فوائد الحج لا تعد ولا تحصى. فالحج فريضة من فروض الإسلام المقدسة، وهو أحد أهم الشعائر الدينية التي يجب على المسلمين القيام بها، والتي تحمل معاني عظيمة. فما هي فوائد الحج؟ وماهي فوائده وفضائله الدينيّة والدنيويّة؟ وما هي مكانة الحج في الإسلام؟ وماهو تأثيره على حياة المسلمين؟ وهل للحج أهمية في تحقيق الوحدة الإسلامية؟ وكيف يساعد وحدة المسلمين؟
فريضة الحج هي إحدى أركان الإسلام الخمسة، وتعتبر من أفضل الأعمال التي يقدمها المسلمون إلى الله عز وجل. ويهتم المسلمين بالحج لمكانة الحج في الإسلام ولما له من تأثير على حياة المسلمين.
في هذه المادة، نتناول فوائد الحج وفضله وثوابه، ونوضح أهمية هذا الركن العظيم في حياة المسلم، ونستعرض جملة فوائد الحج الدينية وفوائد الحج الدينية.
مكانة الحج في الإسلام
للحج مكانة عظيمة في الإسلام، و فوائد الحج كثيرة ومتعددة، حيث إنه الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو مدرسة يتربى فيها المسلم على الطاعة والتجرد لله والخروج من شهوات النفس ومتع الدنيا وزخارفها، كما تتعلم فيها الأمة كلها الترابط والاتحاد والتناصر وغير ذلك من الدروس.
يقول فضيلة الشيخ جاد الحق – رحمه الله – :قال الله تعالى {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين.فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين }[ آل عمران 96، 97 ]، وهذه الفريضة من أركان الإسلام الخمسة التي بينها الرسول صلوات الله وسلامه عليه في حديث ( بنى الإسلام على خمس )، وقد فرض مرة واحدة في العمر على كل مسلم ومسلمة، قال رسول الله ﷺ: “يا أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت ﷺ حتى قالها ثلاثًا ،ثم قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ـ ﷺ ـ لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم “.
والحج هجرة إلى الله تعالى استجابة لدعوته وموسمًا دوريًا يلتقي فيه المسلمون كل عام على أصفى العلاقات وأنقاها ليشهدوا منافع لهم على أكرم بقعة شرفها الله.
وعبادات الإسلام وشعائره تهدف كلها إلى خير المسلمين في الدنيا والآخرة، ومن هنا كان الحج عبادة يتقرب بها المسلمون إلى خالقهم، فتصفوا نفوسهم، وتشف قلوبهم فيلتقون على المودة، ويربط الإيمان والإسلام بينهم رغم تباعد الأقطار واختلاف الديار، إذ إن من أهداف الإسلام جمع الكلمة وتوجيه المسلمين إلى التدارس فيما يعينهم من شئون الحياة ومشاكلها اقتصادية واجتماعية.(1)
والحكمة من تشريع الحج أن القرآن والسنة يرشدان المسلم إلى أن يجعل حجه لله وحجه امتثالاً لأمره وأداء لحقه ووفاء لعهده وتصديقًا بكتابه. ومن أجل هذا وجب على الحاج أن يخلص النية لربه فيما يقصد إليه، وألا يبتغى بحجه إلا وجه الله تعالى.
ومن مظاهر الإخلاص في الحج وحسن النية أن يرد ما عليه من حقوق لأصحابها إن استطاع، والتوبة إلى الله بإخلاص مع الاستغفار، وتسليم الأمر إليه إن عجز عن الرد، وأن يترضى أهله، ويصل رحمه، ويبر والديه.
وفي الحج يظهر التجرد من الدنيا، حيث يضحي المسلم بماله ووقته وصحته، غير راغب في متاع من الدنيا، طامعا في كرم موالاه أن يرجعه بحج مبرور، وذنب مغفور.
وفي الحج تظهر وحدة الأمة وتماسكها، وأن المسلمين يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، فالكل يؤدي شعائر واحدة، ويتوجهون وجهة واحدة راجين القبول من الله تعالى .
وفيه المساواة ، ذلك المبدأ الإسلامي الرفيع، فلا فرق بين عظيم وحقير، أو كبير وصغير، فالكل سواء ، ولا تفاضل بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح.
