسائل الرسمية ووثائق الدولة، وكانت القراطيس تصنع في مصر، ويقوم على صناعتها الأقباط وهم نصارى، ولقد رأى عبد الملك أن ما كان يكتب في أعلى القراطيس من مأثورات مسيحية بعد ترجمتها إلى العربية لايتفق ومفاهيم الدين الإسلامي.

أول من ضرب العُملة

قادت مسألة التعريب عبد الملك بن مروان إلى مسألة لا تقل أهمية وهي اقتصاد الدولة. فعندما كتب عبد الملك إلى أخيه عبد العزيز والي مصر استبدال عبارة “قل هو الله أحد” بما كان يكتب عليها، ولما كانت القراطيس تدخل بلاد الروم من أرض مصر، ويأتي العرب من قبل الروم الدنانير، فقد كتب ملك الروم إلى عبد الملك مهدداً، بأنهم إذا لم يتركوا ما على القراطيس من كتابة كرهها الروم البيزنطيون فإنهم سوف يذكرون النبي على الدنانير بما يكرهه المسلمون، ولاشك أن عبد الملك شعر بالحرج أمام ذلك التهديد، فاقتصاد الدولة في حاجة ماسة إلى النقد الذهبي البيزنطي الذي كان وحدة التعامل الرئيسة في أنحاء الدولة العربية الإسلامية، بل وفي معظم العالم المعروف آنذاك،والتهديد إذا نُفّذ فإن اقتصاد البلاد يهدد بأزمة عنيفة، لأن الدولة لا تملك بديلا، فأشار عليه خالد بن يزيد بن معاوية أن يُحرم دخول الدنانير الرومية إلى البلاد الإسلامية، ويسك عملة عربية ذهبية تحل محل الدينار البيزنطي، ولم يتردد عبد الملك فأقدم على خطوته الجريئة، وأوجد النقد العربي الفضي (الدرهم) والذهبي (الدينار) للدولة العربية الإسلامية، وهكذا كان عبد الملك أول من أوجد النقد القومي العربي للدولة الإسلامية،

وقد جاء في “تاريخ الخلفاء” عن يحيى بن بكير الذي قال: سمعت مالكًا يقول: أول من ضرب الدنانير عبد الملك، وكتب عليها القرآن، وقال مصعب: كتب عبد الملك على الدنانير: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} [الإخلاص: 1] وفي الوجه الآخر: لا إله إلا الله، وطوقه بطوق من فضة، وكتب فيه: ضرب بمدينة كذا، وكتب خارج الطوق: محمد رسول الله، أرسله بالهدى ودين الحق.

كما جاء في “الأوائل” للعسكري بسنده: كان عبد الملك أول من كتب في صدور الطوامير: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} وذكر النبي -- مع التاريخ، فكتب ملك الروم: إنكم أحدثتم في طواميركم شيئًا من ذكر نبيكم، فاتركوه وإلا أتاكم من دنانيرنا ذكر ما تكرهون، فعظم ذلك على عبد الملك.

وهكذا، تلا تعريب النقد تعريب دواوين الخراج والجبايات، والتي بقيت على ما كانت عليه قبل الإسلام، فديوان الخراج في بلاد الشام يكتب بالرومية (اليونانية)، وفي العراق بالفارسية البهلوية، وفي مصر بالرومية والقبطية، وكتَّاب تلك الدواوين كانوا من أهل الذمة (العهد) من الفرس والروم، وقد أدرك عبد الملك أن تسلم الفرس والروم لدواوين الخراج، وهي دواوين المال وعصب حياة الدولة له أخطاركبيرة.

وجاء في “العقد الفريد” للأندلسي، أنه في أيام عبد الملك حوّلت الدواوين إلى العربية عن الرومية والفارسية حوّلها من الرومية سليمان بن عسد مولى خشين، وحوّلها عن الفارسية صالح بن عبد الرحمن مولى عتبة، امرأة من بني مرة، ويقال حوّلت في زمن الوليد.

