أطلقت دولة قطر جائزة الدوحة للكتاب العربي والتي تأتي ضمن جهود الدولة الريادية في دعم الثقافة العربية وتكريم القائمين عليها. وتهدف الجائزة التي تقام برعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى إثراء المكتبة العربية من خلال تشجيع الأفراد والمؤسسات لتقديم أفضل إنتاج معرفي، وتكريم الدراسات الجادة والتعريف بها، والإشادة بجهود أصحابها، فضلا عن دعم دور النشر الرائدة للارتقاء بجودة الكتاب العربي شكلا ومضمونا.
وجاء الإعلان الرسمي عن الجائزة مساء الاثنين الثالث من مارس لعام 2024 م في حفل أقيم بفندق ريتز كارلتون الدوحة، وشهد التعريف بالجائزة في دورتها التأسيسية، والإعلان عن فتح باب الترشح عبر الموقع الرسمي للدورة الأولى للجائزة، بدءا من الثلاثاء الخامس من مارس، ويستمر حتى الخامس من يونيو المقبل.
واحتفت جائزة الدوحة للكتاب العربي في دورتها التأسيسية الأولى بتكريم 10 فائزين هم نخبة من المتخصصين في العلوم الإنسانية والشرعية أثروا المكتبة العربية بالمصنفات العلمية الرصينة والأطروحات الفلسفية والتاريخية والدراسات البحثية القيمة وهم : مصطفى عقيل الخطيب من قطر، وأيمن فؤاد سيد من مصر، وجيرار جهامي من لبنان، وسعد البازعي من السعودية، وطه عبد الرحمن من المغرب، وغانم قدوري الحمد من العراق، وفيحاء عبد الهادي من فلسطين، وقطب مصطفى سانو من غينيا، ومحمد محمد أبو موسى من مصر، وناصر الدين سعيدوني من الجزائر.
وألقى الدكتور حسن النعمة رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي كلمة بهذه المناسبة قال فيها: إن الجائزة الجديدة تعد مكرمة من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لتعزيز القيم الفكرية والثقافة، مؤكدا أن دولة قطر تضيف بهذه الجائزة إلى ما تقدمه للإنسانية من إسهامات تعزيزا لقيمها السمحاء، وأعرب عن أمله أن تتيح الجائزة لمحبي الكتاب إطلالة على فضاءات الإبداع، وأن تعيد للكتاب مكانته، وتساند الأمة العربية في اللحاق بركب الحضارة.
ونيابة عن المكرمين بالجائزة في دورتها التأسيسية قالت الكاتبة الفلسطينية الدكتورة فيحاء عبدالهادي مدير مركز الرواة للدراسات والأبحاث: نعبر عن اعتزازنا وفخرنا باختيارنا للتويج بالجائزة في دورتها التأسيسية، التي تمثل انتصارا للثقافة والفكر والإبداع في زمن نحن في أشد الحاجة فيه إلى التمسك بثقافتنا وهويتنا العربية لأن الثقافة هي السلاح الرئيس الذي يمكننا من الوقوف أمام استلاب مجتمعنا العربي. وأضافت أن الاهتمام الحقيقي بالثقافة يرتبط بشكل وثيق بوضع استراتيجيات ثقافية عربية تحترم الكتاب والمفكرين والعلماء في مجالات البحث العلمي والتشجيع على مزيد من الإبداع، مبينة أن الإعلان عن الجائزة تكريم للباحثين، وكذلك لدور النشر العربية.
فئات وشروط الجائزة
يوضح الموقع الرسمي لـ جائزة الدوحة للكتاب العربي شروط وفئات الترشح، فيجب أن يتميز المتقدم، سواء كان فردا أو مؤسسة، بإسهامات بارزة تثري الثقافة العربية من خلال إنتاج معرفي يتسم بالجدة والأصالة ويسهم في إغناء المعرفة والثقافة الإنسانية، كما يطلب من دور النشر المتقدمة للترشيح أن تظهر التزاما صارما بقوانين وأنظمة الملكية الفكرية، وعليها تقديم الوثائق الداعمة مع استمارة الترشح.
وتنقسم الجائزة إلى فئتين، فئة الكتاب المفرد وتختص بالكتاب العربي على أن يكون موضوعه مندرجا في مجال معرفي من المجالات التي تغطيها الجائزة ووفق الشروط الخاصة بالفئة، وفئة الإنجاز وتختص بتكريم أصحاب المشاريع المعرفية طويلة الأمد، المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في أحد المجالات المعرفية التي تغطيها الجائزة، وتُمنح بناءً على مجموعة أعمال أنجزت فيه.
ويمكن الترشح في أي من الفئتين على أن يندرج العمل في أحد المجالات المعرفية التي تعلن عنها الجائزة كل عام، وتشمل العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، الدراسات اللغوية والأدبية، العلوم التاريخية، الدراسات الاجتماعية والفلسفية، المعاجم والموسوعات وتحقيق النصوص.