وفي الحج تربية للنفس، وتهذيب لها، وترقيق للقلوب، بالانصياع لأوامر علام الغيوب، وستار العيوب، وخروجا عن عادات ألفتها، من حب الدنيا وشهواتها، واللهث وراءها ، فتتعلم النفس أن تكون عند حدود الله وقافة، طائعة ، راضية بما يقدر.
وفي الحج تجسميم لحضارة الإسلام، فيتذكر المسلم عند أداء الشعائر أبانا إبراهيم، وابنه إسماعيل،وأمنا هاجر، فيعلم أن المسلمين يرجع تاريخهم إلى أبي الأنبياء إبراهيم ، وغير ذلك من المعاني السامية التي يستشعرها الحاج خلال رحلة الشوق إلى الله تعالى.
ركن الإسلام الخامس: الحج
أمر الله عباده المسلمين المستطيعين بأداء فريضة الحج، فهو الركن الخامس من أركان الإسلام . وفوائد الحج تظهر على الإنسان المسلم في حياته الدينية والدنيوية، وقد جاءت السنة النبوية لتوضيح فوائد الحج وفضائله، إذ قال النبي ﷺ: “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
وترغب الشريعة الإسلامية بأن يؤدي المسلمون فريضة الحج، وذلك لأن خير الأعمال الذي يتقرب به الإنسان إلى الله هو الحج، لما لفوائد الحج من أهمية بعد الإيمان والجهاد في سبيل الله. فالحج هو طريق لغفران الذنوب، حيث يقول النبي ﷺ: “من حج فلم يرفث ولم يفسق يرجع كيوم ولدته أمه”.
الحج هو حجّ المسلمين السنوي إلى مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، كما أنه الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي، وفُرض تأديته مرة واحدة في العمر لمن يستطيع من المسلمين. الحج له طقوس وشعائر تؤدى، وتبدأ مناسكه وشعائره في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة الهجري، الشهر الثاني عشر من التقويم الهجري.
وقد فرض الله الحج على المسلمين في السنة التاسعة هجرياً (622 بعد الميلاد) بعد نزول الآية القرآنية “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا” (آل عمران : 97)، وللحج في الإسلام مواقيت زمنية ومكانية وأركان وواجبات ومحرمات.
7 فوائد للحج
فوائد الحج لا يمكن أن ينكرها أي إنسان مسلم مخلص لدينه، فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو رحلة كريمة ينتقل فيها المسلم ببدنه وقلبه إلى مكة المكرمة، البلد الأمين، للوقوف بعرفة والطواف ببيت الله الحرام، أول بيت أقيم في الأرض لعبادة الله تعالى.
ومن فوائد الحج نذكر مايلي:
- الحج مدرسة تربوية جامعة لكل أنواع العبادات، القلبية والفكرية والجسدية والمالية والاجتماعية.
- الحج غذاء روحي كبير، تمتلئ فيه جوانح المسلم خشية لله عز وجل، وعزماً على طاعته، وندماً على معصيته، وتنمو فيه عاطفة الحب لله ورسوله ﷺ ولمن نصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه.
- الحج تذكير للمسلم بضرورة التجرد الكامل لله عز وجل، حيث يتجرد الحاج عن وطنه وأهله وعمله وملبسه، ومعظم عاداته من طيب وقص وحلق، وغير ذلك.
- الحج تدريب على التقيد بنظام الإسلام عامة، فالحاج الذي يتقيد بأحكام الحج ومحظوراته، ويبادر إلى التكفير عن جنايات الإحرام، حري به أن يتقيد بأحكام الإسلام، ويحرص على التوبة والتكفير عن ذنوبه وخطاياه.
- الحج رابطة حب وتعارف وتعاون بين الحجاج من جميع أنحاء العالم، وتذكير بالوحدة الإسلامية، وذلك بتوحد المظهر والعمل والشعار.
- الحج تمرين على الحياة الجماعية المنظمة، وتدريب على تحمل المشقات ومفارقة الأهل والوطن، والتضحية بالراحة والدَّعَة في الحياة الرتيبة.
- الحج يجدد الأمل في نفس المؤمن ويبعده عن اليأس والقنوط، حيث يعود المسلم بعده أصفى قلباً، وأقوى عزيمة على الخير، وأبعد عن مغريات الشر.
فوائد الحج الدينية
فوائد الحج الدينية والدنيوية فيها الكثير من المنافع للناس، يقول الله عز وجل:{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}. سورة الحج: 27-28.
