تتوارد في القرآن الكريم مفاهيم ومصطلحات متوّجات للعمل الإيماني والفعل الهدائي من قبيل النصر والظهور والفوز والتمكين والاستخلاف، ومن أهمها مصطلح التمكين الذي هو واسطة العقد ومظهر التجلي في الفاعلية والحضور، والذي يأتي عقب النصر المستحق للطائفة المؤمنة، ويكون مقدمة للاستخلاف والأستاذية للبشرية.
ورد المصطلح في مواضع عديدة من القرآن الكريم، بعضها عن السابقين كما في قصة يوسف عليه السلام، وقصة ذي القرنين، وبعضها عن جيل الصحابة الكرام عليهم تمام الرضوان وسابغ السلام.
التمكين في قصص الأنبياء والصالحين
- قصة يوسف عليه السلام: فمن القبيل الأول ما ورد في قصة يوسف عليه السلام وكيف رفع الله أمره، ومكّنه من إدارة شؤون مصر بعد سنوات من المكابدة والمصابرة على فعلة إخوته وكيد زوجة العزيز، ومكوثه في السجن بضع سنين، فكان النجاح حليفه بعد الابتلاء، في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 56].
- قصة ذي القرنين: وأما القصة الثانية التي ورد فيها فعل التمكين فهي قصة ذي القرنين الذي طاف المشارق والمغارب واتبع سنن النصر من الإيمان وتسخير التراب والعلم ليمد كلمة الله حيث وطئت قدماه، وهو ما ورد في قوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا} [الكهف: 84-85].
التمكين في عهد النبي ﷺ والصحابة
ورد فعل التمكين أيضًا في وصف بعض نتائج النصر الأول في غزوة بدر، في تمكّن النبي ﷺ وصحابته من رقاب الكفار العتاة قتلا وأسرا في قوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 71].
لكن الآية الأجلى في فعل التمكين وبيان مظاهره وشرائطه هي الآية التي امتن بها على الصحابة الأول وحقق بها الوعد الدنيوي لهم، وهي قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55].
وهذه الآية من أعظم الآيات التي استند إليها فقهاء أهل السنة والجماعة وحتى المعتزلة في الكلام عن شرعية حكم الخلفاء الراشدين الأربعة الذين تحقق على أيديهم الفتح والنصر المبين، فامتد ظل الإسلام في أصقاع كثيرة عندما فتح الصحابة وبسرعة هائلة غريبة عجيبة ربع العالم القديم في أقل من ربع قرن من الزمن.
وذلك لأن الآية السالفة خبر ووعد من الله تعالى، وقد تحقق خبره ونجز وعده، فاتضح الصبح لذي عينين، والله لا يخلف الميعاد.
ولكن السؤال الملح لكل ذي حجى ونهى وبصيرة، كيف يمكننا العودة إلى التمكين وتنكّب طرق التخلف والهوان التي رانت على الأمة حتى انتفصت أطرافها وطمع فيها كل مرذول، وصار أمر الحل والعقد فيها بيد الأقزام.
شروط التمكين الأمثل
إن العودة إلى التمكين ومسرح التاريخ وميدان الحضارة تتطلب شروطًا لا يمكن الحياد عنها، وهي:
- الإيمان الكامل: فهو الشرط المكين لكل عمل يترتب عليه، فإن انفك عنه فسيكون العمل على ثقل ووهن، وسيبقى هذا الإيمان جذوة مشتعلة وقبسا هاديا في قلوب قلة رائدة قال فيها النبي ﷺ: “لايزال طائفة من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون” (البخاري، 7311). وهذا الشرط هو ما يجعل الصالحين يجعلون هجيراهم ضرورة الاجتماع على الإسلام، والإسلام وحده، واطراح بقية الصوى الأخرى كالوطنيات الضيقة، والقبليات المنتنة، والقوميات المبتدعة في ديار الإسلام.