أحداث وإنجازات في عهد عبد الملك بن مروان

  • تفشى وباء مروع في الشام سنة 67 هـ.
  • ذهاب الحجّاج بن يوسف إلى المدينة سنة 74هـ وإذلاله لأهلها واستخفافه بصحابة رسول الله وختمه في أعناقهم وأيديهم.
  • حج عبد الملك بن مروان بالناس سنة 75هـ وتنصيب الحجاج أميرا على العراق.
  • فتح هرقلة وهدم عبد العزيز بن مروان جامع مصر سنة 77هـ.
  • فتح حصن سنان من ناحية المصيصة وكانت غزوة أرمينية وصنهاجة بالمغرب سنة 82هـ
  • بناء مدينة واسط على يد الحجاج سنة 83هـ.
  • فتح المصيصة وأودية من المغرب وفي سنة 84هـ.
  • بناء مدينة أردبيل ومدينة برذعة سنة 85هـ بناهما عبد العزيز ابن حاتم بن النعمان الباهلي.
  • فتح حصن بولق وحصن الأخرم سنة 86هـ وفيها كان “طاعون الفتيات” وسمي بذلك لأنه بدأ في النساء. وفيها مات الخليفة عبد الملك في شهر شوال.
  • إعادة بناء الكعبة التي هدمها الحجّاج سنة 73هـ.
  • القضاء على الفتن التي كانت تعم العالم الإسلامي .
  • نقل الديوان من الفارسية إلى العربية
  • إقامة الطابع النهائي لنظام البريد المتطور.
  • صكّ النقود الإسلامية وجعلها العملة الوحيدة بالعالم الإسلامي لأول مرة.
  • كساء الكعبة بالديباج لأول مرة.
  • ابتكار الحجاج قضية نقط الكلمات القرآنية .
  • إصلاحات زراعية وتجارية كثيرة عادت بالخير الوفير على الأمة الإسلامية.
  • اتساع العالم الإسلامي في عهده اتساعا شاسعًا.

بناء مسجد قبة الصخرة

لعل من بين أشهر وأكبر وأبرك إنجازات الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بناء مسجد قبة الصخرة على الصخرة المقدسة التي مستها أقدام النبي عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء، وهو غير المسجد الأقصى الذي أعاد بناءه ابنه الوليد. ومعروف عن مسجد قبة الصخرة أنه فريد في نوعه، فقد بني مثمن الأضلاع، وارتفعت فوقه قبة عالية مزخرفة بالفسيفساء بدقة متناهية، وكان من أسباب بنائه على هذا النحو من الفخامة القضاء على إعجاب بعض المسلمين بكنيسة القيامة التي كانت شامخة بهذه المنطقة.

بدأ العمل في بناء قبة الصخرة سنة 66هـ/ 685م، وتم الفراغ منها سنة 72هـ/ 691م. وقد اشرف على بنائها المهندسان العربيان رجاء بن حيوة وهو من بيسان فلسطين ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان وهو من القدس.

وكانت مدينة بيت المقدس هي الأخرى مدينة مقدسة عند المسلمين. وقد أصبح العرب من القرن الثامن الميلادي يؤلفون الكثرة الغالبة من سكانها. وأراد الخليفة عبد الملك بن مروان أن يكون فيها مسجدا للمسلمين لا يقل فخامة عن كنيسة القبر المقدس حين جددت بعد أن دمرها كسرى أبرويز، فاستخدم خراج مصر في تشييد عدة صروح تعرف في مجموعها باسم الحرم الشريف، وشيد في الطرف الجنوبي من المدينة (691-694) المسجد الأقصى.

وقد دمر زلزال هذا المسجد في عام 746، ثم أعيد بناؤه في عام 785، وأدخلت عليه فيما بعد تعديلات كثيرة، ولكن القبلة لا تزال كما كانت في أيام عبد الملك، كما أن معظم العمد مأخوذ من بازيليكا جستنيان التي كانت قائمة في أورشليم. ويرى المقدسي أن بيت المقدس أجمل من المسجد الأموي العظيم المقام في دمشق، ويقول المسلمون إن النبي () قد التقى فيهِ بإبراهيم، وموسى، وعيسى، وأنه صلى فيه معهم.

وفاته

حسب “تاريخ الخلفاء” للسيوطي، مات الخليفة عبد الملك بن مروان في شهر شوال ( 86 هـ / 705م)، وخلف سبعة عشر ولدًا. وحسب “العقد الفريد” مات عبد الملك بدمشق للنصف من شوال سنة ست وثمانين، وهو ابن ثلاث وستين سنة، فصلى عليه الوليد بن عبد الملك.


مراجع:

“تاريخ الخلفاء” للسيوطي

“كتاب الوزراء والكتاب” للجهشياري.

“العقد الفريد” لابن عبد ربه الأندلسي

الموسوعة العربية

“تاريخ الرسل والملوك” للطبري.