ومن فوائد الحج الدينية ومنافعه، أن في موسم الحج مغفرة الذنوب ومحوها، وفتح المسلم لصفحة جديدة في علاقته مع الله عز وجل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سَمعتُ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم يقولُ:” مَن حجَّ للهِ، فلم يَرفُث ولم يَفسُقْ، رجَع كيوم ولدَته أمُّه. صحيح البخاري: 1521.
ومن فوائد الحج الدينية تحصيل التقوى. يقول الله عز وجل:{ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} سورة الحج: 37.
ومن فوائد الحج الدينية التزود من الأعمال الصالحة كالصلاة في المسجد الحرام، والطواف حول الكعبة، والتعرض لنفحات الله عز وجل في عرفات، والهدي وهي أمور رتب الله عز وجل عليها أجورًا عظيمة.
ومن منافع الحج الدينية التعارف والتآلف والتعاون بين المسلمين على البر والتقوى، يقول الله عز وجل:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} سورة المائدة: 2.
ومن فوائد الحج الدينية تعلم الصبر في التعامل مع الناس واحتساب الأجر عند الله عز وجل، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال:”المؤمِنُ الذي يُخالِطُ الناسِ و يَصبِرُ على أذاهُمْ، أفضلُ من المؤمِنِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ ولا يَصبرُ على أذاهُمْ. صحيح الجامع: 6651.
فوائد الحج الدنيوية
مثلما يستفيد المسلم من فوائد الحج الدينية، يستفيد أيضا من فوائد الحج الدنيوية، فالحج كما يقال:”التجارة في الدنيا والأجر في الآخرة”.
والحديث عن فوائد الحج يقودنا للحديث عن موسم الحج في حد ذاته، ففيه منافع اقتصادية كثيرة تعود على بلد الحرمين الشريفين وتعود على الحجاج أيضا، فموسم الحج ينشط التجارة الداخلية في المملكة ويحقق فيه التجار وأصحاب العقارات والمركبات مكاسب تجارية، كما تستفيد أيضا شركات السياحة وشركات الطيران وغيرها من الشركات والمؤسسات المرتبطة بموسم الحج. كما أن مصاريف الحجاج أثناء موسم الحج تشمل: الأكل والشرب والسكن والتنقل والاتصالات والهدايا.
ولذلك فإن فوائد الحج الدنيوية ترتبط بموسم الحج كموسم تجارة عالمي، تجتمع فيه خيرات الدنيا ويتبادل الحجيج منافع التجارة ويعقدون الصفقات المربحة.
وكما أن التعارف بين الجنسيات المختلفة يعد إحدى فوائد الحج التي يتفيد منها ملايين الحجاج من كل أنحاء العالم، فإن فوائد الحج قد ترتبط أيضا بالمنافع الاقتصادية التي يُمكن للعرب والمسلمين أن يحصلوا عليها من موسم الحج، الذي يمكن أن يُسهم في زيادة حجم التجارة البينية العربية، ويُسهم في تشجيع المنتجات العربية والإسلامية. كما أن الاستفادة من موسم الحج تتم من خلال إنشاء صناعات عربية وإسلامية تتعلق بالمنتجات التي يحتاجها الحجاج لأداء المناسك ويقبلون على اقتنائها وشرائها كمستلزمات الحج للرجال ومستلزمات الحج للنساء وحقيبة الحج والهدايا وغيرها.
وحدة المسلمين في الحج
من فوائد الحج أنه يساهم في تعليم الأمة الترابط والاتحاد والتناصر والوحدة. كما يأتي تشريع الحج كتعليم للمسلمين خروجهم من شهوات النفس والتأثر بالدنيا وزخارفها.
فضل الحج كبير في الكتاب والسنة، حيث يظهر في بيان حكمة المشروعية التي أمر الله بها. ومن المنافع التي يحصل عليها المسلمون من الحج: تقوية صلة العبد بربه، وذكر الله في المشاعر، وتقبيل الحجر الذي هو يمين الله. كما يستفيد من المنافع أيضًا أهل مكة ويستجيبون لدعاء إبراهيم في تقديم الفوائد الدينية والدنيوية لهم.
كما أن فريضة الحج بيت الله الحرام من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلمون، وهو واجب على كل مسلم قادر على أدائه. فمن أدى الحج بشكل صحيح وكامل، فإن له ثواباً كبيراً عند الله، وذلك لأن الحج هو عبادة من عبادات الله الخاصة، وهو سبب لحصول المغفرة والعتق من النار.
