درج كثير من الباحثين، وهم بصدد تناول الفلسفة وقضاياها، على أن يروا الحكمة مرادفةً للفلسفة، وأن يعرِّفوا الفلسفة من خلال الحكمة لاسيما في جانبها اللغوي؛ مع أن المسألة عند التحقيق قد لا تبدو هكذا.
ونلاحظ ابتداءً أنه بينما وردت كلمة “الحكمة” في التراث العربي والإسلامي، فقد غابت كلمة “الفلسفة” عنه، ولم يعرفها العرب إلا مع عصر الترجمة وازدهارها.
في مفهوم الفلسفة
والفلسفة في أصلها اللغوي بمعنى حب الحكمة أو إيثار الحكمة ؛ لأنها كلمة يونانية مكونة من “فيلا”: بمعنى الإيثار، و”سوفيا”: بمعنى الحكمة؛ فمعناها: إيثار الحكمة، أو حب الحكمة.
وأما في الاصطلاح فما أكثر تعريفاتها والاختلاف حولها ؛ لكن “أندريه كريسون” يوجز هذا التعدد والاختلاف فيقول: “الفلسفة بمعناها الخاص قد دارت- ولا تزال تدور- حول طائفتين أساسيتين من المسائل:
1– المسائل النظرية : ما الكائن؟ ما أصله؟ ما المصير الذي ينتظره هو وما تفرَّع منه؟ أفي طوق العقل الإنساني أن يضع حلولاً لهذه المسائل، أم إن ذلك في حكم المستحيل؟ وهذه المسائل تعتبر مسائل ميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة).
2- المسائل العملية : كيف يجب أن يكون مسلكنا في الحياة؟ كيف نربي الناشئين تربية حسنة؟ ماذا يجب للقيادة حتى تسير على النهج المستقيم؟ وهذه المسائل عليها تتوقف الأخلاق.. أو تُستمد هي من الأخلاق”([1]).
فالفلسفة إذن لها جانب علمي وآخر عملي، وهي في جانبها الأول تتسع لمعارف متعددة.
في مفهوم الحكمة
وأما الحكمة في اللغة من مادة (حكم)؛ والْحَاءُ وَالْكَافُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْمَنْعُ. وَأَوَّلُ ذَلِكَ الْحُكْمُ، وَهُوَ الْمَنْعُ مِنَ الظُّلْمِ. وَسُمِّيَت حَكَمَةُ الدَّابَّةِ لِأَنَّهَا تَمْنَعُهَا، يُقَالُ حَكَمْتُ الدَّابَّةَ وَأَحْكَمْتُهَا. وَيُقَالُ: حَكَمْتُ السَّفِيهَ وَأَحْكَمْتُهُ، إِذَا أَخَذْتَ عَلَى يَدَيْهِ. وَالْحِكْمَةُ هَذَا قِيَاسُهَا؛ لِأَنَّهَا تَمْنَعُ مِنَ الْجَهْلِ([2]). فالحكمة مانعة من الجهل، الذي هو أعم من عدم العلم.
وقد تعدد المقصود من الحكمة في الاصطلاح، وأجمل صاحب (الكليات) هذا التعدد فقال: “الْحِكْمَة هي العَدْل والْعلم وَالْحكم والنبوة والقرآن والإنجيل: وَوضع الشَّيْء فِي موضعه، وصواب الأمر وسداده. وفي عرف العلمَاء: هي استعمال النفس الإنسانية باقتباس العلوم النظرية واكتساب الملكة التامة على الأفعال الفاضلة قدر طاقتها.
وقال بعضهم: الحكمة هي معرفة الحقائق على ما هي بقدر الاستطاعة، وهي العلم النافع المعبر عنه بمعرِفة ما لها وما عليها المشار إِليه بقوله تعَالَى: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}. وإفراطها: الجربزة: وَهِي استعمال الفكر فيما لا ينبغي كالمتشابهات، وعَلى وجه لا ينبغي كمخالفة الشرائع. وتفريطها: الغباوة التِي هي تعطيل القوة الفكرية والوقوف عن اكتساب العلم. وهذه الحكمة غير الحكمة التي هي العلم بالأمور التي وجودها من أفعالنا، بل هي ملكة تصدر منها أفعال متوسطة بين أفعال الجربزة والبلاهة”.
ثم أورد الكفوي بعض الآيات التي جاء فيها ذكر الحكمة، مبينًا أنها تتراوح بين معنى القرآن والسنة والنبوة والفهم والعلم. فقال: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} أَي: السّنة، ذكره قَتَادَة؛ وَوجه الْمُنَاسبَة أَن الْحِكْمَة تنتظم الْعلم وَالْعَمَل، كَمَا أَن السّنة تنتظم القَوْل وَالْفِعْل. {وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ} يَعْنِي: مواعظ القرآن. {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} يعني الْفَهم وَالْعلم. {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} يَعْنِي النُّبُوَّة. {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} يَعْنِي بِالْقُرْآنِ. وَجَمِيع هَذِه الْوُجُوه عِنْد التَّحْقِيق يرجع إِلَى الْعلم. وَأكْثر أهل الْعلم على أَن الْحِكْمَة لَيست للْعلم الْمُجَرّد، بل للْعلم مَعَ زِيَادَة مُبَالغَة فِيهِ، أَو للْعلم مَعَ الْعَمَل([3]).
وقد تَرِدُ الحكمة بمعنى مقابِلٍ لإصابة النبوة. جاء في فتح (الباري): “قَوْله (الْحِكْمَة) قَالَ البُخَارِيّ الْحِكْمَة الْإِصَابَة فِي غير النُّبُوَّة”([4]).
إذن الحكمة ترتبط بالعلم العميق ذي الخبرة، وبالعلم الذي يصحبه العمل؛ وهي حسب المفهوم القرآني تعني الهداية الربانية؛ نبوةً أو كتابًا أو سنةً.
الغرب تاه عن الحكمة والفلسفة!
في كتابه المهم (الفلسفة الحديثة في الميزان) يشير الدكتور محمد بن فتح الله بدران، إلى أن “الفلسفة” في أصلها تأتي بمعنى “الحكمة” التي هي أمر خارج عن البيئة الغربية؛ لأن الحكمة أصلها من الشرق، ثم انحرف مسارها في الغرب، وما يوجد هناك يمكن أن يسمَّى فكرًا أو رأيًا أو اتجاهًا، لكنه ليس حكمة ولا فلسفة.
فيقول: عرف اليونان أن هناك حكمة، وأن هناك حكماء، ولكنهم لم يستطيعوا أن يحصِّلوا الحكمة ولا أن يكونوا من الحكماء؛ بل كانت غاية جهدهم ومنتهى ما وصلت إليه جهودهم أن أحبوا الحكمة، وكانوا بذلك فلاسفة، أي أنهم كانوا فقط محبين للحكمة.
ثم يطرح هذا التساؤل: فأين كانت الحكمة؟ ومن هم الحكماء؟ ثم و ما هي الحكمة ؟ ويجيب: لا بد إذن أن تكون الحكمة حيث سافر فلاسفتهم، وحيث تعلم علماؤهم ومحبو الحكمة منهم، وحيث تتلمذ كبارهم وأعلامهم.. في الشرق ، في بلاد العروبة، في مصر وجامعات مصر القديمة، آمون وعين شمس. ولا بد أن يكون الحكماء هم الذين سافر اليونان إليهم، أو تعلموا منهم، أو تطعلوا إليهم، وأحبوا أن يكونوا مثلهم، وهم أساتذة الدنيا: أنبياء العرب، وحكماء العرب، وكهنة مصر القديمة، وأساطين الشرق.
ويوضح هذا الانتقالَ من الشرق إلى الغرب، فيقول: انتقلت الفلسفة إذن من الشرق إلى اليونان قديمًا، كما انتقلت من الغرب إلى الشرق حديثًا لما مال ميزان الشرق؛ لأن الفلسفة في أصالة وعمق هي شمس المعرفة، وطريق الحق؛ وكلاهما لا يكون إشراقه الأصيل إلا من الشرق.
ثم يذكر د. بدران أن الحكمة أخذت تنتقل مع الناس ومع الزمن؛ تَسلم حينًا، وتلاقي أحيانًا أشد المحن، تعلو تارة وتهبط تارات، وتنتصر كرة وتنهزم كرات، وتسهل مرة وتتعقد مرات؛ وكانت في علوها وانتصارها وسهولتها مرتبطة دائمًا بالإنسان كله؛ بالإنسان كطبيعة، وبالإنسان والطبيعة، وبالإنسان وما بعد الطبيعة؛ لأن نظرتها شاملة، ودائرتها واسعة..
