فضل الصلاة على النبي : عبادة عظيمة وكنز من البركات. هل تعلم أن الصلاة على النبي محمد -- هي من أعظم الأمور التي تُفتح بها أبواب الخير وتُغفر بها الذنوب؟ إنها ليست مجرد كلمات تُقال، بل دعاء يحمل في طياته معاني المحبة والوفاء لرسول الله، وهي طريق مباشر لنيل رضا الله والبركة في حياتك. قال الله سبحانه وتعالى {إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أيُّها الذينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسليمًا} (سورة الأحزاب : 56 ). فما هو فضل الصلاة على النبي ؟

ابدأ الآن واجعل الصلاة على النبي جزءًا من يومك، سواء بعد الأذان، أو أثناء الدعاء، أو في أي وقتٍ تجد فيه قلبك متلهفًا لمزيد من القرب من الله ونبيه. لا تفوت فرصة الاستفادة من هذا الفضل العظيم.

الصلاة على النبي تعتبر وسيلة للتقرب إلى الله، وأمر بها الله في كتابه الكريم، حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}، وهي أيضًا وسيلة لزيادة الحسنات وغفران الذنوب. من أهم فوائدها أنها تُدخلك في شفاعة النبي يوم القيامة وتفتح لك أبواب الرحمة في الدنيا والآخرة.

كثرة الصلاة على النبي تجلب الفرج وتحقيق الأمنيات، كما أنها سبب من أسبباب تيسير الأمور مثل ما جاء في الحديث النبوي : “إذ تكفي همك ويغفر لك ذنبك ” . تخيل أن تجعل من الصلاة على النبي عادة يومية، لتحصل على هذه البركات.

وإذا كانت النصوص قد أكّدت أن الله سبحانه أعطى لنبيِّه صلّى الله عليه وسلم من المكرُمات ما لا يمكن حصره إلا أنَّ طلبَنا هذا من الله لنبيِّه يُعَدُّ تعبيرًا عن مدى حُبِّنا له، وحبنا للرسول علامة من علامات صدق الإيمان، فقد ورد في الحديث ” لا يؤمِنُ أحدُكم حتى أكون أحَبَّ إليه من والدِه وولدِه ومن النّاسِ أجمعينَ ” كما جاءت روايات أخرى في هذا المعنى . قال ابن عبد السلام : ليست صلاتُنا على النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ شفاعة له، فإن مثلَنا لا يَشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بمكافأة مَن أحسن إلينا، فإنْ عجزنا عنها كافأْناه بالدعاء، فأرشدنا الله، لمّا علم عجزنا عن مكافأة نبيِّنا، إلى الصّلاة عليه .

وفي مدى مشروعيّة هذه الصلاة أقوال : أحدها أنّها تجب في الجملة بغير حصر ، لكن أقل ما يحصل به الإجزاء مرة، والثاني أنه يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد، والثالث تجب كلما ذُكر، والرابع تجب في مجلس، والخامس تَجِب في كل دعاء، والسادس تجب في العمر مرة، في الصلاة أو في غيرها، ككلمة التوحيد، والسابع تجب في الصلاة من غير تعيين المحلّ، والثامن تجب بعد التشهد، إلى غير ذلك من الأقوال.

وقال جماعة : إنها مستحَبّة وليست واجبة. والبحث في أدلّة هذه الأقوال وترجيحها يمكن الرجوع إليه في كتب السيرة والحديث .

وهذه الصلاة تؤدَّى بأية صيغة كانت، وأفضلها ـ كما قال كثير من العلماء هي الصلاة الإبراهيميّة التي تُقال بعد التشهد الأخير في الصلاة، لأن الأحاديث الصحيحة وردت في أنها هي التي علَّمها النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لأصحابه عندما سألوه عقِب نزول الآية المذكورة، وفي ألفاظ هذه الصلاة الإبراهيميّة خلاف يسير جاءت به الروايات .

والفوائد التي نَجنيها من فضل الصلاة على النبي أكثرها فوائد دينيّة تتعلق بمضاعفة الأجر والثواب، والأحاديث المرغبة فيها كثيرة ، منها قوله ” من صلّى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا ” رواه مسلم ، وقوله ” ما من أحد يُسلِّم عليَّ إلا ردَّ الله عليَّ رُوحي حتى أردّ عليه السلام ” رواه أبو داود ، وقوله ” أولى الناس بي يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاة ” رواه الترمذي وقال : حديث حسن . وقوله ” البخيل مَن ذُكِرْتُ عنده ولم يُصَلِّ عليَّ ” رواه الترمذي وقال : حسن صحيح .

