تُعد العلوم الإسلامية، أو ما يُعرف بالدراسات الشرعية والتربية الإسلامية، من أعظم العلوم لارتباطها بشؤون الدنيا والآخرة، ولحاجة كل مسلم إليها في فهم دينه، استنادًا إلى النصوص القرآنية والأحاديث النبوية. فإسلام المرء الحقيقي متوقف على معرفته بدينه، وهو ما تسعى التربية الإسلامية إلى تحقيقه.

غير أن تعليم العلوم الإسلامية أخذ طابعًا جديدًا يختلف عن الأسلوب المعهود في السابق، حيث أُدخلت إلى المنظومة التعليمية علومٌ عصرية متنوعة، بعضها متعلق بالطالب، وبعضها بالمعلم، وأخرى بالمناهج والمقررات الدراسية، فضلاً عن قضايا تخص العملية التعليمية والسياسات المرتبطة بها. إن تحقيق أهداف التربية الإسلامية مع مراعاة هذه التطورات، مع الحفاظ في الوقت ذاته على طابعها الأصيل ومكانتها، يطرح تحديات عديدة، خاصة عند الحديث عن المعايير العالمية في البحث العلمي، والتدريس، وطرق التعليم الحديثة. فما ينطبق بسلاسة على باقي العلوم قد يثير تساؤلات وتأملات عند تطبيقه على العلوم الإسلامية.

من هذا المنطلق، ازداد اهتمامي بالبحث العلمي في العلوم الإسلامية، وبتحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة، إضافةً إلى دراسة قضايا التكامل المعرفي والشمولية ونظرية المعرفة. وفي هذا السياق، استوقفني كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية”، وهو كتاب جديد صدر قبل أقل من عام، يتناول موضوعات علمية مفيدة ومهمة في هذا المجال. ويُعد من المصادر الأساسية التي يمكن الاستفادة منها في دراسة واقع الإشراف التربوي على هذه المادة.

لذا، أجد نفسي شغوفا لتقديم مراجعة لهذا الكتاب القيم، متناولًا الجوانب التالية:

  1. نبذة مختصرة عن الكتاب
  2. تعريف تفصيلي بمحتوى الكتاب
  3. الهدف من تأليف الكتاب
  4. أهمية الكتاب
  5. منهج المؤلف في التأليف
  6. دراسة تقويمية وعلمية للكتاب

أولا: نبذة مختصرة عن كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية”

تناولت الدراسة واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية بغية الوقوف على النقاط الإيجابية وتعزيزها، ومواطن الخلل ومعالجتها ثم تذليل المعوقات التي قد تواجهها، وكل ذلك من خلال وضع خطة متكاملة للنهوض بالإشراف التربوي على المادة.

وكتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية” من إصدارات إدارة الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صدرت ضمن سلسلة الموسوعة الشاملة لتطوير التربية الإسلامية في المدارس والمعاهد والكليات الشرعية، وهو المجلد الثاني منه، نشر سنة 1445هـ- 2023م. ويقع في حدود 368 صفحة. ويحمل الرقم الدولي: 5-035-84409-2-978.

ملخص أبرز ما تناولته الدراسة

  1.  تأصيل نشأة الإشراف التربوي، والقيادة الإدارية في الإسلام وموقع الإشراف التربوي الحديث منها، ومن ثم التعرض لأسسه، وأنواعه، وأساليبه، وعمليات الاتصال والتواصل فيه.
  2. وضع محددات صفات المشرف التربوي على مادة التربية الإسلامية، ومؤهلاته، ومهامه، وخصائصه الإدارية والأخلاقية في ضوء القرآن الكريم والسنة المطهرة، ووظائفه في مجالات عمله الفني.
  3. تحديد أهم الكفايات التي يلزم توافرها في المشرف التربوي على مادة التربية الإسلامية، والتي تجعله في مستوى القدرة على أداء مهماته، كما تم استخلاصها من الواقع العملي، ومن الدراسات المتخصصة في الإشراف التربوي، ومن مراجع أخرى لاستخراج أهم القواعد والمفاهيم التفصيلية، والوسائل والضوابط الإشرافية التي تساعد مشرف التربية الإسلامية في مهمته، مما ينعكس على فاعلية المدرسين، وبالتالي يحقق – بعون الله تعالى – نتائج مثمرة في عملية التعلم والتعليم الديني لدى الناشئة.
  4.  أسس اختيار المشرفين (ات)، وإعداد برامج التدريب المناسبة لرفع الكفايات الأكاديمية العلمية والتربوية لهم.
  5. التقويم والتخطيط في العمل الإشرافي، ومدى أهميته لمادة التربية الإسلامية في المدارس.
  6. اتخاذ عدد من المدارس أنموذجاً، ووصف واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية فيها عبر عملية فكرية منظمة، تلامس الواقع من أجل تقصي الحقائق في الميدان التربوي للمادة