المكرمون في سطور
محمد أبو موسى ( مصر – 1937) : لغوي متخصص في البلاغة العربية وتاريخها عمل أستاذا للبلاغة والنقد في جامعة الأزهر ودرسّ في ليبيا والسودان والمملكة العربية السعودية، ألف عشرات الكتب والمقالات منها : البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري ، خصائص التراكيب : دراسة تحليلية لمسائل علم المعاني ، التصوير البياني : دراسة تحليلية لمسائل البيان ، الإعجاز البلاغي : دراسة تحليلية لتراث أهل العلم ، الشعر الجاهلي دراسة في منازع الشعراء .
طه عبدالرحمن (المغرب – 1944) : فيلسوف مغربي من أكثر الشخصيات الفكرية انتشارا وتأثيرا في السياق العربي الإسلامي ، ويعد مشروع الفلسفة الائتمانية ذروة إنتاجه : روح الدين : من ضيق العلمانية إلى سعة الائتمانية، بؤس الدهرانية : في النقد الائتماني لفصل الأخلاق عن الدين ، شرود مابعد الدهرانية : النقد الائتماني للخروج من الأخلاق، التأسيس الائتماني لعلم المقاصد ، سؤال السيرة الفلسفية : بحث في حقيقة التفلسف الائتمانية.
ناصر الدين سعيدوني (الجزائر – 1940) : مؤرخ ومحقق عمل كأستاذ للتاريخ في جامعة الجزائر وجامعة آل البيت (الأردن) وجامعة الكويت ، ألف مايزيد على أربعين كتابا ، منها : من التراث التاريخي والجغرافي للغرب الإسلامي ، المسألة الثقافية في الجزائر ، دراسات تاريخية في الملكية والوقف والجباية كما أسهم بأكثر من مئتي منشور أكاديمي وعلمي وهو الآن متفرغ للبحث والعمل في إنجاز دائرة المعارف التاريخية الجزائرية.
جيرارد جهامي ( لبنان – 1947 ) : مفكر متخصص في الفلسفة والفكر العربي ، أنجز أعمالا بارزة منها : موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب ، موسوعة مصطلحات علم المنطق عند العرب ، موسوعة مصطلحات العلوم عند العرب ، موسوعة مصطلحات الكندي والفارابي ، موسوعة مصطلحات ابن سينا ، موسوعة مصطلحات الفكر العربي والإسلامي ، موسوعة مصطلحات ابن رشد ، تحقيق تلخيص منطق أرسطو لابن رشد.
أيمن فؤاد سيد (مصر – 1949) : مؤرخ ومحقق وأستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية له عشرات المؤلفات والتحقيقات والمقالات من أبرز أعماله : الدولة الفاطمية في مصر : تفسير جديد، مصادر تاريخ اليمن في العصر الإسلامي ، تاريخ المذاهب الدينية في بلاد اليمن حتى نهاية القرن السادس الهجري ، التطور العمراني لمدينة القاهرة منذ نشأتها وحتى الآن وتحقيق كتاب المواعظ والاعتبار للمقريزي.
غانم قدوري الحمد (العراق – 1950) : مؤلف ومحقق متخصص في الدراسات القرآنية عمل مدرسا في جامعة بغداد وجامعة تكريت ، ثم أستاذا زائرا بجامعة حضرموت. له أكثر من ستين كتابا بين تأليف وتحقيق ، من أعماله : رسم المصحف : دراسة لغوية تاريخية، الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ، يعمل حاليا كمتفرغ لمراجعة وتدقيق أعماله العلمية السابقة وكتابة بعض البحوث المتخصصة.
فيحاء عبدالهادي ( فلسطين – 1951 ) : ناقدة وباحثة في التاريخ الشفهي الفلسطيني من أبرز أعمالها : ذاكرة حية : شهادات حول تهجير الفلسطينين عام 1948م ، مرآة الذاكرة : صور ومقتنيات لمهجرين فلسطينيين عام 1948م ، أدوار المرأة الفلسطينية (من الثلاثينيات حتى عام 1982م) ، لو أملك الخيار : قصص من الحياة اليومية للنساء الفلسطينيات خلال العامين 2002 – 2003 من الانتفاضة الثانية.
سعد البازعي (السعودية – 1953 ) : مفكر متخصص في النقد الثقافي عمل أستاذا للأدب الإنجليزي والمقارن بجامعة الملك سعود له عشرات الكتب والمقالات في الفكر والنقد الثقافي ، منها قلق المعرفة ، إشكاليات فكرية وثقلفية ، استقبال الآخر .الغرب في النقد العربي الحديث ، شرفات للرؤية : العولمة والهوية والتفاعل الثقافي ، المكون اليهودي في الحضارة الغربية.
قطب مصطفى سانو (غينيا – 1966) : فقيه وأصولي عمل أستاذا للفقه المقارن والتمويل الإسلامي ومقاصد الشريعة في المملكة العربية السعودية وتونس وماليزيا ، قبل أن يصبح وزيرا من يناير 2009 إلى يناير 2016 . له أكثر من 25 كتابا مطبوعا في الفقه المقارن وأصول الفقه والمالية الإسلامية والتعليم واللغة، يشغل حاليا منصب الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي.