تعرض مؤسسة قطر، في رمضان، سلسلة من الحلقات الخاصة من مسلسل “سراج”، المسلسل التلفزيوني التعليمي الترفيهي ثلاثي الأبعاد، ذات الأهمية الدينية، وذلك بهدف توفير طريقة جذابة للأطفال لتعلم القيم والأخلاق الإسلامية.
وقد أطلق “سراج”، المسلسل التلفزيوني الترفيهي التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، نسخته الرمضانية الخاصة للأطفال في قطر والعالم العربي، حيث بدأ بث حلقاته الجديدة شهر مارس المنصرم، وتستمر طوال شهر رمضان المبارك، وذلك يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
ويمكن مشاهدة حلقات مسلسل “سراج” عبر تلفزيون قطر، كما يتم نشر جميع الحلقات على قناة اليوتيوب المخصصة لبرنامج “سراج”، مما يسهل على العائلات مشاهدة الحلقات والاستمتاع بها معا.
وبصحبة الشخصيات المحبوبة من مسلسل الرسوم المتحركة “سراج”، نورة وراشد، ينطلق الأطفال في رحلة تعليمية ممتعة عبر القيم الأخلاقية الحميدة، حيث توفر هذه النسخة من البرنامج فرصة فريدة للأطفال للانخراط في تجربة تعليمية تفاعلية تتماشى مع الدروس التي يستقيها الأطفال من شهر رمضان الفضيل.
8 حلقات تستعرض قصص الأنبياء
وتسعى حلقات “سراج” الرمضانية إلى تثقيف الأطفال حول القيم الإسلامية المختلفة من خلال ثماني حلقات تستعرض قصص الأنبياء عليهم السلام، وتهدف إلى تعزيز اللغة العربية والثقافة المحلية والقيم الإسلامية، مما يجعلها موردا قيما لأولياء الأمور وأبنائهم.
وتغطي هذه الحلقات مجموعة من الموضوعات، بما في ذلك قصص النبي محمد ﷺ، والنبي موسى، والنبي يوسف، والنبي نوح، والنبي سليمان، والنبي شعيب، والنبي داوود، والنبي سليمان عليهم السلام، وستسلط كل حلقة الضوء على قيمة أخلاقية محددة، مثل: مساعدة الآخرين، والتسامح، والرأفة بالحيوانات، والصبر، والمسؤولية، والصدق، والتواضع، والعدالة.
سارة الهاجري: نسخة “سراج” الرمضانية رحلة تعليمية
وقالت سارة الهاجري، المدير المساعد لوحدة الثقافة والتراث والهوية، في معهد التطوير التربوي، التابع للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر في تصريح لها بالمناسبة: إن النسخة الرمضانية من “سراج” هي رحلة تعليمية ماتعة وجذابة للأطفال، تجمع بين قيم رمضان وثقافة وتراث العالم العربي، ومن خلال هذه السلسلة، يمكن للمشاهدين الانتقال إلى عالم الأنبياء، والتعرف على المزيد من القيم الأخلاقية الأساسية مثل الصدق والصبر والمسؤولية، كما يهدف البرنامج مع كل حلقة إلى تعزيز اللغة العربية والثقافة المحلية والقيم الإسلامية.
وأشارت إلى أنه من خلال تسليط الضوء على قصص الأنبياء تقدم السلسلة منظورا فريدا للتحديات التي تواجه عالمنا اليوم، وتوفر موردا قيما للآباء وأطفالهم للتعلم والتطوير معا.
ونوهت إلى أن حلقات برنامج سراج الرمضانية تهدف إلى إحداث تأثير كبير في فهم الأطفال للقيم الإسلامية، ومساعدتهم على بناء أساس أخلاقي قوي يخدمهم بشكل جيد طوال حياتهم، من خلال تقديم قصص الأنبياء بطريقة تفاعلية وجذابة، معربة عن أملها في أن يلهم ذلك الأطفال لتجسيد هذه القيم في حياتهم.
تيمبو باه: “سراج” عمل ضروري في هذا العصر الرقمي
من جهته، قال سليمان تيمبو باه “في هذا العصر الرقمي، مع كون التكنولوجيا والإنترنت تشغل جزءًا كبيرًا من حياتنا، من الضروري أن يكون لدينا برنامج مثل “سراج” لأطفالنا، فهو مبادرة ضرورية لتعليمهم القيم الأخلاقية”.
وسليمان تيمبو باه، هو مسؤول التواصل والمشاركة المجتمعية في مبنى ذو المنارتين “جامع المدينة التعليمية”، وقد ساعد في مراجعة المحتوى الديني لبرنامج “سراج”.
وأضاف باه: “يقدم البرنامج حلقات حول الأنبياء وتعاليمهم، وهذه فرصة رائعة لغرس القيم الضرورية لتنمية الأطفال وتطورهم بشكل عام. تركز كل حلقة على قيمة أخلاقية أو معنوية محددة، من منظور إسلامي، مثل الصبر والشجاعة، وهذه طريقة رائعة لتعليم الأطفال صفات الأنبياء وكيفية الاقتداء بهم في حياتهم.