يذكر أن كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية” هو أحد المجلدات الخمس للموسوعة الشاملة لتطوير التربية الإسلامية، وتقع في 5 مجلدات تتناول مشتملة كل ما يتعلق بالتربية الإسلامية، حيث يتناول المجلَّد الأوَّل التَّربية الإسلاميَّة في المدارس بين الواقع والمرتجى، ويركز المجلَّد الثَّاني على واقع الإشرافِ التَّربويِّ على مادَّة التَّربيةِ الإسلاميَّة، وخطَّة النُّهوض به، ويقدم المجلَّد الثَّالث وثيقة منهاج مادَّة التَّربية الإسلاميَّة، ويتناول المجلَّد الرَّابع كتاب الدَّليل الإرشاديِّ لمعلِّم التَّربيةِ الإسلاميَّة، ويقدم المجلَّد الخامس استراتيجيَّات تطويرِ مادَّةِ التَّربيةِ الإسلاميَّة.

صورة مقال مراجعة كتاب واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية
كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية”

مؤلف كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية” هو الدكتور حسين أحمد قاسم من حملة الدكتوراه في الإشراف التربوي في مدى التربية الإسلامية، وحاصل على ماجستير في التربية الإسلامية. وشارك في كثير من الفعاليات التربوية وله مشاركات عديدة في المجال التربوي، وهو مدرب معتمد في هذا المجال التربوي الخصب. ولم أجد عنه أكثر من هذه المعلومة التي أوردته جريدة الراية، بالإضافة إلى ما دوّن تحت اسمه في هذا الكتاب بوصفه خبيرا بتطوير التربية الإسلامية المدرسية.

ثانيا: تعريف تفصيلي بمحتوى الكتاب

من خلال قراءة كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية” تبين لي أن الكتاب يسهم في تثقيف القارئ بالمعلومات التي يحتاج المعنيون في مجال العملية التدريسية الناجحة لمادة التربية الإسلامية، ويعرفهم بالأسس التربوية بالتركيز على تخصص الشريعة والدراسات الإسلامية، يتضمن هذا الكتاب خمسة فصول مترابطة، تعالج موضوع الإشراف التربوي من جوانب متعددة.

الفصل الأول

جاء الفصل الأول بعنوان “نشأة الإشراف التربوي وموقعه في الإسلام، ومفهومه حديثاً، وتطوره، وأهميته، وأهدافه”، حيث يستعرض نشأة الإشراف التربوي والقيادة الإدارية في الإسلام، متناولًا في المبحث الأول الأسس التاريخية التي ارتكز عليها الإشراف التربوي في الفكر الإسلامي. أما المبحث الثاني، فيسلط الضوء على قبسات إشرافية من السيرة النبوية العطرة، موضحًا كيف كانت توجيهات النبي نموذجًا يُحتذى به في العملية الإشرافية. ثم يتناول المبحث الثالث مفهوم الحسبة في الإسلام، وعلاقتها بالإشراف التربوي، باعتبارها إحدى صور الرقابة والتوجيه في المجتمع الإسلامي. وفي المبحث الرابع، يتطرق إلى تطور الإشراف التربوي في العصر الحديث، موضحًا مفهومه، وأهميته، وأهدافه، ليختم الفصل بخلاصة لأبرز ما جاء فيه.

الفصل الثاني

أما الفصل الثاني، فقد تناول “أسس الإشراف التربوي، وأنواعه، وأساليبه، والاتصال والتواصل فيه، ومعوقاته”، حيث يبدأ بتوضيح أسس الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية في المبحث الأول، مبينًا القواعد التي ينبغي أن يستند إليها المشرف التربوي في هذه المادة. ثم يناقش المبحث الثاني أنواع الإشراف التربوي المتعددة، ويبين المبحث الثالث الأساليب المختلفة التي يمكن توظيفها في عملية الإشراف على مادة التربية الإسلامية. وفي المبحث الرابع، يتم تناول الاتصال والتواصل في الإشراف التربوي، مع تسليط الضوء على أبرز المعوقات التي قد تعترض سبيله، ليُختتم الفصل بخلاصة لأبرز ما ورد فيه.

الفصل الثالث

جاء الفصل الثالث بعنوان “صفات، ومؤهلات، وخصائص، ومهام كل من: مدير المكتب التربوي، والمنسق، والمشرف، وتقويم أدائهم ذاتيًا”، حيث يوضح المبحث الأول الصفات والمؤهلات المطلوبة لكل من مدير المكتب التربوي، والمنسق، والمشرف، بالإضافة إلى أسس التقويم الذاتي لكل منهم. ثم يناقش المبحث الثاني الخصائص العامة التي ينبغي أن يتحلى بها هؤلاء وفقًا لما ورد في الكتاب والسنة، متبوعًا بـ المبحث الثالث الذي يركز على الخصائص الأخلاقية لمدير المكتب التربوي والمنسق والمشرف، في ضوء القيم الإسلامية. بعد ذلك، يستعرض المبحث الرابع أبرز مهام المشرف التربوي، موضحًا الإجراءات العملية للزيارة الصفية، بينما يسلط المبحث الخامس الضوء على أهم مسؤوليات مدير المكتب التربوي والمنسق التربوي، لينتهي الفصل بخلاصة جامعة لما تم تناوله.

الفصل الرابع

في الفصل الرابع، الذي يحمل عنوان “كفايات المشرف التربوي وتدريبه، واختياره. التقويم في الإشراف التربوي، وخصائصه، ووظائفه”، يتمحور المبحث الأول حول كفايات المشرف التربوي وتدريبه، موضحًا الأسس التي ينبغي أن يقوم عليها برنامج التدريب. أما المبحث الثاني، فيناقش أنواع الأساليب التدريبية المتاحة، إضافة إلى معايير اختيار المشرفين التربويين. ثم يأتي المبحث الثالث ليتناول التقويم في الإشراف التربوي، موضحًا مفهومه، وأهميته، وأهدافه، وأُسسه، ليكمل المبحث الرابع هذا الطرح بتفصيل خصائص التقويم في العمل الإشرافي، وأنواعه، وأساليبه، ووظائفه، ليختتم الفصل بخلاصة موجزة.

الفصل الخامس

أما الفصل الخامس والأخير، فقد جاء بعنوان “التخطيط في العمل الإشرافي، وخطة النهوض بالإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية في المدارس”، حيث يعرض المبحث الأول نشأة التخطيط التربوي، ويحدد مفهومه، وأهميته، وأهدافه، ومبادئه، وخصائصه. ثم يستعرض المبحث الثاني واقع العمل الإشرافي على مادة التربية الإسلامية في المدارس، متبوعًا بـ المبحث الثالث الذي يقترح خطة للنهوض بالإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية، انطلاقًا من التحديات القائمة. وأخيرًا، يناقش المبحث الرابع المعوقات المحتملة التي قد تواجه التطبيق العملي لنتائج الدراسة، مقترحًا حلولًا لتجاوزها، ليختم الفصل بأهم التوصيات والمقترحات، متوجًا بذلك فصول الكتاب بخاتمة جامعة.

ثالثا: الهدف من تأليف الكتاب

بناء على السطر الأول من ملخص الكتاب، ومن خلال ما قرأت خلال أسطر الكتاب فإن الكتاب يهدف إلى:

  1. هدَف الدراسة -كما ورد في الكتاب- إلى رفع كفاءة المشرفين، والمنسقين التربويين على مادة التربية الإسلامية، وذلك للخروج بمدرس يمتلك الكفايات المهنية اللازمة، ويعتني بعملية التوجيه لتصبح عملية مخططة ومقصودة، يرسم من خلالها لنفسه أهدافاً محددة، تجعل منه قائداً ميدانياً، يثمر جهده ثماراً يانعة مقصودة ومرادة، وهذه الثمار أجيال ربانية تتمثل الإسلام علماً وعملاً، عبادة وسلوكاً في مناحي الحياة كافة.
  2. وأكد المؤلف هدفه من تأليف الكتاب في المقدمات المنهجية التي انطلق منها، فبين وهو يتحدث عن الأهداف، أنه يهدف إلى وضع خطة للإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية في المدارس.
  3. بقراءة الكتاب يتبين أنه يمثل الكتاب مرجعًا مهمًا للمشرفين التربويين، والمعلمين، ومتخذي القرار في المؤسسات التعليمية، حيث يقدم رؤية شاملة حول كيفية تحسين أداء الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية، بما يسهم في تحقيق أهداف التعليم الإسلامي بشكل فعّال ومستدام.

رابعا: أهمية الكتاب

تنبع أهمية كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية” من تسليطه الضوء على الموضوعات التربوية التي يحتاجها العاملون في المجال التعليمي وتدريس التربية الإسلامية من كل جوانبها المتنوعة والمتكاملة. أما تفصيلا فأذكر الآتي:

  • أول من أذكر من أهمية الكتاب هو ما أورده المؤلف نفسه لدى حديثه عن أهمية الكتاب، وتكمن في وضع خطة للنهوض بالإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية في المدارس.
  • الإضافة العلمية التي امتاز بها الكتاب، فهو مصدر في الباب بتسليطه الضوء على واقع الإشراف التربوي، وتحليل نقاط القوة والضعف فيه، واقتراح خطة متكاملة للنهوض به وفق أسس علمية ومنهجية.
  • قديم رؤية متكاملة عن الإشراف التربوي: يجمع بين الجوانب النظرية والعملية، حيث يعرض تطور الإشراف التربوي، ويستند إلى المنهج الإسلامي في الإشراف والإدارة التربوية.وغيرها مما سيذكر في نقاط قوة الكتاب أدناه في العنصر السادس والأخير من عناصر هذه الدراسة.

خامسا: منهج المؤلف في التأليف

اعتمد الدكتور حسين أحمد قاسم في كتابه “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية” منهجًا تحليليًا وتطبيقيًا يجمع بين الدراسة النظرية والبحث الميداني، وذلك بهدف تقديم رؤية متكاملة حول واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية، وتحليل نقاط القوة والضعف فيه، واقتراح حلول عملية للنهوض به.

ومن أبرز المناهج التي اعتمد عليها المؤلف في كتابه هو المنهج الوصفي التحليلي لدراسة واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية في المدارس، حيث تناول الأسس والأنواع والأساليب المختلفة المستخدمة في هذا المجال، إلى جانب آليات الاتصال والتواصل بين المشرفين والمعلمين، والتحديات التي تواجه العملية الإشرافية. كما قام بتحليل الإطار النظري للإشراف التربوي، مستعرضًا النماذج والمفاهيم التربوية المرتبطة به، مما ساعد في تقديم رؤية متكاملة حول الموضوع.

اعتمد كذلك على المنهج الميداني (التطبيقي)، فقد ارتكز على دراسات ميدانية واستطلاعات لجمع البيانات حول واقع الإشراف التربوي، حيث استعان المؤلف بالاستبيانات والمقابلات وتحليل الوثائق لرصد أداء المشرفين التربويين ومدى تأثيرهم في تطوير العملية التعليمية. وقد أسهم هذا النهج في تقديم صورة دقيقة وموضوعية عن التحديات والفرص المتاحة لتحسين الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية.

وهكذا يجد القارئ أنه اعتمد على المنهج الميداني (التطبيقي)، لكنه اعتبر أن ذلك أيضا جزء من المنهج الوصفي التحليلي كما يفهم من كلامه وهو يتحدث  عن منهج الكتاب.

أختم بقول المؤلف نفسه وإن كان من المستحسن في المراجعة عدم الاقتباس:

” سيكون بحثي نظريا وميدانيا، أعتمد فيه المنهج الوصفي التحليلي، وهكذا أتوقع أن توفّر هذه الدراسة معلومات قيمة للمشرفين التربويين، وخطة نهوض بالإشراف التربوي على المادة، قد تستفيد منها الجهات المعنية بالتعليم الديني الإسلامي في المدارس.”

سادسا: دراسة تقويمية ووقفات علمية للكتاب

نقاط القوة

من إيجابيات كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية” كما يظهر لي ما يأتي:

  • يوازي كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية”بين عدد صفحات الفصول، حيث يتراوح عدد صفحات الفصل الواحد في جميع فصول الكتاب حوالي 75 صفحة.
  • يساعد الكتاب في تكوين الثقافة التربوية لدى المتخصصين في العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، نظرًا لندرة الدراسات في هذا المجال.
  • يُعد نموذجًا لتعزيز التكامل المعرفي والشمولية العلمية، من خلال دمج العلم بالدراسات الإسلامية والشرعية مع الإلمام بمناهج التدريس وطرائقها، وما يرتبط بها من تخطيط وإشراف ومراجعة وتدقيق وتطوير، بالإضافة إلى الأطر المنهجية المهمة.
  • يحقق الكتاب المواكبة بين الأصالة والمعاصرة.
  • يفصل الكتاب في القضايا ويشرحها بأسلوب بسيط وواضح، خالٍ من التعقيد، ويستوعب جميع المستويات.
  • يُعد الكتاب تثقيفيًا عامًا، وليس أكاديميًا بحتًا، ومن هنا تأتي أغلب الملاحظات التي ستذكر في تقويم كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية”على الجانب الأكاديمي البحت عند إعداد البحوث العلمية وفقًا لمناهج البحث العلمي المعاصر.
صورة مقال مراجعة كتاب واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية
جانب من حفل تدشين الموسوعة التي تضم كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية”

تحليل نقدي للكتاب

من الملاحظات التقويمية على الكتاب، وفق رأي المراجع، ما يأتي:

الإطناب في الشرح

لوحظ الإطناب في الشرح، وكان بالإمكان إيصال المعلومة بشكل أكثر اختصارًا، بعيدًا عن التكرار والشرح المفصل الذي يمكن الاستغناء عنه دون التأثير على الفكرة المراد إيصالها. يظهر هذا بوضوح في المقدمة، والأهمية، والمنهجية، وحتى في الخلاصة التي وضعها المؤلف في نهاية كل فصل. بل يمكن الاستغناء عن هذه الملخصات جميعها، وهو بالفعل ما فعله المؤلف في الفصل الأخير، حيث اكتفى بالخاتمة دون أن يسبقها الخلاصة المعهودة في نهايات الفصول.

خلاصات الفصول

حتى هذه الخلاصات، لم أجد أنها لخصت موضوعات الفصل بشكل كافٍ، بل كان أسلوبها إنشائيا سرديا وهي أشبه بالتمهيد للفصل الذي يليه.

عدد الأسئلة المطروحة

أرى أن الأسئلة المطروحة (10 أسئلة) كثيرة جدًا على كتاب من حيث المنهج العلمي. يمكن تقليصها إلى خمسة أسئلة أو أقل، بالدمج بينها أو الاستغناء عن بعضها، أو حتى ترحيل بعضها إلى كتاب آخر إذا استدعت ضرورة الموضوع والبحث ذلك. طرح 10 أسئلة في كتاب واحد تحت عنوان واضح لا يُفضل أكاديميًا وفق مناهج البحث العلمي التي تعنى بالدقة والتركيز على معالجة قضية معينة.

