الغيرة وقضاء الحاجة مشاكل الطفل الثاني

مشكلتي مع ابني لها أكثر من زاوية، فقد رزقني الله بطفلتي الثانية منذ شهر.. طبعا هو يشعر بالغيرة.. لكنني أتعامل مع هذه المشكلة ولا أشعر أنها الأضخم.. المشكلة الحقيقية هو أنه لا يريد التعود على استخدام (القصرية) أبدا.. جربت استخدام كل الوسائل التي قرأتها في العديد من الرسائل والاستشارات.. هو يكره الجلوس على (القصرية) علما بأنه عنيد جدا جدا. لكن ما زاد المشكلة هو أنني ضربته أكثر من مرة لقيامه بالتبرز في ملابسه، وضربته بقسوة وأعلم أن هذا خطأ وأشعر فعليا بالذنب الشديد. حين ضربته تحول الأمر عنده لخوف شديد مني لكنه لم يدفعه للجلوس على (القصرية) بل زاد كرهه لها. آلمني جدا خوفه مني فقلت له إنني لن أضربه أبدا فأصبح يتدلل ويستمر في سلوكياته السيئة وأشعر أني أفشل في تربيته. المهم أن محاولة إجلاسه على (القصرية) تتحول كل مرة لمعركة لأنه عنيد، وكلما يكون فعليا مقبلا على قضاء حاجته زادت رغبته في القيام وزاد بكاؤه، وأحيانا أرد بقسوة. الأمر أصبح سخيفا وأشعر أنني لن أستطيع أبدا تعويده. أشيروا علي ماذا أفعل كي أعوده على الجلوس على (القصرية)، وكي أتخلص من آثار تجربة ضربه ولا يعود يشعر بالخوف مني، وكيف في ظل هذا أنجح في تأديبه وتربيته بلا عنف بالنظر إلى عناده الذي يضايقني جدا ويدفعني في أحيان كثيرة للقسوة عليه. وجزاكم الله خيرا

الصبر.. مفتاح التربية

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. تزوجت حديثًا بشابة مسلمة لديها ابن عنده 11 سنة وطفلة عندها 8 سنوات. المشكلة باختصار هو أن الطفلة بعد أيام بدأت تنفر مني ونريد أن نستنير بخبرتكم المستقاة من الإسلام الحنيف من أجل إنشاء أسرة سعيدة متحابة، علمًا بأن المعرفة بيني والأولاد قبل الزواج كانت بحكم البعد عبر الأم والهاتف، وكانت استجابة الأولاد حسنة. وفي أول لقاء لي مع الأولاد كان هناك انسجام وتقبل جيد، لكن المشكلة بدأت بعد انتهاء الحفل في بيت أسرة زوجتي وعودتنا إلى بيتنا الخاص، ونعتقد أن الغيرة على أمها هي السبب رغم أننا نعطيهم الوقت الكافي والأولوية. أما طبيعة علاقتي بالولد فهي جيدة جدًّا ولله الحمد، وهناك اتصال دائم بالهاتف بينهم وبين والدهم ولا نذكره إلا بكل خير. أما عن تيسير شئونهم وتوجيههم تربويًّا فإن الأم هي من تتدخل في مهامهم والفصل في مشكلاتهم؛ لأني أنا من انتقل إليهم ولم أتعلم بعد لغة البلد والأم هي المترجمة، ولم يحصل أي تغير في طبيعة حياتهم وتبدو عليم السعادة والمرح. وطبيعة الطفلة غالبًا اجتماعية وعلاقتها بأخيها عادية، ولكم واسع النظر والشكر الجزيل، وخالص الدعاء.

من إرهاصات المراهقة

السلام عليكم.. إن ابني يبلغ من العمر 10 سنوات، والمشكلة هي أنه يضع أصابعه في فمه منذ ولادته وإلى الآن. ودائما يريد أن يضرب إخوته الأصغر بسبب وبدون سبب، يحب الديناصورات لدرجة عند اللعب مع إخوة يلعب أنه ديناصور ويأكل زي الديناصورات، وهو يحب أن يكون عالم ديناصورات، ويقلد بشكل غريب، وإني خائفة من هذا، وقد قلت له لا تفعل هذا إنك إنسان لا تفعل ذلك. وهناك مشكلة في المدرسة أنه بطيء جدًّا في الكتابة، وعدم التركيز وفي بعض الوقت يسرح وهذه المشكلة منذ أن كان في الصف الأول، والمدرس يقول إنه إذا أسرع في الكتابة وركز فسوف يكون من الأوائل، وهو في بعض الأوقات يأخذ 100% وفي بعض الأوقات 60%، وعندما أقول له: افعل شيئًا، يقول: لا وهو ذاهب يفعل.. عاقبته بكل الطرق بالحرمان وبالمكافأة وبالضرب وهو أيضًا لا يظهر عواطف، أنا أعلم أن حبًّا بداخله لكن لا يظهر، وهو كسول ويحب أن يلعب ويجري كثيرًا، لكن لا يحب أن يجلس للمذاكرة. أرجو أن أجد الحل عندكم وخصوصًا بالنسبة لضرب إخوته وأنا أحضرت لهم شيخًا يعلمهم القرآن واللغة العربية فماذا أفعل؟ أنا خائفة أن يدخل في سن المراهقة ويفعل أكثر من ذلك في إخوته. وهو مولود هنا في أمريكا، وينزل مصر في الإجازة، وجزاكم الله خيرًا.

كيف يستتب الأمن مع عنادهم؟

أنا أب لأربعة أولاد والحمد لله.. ولدي الأول "أتحكم" فيه، والحمد لله (سأستشيركم عنه فيما بعد إن شاء الله) والثانية كذلك والحمد لله، والرابعة ما زالت في شهرها السابع، والذي أريد أن أستشيركم عنه هو الثالث(4سنوات)، حيث إنه يتميز عن باقي إخوته في أشياء، منها: أنه دائمًا يريد أن يستقل بنفسه في كثير من الأحيان (الاغتسال، الأكل، قضاء الحاجة، لبس الثياب، وغيرها)، إلا أنه في الاغتسال يلعب كثيرًا ويستغرق وقتًا طويلاً وماء كثيرا ولا يغتسل بإتقان. ومنها أنه مولع بالألعاب الحربية من أسلحة خشبية، وحركات الدفاع عن النفس، ونحوها، مع العلم أنه لا يوجد في بيتي تلفاز، وإذا كان يريد مشاهدة بعض الأفلام بجهاز الحاسب، لا ينتبه إلا إلى الأمور الحركية، ومنها أنه إذا أراد أن يتعرف على شخص جديد فإنه يتعرف بضرب رجل الجديد، سواء مع الصغير أو مع الكبير، وحتى مع كبار السن. ومنها أنه جريء شجاع لا يخاف من الناس، ولا يخاف من الحيوانات إلا بعض الأشياء التي يخوفه منها إخوته. ومنها أنه مُصِرّ على آرائه أو مواقفه، ولا يتنازل بسهولة، فلذلك قد ألجأ إلى استخدام القوة في تغيير بعض مواقفه، مثلاً أنه يُصِرّ على ملابس معينة، مع أنه في ذلك اليوم لابد أن يلبس زيًّا مدرسيًّا معينًا غير ما يريده هو. فنرجو من فضيلتكم إرشادنا في تربية مثل هذا الولد، وجزاكم الله خير الجزاء.

العفة المستحيلة: إسلام ضد الإسلام “مشاركة”

