قالت د. منال خضر، مستشارة أسرية وتربوية، إن الخطاب الديني عليه دور كبير في مواجهة التحديات التي تقع على المرأة والأسرة؛ وذلك بتقديم خطاب واعٍ راشد، يدافع عن المرأة ويمكِّن لها؛ ضد سلوكيات المجتمع الخاطئة، والهجمة الغربية الوافدة؛ لافتة إلى أننا في مواجهة صعوبات الحياة نحتاج إلى الإيمان بالله تعالى، وتطوير الذات، وتقبل الاختلاف.

وأوضحت المستشارة الأسرية والتربوية أن التحديات التي تواجهها المرأة كثيرة، ومنها حق المرأة في اختيار هويتها والعيش في ظلال مبادئها والالتزام بها، والتعامل مع المرأة كونها جسدًا وليس إنسانًا مبدعًا له عقل وفكر، ونظرة المجتمع للمرأة المحجبة، إضافة إلى مشكلات الجهل والفقر والمرض، وثورة التكنولوجيا والعولمة وتحول العالم إلى قرية صغيرة، وترسانة المفاهيم والقوانين الغربية التي تستهدف المرأة وتعمل على تفكيك الأسرة.. فإلى الحوار:

من واقع تجربتكم في شئون الأسرة والمجتمع، ما أهم الصعوبات التي تخص الحياة الأسرية؟

الصعوبات التي تخص الحياة الأسرية وتواجه مسيرتها، كثيرة ومتشعبة في جوانبها.. لكن يمكن الإشارة إلى أهمها، وهي:

  • غياب الدين: أصل الزواج أن يكون على (كتاب الله وسنة رسوله)؛ فالدين أول أساس قامت عليه أركان الأسرة، وإذا كان الأساس سليمًا سكنت المودة والرحمة في البيوت؛ أما إذا غاب الدين فيحضر الشجار والشقاق وتسكن الشياطين البيوت، وتزلزل أساس البيت وتعرضه للانهيار والسقوط!
  • اختلاف البيئة الاجتماعية: فاختلاف البيئات والعادات والتقاليد يؤثر على سلوكنا وطباعنا. وللتربية الأسرية الأثر الأكبر على السلوك وأيضًا العوامل الوراثية. كلٌّ من الزوجين من بيئة مختلفة وعائلة مختلفة وثقافة مختلفة، وأمام هذه التعدد والتنوع يصبح الحل في أن يتقبل كلا الطرفين الاختلاف بينهما، وفي محاولة التنازل وقبول الطرف الآخر على عِلاّته كي تستمر الحياة! فأنا كمستشارة أسرية قابلت الكثير من المشاكل التي وصلت إلى الطلاق بعد سنوات طويلة من الحياة الزوجية؛ وذلك لعدم قدرتهم على تقبل الاختلاف.
  • التكافؤ بين الزوجين: والتكافؤ ليس ماديًّا فقط، ولكنه مادي وثقافي وتعليمي وأسري؛ لأن انعدام التكافؤ يؤدى إلى مشاكل أسرية يصعب حلها وتتسبب في الطلاق.
  • الحالة الاقتصادية: فمن أهم سمات هذا العصر التضخم والحالة الاقتصادية الصعبة لمعظم فئات المجتمعات.
  • ولخطورة هذا الأمر على الإنسان عمومًا، استعاذ النبي من الفقر؛ فقال: “اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر. وجاء عن علي بن أبي طالب قوله: لو كان الفقر رجلاً، لقتلته. وكان سعد بن عبادة يقول في دعائه: اللهم إني لا أصلح للفقر، ولا يصلح الفقر لي. فضعف الحالة الاقتصادية للأسرة يؤجج المشكلات بين الزوجين، ويدفع الأب والأم إلى الغياب لفترات طويلة في العمل؛ فتغيب جلسات التواصل الأسري، ويُحمَّل جانب التربية للأبناء، أو يُترك الأبناء للخادمة أو وسائل التواصل والأجهزة الإلكترونية أو الأصحاب أو الأقارب!
  • مشاكل تربية الأبناء: وتبدأ تحديات تربية الأبناء منذ ولادة أول طفل في الأسرة، ولأسباب كثيرة منها اختلاف منهج التربية بين الأب والأم، وتوزيع الأدوار بينهما، والتركيز على تربية الأطفال، وهل تؤدي مشاكلهم إلى إهمال العلاقة النفسية والتواصل الزوجي بين الأب والأم؛ فتبدأ الأسرة في المعاناة من التوتر والعصبية وارتفاع الصوت والنقد الدائم بين الزوجين.
  • عمل المرأة: ففي ظل التضخم وغلاء الأسعار صار عمل المرأة رافدًا أساسيًّا من روافد اقتصاد الأسرة، وأصبح من المعتاد أن تغيب الأم عن الأسرة لفترات طويلة من اليوم، ثم تعود مجهدةً صحيًّا وجسديًّا ونفسيًّا، ليس لديها إلا فائض جهدها لتعطيه للزوج والأبناء من الإشباع العاطفي والاستقرار النفسي للأسرة.. ونحن نعلم أن (أم مجهدة وغير سعيدة = أسرة غير سعيدة).

