المطر سر الحياة والعبرة من الخالق. فهل تأملت يوماً في أسرار المطر؟ وهل تأملت يوما في آيات المطر في القرآن الكريم؟ فالمطر ليس مجرد ماء يهطل من السماء، بل هو رسالة من الله تجسد الرحمة تارة والعذاب تارة أخرى. والمطر في القرآن الكريم ليس ظاهرة طبيعية فقط، بل هو رمز عميق يعبّر عن حياة الأرض وحكمة الله في التدبير.
هناك حقائق مدهشة عن المطر في القرآن الكريم: فالمطر يأتي كنعمة لإحياء الأرض ونمو النباتات، كما في قوله تعالى: {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}. لكن المطر في القرآن الكريم يأتي أيضاً كأداة للعقاب، مثل قوله: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ}.
فما الذي يجعلنا نتأمل في آيات المطر في القرآن الكريم؟ إدراك الفرق بين “المطر” و”الغيث” في القرآن يعمق فهمنا لعظمة البيان القرآني، حيث يعبر الأول غالباً عن العذاب، بينما يرمز الثاني إلى الرحمة والرجاء.
اغتنم فرصة نزول المطر لتردد دعاء النبي ﷺ: “اللهم صيباً نافعاً“، وتأمل في قدرة الله وحكمته، واستشعر نعمته التي تحيي القلوب قبل الأرض.
كم مرة ذكر المطر في القرآن الكريم؟
وردت كلمة “المطر” ومشتقاتها في حوالي 11 موضعاً في القرآن الكريم، بينما وردت كلمات أخرى مثل “الغيث”، و”الودق”، و”الطل” في مواضع مختلفة. ويعكس تكرار هذه الألفاظ أهمية المطر كظاهرة إلهية في حياة البشر ودوره في الكون.
يعد المطر أحد أعظم مظاهر الطبيعة التي تعكس قدرة الله تعالى وحكمته في تدبير الكون. فقد جعل الله المطر سبباً لاستمرار الحياة ووسيلة لإحياء الأرض بعد موتها، كما جعله أحياناً أداة للعذاب والقضاء على الظالمين. وقد ورد ذكر المطر ومشتقاته في القرآن الكريم في عدة مواضع، ليدل في بعضها على الرحمة والبركة، وفي بعضها الآخر على العقوبة والهلاك. إن التعمق في آيات المطر في القرآن الكريم يكشف عن الجوانب المتعددة لهذه الظاهرة، وما تحمله من معانٍ عميقة تتصل بحياة الإنسان وعلاقته بخالقه.
الفرق بين المطر والغيث في القرآن الكريم
تميز القرآن الكريم بين المطر والغيث، حيث أن لكل منهما استخداماً دقيقاً يعبر عن سياق معين.
المطر:
يُستخدم غالباً للإشارة إلى العذاب أو العقوبة.
مثال:
{فَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا} (النمل: 58).
الغيث:
يُستخدم في سياق الرحمة والنجدة.
مثال:
{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا} (الشورى: 28).
هذا التميز يعكس عظمة البيان القرآني ودقته في اختيار الألفاظ بما يناسب المعاني المختلفة.
أنواع المطر في القرآن الكريم
تتعدد أنواع المطر في آيات المطر في القرآن، ولكل نوع دلالاته وسياقه.
مطر الرحمة
يرتبط مطر الرحمة بالخير والبركة، كما في قوله تعالى:
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} (ق: 9).
هذا النوع من المطر يُحيي الأرض وينبت النباتات، وهو دليل على رحمة الله الواسعة.
مطر العذاب
يأتي مطر العذاب كأداة لتدمير القرى الظالمة، كما ورد في قوله تعالى:
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ} (الشعراء: 173).
وهذا النوع يبرز جانباً آخر من الحكمة الإلهية في إنزال المطر.
الغيث
الغيث يُطلق عادة على المطر النافع الذي يأتي في وقت الحاجة:
{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ} (الشورى: 28).
الغيث يعبر عن العطاء الإلهي الذي يجلب الخير والرخاء.
