في آية واحدة جاء الكلام عن الزوجين آدم وحواء ثم عن زوجين مشركين!

قال تعالى: (هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وجعل منها زوجها ليسكن إليها. فلما تغشّاها حملتْ حملاً خفيفًا فمرّتْ به فلمّا أثقلتْ دعَوَا اللهَ ربَّهما لئن آتيتنا صالحًا لنكوننّ من الشاكرين (189) فلما آتاهما صالحًا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون (190)  (الأعراف)

قال الألوسي:”هذه الآية عندي من المشكلات، وللعلماء فيها كلام طويل ونزاع عريض”.

صالحًا: سويًا، سليمًا. وقد يكون الصلاح بما هو أعمّ من هذا.

قال الطبري: “الصلاح قد يشمل معانـي كثـيرة، منها: الصلاح فـي استواء الـخـلق. والصلاح فـي الدين، والصلاح فـي العقل والتدبـير”.

إذا تعلقت الآية بآدم وحواء فعلينا أن نستحضر هنا أن هذا أول حمل تحمله امرأة! ماذا تحمل؟ من أين يخرج الحمل؟

قوله: (هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وجعل منها زوجها ليسكن إليها) قد يكون في الزوجين: آدم وحواء.

وقال بعضهم: عام في كل زوجين، وهو ما أرجحه.

قال الألوسي: “كأن المعنى والله تعالى أعلم هو الذي خلقكم جنسًا واحدًا، وجعل أزواجكم منكم أيضًا لتسكنوا إليهن”.

ومنهم من قال: من نفس واحدة: من الأب آدم.

إذا كان أول الآية (189) متعلقًا بآدم وحواء، فإن تتمة الآية (189) + الآية (190) لا ريب أنها في زوجين مشركَين.

قالا: لنكونن من الشاكرين.

الذي حدث: كانا من المشركين!
لم يقل: عما يشركان. المثنى جمع.

فتعالى الله عما يشركون:

قال ابن عاشور: “في جملة (فتعالى الله عما يشركون) محسّن من البديع، وهو مجيء الكلام متزنًا على ميزان الشعر، من غير أن يكون قصيدة، فإن هذه الجملة تدخل في ميزان الرَمل”.