هذا وقد قال النووي ” الأذكار ص120 ” : إذا صلّى أحد على النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فليجمع بين الصلاة والتسليم، ولا يقتصر على أحدهما، فلا يقل: صلّى الله عليه فقط ولا عليه السّلام فقط.

ويُسَنُّ عند الدعاء أن يبدأ بالحمد لله أو بتمجيده والثناء عليه ثم يصلِّي على النبي ثم يدعو ثم يختم بالصلاة عليه، والآثار في ذلك كثيرة .

معنى الصلاة على النبي ؟

صلاة الله على نبيه فسرت بثنائه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة عليه فسرت بدعائهم له فسرها بذلك أبو العالية كما ذكره عنه البخاري في صحيحه في مطلع باب {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} وقال البخاري في تفسير صلاة الملائكة عليه بعد ذكر تفسير أبي العالية قال ابن عباس: يصلون يبركون أي يدعون له بالبركة.

وفسرت صلاة الله عليه بالمغفرة وبالرحمة كما نقله الحافظ ابن حجر في الفتح عن جماعة وتعقب تفسيرها بذلك ثم قال:  (وأولى الأقوال ما تقدم عن أبي العالية أن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة وقال الحافظ: وقال الحليمي في الشعب: معنى الصلاة على النبي تعظيمه فمعنى قولنا ” اللهم صلى على محمد ” عظم محمداً والمراد تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته وإبداء فضيلته بالمقام المحمود وعلى هذا فالمراد بقوله تعالى: {صَلُّوا عَلَيْهِ} ادعوا ربكم بالصلاة عليه) .

وقال العلامة ابن القيم في كتابه جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام في معرض الكلام على صلاة الله وملائكته على رسوله : ” وأمر عباده المؤمنين بأن يصلوا عليه بعد أن رد أن يكون المعنى الرحمة والاستغفار قال: بل الصلاة المأمور بها فيها – يعني  الآية الواردة في سورة الأحزاب  }إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ } – هي الطلب من الله ما أخبر به عن صلاته وصلاة ملائكته.

ما صحة فضل الصلاة على النبي 1000 مرة ؟

الصلاةُ على النبي ، عبادة عظيمة الثواب وثبت الترغيب فيها ومن ذلك ما رواه الإمام مسل, وغيره، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله قال: من صلى عليّ واحدة، صلى الله عليه عشرًا.
وقد ورد في الصلاة على النبي ألف مرة في اليوم حديث لا يثبت، فقد وصفه الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب بكونه حديثًا منكرًا، ولفظه: مَنْ صلَّى عليَّ في يومٍ ألفَ مَرّةٍ، لَم يَمُتْ حتى يرى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ. ويقول الشيخ ابن عثيمين في “فتاوى على الدرب”: فإذا قال: الصلاة على الرسول مشروعة كل وقت، قلنا: صدقتَ، لكن لماذا تقيدها بألف، أين الدليل لك؟. انتهى.
فالإكثار من الصلاة على النبي مطلوب من غير التقيد بعدد معين مخافة الوقوع في الابتداع.

وهي أيضا ثناء عليه وإظهار لفضله وشرفه وإرادة تكريمه وتقريبه فهي تتضمن الخبر والطلب وسمى هذا السؤال والدعاء منا نحن صلاةً عليه لوجهين أحدهما أنه يتضمن ثناء المصلى عليه والإشادة بذكر شرفه وفضله والإرادة والمحبة لذلك من الله فقد تضمنت الخبر والطلب والوجه الثاني أن ذلك سمى صلاة منا لسؤالنا من الله أن يصلي عليه فصلاة الله ثناؤه لرفع ذكره وتقريبه وصلاتنا نحن عليه سؤالنا الله تعالى أن يفعل ذلك به “.

فضل الصلاة على النبي

وأما معنى التسليم على النبي صلى الله لعيه وسلم فقد قال فيه المجد الفيروزآبادي في كتابه:  ” الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر. ومعناه: السلام الذي هو اسم من أسماء الله تالى عليك وتأويله: لا خلوت من الخيرات والبركات وسلمت من المكاره والآفات إذ كان اسم الله تعالى إنما يذكر على الأمور توقعا لاجتماع معاني الخير والبركة فيها وانتفاء عوارض الخلل والفساد عنها ويحتمل أن يكون السلام بمعنى السلامة أي ليكن قضاء الله تعالى عليك السلامة أي سلمت من الملام والنقائص فإذا قلت اللهم سلم على محمد فإنما تريد منه اللهم اكتب لمحمد في دعوته وأمته وذكره السلامة من كل نقص فتزداد دعوته على ممر الأيام علواً وأمته تكثراً وذكره ارتفاعا” .

