الوقوف بعرفة ركنٌ من أركان الحج، ولا يصح الحج إلا به، ومن فاته الوقوف بعرفة فاته الحج، لقوله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 198]، وهذا المقال يبين فضل يوم عرفة ومكانته وبعض الأعمال التي يستحب القيام بها في هذا اليوم.

يبدأ يوم عرفة من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد إلى طلوع الفجر من يوم عيد النحر وتحديداً مع دخول وقت صلاة الفجر، وينتهي وقت الوقوف بعرفة بالنسبة للحُجّاج بطلوع فجر يوم النحر.

يوم عرفة له فضل عظيم ومكانة في الإسلام ، وذلك كونه يقع في الأشهر الحرم {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة:36] وكذلك كونه أحد أيام أشهر الحج {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة:197] وأحد الأيام المعلومات {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج:28] وقال ابن عباس «الأيام المعلومات: عشر ذي الحجة»، وأن يوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر:2] وقد قال فيها ابن عباس: «إنها عشر ذي الحجة» قال ابن كثير: «وهو الصحيح».

كما قال فيها رسول الله : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء».

كما يعتبر يوم عرفة هو اليوم الذي أتم الله فيه دين الإسلام، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : «أن رجلاً من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3]. قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي وهو قائم بعرفة يوم الجمعة».

كما يعتبر يوم عيد لمن وقف بعرفة فقد جاء في السُنّة عن النبي أنه قال: «يوم عرفة ويوم النحر وأيام مِنى عيدنا أهل الإسلام»

ويوم عرفة يستحب الإكثار فيه من الدعاء: فقد قال رسول الله : «خير الدعاء دعاء يوم عرفة».

كما يكثر فيه العتق من النار وفيه قال رسول الله : «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة»

وفي يوم عرفه يباهي الله بمن وقف بعرفة أهل السماء وقد جاء في الحديث: «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء»

كما يعتبر الوقوف بعرفة الركن الأعظم للحج فقد قال رسول الله : «الحج عرفة».

وصيام يوم عرفة سنة مؤكدة فليحرص المسلم على صيام يوم عرفة لما فيه من فضل، لقول النبي : «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»

ولا يجوز للحاج صيام يوم عرفه ، لأن النبي كان مفطرًا حين وقف في يوم عرفة، وفي الحديث: «نهى رسول الله عن صوم يوم عرفة بعرفة».

أنواع التكبير يوم عرفة ووقته وصفته

التكبير نوعان: مُطلق ومُقيّد، فالمطلق يسن في كل وقت، بينما المقيد يُسن في أدبار الصلوات المفروضة، ويكون ذلك من صلاة الفجر من يوم عرفة، ويوم عيد الأضحى، وثلاثة أيام بعد العيد هي أيام التشريق الثلاثة.

أما التكبير المطلق فيسن في عشر ذي الحجة، كما يستمر في عيد الأضحى إلى آخر أيام التشريق، والسنة أن يجهر بذكره، إلا النساء فلا يجهرن بذلك.

وصفة التكبير أن يقول: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد»، أو أن يكرر التكبير ثلاث مرات، بقول: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر».