الشيخ أسامة عبد العظيم من كبار علماء المسلمين ومن فقهاء الشافعية القلائل على مستوى العالم الإسلامي، فهو العلامة الأصولي المربي العابد الزاهد، ثغر عظيم من ثغور الإسلام في العبادة والزهد، والصدع بكلمة الحق. لُقب بـ”عابد الزمان” والعالم الرباني والفقيه الشافعي الأصولي.و هو أحد علماء الأزهر الشريف، ورئيس قسم الشريعة الأسبق وأستاذ أصول الفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين القاهرة، جامعة الأزهر الشريف. ويعتبر أحد أعلام العلم الشرعي في مصر منذ السبعينيات وحتى وفاته.
كان الشيخ أسامة عبد العظيم، الذي غادرنا قبل أسابيع قليلة – رحمه الله – يتميز برقة قلبه، وشدة ورعه في الفتاوى، والاهتمام بأحوال المسلمين .و في دروسه كان وقوراً تعلُوه السَكينة والهيبة، والفَراسة، فيجلس أمامه طلابه كأن على رؤوسهم الطير إجلالاً له واحتراماً وتوقيراً، فقد كانت خُطبه تتميز بالفصاحة والبلاغة مع سهولة في اللفظ وعدم التكلف. وطريقته أن يسرد المواعظ على طريقة الحافظ أبي الفرج ابن الجوزي رحمه الله، فيعلو صوت الشيخ أحياناً كأنه منذر جيش.
كان رحمه الله أمة وحده، قانتاً لله تعالى، فقد ختم القرآن في محرابه 2400 ختمة.
ضَرب الشيخ أروع الأمثلة في بر الوالدين. وترك التشاغل بالدنيا في بداية شبابه، وأقبل على الاشتغال بالطاعة والعبادة. وهو الذي بنى مسجده في القاهرة وأسماه (مسجد عباد الرحمن) وهو مكون من ست طوابق بمنطقة الإمام الشافعي بمصر القديمة.
من هو الشيخ أسامة عبد العظيم؟
هو الشيخ أسامة بن محمد بن عبد العظيم بن حمزة الفقيه الشافعي (ولد 25 يناير 1948، وتوفي 3 أكتوبر 2022). تخرج من كلية الشريعة عام 1969. حصل على درجة بكالوريوس الهندسة الميكانيكية عام 1976.وعلى درجة الماجستير في أصول الفقه، عن دراسته: (حجيَّة قول الصحابي)، سنة 1974م. كما حصل على الدكتوراه عن أطروحته: (شرح الولي العراقي على منهاج البيضاوي المسمَّى، بالتحرير لما في منهاج الوصول من المعقول والمنقول.. دراسة وتحقيق)، سنة 1983م.
أسس الشيخ أسامة داراً للنشر هي دار الفتح للنشر وطبع فيها أغلب رسائله، وعمل أستاذاً للشريعة في كلية الشريعة جامعة الكويت، وكان من أحد أهدافه من السفر بناء مسجده (مسجد عباد الرحمن) الذي كان يتعبد لله فيه.
زهد الشيخ في المناصب فلم يكن يحرص عليها أو يسعى إليها وربى طلابه على ذلك فلم يتولى عمادة الكلية ولا رئاسة الجامعة ولا مشيخة الازهر او منصب الإفتاء وكان يفر من ذلك. والمنصب الوحيد الذي قبله هو رئاسة قسم الشريعة وقبله لأسباب علمية ولمصلحة الطلاب.
تميز لباس الشيخ في جامعة الأزهر بالعمامة ذات الذؤابة المنسدلة خلف ظهره، كما ثبت في السنة، واللحية الطويلة البيضاء، وجُبة العالم الأزهري القصيرة. وسيارة الشيخ قديمة متواضعة صغيرة يعلوها التراب.
للشيخ شقيق من أهل الصلاح لُقب بالشيخ محمد الزاهد، مازال على قيد الحياة. وخاله هو الداعية الدكتور عبدالصبور شاهين، رحمه الله، خطيب جامع عمرو بن العاص بالقاهرة، وأستاذ الشريعة الإسلامية في كلية دار العلوم جامعة القاهرة.