نعمة المطر في القرآن الكريم
يعد المطر أحد أعظم النعم التي أنعم الله بها على البشرية. فهو رمز للحياة والرخاء. و عن المطر في القرآن الكريم، أشار كتاب الله إلى أهمية المطر في عدد من المواضع، ليظهر أثره في إحياء الأرض وإنبات النباتات وشرب الإنسان والحيوان.
يقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ} (الأنعام: 99).
يشير هذا النص إلى العلاقة المباشرة بين نزول المطر وإنبات كل أنواع النبات التي يعتمد عليها الإنسان والحيوان.
في آية أخرى، فيما يتعلق بالمطر في القرآن الكريم، يربط القرآن بين المطر وتجدد الأمل:
{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا} (الشورى: 28).
الغيث هنا يمثل الرجاء بعد القحط واليأس، وهو من أهم معاني المطر في القرآن.
المطر في القرآن الكريم هو أيضاً وسيلة لإحياء الأرض بعد موتها، كما في قوله تعالى:
{فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (النحل: 65).
وهنا يتجلى المطر كرمز للحياة في أبهى صورها.
آيات المطر في القرآن الكريم
وردت كلمة المطر ومشتقاتها في عدة مواضع من القرآن الكريم، وجاءت في مواضع أخرى بألفاظ تفيد المطر مثل: الغيث والودق والماء والسماء والطل والوابل .
{ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً } النساء:102
{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} الأعراف: 84
{ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ } الأنفال: 32
{ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ } هود : 82
{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ } النمل:58
{ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورا } الفرقان: 40
{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ} الشعراء :173
{ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } الأحقاف: 24
{ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ } لقمان: 34
{ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } الشورى: 28
{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ } الحديد: 20
{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ } الأنفال : 9
{ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ } الكهف : 29
{ وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } الأحقاف : 17
{ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا } المرسلات : 27
{ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ } ق : 9
{ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون } الأعراف : 57
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا } الفرقان : 48
{ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُون * َأأنتم أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ } الواقعة : 68 -69
{ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } النمل : 60
{ يَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ } هود : 52
{ وأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ } الحجر : 22
{ وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } الأنعام : 99
{ ألم تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } الزمر : 21
{ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ۚ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ } غافر : 13
{ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ } الزخرف : 11
{ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } الجاثية : 5
{ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ } النحل : 10
{ وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } النحل : 65
{ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا } نوح : 11
{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ} إبراهيم: 32
{ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ } المؤمنون : 18
{ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا } النبأ : 14
{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الروم : 24
{ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } الروم : 48
{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } العنكبوت : 63
{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } البقرة : 22
{ إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } البقرة : 164
{ إذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ } الأنفال : 11
{ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ } الرعد : 12
{ ينزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ } الرعد : 17
{ ألم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ } النور :43
{ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَیۡهِ تُرَابࣱ فَأَصَابَهُۥ وَابِلࣱ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدࣰاۖ} البقرة: 264.
{ كَمَثَلِ جَنَّةِۭ بِرَبۡوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلࣱ فَـَٔاتَتۡ أُكُلَهَا ضِعۡفَیۡنِ فَإِن لَّمۡ یُصِبۡهَا وَابِلࣱ فَطَلࣱّۗ } البقرة: 265
نماذج من الآيات التي تتحدث عن المطر
آيات المطر في القرآن الكريم تأتي في سياقات مختلفة، تتراوح بين الإشادة بالنعم التي يحققها المطر، والتحذير من عاقبة نزول المطر كعذاب إلهي. المطر، بصفاته المتنوعة، ورد في القرآن بألفاظ متعددة، مثل المطر، والغيث، والودق، والطَّل، والوابل. هذه أهم السياقات التي تبين كيف يأتي المطر في القرآن الكريم:
في سياق النعمة والبركة
{هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (الشورى: 28).
تشير هذه الآية إلى الغيث أو المطر في القرآن الكريم يأتي كنعمة تأتي بعد القحط واليأس، مما يدل على رحمة الله بعباده.
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} (ق: 9).
يصف القرآن المطر هنا بالماء المبارك، ويشير إلى دوره في إنبات النباتات وإعطاء الخير الوفير للناس.
في سياق العقوبة والهلاك
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ} (هود: 82).
هنا يأتي المطر في القرآن الكريم كوسيلة للعقاب، حيث أرسل الله حجارة من سجيل على قوم لوط الذين عصوا أوامر ربهم.
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ} (الشعراء: 173).
تعبير “ساء مطر المنذرين” يدل على أن المطر في القرآن الكريم، الذي عادة ما يُرتقب كرحمة، قد صار أداة عذاب لأولئك الذين حادوا عن الحق.
دعاء المطر في الإسلام
حث الإسلام على الدعاء عند نزول المطر، لما فيه من خير وبركة، وهو وقت تُرجى فيه استجابة الدعاء. ومن الأدعية النبوية المأثورة:
عند نزول المطر:
- “اللهم صيباً نافعاً”.
- “اللهم اجعلها سقيا رحمة لا سقيا عذاب”.
عند سماع الرعد:
- “سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته”.
عند انقطاع المطر:
- “اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا”.
- الدعاء أثناء المطر يعبر عن اعتراف المؤمن بفضل الله وحاجته المستمرة لرحمته.
ما هو الدعاء المستحب عند نزول المطر؟
وقت المطر يُعد من أوقات استجابة الدعاء. ومن الأدعية المأثورة عن النبي ﷺ:
“اللهم صيباً نافعاً”.
“اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين”.
ويُستحب الإكثار من الاستغفار والابتهال إلى الله في هذا الوقت لما فيه من بركات ورحمة.
الدعاء عند اشتداد المطر
كان ﷺ إذا اشتد المطر قال : ( اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا ، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ) رواه البخاري (1014) .
وجاء في صحيحي البخاري ومسلم، عن أنس رضي الله عنه قال:دخل رجلٌ المسجدَ يوم جمعة، ورسولُ الله ﷺ قائمٌ يخطب، فقال: يارسولَ الله! هلكتِ الأموالُ وانقطعت السُّبُل، فادعُ الله يُغثنا، فرفعَ رسولُ الله ﷺ يديْهِ ثم قال: “اللَّهُمَّ أغِثْنا، اللَّهُمَّ أغِثْنا، اللَّهُمَّ أغِثْنا” قال أنس: والله ما نرى في السماء من سَحاب ولا قَزْعَةٍ، وما بينا وبين سلع ـ يعني الجبل المعروف بقرب المدينة ـ من بيت ولا دار
فطلعتْ من ورائه سحابةٌ مثل الترس، فلما توسطت السماءَ انتشرتْ ثم أمطرت، فلا والله ما رأينا الشمس سَبْتًا، ثم دخلَ رجلٌ من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسولُ الله ﷺ قائمٌ يخطبُ، فقال: يا رسول الله! هلكتِ الأموالُ وانقطعتِ السُّبلُ، فادع الله يُمسكها عنّا، فرفعَ رسولُ الله ﷺ يديه ثم قال: “اللَّهُمَّ حَوَالَيْنا ولاَ عَلَيْنا، اللَّهُمَّ على الآكام وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأوْدِيَةِ ومَنَابِتِ الشَجَرِ” فانقلعتْ وخرجنا نمشي في الشمس.
هذا حديث لفظه فيهما، إلا أن في رواية البخاري “اللَّهُمَّ اسْقِنا” بدل “أغِثْنا” وما أكثر فوائده.
خلاصة
إن آيات المطر في القرآن الكريم تقدم صورة شاملة عن هذه الظاهرة الطبيعية التي تحمل في طياتها معاني الرحمة والعذاب، الحياة والموت. فهي تذكر الإنسان بقدرة الله وتحثه على التأمل في آياته العظيمة. كما يظهر من القرآن أن المطر نعمة تستوجب الشكر ووسيلة للتأمل في عظمة الخالق، ما يجعل المؤمن دائماً على اتصال بربه عبر الدعاء والاعتراف بفضله.