علينا أن نتعامل مع المرأة كإنسان مبدع له عقل وفكر بعيدًا عن النظر المتدنية

  • عدم القدرة على إشباع الحاجات: وهنا أتحدث عن جميع الحاجات (الاقتصادية- النفسية- التربوية- الجنسية)؛ فكلنا نعلم أن حرمان أحد أفراد الأسرة من احتياجاته الإنسانية وعدم قدرة الآخرين على إشباعها، يتسبب في صناعة شخص مضطرب، غير مستقر، يتصرف بعنف وعند، ويمكن أن يضر نفسه ويضر الآخرين.
  • فَهْم القوامة الخاطئ: فنسمع الكثير من الأزواج وهو يقول أنا صاحب القوامة في هذا البيت! وللأسف تفسيرهم للقوامة يعني إقصاء الزوجة والأبناء، وإلغاء شريك الحياة، وحرمان الأسرة من خبراتها ومهارتها، وهي الزوجة، ومن الشهادات العلمية التي حصلت عليها؛ فلا يشرك الزوج زوجته في قراراته، ولكن يشركها في تبعات هذه القرارات! وتحمل المسؤولية معه، بل والبحث عن حلول لمواجهة سائر قراراته من خلال الذمة المالية للزوجة!
  • الذمة المالية للزوجة: بعض الأزواج يتعامل مع الزوجة وذمتها المالية على أنهما ملك له؛ فيحاسب الزوجة على راتبها الشهري للعمل، وينصِّف معها نفقات البيت لكي يسمح لها بالعمل، ويعرض عليها النفقة على ملفات في الأسرة، ويحاسبها إذا أخرجت صدقة دون الأسرة!! متناسيًا أن الشرع الحنيف جعل للزوجة ذمة مالية خاصة بها.. فهذا السلوك الخاطئ من الزوج يضع الزوجة تحت ضغط دائم، وشعور بالحزن والألم النفسي، ويوتر العلاقة الزوجية مع الزوج.
  • تدخل الأهل والأقارب: من أهم أسباب فشل العلاقات الزوجية تدخل الأقارب، وخاصة الوالدين، في الحياة الزوجية، وعدم ترك الزوجين لبناء شخصية أسرتهما المستقلة، وخوض تجربتهم الوليدة حتى تقوى ويتعرف كلا الزوجين على بعضهما بهدوء.
  • صراع السلطة والقيادة بين الزوجين: فمن ناحية نرى رجلاً يفهم القوامة بشكل غير صحيح، ويدَّعي ذلك للإسلام.. ومن ناحية أخرى نرى امرأةً متأثرة بما يقال عن حرية المرأة وعن النسوية، وترفض واجبات ومسئوليات الأسرة.. فهنا يحدث الصراع على القيادة، وقد تتفسخ الأسرة!!

هل التعامل مع صعوبات الحياة يحتاج إلى مهارات نفسية فقط؟

من المؤكد أن التعامل مع صعوبات الحياة يحتاج إلى مهارات نفسية عالية، وبناء علاقات إنسانية سليمة، وقدرة نفسية عالية تمكن من تقبل الاختلاف مع الآخر واستيعابه في إطار أسري؛ ولكن الصحة النفسية فقط لا تكفي لمواجهة مصاعب الحياة.. نحن نحتاج إلى عقيدة سليمة وإيمان قوي بالله تعالى، يمدنا بالأمل وعدم اليأس أمام المصاعب والإخفاقات؛ يقول جل جلاله: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (سورة يوسف: 87). وقال : “عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير”.

ومما نحتاج إليه من مهارات للتعامل مع صعوبات الحياة:

  • تطوير الذات: من خلال الدورات الحياتية والاجتماعية التي تساعدنا على الأداء الأحسن، وتطوير مهاراتنا باستمرار؛ حتى نستوعب متغيرات الحياة ونواكب مستجدات سوق العمل.
  • الثقة بالذات: فتثق بأنك قادر على تغيير هذه التحديات وتحويلها إلى فرصة ونجاح، وأن الهزائم والخسارة هي مرحلة عابرة في طريق النجاح، والسقوط هو نقطة انطلاق حقيقية إلى المستقبل الواعد مع نفسك وأسرتك ومجتمعك.
  • تقبل الاختلاف: فقد خلقنا الله تعالى مختلفين، وهذا الاختلاف يعد ثراءً للأسرة، ويجب تدبير هذا الاختلاف بشكل جيد ليصب في مصلحة الأسرة.