وتابع باه قائلا: “على الرغم من أن الإسلام يوفر لنا ثروة من المراجع، إلا أنني أعتقد أن بعض هذه الموارد تفتقر إلى عنصر المتعة، ومن هنا خرجنا بفكرة حلقات “سراج” الرمضانية، والتي نهدف من خلالها إلى تفسير القيم والعبر الإسلامية بطريقة ممتعة وغنية بالمعلومات للأطفال”.
قصص الأنبياء موجهة للأطفال والكبار بلغة بسيطة
ووفقًا لسليمان تيمبو باه ، عندما تم إنشاء المحتوى، حرص القيّمون على البرنامج، على استخدام لغة بسيطة للأطفال، وحاولوا أيضًا تخيل كيف سيفهم المشاهدون هذه القصص، حيث يحتاج البعض منهم إلى معرفة أساسية معينة لتقدير وفهم كامل للدروس. وأوضح قائلًا: “نظرًا لأنها قصص حدثت في عهد الأنبياء، فمن المهم وضعها في سياق حديث يتناسب مع عصرنا، لهذا السبب نبدأ بسيناريو يتعلق بما يحدث بين راشد ونورة، الشخصيتين الرئيسيتين في البرنامج، ثم نربطها بالقصص والعبر التي تشملها قصص الأنبياء عليهم السلام، إنه لأمر رائع أن نرى مقدار ما يمكننا تعلمه من تاريخنا الإسلامي وتطبيقه على الحاضر”.
وأشار باه إلى أن هذه القصص الأنبياء ليست موجهه للأطفال فحسب، بل للكبار أيضًا، قائلاً: “عندما نعرض هذه القصص، يجب أن نركز على التحدي الذي واجهه الأنبياء، والإطار الذي استخدموه، والحلول التي وجدوها بناءً على التوجيه النبوي، يمكننا بعد ذلك تطبيق الطريقة نفسها على المواقف المماثلة التي نواجها اليوم”.
حماية عقول أطفالنا تحد كبير
وتابع باه: “من المهم أن ندرك أن بعض المفاهيم قد تكون معقدة للغاية بحيث يتعذر على الأطفال فهمها بالكامل في البداية. ومع ذلك، فنحن نعلم أن القصص تأسر الأطفال، فمن خلال مشاركة قصص الأنبياء عليهم السلام، في الماضي وصولًا إلى خاتم النبيين، النبي محمد -ﷺ- يمكننا مساعدة الأطفال على رؤية كيف واجهوا وتغلبوا على التحديات المختلفة.
وأردف بالقول: “كما أنه من خلال هذه القصص، يمكننا أن نوضح كيف كانت حياة النبي محمد – ﷺ – والخصال التي تحلّى بها مثل الصبر والحلم وبهذه الطريقة، يمكننا حث الأطفال على اتخاذ الرسل والأنبياء عليهم السلام، كنماذج يحتذى بها في حياتهم.
ويرى باه أن رواية قصص الأنبياء جزء لا يتجزأ من الإسلام، قائلاً: “نؤمن بأن الله بعث بالأنبياء والمرسلين جميعًا، وأننا نتعلم من قصصهم دروسًا قيمة، من التعامل مع المواقف العائلية الصعبة إلى التغلب على العقبات الشخصية، فقصص الأنبياء تمدنا بالإرشاد والإلهام”.
كما شدد على أنه يجب على الآباء توخي الحذر بشأن ما يتعرض له أطفالهم على الإنترنت، قائلاً: “في عالم اليوم، أصبحت حماية عقول أطفالنا أكثر تحديًا من أي وقت مضى، فمع توفر مجموعة كبيرة من المحتوى عبر الإنترنت، نحتاج إلى الانتباه لما يتعرض له أطفالنا”. وأضاف: “إذا فشلنا في توفير محتوى ممتع ومتوافق مع قيمنا، فسيملأ غيرنا هذا الفراغ، ومن مسؤوليتنا سرد قصصنا بطريقة تلقى صدى لدى أطفالنا، وبرامج مثل “سراج”، تروي قصص المسلمين بلغة وأسلوب يروق للأطفال أمر ضروري وحتمي”.
تطبيق القيم الإسلامية وليس فهمها فقط
ويؤكد باه على أهمية مشاهدة أولياء الأمور لحلقات “سراج” مع أطفالهم، قائلًا: “لا تكمن أهمية البرنامج في فهم القيم الأخلاقية فحسب، بل أيضًا في تطبيقها في حياتنا، لذا أشجع الآباء على إجراء محادثات مع أطفالهم حول كيفية تطبيق هذه القيم الأخلاقية في حياتهم الخاصة”.
يستمر عرض حلقات برنامج “سراج” الرمضانية طوال شهر رمضان المبارك، وذلك يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع. يمكن مشاهدة الحلقات عبر تلفزيون قطر، كما سيتم نشر جميع الحلقات على قناة اليوتيوب المخصصة لبرنامج “سراج”.
للتذكير، مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التي تأسست عام 1995، هي منظمة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرتها نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام. وتسعى المؤسسة لتلبية احتياجات الشعب القطري والعالم، من خلال توفير برامج متخصصة، ترتكز على بيئة ابتكارية تجمع ما بين التعليم، والبحوث والعلوم، والتنمية المجتمعية.