الحدود المكانية في البحث

لوحظ أن المؤلف اعتمد على عدد من المدارس في دول عربية مختلفة، ولكن كان من الأفضل لو تم التخصيص بشكل أكبر لزيادة الموضوعية والمصداقية دون الإخلال بالمعلومات الشخصية لهذه الجهات أو المفحوصين. كان بالإمكان ذكر عدد المدارس والدول، على الأقل إذا كان هناك مانع من ذكر الأسماء. أيضًا، كانت الاستبانات والرسائل الموجهة إلى المشرفين والمنسقين وبعض الجهات الإدارية المعنية خالية من معلومات دقيقة.

لذا، أجد أنه كان من الجيد ذكر بعض التفاصيل التي تعكس موضوعية الدراسة وأمانتها العلمية للقارئ، حتى وإن كان ذلك واضحًا للباحث وللجهات التي تسلمت المشروع.

تحليل الاستبيانات والمراسلات

لم أتمكن من العثور على تحليل واضح للاستبيانات والمراسلات، ولا على منهجية علمية أو أدوات تحليلية استخدمها المؤلف في تحليل البيانات التي جمعها. على الرغم من أن صفحة 320، على سبيل المثال، ذُكرت نتائج هذه المراسلات، التي أظهرت خلوّ أغلب المدارس من الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية.

نتائج البحث

أجد أن نتائج البحث جاءت عامة، بأسلوب سردي وإنشائي، ولم يتم ربطها بالإشكالية الرئيسية للبحث ولا بالأسئلة العشرة المطروحة.

جدير بالذكر أن العديد من هذه الملاحظات تُعبر عن رأي القارئ ومنظوره الأكاديمي وفق معايير البحث العلمي المحكم. أما من ناحية فائدة الكتاب ككتاب علمي، فإن أغلب هذه الملاحظات لا تعد ذات اعتبار كبير، إذ يبقى كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية”مفيدًا في مجاله ويعكس اهتمامًا مهمًا في مجال التربية والدراسات الإسلامية.

الخلاصة

يُعتبر كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية” دراسة رائدة في مجال التربية الإسلامية، الكتاب حيث يقدم دراسة شاملة في مجال التربية الإسلامية، ويهدف إلى تعزيز الفهم التربوي بين المتخصصين في العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية. يتميز الكتاب بجمعه بين الأصالة والمعاصرة، حيث يناقش موضوعات تتعلق بمناهج التدريس وطرائقها، مع التركيز على جوانب التخطيط والإشراف والمراجعة في التعليم الشرعي.

هذا، ويُعد الكتاب نموذجًا مفيدًا في تقديم الثقافة التربوية بشكل مبسط وواضح، ما يجعله مناسبًا للقراء من مختلف المستويات. كما يتميز بأسلوبه البسيط في شرح القضايا التربوية، لكنه يفتقر في بعض الأحيان إلى التركيز الأكاديمي المطلوب في معالجة بعض القضايا المنهجية.

بشكل عام، يُعد كتاب “واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية”مفيدًا في مجاله، ويشكل إضافة معرفية للقارئ، خاصةً في مجال التربية الإسلامية، إلا أنه يحتاج إلى بعض التحسينات من حيث الأسلوب الأكاديمي والدقة المنهجية..


معلومات الكتاب

  • العنوان : واقع الإشراف التربوي على مادة التربية الإسلامية
  • المؤلف: الدكتور حسين أحمد قاسم
  • الناشر : إدارة الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – دولة قطر، سلسلة الموسوعة الشاملة لتطوير التربية الإسلامية في المدارس والمعاهد والكليات الشرعية (2)
  • تاريخ الإصدار : الطبعة الأولى 1445هـ- 2023م
  • عدد الصفحات : 368 صفحة.
  • رقم الكتاب الدولي: 5-035-84409-2-978