السفر إلى قطر
سافر الشيخ رحمه الله إلى دولة قطر، لإلقاء بعض المحاضرات الوعظية في أوائل التسعينيات، واعتذر عن الاقامة في الفندق، واعتكف عند أحد طلابه من الأئمة، في أحد مساجد قطر ، وثبت عنه رحمه الله أنه كان يطلب من الدعاة المصريين المغتربين العودة إلى مصر وممارسة التدريس والخطابة، وأن مصر بلد خصب للدعوة إلى الله تعالى وهي أفضل من بقاء الدعاة في الخليج لجمع المال والتنعم بحياة الترف.
وأثناء إقامته في قطر، حرص الشيخ أسامة عبد العظيم على الحج كل عام، وكان صوته بالتلبية يخلع القلب من شدة إخلاصه وخشوعه. كما كان يحرص على صيام الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر، وكان يفطر مع طلابه في المسجد.
منهج الشيخ أسامة عبد العظيم
يهتم فضيلته بتربية النفس وتزكيتها بالعبادة ويتميز طلاب الشيخ بالأدب الجم والتواضع الشديد وجلهم من حفظة كتاب الله والاقبال على العبادة وتعلم العلم النافع وكان للشيخ درس ثابت يوم الأربعاء من كل اسبوع ويأتي إليه طلبة العلم الربانيين من كل حدب وصوب ومن أهم دروسه شرحه لكتاب “مدارج السالكين” لابن القيم رحمه الله تعالى ومن أشهر دروس فضيلته شرح فقه الحج في موسم الحج وشرح فقه الصيام في شهر رمضان.
وكان مجلس الإفتاء يعقد بعد الفراغ من درس الأربعاء، وبعد خطبة الجمعة فله مئات الألاف من الفتوى المسجلة والتي تربي عليها الشباب فكانت تهذب السلوك والأخلاق وترفع الهمة وتقوم المعوج. ومن أكثر الكتب التي شرحها الشيخ لطلابه في دروس الأربعاء، كتاب كفاية الأخيار في الفقه الشافعي (أبواب الصيام والحج) وكتاب زاد المعاد، وكتاب مدارج السالكين، ومفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ، ولطائف المعارف للحافظ ابن رجب.
من كتاب كفاية الأخيار في الفقه الشافعي وسماحته من فقهاء الشافعية القلائل على مستوى العالم الإسلامى بشهادة أقرانه من الفقهاء والعلماء الربانيين ويتميز أكثر طلبة سماحته بالدراسة الشرعية فى جامعة الأزهر الشريف وأكثرهم من حملة الماجستير والدكتواره.
وكان للشيخ المربي أسامة عبد العظيم اهتمام بتربية الشباب على قيم الدين، ومن أهم ما يوصي به طلابه من خلال الفتاوى: اتقان العمل، وأكل الحلال، وترك الشُبهات، والعمل بالسُنة، وبر الوالدين، وغض البصر، وعُمران الباطن بالمراقبة، وأن يصلح المرء ما بينه وبين ربه فيصلح الله له شأنه كله، ويجزل له العطاء، والاقبال على العبادة في زمن الفتن، ويوصي طلابه بالتوبة والاستغفار وترك الذنوب والسيئات، ويوصيهم بالشح بأوقاتهم فيما لا ينفع، والخروج من المظالم، وإصلاح قلوبهم، وكف ألسنتهم. وتكلم الشيخ كثيراً عن حراسة الدين، وعلاج قسوة القلب، وكان رحمه الله يكره في بعض الشباب التعالم وحب الترأس وحُب الظهور، ويكره الأدعياء، ويوصي بتعظيم مظاهر التدين ظاهراً وباطناً. أما قراءة الشيخ في الصلاة فكانت حَدراً وكان غالب ما يقرأ في الركعة الواحدة خمسة أجزاء في مسجده المكون من ستة طوابق.
الكتب التي حققها
من أهم الكتب التي حققها الشيخ رحمه الله:
- كتاب الكبائر للحافظ الذهبي.
- رسالة الصوفية والفقراء لشيخ الإسلام ابن تيمية.
- رسالة لكل مسلم لابن القيم.
- رسالة كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة لابن رجب.
- مختصر الترغيب والترهيب لابن حجر.
- كتاب يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر الجنة والنار لصديق حسن خان.
- شرح حديث ما ذئبان جائعان لابن رجب الحنبلي.
- تحقيق كلمة الإخلاص لابن رجب.
شيوخه وتلامذته
تأثر الشيخ أسامة عبد العظيم رحمه الله بشخيصة ومنهج الشيخ إبراهيم عزت رحمه الله، وهو من الشيوخ الربانيين المعاصرين، وكان رجلاً بكاءً، وفسر القرآن الكريم على منبر جامع أنس بن مالك بالمهندسين في السبعينيات، وتوفي رحمه الله في أوائل الثمانينيات.
كما تأثر الشيخ رحمه الله بالإمام ابن القيم، وأبي الفرج ابن الجوزي، والحافظ ابن رجب الحنبلي.
ومن كبار تلاميذ الشيخ: فضيلة الشيخ الدكتور محمد الدبيسي، والشيخ محمد حسين يعقوب، والدكتور أحمد إسماعيل وغيرهم الكثير. وكان يحرص أن يحفظ جميع طلابه القرآن الكريم كاملاً ويقوم بالقرآن بين يدي الله.
كان رحمه الله يعطف على طلابه خاصة إذا لمس في الطالب الإخلاص، حيث كان يحضر دروسه أكثر من 1200 طالب في الطوابق السِت من الرجال والنساء من طلبة الأزهر وغيرهم.
أوصى الشيخ طلابه جميعاً: سواء كان أطباء أو مهندسين أو محاسبين بالالتحاق بالكليات الشرعية في جامعة الأزهر أو كلية دار العلوم أو قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وذلك لتعلم علم الدين، وقد حصل أغلب طلاب الشيخ على درجة الدكتوراه في تخصصات شرعية، مثل أصول الفقه، والفقه المقارن، والفقه المذهبي.
منهج الشيخ أسامة عبد العظيم
منهج الشيخ أسامة عبد العظيم في الدعوة إلى الله باختصار هو تعبيد الناس لله رب العالمين، مصداقاً لقوله تعالى “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”. ومنهجه رحمه الله في تزكية النفس ومحاسبتها وتهذيبها ومخالفة الهوى، لأن النفس من أشد أعداء الإنسان الداخليين، ولأنها تدعو إلى الطغيان، وإيثار الحياة الدنيا، وسائر أمراض القلب إنما تنشأ من جانبها.
كان يعذر بالجهل والتأويل والتقليد، والإكراه، فكان أبعد ما يكون عن تكفير عوام المسلمين. أصدر الشيخ رحمه الله فتاوى تُحَرم الغش في الامتحانات، وأنكر ذلك أشد الأنكار. ويكفي أنك لن ترى له مثيلًا إلا في بطون الكتب. ومن أكثر الآيات التي كان الشيخ يكررها على منبره، قوله تعالى “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” ويكرر آية الاستبدال وهي قوله تعالى “وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم”.
وقوله تعالى: “إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئاً”.
سئل الشيخ أسامة عبد العظيم رحمه الله عن رأيه في ساحة الدعوة، وزعم كل جماعة منها أنها على الحق وأن غيرها على ضلال؟ فأجاب رحمه الله إجابة شافية قائلاً: (دعك من هذه المسميات وضعها خلف ظهرك، واعلم أن الفِرقة الناجية ليست جماعة بعينها، فكل من اتبع كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فهو داخل فيها ثم قال: ما وافق الكتاب والسنة فهو منهجي)، مستشهداً بقول الله تعالى: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا) وبحديث أنَسَ بنَ مالِكٍ، فَقالَ: (مَن شَهِدَ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنا، وصَلّى صَلاتَنا، وأَكَلَ ذَبِيحَتَنا، فَهو المُسْلِمُ، له ما لِلْمُسْلِمِ، وعليه ما على المُسْلِمِ).
مؤلفاته في علم أصول الفقه
كان الشيخ رحمه الله مكثراً من التأليف في علم أصول الفقه، وهي كتب لها وزنها في المكتبة الأصولية وتتميز بكثرة الأمثلة التطبيقية من القرآن الكريم وهذا ما يعز وجوده في كتب الأصوليين الأوائل. وترك الشيخ للمكتبة الإسلامية علمًا صالحًا يُنتَفع به. ومن مؤلفاته في علم أصول الفقه الآتي:
- عـيــون الأصــول.
- مدخل الهائب إلى تيسير وتحرير مختصر ابن الحاجب.
- نصوص أصوليَّة من شرح الإسنوي على منهاج البيضاوي في مسائل المجمل والمبين والنسخ والسنة والإجماع.
- نصوص أصولية من شرح الإسنوي على منهاج البيضاوي في مسائل القياس والأدلة المختلف فيها.
- السبيل لتصفية علم الأصول من الدخيل.
- أصول الفقه المصفَّى المحلى.
- نحو منهج جديد في تخريج الفروع على الأصول.
- بحث أصولي مبتكر عن شروط الاجتهاد.
- أسباب الإجمال في الكتاب والسنة وأثرها في الاستنباط.
- مقدمات النَّـسْــخ.
- الاشتراك اللفظي وأثره في استنباط الأحكام.
- القصص القرآني وأثره في استنباط الأحكام.
- مذكرة المعاوضات في فقه البيوع.
- حراسة التدين.
- نذير الاستبدال.
قالوا عن الشيخ أسامة عبد العظيم
قال عنه من عرفه من العلماء يوم وفاته: “اليوم انهد ركن من أركان العلم، وجبل من جبال الفقه، وانكسفت شمس من شموس العبادة والزهد”. كما قيل عنه أنه لو كان في عصر الحافظ الذهبي لذكره مع العُباد في سِير أعلام النُبلاء، ولو كان في عصر ابن الجوزي لذكره في العُباد في صفة الصفوة. فقد كان معروفاً بالإقبال على شأنه وإصلاح نفسه. فقيل عنه بقية السَلف الصالح من الزهاد والعُباد، كأنه صحابي جاء في زماننا.
ويقول الشيخ عبد المنعم إسماعيل: “اعتُبر الشيخ أسامة عبد العظيم رحمه الله من رواد الإصلاح الهادئ”.
كما قيل عن الشيخ أنه كان يكره الدخول على الأغنياء والمترفين والمنعمين. وكثيرا ما يحذر من الجماعات المتطرفة، لأنَّهم يستحلون دماء الناس وأعراضهم ويكفرون العامة. أما عن ما يقال عن عُلو همة الشيخ، في العبادة وطلب العلم والتدريس فحدث عن ذلك ولا حرج، عزيمة لا تعرف الكلل والملل، بل المجاهدة والمصابرة والظفر.
كما عُرف عن الشيخ كثرة بكاءه في دعاء القنوت في رمضان وكان يردد بعض الآيات فيشتد بكاؤه.
يقول أحد طلاب الشيخ: “ولم يمت الشيخ، حتى صار منهجه منثورًا ميسورًا، سهلا واضحا ولله الحمد والمنة، فإن الله تعالى يبعث لهذا الدين دومًا مَن يحْييه. ولا زال مسجد فضيلة الشيخ يعقوب مُضاءً بالختمات في مدينة أكتوبر، وحدّث ولا حرج عن صاحب العلم الغزير والعبادة الوافرة فضيلة شيخنا الدكتور محمد الدبيسي في القاهرة وفضيلة الشيخ سيد عبدالوهاب وفضيلة الشيخ جمال فاروق وفضيلة الشيخ أسامة حامد وفضيلة الشيخ بدران العياري وفضيلة الشيخ إبراهيم البليزي وفضيلة الدكتور حمدي عبدالحكم وفضيلة الدكتور أسامة كحيل وفضيلة الدكتور محمد حامد عبدالمولى وفضيلة الدكتور أحمد إسماعيل وفضيلة الدكتور جمال الأزهري في الشرقية وغير هؤلاء كثيرون منثورون في البلدان، قد ارتووا من معين العبودية والتربية وأعلم حسرة كثير من الأخوة أن قد فاتهم نصيبهم من فضيلة الشيخ الحبيب أسامة، أنار الله تعالى له قبره وآنسه فيه، فلا يفوتكم من استطعتم أن تصلوا إليه من هؤلاء الأجِلّاء، تعلموا منهم ما استطعتم، سيروا إلى الله تعالى معهم ما استطعتم، تعبدوا إلى الله تعالى معهم ما استطعتم، أدركوا نصيبكم من هؤلاء، لا تنتظروا لحظة انطفاء الشمعة حتى تدركوا قيمة النور وتلعنوا الظلام”.
من صفاته وأخلاقه ومواقفه وفتاواه
رجح الشيخ رحمه الله عدم كُفر تارك الصلاة كسلاً، وكان ينكر على من كفره من الحنابلة. كما اختار الرأي القائل بجواز طول القيام في الفريضة إذا لم يكن ذلك يشق على المأمومين وتوافقوا على ذلك.
كما كان الشيخ رحمه الله يرى جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بالضوابط المعروفة عند أهل الحديث، وعلى سبيل المثال: قراءة سورة يسين لقضاء الحوائج، وقيام ليلة العيد، وقيام ليلة النصف من شعبان، والتوسعة على الأهل يوم عاشوراء.
عرف عن الشيخ – رحمه الله – فراره من الشُهرة، والتصوير بكافة أنواعه، لكن أجاز لطلابه تسجيل دروسه ونشرها. وابتعاده عن الصراعات المذهبية والفكرية والسياسية التي أهلكت عقول الشباب. فقد تميز رحمه الله بأدبه الجم مع المخالفين له في التوجه والمنهج، من العاملين في حقل الدعوة إلى الله وتعليم العلم للناس. وكان لذكر الله والتفكر في نعمه وتذكير الناس بها الأثر الكبير في حياة الشيخ.
كان الشيخ أسامة عبد العظيم رحمه الله مستجاب الدعوة، معروفا بنور البصيرة. وكان يقول: “إظهار العزائم فى زمن خارت فيه الهمم فرض واجب”. وهي كلمة تعبِّر عن منهجه التربوي الذي سار عليه في حياته.كان في آخر حياته يواصل الصيام في شهر رجب وشعبان وشوال.
قام الشيخ بزيارات للمدن الجامعية لدعوة الشباب في القاهرة والإسماعيلية. وهو يقول إن صلاح الحاكم من صلاح الرعية وإن فساد الحاكم من فساد الرعية (حيثما تكونوا يولى عليكم). وفي العشرين سنه الأخيرة من حياته كان دائم الصلاة دائم الصيام ، وكان يقول: صلاحنا وصلاح أبنائنا وصلاح الأمة في هذه الآية (واستعينوا بالصبر والصلاة).
وكان للشيخ باع كبير في النوازل الفقهية وأجاب عن نوازل كثيرة وهي مسجلة في فتاواه. ومن وصايا الشيخ للشباب: لا تلفت بقلبك للعمل أنك تفعل شيئاً ، وذلك من شدة حرص الشيخ أنك تعبد الله بحول الله وقوته لا بحولك وقوتك.
وفاته
توفي العالِم الأزهري، يوم الاثنين، حيث كتب ابنه الشيخ أنس بن أسامة، على صفحته في فيسبوك “وترجّل الفارس.. انتقل إلى رحمة الله ورضوانه سيدي وقرة عيني وروح فؤادي”، ونعاه علماء وشيوخ بالأزهر وسلفيون، وقالوا إنه من أكثر العلماء دعوة وتمسكًا بالسنة النبوية.
توفي الشيخ رحمه الله بعد معاناة مع المرض، يوم الاثنين 7 من ربيع الأول 1444هـ الموافق 3 أكتوبر 2022م.
شيّع مئات آلاف من المصريين جثمان الشيخ الدكتور أسامة عبد العظيم رئيس قسم الشريعة الأسبق وأستاذ أصول الفقه المتفرغ بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر في جنازة مهيبة وشهدت الجنازة حضور مشيعين من مختلف محافظات مصر لتوديع الشيخ، مما أثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
في آخر عمر الشيخ كان يأتي إلى المنبر يوم الجمعة يُهادى بين الرجلين من شدة مرضه وحرصاً من الشيخ على أداء رسالته إلى آخر رمق في حياته.