كيفية الصلاة على النبي

أما كيفية الصلاة على النبي فقد بينها رسول الله لأصحابه حين سألوه عن ذلك ، وقد وردت هذه الكيفية من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم, أذكر منها هنا ما كان في الصحيحين أو في أحدهما،

روى البخاري في كتاب الأنبياء من صحيحه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ” ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي فقلت بلى فأهدها إلي فقال: سألت رسول الله فقلت: يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله علمنا كيف نسلم قال قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

وأخرج أيضا حديث كعب بن عجرة في كتاب التفسير من صحيحه في تفسير سورة الأحزاب ولفظه: ” قيل يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد”. وأخرجه أيضا في كتاب الدعوات من صحيحه وقد أخرج هذا الحديث مسلم عن كعب بن عجرة رضي الله عنه من طرق متعددة عنه.

وأخرج البخاري في كتاب الدعوات من صحيحه عن أبي سعيد الخدري “قال قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف نصلي قال قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم” وأخرجه عنه أيضا في تفسير سورة الأحزاب.

وأخرج البخاري في كتاب الأنبياء من صحيحه عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك فقال رسول الله : ” قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وأخرج عنه أيضا في كتاب الدعوات بمثل هذا اللفظ، وأخرج هذا الحديث عن أبي حميد رضي الله عنه مسلم في صحيحه.

وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال. ” أتانا رسول الله ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله : ” قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم” .

فضل الصلاة على النبي

إنَّ الصلاة على النبي محمد -- هي من أعظم القربات وأفضل الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه. فهي عبادة تجمع بين تعظيم النبي الكريم والاعتراف بفضله ومكانته، وبين طلب الرحمة والبركة والرفعة له، ولهذا فإن “فضل الصلاة على النبي” قد احتلَّ مكانةً عظيمة في قلب كل مسلم محبٍّ للرسول. سنتناول في هذا المقال بيان فضل هذه العبادة، وأوقاتها، وحكمها، مع ذكر بعض الآيات والأحاديث النبوية الدالة على أهميتها، ونتطرق إلى عجائب ومعجزات هذه الصلاة، ثم نختم بذكر فوائدها العظيمة التي يحصل عليها المسلم بكثرة الصلاة على النبي محمد --.

إن “فضل الصلاة على النبي” كبير وعظيم، فهي طاعة أمر الله بها في كتابه العزيز حين قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]. ومن فضلها أنها سبب لرفع الدرجات وغفران الذنوب، قال النبي --: “من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشراً” (رواه مسلم). كما أنها سبب لرد التحية من الرسول نفسه، حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: “من صلى عليّ رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام” (رواه أبو داود).

أفضل صيغة للصلاة على النبي ؟

وهذه الكيفية التي علم أصحابه إياها عندما سألوه عن كيفية الصلاة عليه هي أفضل كيفيات الصلاة عليه وأكملها الصيغة التي فيها الجمع بين الصلاة على النبي وآله والصلاة على إبراهيم وآله

وممن استدل بتفصيل الكيفية التي أجاب النبي أصحابه بها الحافظ ابن حجر في فتح الباري فقد قال فيه (11/166) : ” قلت واستدل بتعليمه لأصحابه بالكيفية بعد سؤالهم عنها بأنها أفضل كيفيات الصلاة عليه لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف الأفضل.

ويترتب على ذلك لو حلف أن يصلي عليه أفضل الصلاة فطريق البر أن يأتي بذلك ثم ذكر أن النووي صوب ذلك في الروضة وذكر كيفيات أخرى يحصل بها بر الحلف ثم قال والذي يرشد إليه الدليل أن البر يحصل بما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه لقوله من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا فليقل: اللهم صلى على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم.. الحديث والله أعلم “.

هل كثرة الصلاة على النبي تقضي الحوائج؟

لا شك أن الصلاة على النبي سبب لتفريج الهموم، وقضاء الحوائج كلها، وقد قال لأبي بن كعب لما قال له: أجعل لك صلاتي كلها؟: ( إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك ) وهو حديث حسن، رواه الترمذي وغيره.
وقد ألف العلماء الأسفار المسفرة في فضائل الصلاة عليه ومزاياها، ولكننا لم نجد ما يدل على خصوصية أمر ما دون غيره من الحوائج.
وعلى هذا فإن الإكثار من الصلاة عليه لغرض تيسير أمر ما كالزواج مثلا لا شك داخل في عموم الحوائج، إلا أن تحديد ذلك بعدد معين، أوقدر معين، تخصيص فيما لم يرد الشرع فيه بالتخصيص، وهو من البدع الإضافية التي ينبغي اجتنابها والبعد عنها ما أمكن.
وحضور القلب في الذكر عموما، أعظم أجرا، وأبلغ أثرا من الذكر بمجرد اللسان، ولكن الذاكر بلسانه فقط دون استشعار المعنى له أجر إن شاء الله تعالى، وإن كان أجره أقل من أجر من ذكر بقلبه ولسانه معا.

