تحدثنا لمن لم يقرأ المقالين الفائتين “للماء ذاكرة” والثاني “انتبه من ذاكرة الماء!” عن فرضية علمية ما زال العلماء يبحثون فيها، وخلاصتها أن للماء ذاكرة مؤثرة على الإنسان بشكل فاعل، وتقوم تلك الذاكرة بتخزين كل المعلومات التي تجري حول الماء، الذي، وبحسب الفرضية العلمية تلك، يتأثر بأي شيء يلامسه، سواء بشكل مباشر كالأجسام المختلفة، أو تلامس عبر الذبذبات الصادرة عن الأصوات مثلاً والموجات المغناطيسية، والموجات الحرارية والضوئية وغيرها من مؤثرات.. وقلنا بأن الباحثين في هذه المسألة، وجدوا أن أقوى التأثيرات على الماء تصدر عن المشاعر البشرية، الإيجابية منها والسلبية، كالحب والعطف والحنان، أو البغض والحسد والكراهية، ووجدوا تأثيرات تلك المشاعر على الطاقة الخاصة بالماء.. أجرى الباحثون في موضوعنا مدار الحديث، تجربة أرادوا منها إثبات أن المشاعر الإنسانية من أقوى المؤثرات على الماء أو ذاكرته. فقد طلبوا من عدد من الناس الجلوس حول وعاء به ماء، وطلبوا منهم استحضار كل المشاعر الإيجابية والتفكر والتركيز فيها، كالحب والعطف والحنان والرعاية والاهتمام، ثم أخذوا عينة من ماء ذلك الوعاء. وأجروا التجربة مرة ثانية مع ماء آخر ولكن طُلب منهم هذه المرة استحضار المشاعر السلبية والتركيز فيها، كالحقد والحسد والبغض والكراهية والحزن وما شابه، وتم أخذ عينة من ذلك الماء أيضاً.
بتعريض العينات لأجهزة رسم كهربائية، أظهرت تلك الأجهزة أن الرسم يسير باتجاه معين للعينة الإيجابية يختلف عن رسم العينة الأخرى أو السلبية، ولاحظوا كذلك إلى أن طاقة الماء في العينة الإيجابية ارتفعت وأصبح أكثر استقراراً على عكس العينة الثانية، التي قلت طاقتها وحدثت بها تغييرات جذرية بحسب الرسومات الكهربائية التي أظهرتها الأجهزة، في إشارة إلى تأثر الماء بما جرى حوله من مؤثرات صدرت عن النفس البشرية.
واصل العلماء أبحاثهم وتجاربهم، فقاموا باجراء اختبار على عينات من المياه تخضع لمؤثرات خارجية متنوعة، وقاموا بتسجيل الأثر على عينات المياه عبر تجميدها تدريجياً في غرف تبريد مخصصة لذلك، ولاحظوا أمراً غريباً! فقد وجدوا الأشكال الهندسية لبلورات الماء التي تتشكل بفعل المؤثرات الخارجية تختلف باختلاف نوع المؤثر، فقد كانت الأشكال جميلة ومتناسقة مع الكلمات الإيجابية التي قيلت أو تمت قراءتها على الماء، مثل شكراً، أحبك، الحمد لله وما شابه من كلمات، في حين اختلفت الأشكال مع الكلمات السلبية أو المؤثرات المضرة كالأصوات المزعجة، أو موجات الهواتف الجوالة وما شابه..
لقد تبين من ضمن ما تبين وظهر من خلال أبحاث العلماء على الماء، أن الاستفادة المثلى منه على صحتنا وأجسامنا لا تتم بالصورة المأمولة في هذا العصر، لماذا؟
في هذا، يقول العلماء بأن الماء الذي ينساب من على الجبال مثلاً مروراً بأودية وسهول، ويسير في منحنيات ولكن بانسيابية ودون ضغوط أو مواد مختلطة به مثل الكيماويات، أثره على الجسم أكبر من تلك المياه التي تمر في رحلة عنيفة من مصادرها الأساسية إلى المصافي حيث، الترشيح والتنظيف والكيماويات، ثم يتم دفعه وضغطه في أنابيب متنوعة الأحجام في رحلة طويلة من مئات أو آلاف الكيلومترات لتصل إلى البيوت.. لا شك أن هذا الماء يصل إلى البيوت وقد وصل إلى حد الإنهاك، إن صح التعبير، وفقد طاقته وبالتالي أصبح ميتاً قبيل دخوله أجسامنا!
أضف إلى ما يتعرض له الماء في رحلته العنيفة الطويلة والذكريات المؤلمة خلالها، يصلنا ليستقر في الأنابيب في البيوت، ليتأثر أكثر بمشاعـرنا السلبية المختلفة، ويتلوث أكثر فأكثر روحياً، عبر امتصاصه لمشاعر الأحقاد والكراهية والضجيج من حوله التي تصدر عن البشر الموجودين بالبيوت، حتى إذا جاء أحدهم يشرب كأساً من الماء، فإنه يشرب ماءً ميتاً لا طاقة فيه، قد يروي لكنه لا يؤثر إيجاباً على خلايا الجسم..
إن الدماغ البشري أغلبه ماء إن لم يكن كله، وبالمثل بقية الأجهزة والأعضاء بالجسم، وأي ماء يدخل إلى تلك الأجهزة يتم امتصاصه من قبلها، وما يحدث بحسب الفرضية التي نتحدث عنها، إنما هو امتصاص للمعلومات المخزنة في ذاكرة الماء، وعلى ضوء تلك المعلومات يتأثر الجسم وتتغير خصائصه.. إما إيجاباً أو سلباً.
من هنا، حين جاء في ديننا ما يفيد ويؤيد مسألة قراءة آيات من القرآن على الماء بنية الاستشفاء والتداوي بإذن الله، فإنما هذه هي قصتها من قبل أن يدرك أحد هذه الفرضية العلمية، التي تتجه لتكون حقيقة علمية بإذن الله، ولتؤكد أن الله ما “خلق هذا باطلاً ” سبحانه، ولتؤكد أيضاً على بديع خلق الله “وفي أنفسكم أفلا تبصرون”.. صدق الله العظيم.