ويعمل الحاج خلال فترة الحج على تصفية نفسه، وإرجاعها إلى مبدأ البساطة والتواضع، وإيمان بأمر الله والطاعة له، متغلِّباً على المخاوف والتحديات، ويرتدي الإحرام تذكيراً لنفسه بضرورة قصر الفخامة والزخرفة والتصوير الشخصي، والعودة لحالة العبودية والخضوع لله تعالى.
تأثير الحج على حياة المسلمين
يختلف تأثير الحج على حياة المسلمين بشكل شخصي واجتماعي، فهي فرصة للتقرب إلى الله والحصول على الغفران والثواب، كما أنها فرصة للتعارف بين المسلمين من مختلف دول العالم وتبادل الخبرات. كما يعد الحج أيضًا فرصة للتأمل والتفكر في معاني الحياة وغايتها، وطرح الأسئلة الروحية والفكرية، وهو عنصر أساسي لترسيخ القيم الإسلامية في نفوس المسلمين.
والحقيقة أن فوائد الحج الهائلة لا تقتصر على الفرد فقط، بل تمتد إلى المجتمع بشكل عام، حيث يساهم في توطيد العلاقات الاجتماعية بين المسلمين من جميع أنحاء العالم. يقوم المسلمون خلال الحج بالتفاعل والتواصل مع بعضهم البعض والتعرف على ثقافاتهم وتقاليدهم، مما يؤدي إلى تعزيز روح الأخوة والتعاون بين المسلمين.
بالإضافة إلى فوائد الحج بالنسبة للأفراد، يساهم الحج في تحفيز الاقتصاد بشكل كبير، حيث يزداد الاهتمام بالأسواق والمتاجر المحلية في مكة المكرمة والمدن المقدسة الأخرى. كما يعد الحج من الفرص الاستثمارية الضخمة للعديد من الدول التي تستقبل أعدادًا كبيرة من الحجاج بشكل سنوي.
أهمية الحج في تحقيق الوحدة الإسلامية
الحج يمثل واجبا دينيا مهما ومناسك إسلامية لكل مسلم بالغ وقادر. ومن فوائد الحج على الأمة الإسلامية أن الحج يعتبر عنصرا هاما لتحقيق الوحدة الإسلامية على المستوى العالمي. فلقاء المسلمين في مكان واحد قادمين من مختلف دول العالم، هو في حد ذاته وحدة للمسلمين الذين يشعرون بالانتماء لبعضهم البعض. يتجمعون في مكة المكرمة ويؤدون المناسك معا، بنفس اللباس ونفس المستوى لا فرق بين أحد منهم على الآخر، فيشعرون بأنهم إخوة من عائلة واحدة هي عائلة الإسلام.
ومن فوائد الحج أن الحج والوحدة الإسلامية سيان، الحج وحدة صغيرة، والوحدة الإسلامية كبيرة. فالوحدة الإسلامية جانب من جوانب الحج، والحج هو الاجتماع الديني العالمي للمسلمين، والمركز العالمي للتوحيد.
عندما نتحدث عن فوائد الحج، لا يمكن إغفال عنصر الوحدة الإسلامية، فالهدف الإلهي وراء بناء إبراهيم للكعبة كان إعداد مركز لأهل التوحيد يؤمه الناس من قريب وبعيد، وهيأ الله أسبابا تاريخية حول الكعبة لتنجذب إليها قلوب الناس، فيقصدوها جماعات وأفواجا، فبيت الله هو المركز الإسلامي إلى يوم القيامة، وهو مقر الاجتماع العالمي السنوي لكل مسلمي العالم.
لعل من أهم فوائد الحج هي اجتماعيته، فقد يبدو أن الحج يرتبط بالفرد، لكن بمجرد أن يطأ الحاج أرض المسجد الحرام يصبح الأمر مختلفا. فهو أهم عبادة إسلامية تؤدى كل سنة، وهو يقع في الشهر الأخير من التقويم القمري والمعروف بذي الحجة، وتؤدى شعائر الحج في بيت الله بمكة وبعض الأمكنة المحيطة بها. وتعتبر هذه العبادة جامعة لكل العبادات الأخرى، لأنها تحتوى على عدد من الجوانب العبادية، ومنها الجانب الاجتماعي، فهذا الجانب بارز بروزا كبيرا في عبادة الحج. ويؤدي الحج كل سنة أكثر من مليونين من الأفراد، وتؤدي هذه العبادة دور قوة توحيدية في الإسلام، بأنها تجلب اتباعا له من مختلف الجنسيات، ليجتمعوا معا في لقاء ديني.