- العمل الصالح: وهو علّم على كل جهد يندرج في إطار العبودية والاستخلاف والعمارة لهذه الأرض، كما قال الله في حق سيدنا: {كَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} [يوسف: 56]، ولم يك هذا التبوء إلا بعدما نجح يوسف في الابتلاءات السابقة، وقدم حلول الخير لغيره وهو في أضيق الأماكن وأشدها كراهة للنفس. وهو ما نجده من توجيهات إلهيه للنبي الملك داود عليه السلام: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [سبأ: 10-11].
- الأخذ بالأسباب: وذلك ملمح ثاو في أكثر سير الأنبياء والمصلحين الذين عالجوا أمراض أقوامهم، ولم ينخرم هذا إلا في لحظات معدودة في معجزاتهم عندما كابر الأولون فنزلت بهم المثلات، وهو ما نجد متكررا في قصة الرجل الممكن ذو القرنين: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا} [الكهف: 84-85]. وبتلك الأسباب والقوانين وتسخير الموارد واستثمار الجهد والزمن تمّ له السد العظيم، فكفّ شرور يأجوج ومأجوج عن تلك الأقوام المقعدة.
- العلم: فلا تمكين من غير علم، فهو المسلك الحصيف بل والوحيد للنهوض والتمكين، ومبدئه العلم بالله تعالى، علم يصاحبه عمق اليقين وحرارة العاطفة وبسالة القلب وجسارة القلم، ولعظمة العلم افتتح الذكر الحكيم بكلمة (اقرأ)، واختتم بآيات الكتابة والتدوين (آيات الدين، وفيها أحد عشر مرة الأمر بالكتابة والتوثيق)، وبينهما مئات الآيات الرافعة لشأن العلم وأمر العلماء، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].
- القوة: قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]. وهي شرط تال لما سبق، فمن استجمع عرى الإيمان، وأخذ بالأسباب، وتكلّف طرائق العلم ركب أسباب القوة المختلفة وجرى في مضمار التمكين، ولأجل هذا جاء الأمر بالإعداد بفعل (وأعدوا) الدال على الاستمرار، وجاءت القوة منكرة بلفظ (قوة) لسلوك أي سبيل، ولو كان صغيرا، فالتراكم شرط البناء.
- العدل: وهو نتاج التمكين المظهر لتجلي الصفة الإلهية القائمة الدائمة، وهو المهمة الأولى للأنبياء: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُم} (الشورى: 15)، والعدل مهمة الورثة أيضا قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58].
فالعدل ومضامينه من القسط والتناصف وحجر الظالم ومنعه هو أكبر قيمة، وما تثور الشعوب وتكثر فيها الفتن والهرج إلا بضياع العدل، وما تمكن المسلمون إلا عندما أشاعوا العدل بين بني البشرية، فانتالوا يدخلون في دين الله أفواجا، ونحن نعلم أن ما فتح من الديار لم يكن بإقناع عقلي فحسب، بل برصيد أخلاقي جعل الإسلام يفتح القلوب قبل الجدران.
ولأجل هذا قالوا: “عدل قائم خير من عطاء دائم“، ولأنه عندما ينتهي القانون يبدأ الطغيان والعتو والعلو.
ولنا شاهد مهم من سيرة الخليفة الراشد عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فقد كتب إليه واليه على خراسان يقول: «إن أهل خراسان قوم ساءت رعيتهم، وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك». فكتب إليه عمر: «.. أما بعد: فقد بلغني كتابك تذكر فيه أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم، وأنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فقد كذبت، بل يصلحهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم والسلام».
ومن المعلوم قرآنيا أن غايات التمكين الإسلام ترنو إلى إصلاح الوضع البشري بإعادته إلى العبودية المحررة له من الآسار والأغلال، والسبيل الظاهر لذلك إقامة الشعائر فهي علامة العبودية التامة: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزكاة وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج:41]. ولا تعلو الشعائر وتظهر إلا بضميمة الإصلاح الدائم والتواصي بالأمر والنهي لإحلال الشريعة محلها الأسمق في الحياة.