والاختلاف بمعناه الحقيقي هو التنوع والمرونة والتغيير والتكامل.. ويجب أن نوقن أن الإنسان ضعيف بمفرده قوي بمن حوله، ناقص بما يملك.. ويكتمل بوجوده ضمن محيطه. واللوحة الفنية لكي تكتمل وتكون في أبهى صورها، لا بد أن نستخدم فيها الألوان المختلفة. والأسرة هي تلك اللوحة، التي تصنع ثراءً داخل الأسرة بما يعود بالنفع على الزوجين والأبناء.

ولا بد أن نشير هنا، إلى أن كل التحديات والاختلافات إذا تفهمناها واستطعنا تحويلها إلى فرصة، واستفدنا من قدرات وطاقات واختلافات جميع أفراد الأسرة.. فإننا بذلك نصنع منها أسرة قوية ناجحة متميزة خالية من الصراعات والمشاحنات، ونقلل من التغافل والصد، وتكون نموذجًا للنجاح والاستعانة بالله تعالى، والوقوف على المعنى الحقيقي للأسرة، وهو المودة والرحمة والسكن.. وتستطيع الأسرة أن تعيش في سلام نفسي وسعادة أسرية.

كيف ترون دور المرأة المسلمة في مجتمعاتنا المعاصرة؟

المرأة منذ بدء الخليقة، وعبر كل العصور، كان لها دور أساسي ومحوري في بناء الحضارة الإنسانية وتطويرها، فهي كانت شريك في بناء هذه الحضارة، وقد أثبتت عبر التاريخ قدرتها الهائلة على صناعة الفارق الكبير في مختلف جوانب الحياة الإنسانية، فآدم لم يكن وحده، ولكن كانت له شريكة، هي حواء!

“حواء” تقف جنبًا إلى جنب مع “آدم” وتشاركه الأفكار، والرؤى، وبناء الفرد، والأسرة، والمجتمع.. وكانت دائمًا تبذل الجهد العقلي، والجسدي، لإحداث التغيير، والتطوير، وبناء مجتمع صالح متميز.

الأفهام الخاطئة عن المرأة تنبع من التقاليد المتوارثة ولا تعبِّر عن الإسلام

إن التغير، والتطور الإيجابي، والحضاري الحقيقي في المجتمعات على مر العصور؛ مرهون بواقع المرأة في جوانب شخصيتها.. دينها، عقلها، ثقافتها.. والوقوف على مفاتيح عصرها بكل أدوات التطور، والتحضر في المجتمع، ونقاط الضعف والقوة فيه، ومدى تمكينها من القيام بالدور المعنية به، ونظرة المجتمع نفسه للمرأة وأهمية دورها في الارتقاء بمستوى الفرد والأسرة في هذا المجتمع. وإيمان المرأة بنفسها وقدرتها الهائلة واللامحدودة في تحقيق ما ترجو وتتمنى.

وقد كانت رسالة الإسلام واضحة وصريحة في توجيه الرسالة للمرأة كشريك للرجل في بناء الحضارة، وأيضًا رعاية الإسلام لخصوصية طبيعتها وتوجيه الرسائل لها كامرأة.

فتعامل القرآن مع المرأة كإنسان مع مراعاة كونها امرأة فقد قال تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} (سورة الإسراء:13- 14).

وتارةً يخاطبها كامرأة لها كينونتها وخصوصيتها الفطرية والبشرية؛ يقول جل جلاله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (سورة النساء: 128).

فالإسلام كرّمَ المرأة.. كرمها أمًّا وجعل رضاها بعد رضا رب العالمين.. وكرّمها زوجة.. وكرّمها ابنة وأختًا وعمة وخالة.. وسخر لها من يخدمها ويقوم على شؤونها إذا احتاجت من يساعدها ويكون قوّامًا عليها وهو الزوج، وسخر لها وليًّا وهو الأب أو الأخ أو العم أو الخال.

ولا شك أن المرأة المسلمة تعيش في مجتمعاتنا المعاصرة واقعًا أليمًا يزلزل أركانها ويمزق روحها وقلبها وعقلها؛ فهي تواجه حربًا شرسة على دينها وهويتها الإسلامية وعلى قيمها ومعتقداتها! كما تواجه الفكر الغربي والقوانين الغربية فتُمنع في بعض الدول الأوربية من الحجاب ولا تستطيع الصلاة في المدرسة أو الجامعة أو حتى مكان العمل!

كما تعيش المرأة أيضًا واقعًا أليمًا في أوطانها؛ التي لا تسمح في معظم البلدان الإسلامية إلا بالفكر النسوي الداعم إلى التملص من مظاهر الإسلام وكونه منهج حياة، وأن يقتصر على الشعائر التعبدية وأن تتحرر المرأة من قيوده.. أو أن تصبح المرأة أسيرة لأفكار ومناهج متشددة بعيدة عن أصول وقواعد الإسلام السمحة..

وما أهم التحديات التي تواجه المرأة؟

التحديات التي تواجهها المرأة لا نستطيع حصرها في سطور، ولكن نذكر بعض أهم هذه التحديات:

  • حق المرأة في اختيار هويتها: والعيش في ظلال مبادئها والالتزام بها، وأن لا تمنع من ممارسة القيم والشعائر التي تؤمن بها، مثل حقها في الحجاب أو النقاب أو الصلاة في العمل أو الجامعة أو المدرسة.

قطاعات عريضة من النساء لم تستوعب ثورة التكنولوجيا وتستفيد منها

  • التعامل مع المرأة كونها جسدًا: وليس إنسانًا مبدعًا له عقل وفكر ومنهج بعيدًا عن النظرة الغريزية المتدنية الـمُدِينة للمرأة وتسليع المرأة، وأن دورها الوحيد في الحياة في إثارة الغرائز أو إشباع الغرائز!
  • نظرة المجتمع للمرأة المحجبة: للأسف الشديد يُنظر للمرأة المسلمة المحجبة نظرة قاصرة ضيقة لا تعطيها حقها أبدًا؛ فهي عند البعض ناقصة عقل ودين، وتُحرَم من الميراث، وتزوَّج بالأمر من الأهل ودون أن تختار، ويتعامل معها الرجل على أنها أقل منه؛ أيًّا كان هذا الرجل: أبًا، أو أخًا، أو عمًّا، أو خالاً، أو زوجًا.. إلخ.
  • الجهل والفقر والمرض: نتيجة الحروب والتضخم العالمي؛ مما يقع عبئه بدرجة أكبر على المرأة.. فأصبحت المرأة في غياب تام عن الرعاية الصحية، والتعليمية! خبروني بالله، كيف تنهض المجتمعات ونصفها معطَّل، وحجر الأساس فيها في حالة مرض وجهل وفقر! اسألوني عن حال المرأة، أخبركم عن حال هذه الأمة.. فالمرأة هي صانعة الأجيال، وهي عنوان صحة وتقدم الأمم.
  • الحرب على الأسرة: لقد وعى الغرب أن “الأسرة” من أهم مصادر قوة الإسلام، وعدم انهيار المجتمعات الإسلامية، رغم التحديات والضربات.. فرأينا ترسانة من القوانين تستهدف المرأة وتعمل على تفكيك الأسرة، تحت دعاوى ومزاعم شتى، لا تتفق مع الهوية الإسلامية وتوجيهاتها التي حفظت كيان المرأة والأسرة على مدى 14 قرنًا، وما زالت بفضل الله رغم ضعف المجتمعات الإسلامية بوجه عام.
  • ثورة التكنولوجيا والعولمة وتحول العالم إلى قرية صغيرة: هذا التحدي الذى لم تستطع قطاعات عريضة النساء في العالم الإسلامي استيعابه، وتعلم أدواته – ومنها الذكاء الاصطناعي – والقدرة على تطويعه، لخدمة الأسرة؛ سيكون معول هدم في حالة عدم التعلم، وتَرْكِ الأبناء لهذا العالم الصغير أن يتولى له غَرْسَ القيم والمفاهيم التي لا تتفق مع هويتنا الإسلامية.

وماذا عن دور الخطاب الديني في تدعيم المرأة والأسرة؟

الخطاب الديني عليه دور كبير في مواجهة التحديات التي تقع على المرأة والأسرة؛ وذلك بتقديم خطاب واعٍ راشد، يدافع عن المرأة ويمكِّن لها؛ ضد سلوكيات المجتمع الخاطئة، وأيضًا ضد الهجمة الغربية الوافدة.

وهنا، نذكر جهود الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله، كمثال بارز على هذا الخطاب الواعي المنصف الذي نحن في أمسِّ الحاجة إليه.. فقد أنصف المرأة ضد التقاليد الراكدة، وضد الهجمات الوافدة.. وأكد أن لها دورًا أساسيًّا في المجتمع وتربية الأجيال.. كما رفض الأفهام الخاطئة التي تنبع من التقاليد المتوارثة، ولا تعبِّر عن الفهم الصحيح لتشريعات الإسلام وتوجيهاته ومقاصده فيما يتصل بالمرأة وحقوقها ودورها.