ثم رصد د. بدران ما طرأ على الفلسفة من تحول؛ بحيث ابتعدت عن الدين، وصارت تبعًا لذاتِ صاحبِ كلِّ فكر، أو تحولت لشيء من العبثية؛ فيقول: أخذ لفظ الفلسفة يتسع ويضيق، مع كل بيئة، وفي كل ثقافة، وحول كل معرفة.. لكن لفظ الفلسفة كان يحاول أن يكون دائم الارتباط بالدين، دائم الاستمساك بالخلق والسلوك، والمجتمع والدولة والإنسانية، دائم النظرة الفاحصة الشاملة، بعيدًا عن المشاهدة العاجلة والملاحظة المرتجلة، بعيدًا عن التجريب والمعمل.. بعيدًا البعد كله عن الفردية، والأنانية، والآلية؛ إلا في بعض الآراء والأفكار التي شاع بعض أفرادها، أنهم: “عندية”، يقول الواحد منهم “عندي” ولا غير، وهذا هو المقياس عنده لكل شيء.. أو “عنادية”، يعاند الواحد منهم في كل عمل أو فكر، وينكر بمقياسه العنادي كل شيء.. أو “لا أدرية” يتوقف الواحد منهم، ويقول لا أدري؟ هل هذا خير أو شر؟ ويشك بمقياسه في كل شيء.
ويتابع: ثم شاعت هذه المقاييس وانتشرت كلها أو بعضها في كل فرد، وكل فكر في الغرب في الزمان المتأخر، وكان مردها إلى “السفسطة” في اليونان، في زمانهم المبكر. فهل يمكن أن يطلق على ما يقول الغربيون- من يوم نهضتهم- إنه فلسفة؟ وهل فيه حب؟ وهل فيه حكمة؟ وهل فيه خلق إنساني شامل؟ وهل فيه بناء آدمي كامل؟ وهل فيه النظر الدقيق، والرباط الوثيق، والعمق العميق؟ اللهم لا. قل إذن: إنه فكر، ورأي، وعلم، واتجاه، ونظر، وكلام.. ولا تقل إنه: فلسفة، ولا تقل إنه حكمة، ولا تقل إنه حب للحكمة([5]).
ولعل البعض قد لا يتفق مع هذه الرؤية ويراها شديدة القسوة على ما عرفه الغرب من “فلسفة”.. لكن يهمنا أن نلاحظ في هذه الرؤية ما ذهبت إليه من ردِّ الفلسفة الغربية إلى الحكمة الشرقية، ومن أن الحكمة الشرقية كانت نابعة من خلاصات الأنبياء وتجارب الحكماء بل والكهنة، أي أنها ذات طابع ديني.. ثم طرأ عليها التحول كما فصَّل د. بدران.
ولعل هذا يتفق مع الإشارة السابقة من ورود “الحكمة” في التراث العربي والإسلامي– قبل التأثر بالترجمات- وعدم ورود “الفلسفة” في هذا التراث.
بين النبي والفيلسوف
وفي رؤية متميزة أخرى، تتبعتْ الجذور والتأثيرات، أورد الدكتور عبد الحميد إبراهيم في موسوعته المهمة (الوسطية العربية)، أقوال المفسرين في المراد من “الحكمة” كما جاءت في القرآن الكريم– وقد سبقت الإشارة لأهمها- ثم قال: ومن الممكن أن نلتمس بين هذه الأقوال شيئًا مشتركًا؛ فالحكمة في النهاية ترتد إلى ذلك التيار السامي، الذي جاء به الأنبياء، وتمثَّل في تلك الأديان السماوية، وشرحت تعالميه الكتب المقدسة. فالحكمة هي تلك النظر السامية، والتي هي “منحة ونور من الله تعالى”، كما قال مالك. وهي بذلك تختلف عن الفلسفة التي تنتمي إلى الحضارة الإغريقية وتقوم على العقل والمبادئ الكلية والبحث عن الأسباب، وتُعلي من القدرات البشرية التي تستطيع وحدها الوصول إلى الحقيقة والانتصار على الطبيعة.
ويبين عبد الحميد إبراهيم أن أهم ما تركته تلك الحضارة في الجانب الفكري هو ذلك التركيب الفلسفي الذي يقوم على الجدال والحوار، وذلك البناء المنطقي الصوري الذي يُخضع كلَّ شيء للأشكال الذهنية. إن “الفيلسوف” أو المنطقي في تلك الحضارة، يحتل الدرجة الأولى، التي يحتلها “النبي” أو الوحي في حضارة أخرى.
ويوضح د. عبد الحميد أن هذا الفكر الغربي أثّر في فلاسفة العرب، فهم تيار إغريقي في ثياب عربية، أو كما يقول ابن خلدون إنهم قلدوا أرسطو “حذو النعل بالنعل. وحاول هؤلاء الفلاسفة أن يقوموا بعملية تلفيقية أو يجمعوا بين تيارين مختلفين، في المنهج وفي نقطة البداية؛ وأن يوفّقوا بين الدين والفلسفة. وهذا التلفيق يسيء إلى التيار الديني بوجه خاص، ويفرّغه من محتواه؟ لننظر كيف فسّر إخوان الصفا “التوكل” بأنه “طيب النفس بما يجري عليها من المقادير، وجريان المقادير هو موجبات أحكام النجوم، والقضاء هو علم الله السابق بما توجبه أحكام النجوم”. فالتوكل- وهو منهج إسلامي يعني الاستسلام للمطلق ويتميز بالحركة والسكينة- ينتهي عندهم إلى الخضوع لعلم الفلك؛ وعلم الله وقدرته يرتبطان في النهاية بعلم التنجيم!!
ثم يرصد د. عبد الحميد إبراهيم ما وقع فيه “تيار الفلاسفة” من أخطاء، وما قابَلَه من “تيار الصوفية” في الاتجاه المضاد؛ موضحًا أن الوسطية العربية تقف موقفًا وسطًا بينهما، لكن بمفهوم خاص عن “الوسطية” يغاير “وسطية أرسطو” التي تشبه النقطة الرياضة أو الحياد التام بين موقفين.
فيقول: كان هذان التياران أهم التيارات الغريبة التي تسللت إلى الحضارة العربية، وكان كل تيار يعد انفلاتًا عن الوسطية العربية؛ فتيار الفلاسفة يضخم العقل ويبرز دور الإنسان لدرجة الغرور والتجبر، وتيار غلاة الصوفية يضخم القوة المطلقة ويلغي العقل والجانب البشري. ووقف أنصار الثقافة العربية الخالصة من هذين موقفَ العداء وأخذوا يناقشونهما بكل ثقة واعتزاز، وبدافع من مقياس الوسطية العربية التي لا تركز على النفي- أي نفي الطرفين المتقابلين- ولا تركز على مجرد الانتقاء؛ بل تجمع بين الأصلَيْن كما يرشد الغزالي؛ حين يرد على الفلاسفة وعلى الباطنية؛ مقرِّرًا أن التصوف بمعناه الحقيقي هو الطريق الصحيح؛ وذلك أن يقر بإثبات طور وراء العقل، تتفتح فيه عين، يدرك بها مدركات خاصة والعقل معزول عنها”.
ويسمي هذا طريقَ النبوة؛ وليس معناه إلغاء العقل؛ فمن كمال النبوة صحة الجسم والعقل كما قالوا، وإنما معناه أن يجمع بين العقل والوحي، ولا يلغي أحدهما على حساب الآخر. وبتعبير الغزالي في (الإحياء): “لا غنى بالعقل عن السماع، ولا غنى بالسماع عن العقل؛ فالداعي إلى محض التقليد مع عزل العقل بالكلية جاهل، والمكتفي بمجرد العقل عن أنوار القرآن والسنة مغرور؛ فإياك أن تكون من أحد الفريقين، وكن جامعًا بين الأصلين؛ فإن العلوم العقلية كالأغذية، والعلوم الشرعية كالأدوية؛ والشخص المريض يستضر بالغذاء متى فاته الدواء”([6]).
فـ الحضارة الإسلامية لها طبيعة متميزة، إذ تُعْلي مكان “النبي” فوق “الفيلسوف”، وتنظر للحكمة كهداية مستمَدة من الهداية الربانية دون التنكر للعقل.. بخلاف التجربة الغربية.
الحكمة أكثر تعبيرًا عن تراثنا
إذن من خلال هذا التطواف في معنى الحكمة في اللغة وفي الاصطلاح، ومن خلال تتبع مسيرتهما وتأثيرهما، يتضح أن الحكمة تفارق الفلسفة، فهما نموذجان معرفيان متغايران، وأن الحكمة أكثر تعبيرًا عن التراث الشرقي في امتداده وأصوله.. كما تبيَّن أن اختلاف هذين المفهومين وثيقُ الصلة بما عُرف من نزاع بين الدين والفلسفة، ويكشفُ عن تلفيقية المحاولات التي أرادت الجمع بينهما دون أن تدرك المفارقةَ بين طبيعة كل منهما، والتفاوتَ بين منطلقهما..
([1]) المشكلة الأخلاقية والفلاسفة، أندريه كريسون، ترجمة عبد الحليم محمود وأبو بكر ذكري، ص: 11، 12.
([2]) مقاييس اللغة، ابن فارس، 2/ 91.
([3]) معجم الكليات، الكفوي، ص: 382.
([4]) فتح الباري، ابن حجر، 1/ 107.
([5]) الفلسفة الحديثة في الميزان، د. محمد بن فتح الله بدران، ص: 95- 98.
([6]) الوسطية العربية، د. عبد الحميد إبراهيم، 1/ 214- 218، و256- 282 باختصار.