عاش المسلمون بهذه الوصايا وأخذوا بهذه الأسباب فعزوا وقادوا البشرية مددا طويلة، ثم خلفت الخلوف فلم يكونوا مرضيي السيرة ولا المسيرة، وبدأت قرون الهوان تزحف عليهم فتركتهم في ذيل الركب.
يقول الشيخ محمد الغزالي:” أمتنا الكبيرة تعرضت لأدواء وبيلة خلال عصورها الخوالي، وقد قاوم كيانها الصلب هذه الأدواء، وبدا للعين المجردة كأنه سليم معافى، ولكن الجراثيم الخانسة برزت من مكانها خلال القرون الأخيرة، فلما اصطدمت بنا القوى المعادية للإسلام فضحتنا المعارك في كل ميدان، وسقط المسلمون بين المحيطين الأطلسي والهادي وبين أواسط أوروبا وآسيا شمالا، وجزائر إندونيسيا والفليبين والمحيط الهندي وأقطار ما تحت الصحراء الكبرى جنوبا … إن هذا الكيان الإسلامي تهاوى تحت ضربات المغيرين، وأصبح بين عشية وضحاها أسيرا تدميه القيود، ويرهقه الإذلال .. لقد حدث هذا، وكان لابد أن يحدث، لأن المسلمين فقدوا أسباب التمكين في الأرض، فعصفت بهم الرياح الهوج، إن الرياح مهما اشتدت لا تنقل الجبال، ولكنها تنقل كثبان الرمال[1].
وهذا النص يحيلنا إلى الكلام على أسباب زوال التمكين، وهي كثيرة، ولكننا نقتصر على الدال القرآني.
أسباب زوال التمكين
- شيوع الظلم: فهو المعول الهادم لكل كيان، وفي أخبار الأولين عبر محكية وقصص مروية، قال تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} [الكهف: 59]. وجاء النص على أن التظالم وإهدار الحقوق مزيل لتمكين الدول: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117]، والظلم هو الكفر هنا، فإذا كفر الناس بحق التوحيد وتناصفوا في دنياهم-وهو قليل- لم يكن ذلك السبيل الأوحد لإهلاكهم كما هو نص الآية. ولأمر ما تكررت قصة فرعون وعلوه في القرآن الكريم أكثر من غيره: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 4]. وإن من أكبر ما يزيل التمكين تمادي الأمة في تسويغ الظلم وتبريره، والركون إلى الظلمة كما قال تعالى محذرا: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ} [هود: 113].
- كفران النعم: لأنه جحد لحق المنعم، ونسيان لفضله، وركون إلى الحول الوقتي الزائل، بل هو منبع التظالم لما يكون فين من حيف على الضعفاء والفقراء، ولأجل ذلك اقترنت شعيرة الزكاة بالصلاة في القرآن الكريم، وقد أخبر المولى الكريم عن زوال أمم بالكفران والهجران للحمد والعدل، فقال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28]، وقال أيضا: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُون} [النحل: 112].
- ارتكاب الذنوب: وتلك لازمة الإعراض عن الإيمان والعمل الصالح، فما انهارت الأمة إلا لما شاع فيها خلفان هما: فقهاء الدنيا: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى} (الأعراف: 169). وأتباع الشهوات: قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]. فإذا عمّ هذان الخلفان كانت الصدارة للأغرار: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].
فعن زينب أم المؤمنين أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- دخل يوماً عليها فزعاً يقول: “لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه”، وحلق بين أصبعيه، فقالت زينب: يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: “نعم إذا كثر الخبث” (البخاري، 3346).
إن العودة إلى التمكين فريضة الوقت، ولا بد من الكرّ عليه وعلى مفاهيمه وشرائطه وأسبابه والنفخ في جمره بإعادة الأمة إلى حضيرة الشريعة وهيمنة الدين، وإقامة الشعائر والتوالي على الدين، والتواصي بالصبر، والتناصح بالحق، والتصالح بالحب والإيثار، وبغير ذلك فإن قرون الذلة والهوان والتبعية ستمسك بخناق البقية، وهو ما نسأل الله وحده العافية منه، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.