وقد درج السلف الصالح ومنهم المحدثون بذكر الصلاة والسلام عليه عند ذكره بصيغتين مختصرتين إحداهما () والثانية (عليه الصلاة والسلام) وهاتان الصيغتان قد امتلأت بهما ولله الحمد كتب الحديث بل إنهم يدونون في مؤلفاتهم الوصايا بالمحافظة على ذلك على الوجه الأكمل من الجمع بين الصلاة والتسليم عليه .

يقول الإمام ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث: ينبغي له – يعني كاتب الحديث – أن يحافظ على كتبة الصلاة والسلام على رسول الله عند ذكره ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ومن أغفل ذلك حرم حظا عظيما – إلى أن قال -: وليتجنب في إثباتها نقصين: أحدهما أن يكتبها منقوصة صورة رامزا إليها بحرفين أو نحو ذلك والثاني أن يكتبها منقوصة معنى بأن لا يكتب (وسلم) وإن وجد ذلك في خط بعض المتقدمين انتهى محل الغرض منه.

أوقات الصلاة على النبي –

يمكن للمسلم الصلاة على النبي في كل وقت، لكن الصلاة على النبي مطلوبة بشكل خاص في أوقات محددة، منها:

  • أثناء الصلاة، خاصة في التشهد.
  • بعد الأذان، فقد قال النبي --: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ” (رواه مسلم).
  • يوم الجمعة، حيث قال رسول الله --: “أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة” (رواه أبو داود).
  • عند الدعاء، لأنها تفتح أبواب السماء وتزيد من استجابة الدعاء.

حكم الصلاة على النبي

الصلاة على النبي -- واجبة في مواضع ومستحبة في أخرى. فمن الواجبات:

أثناء التشهد في الصلاة، حيث لا تصح الصلاة بدونها يوم الجمعة. وأما المستحب، فهو أن يكثر منها المسلم في كل وقتٍ وحينٍ، لما فيها من الفضل الكبي

آيات وأحاديث في الصلاة على النبي

لقد وردت العديد من الآيات والأحاديث التي تبيّن “فضل الصلاة على النبي” وأهميتها، ومنها:

  • {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56].
  • حديث: “البخيل من ذكرت عنده ولم يصل عليّ” (رواه الترمذي).
  • حديث: “من صلى عليّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة” (رواه الطبراني).

من عجائب كثرة الصلاة على النبي

إن كثرة الصلاة على النبي تجلب من البركات والعجائب ما لا يمكن وصفه، ومنها:

  • تفريج الكروب والهموم، حيث ذكر الإمام ابن القيم أن الصلاة على النبي تزيل الغم وتفتح أبواب الفرج.
  • تحقيق الأمنيات وتقريب الحاجات، فالمسلم الذي يكثر من الصلاة على النبي يجد تيسيرًا في أموره.

ما صحة وقوع معجزات بسبب الصلاة على النبي ؟

المعجزة تكون للأنبياء فقط. والآن المعجزة لا يمكن أن تقع؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء. إنما إذا كان المقصد عن أثر ” الصلاة على النبي” فالأحاديث النبوية تؤكدها، كذلك نقل العلماء أن من داوم عليها لرفع بلاء أو لقضاء حاجة، فتح الله له ما أُغلق عليه. بالإضافة إلى القصص العديدة والمتداولة بين الناس ، ومنها أن أحدهم كان يعاني من ضيق رزق، فكان يكثر من الصلاة على النبي، ففتح الله له أبواب الرزق من حيث لا يحتسب.

5 من الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة على النبي

من أعظم الفوائد التي يحصل عليها المسلم من الصلاة على النبي:

  1. محبة النبي والقرب منه يوم القيامة.
  2. غفران الذنوب وتكفير السيئات.
  3. زيادة الحسنات ورفعة الدرجات.
  4. استجابة الدعاء، فهي من الأدعية التي لا ترد.
  5. فتح أبواب الخير والبركة.

خلاصة

في الختام، فإنَّ “فضل الصلاة على النبي” لا يمكن حصره في كلماتٍ معدودة، فهي من العبادات التي تحمل في طياتها معاني الحب والوفاء لرسول الله --، وتجلب لصاحبها من الفضل والبركات ما يعجز اللسان عن وصفه. فعلى المسلم أن يحرص على الدوام على هذه العبادة الجليلة، وأن يكثر من الصلاة على النبي في كل وقتٍ وحينٍ، رجاءً لرضا الله ونيل شفاعة الرسول الكريم.