عزيزي الدكتور/ أحمد عبد الله.. بعد السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أود أن أشارك في الرد على رسالة الأخ/ مسلم المعنونة "العفة المستحيلة: أمتنا في عام.. نقد ودفاع "مشاركة ". وهذه مشاركتي الثالثة من خلال صفحتي المفضلة "مشاكل وحلول الشباب "، وأتمنى أن تجد نصيبها من الاهتمام.. وإن لم يحدث.. فلن يثنيني ذلك بإذن الله عن المزيد من المشاركات مستقبلاً. وأنا سعيدة جدًّا بظهور الأخ الكريم.. مرة أخرى.. وأتمنى أن يداوم على المشاركة لعل في كلماته ما يحيي موات الأمة.. ولو بعد حين. ولي تعليق على ما جاء برسالته.. واسمح لي فإنني سوف أتناول أولا جانبا واحدا مما جاء بها حيث إن الدكتور/ أحمد تعرض تقريباً لكل الجوانب.. ولكن لم يعطِ الاهتمام الكافي لهذا الجانب الذي سوف أتناوله بإذن الله. فالأخ الكريم يقول في رسالته: "على صعيدي الشخصي: الحمد لله رب العالمين.. سبحانه وتعالى جربت المزيد والمزيد من الخطبة.. وما يزيدني العدد إلا زهدًا في النساء والعيش معهن وفي الزواج كله، وجدت الزواج سيبعدني دائما وبقوة عن الله والآخرة من أوله إلى منتهاه، ولا يفهم أحد أنني أقصد الزواج كزواج.. بل الزواج من بنات وأسر هذه الأيام القاحلة!". ولعل الأخ الكريم يناقض نفسه فيما ارتآه من قبل في أن الزواج قربى إلى الله ودافع قوي للبذل سواء في الحياة الدنيا أو العمل للآخرة وابتغاء مرضاة الله عز وجل -ولا يغيب عنا مشروعه الذي أرسى قواعده ووضع أهدافه وخطواته بنفسه ودافع عنه دفاعا مريرا من أجل العفة والشرف- من خلال مشاركته التي نُشرت من قبل تحت عنوان "الزواج للجميع : البيضة والدجاجة ..الاستشهاد الحي ". ولا ألوم على الأخ زهده أو إعراضه عن النساء.. هذا شأنه.. ولكني ألوم عليه ما ارتآه وعممه على بنات حواء.. حين قال: وكذلك لم أزدد من كثرة عدد البنات التي أتقدم لهن سوى استهزاء بآباء هذه الأيام "غير المحترمين" -إلا فيما ندر- الذين لا يراعون "إتيكيتا" ولا أسلوبا ولا ذوقا ولا يراعون سنهم ولا شيبتهم ولا...! واكتشافا لمادية البنات -طبعا.. ممن يتعلمن؟ من الأب والأم! أساسا- حتى لو كانت من أهل الدين والحجاب والجلباب والنقاب! لا مانع أن تقول هكذا بصراحة ووقاحة للخاطبة/ الوسيطة: لا بد ألا أقل عن أختي.. يكون المهر عشرين ألفا.. والشبكة مثل ذلك! أخي الكريم: هناك العديد والعديد من الفتيات اللاتي لا يسعين إلى المظاهر الكاذبة والخادعة واللاتي يؤمن ويوقن بأن الزواج تواد وتراحم وتآلف.. وليس مهرا وشبكة وأثاثا وأجهزة... لعلك أخطأت الطريق.. فلم تهتدِ إلى من تقدر فيك دينك وخلقك وعلمك وفضلك.. ولكن ثق أنك سوف تجدها يوماً ما.. وأريد أن أناقش معك ومع الدكتور/ أحمد.. والقراء الأفاضل.. ماذا يريد الرجل من الفتاة التي يرغب في التقدم إليها؟ فنحن نرى الرجل يبحث عن كل شيء.. فهو يطلب الجميلة.. الغنية.. المتدينة.. المتعلمة.. المثقفة.. إلى آخره.. وهذا ليس عيباً في حد ذاته. ولكن كل من لها هذه الصفات.. فهي تطلب دائماً الرجل الوسيم.. المتدين.. الغني.. المتعلم.. المثقف.. ذا المنصب والمكانة الاجتماعية العالية. فهي تستحق هذا الرجل؛ لأنها تمتلك من المواصفات التي تؤهلها للفوز به. وإليكم هذه التجربة التي كنت قريبة منها، ففي إطار العائلة.. حدث أن أحد أقربائي وهو متدين وعلى خلق كان يرغب في خطبه فتاة تمتلك المواصفات السابقة بالإضافة إلى شرط أن تصغره على الأقل بـ 12 عاماً.. حتى يستطيع أن يشكلها كما يريد.. هذا حسب اعتقاده، وحدث أن تقدم إلى أكثر من واحدة.. ولكن لم يوفق.. ولكنه لم يتنازل عما يريده لنفسه.. بل فوجئت بأنه أضاف طلباً غريباً وهو ألا تكون قد ارتبطت بالخطبة مع أحد قبله.. متخيلاً أنه بذلك سيكون أول رجل في حياتها.. وعندما حاولت معرفة سبب هذا الطلب الغريب.. أجاب بأنه لا يدري ما قد يكون حدث بينها وبين الخطيب السابق. وما أريد أن أظهره من القصة السابقة.. أن الرجل يطلب لنفسه أقصى الأشياء.. ويحزن عندما تطلب الفتاة أقصى الأشياء لنفسها.. ودائما هما الاثنان يطلبان أشياء مادية في البداية سواء من الجمال (بالنسبة للرجال) والمال (بالنسبة للفتيات). وأن هناك بعض الرجال – من كثرة ما شاهدوه من ممارسات بعض الفتيات اللاتي التقوا بهن في المدارس والجامعات.. يتخيل أن كل الفتيات كذلك.. ومن هذا المنطلق يزهد في النساء.. مما يراه من بعضهن بالرغم من أننا كفتيات نرى كثيرا من الرجال يواعدن تلك وتلك.. ويوهمن تلك باسم الحب.. وتلك بالزواج.. وهذه مشاهد شبه يومية.. ولكن هذا لا يؤثر على نظرة الكثيرات للرجال.. فنحن كفتيات لا نقع في فخ التعميم الظالم ونعلم جيداً أن هناك دائماً الصالح والطالح، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.. ولعل المجتمع المحيط بنا يساهم في ذلك بنصيب وفير، حيث إنه يعتبر أن الرجل متعدد العلاقات النسائية لا شيء يعيبه مثل المرأة بل إنه وللأسف بعضهم يفتخر بتعدد علاقاته حتى أمام خطيبته أو زوجته كنوع من أنواع التميز والبراعة. ولعلنا إذا عدنا إلى ديننا نجده لا يفرق في ذلك بين رجل وامرأة كلاهما سواء في الوقوف بين يدي الله يوم العرض عليه ولكل نفس ما كسبت لا فرق بين رجل وامرأة.. وعلى العموم هذا موضوع آخر يحتاج أيضا إلى جهد لتغيير المفاهيم الخاطئة في مجتمعاتنا العربية. ولعلي يا أخي أهمس في أذنك ببعض الكلمات التي قد تكون قد غابت عنك في خضم بحثك عن نصفك الآخر فقد تنير لك الطريق. - اختر يا أخي مــن تناسبــك في الســن فهي سـوف تكـون الأوفـق والأقرب لأفكارك ومعتقــداتك ولعلـها مثلك تنتظر من يأخذ بيدها لتبدأ حياتها الجديدة التي طالمــا حلمت بها كثيراً واستعدت لها بالتزود بالمعرفة في كيفية إسعاد الزوج وبعض الخبرات التي قد تكون اطلعت عليها من الأخريات اللاتي سبقنها إلى الزواج بالإضافة إلى أنها ترى الحياة الزوجية من منظورها الأشمل والأوسع بعدما اشتاقت إلى دخــول هذا العالم الجديد فتكون أكثر حرصاُ على السعادة وأكثر تفهماً للزوج بإذن الله. - اختر يا أخي من تقاربك في المستوى الاجتماعي فإنها لا ترغب ألا تقل عن حياتها في بيت أبيها وتكون أكثر قناعة وقدرة على الكفاح والصبر والمشاركة معك في بناء عشكم الجديد، فلا تغالي في طلباتها وترضى بما تستطيعه إمكانياتك المادية إن شاء الله، ولعلي أهمس في إذن كل فتاة أن الحياة ليست فقط هي الماديات، ولكن هناك عامل كبير جدًّا في نجاح الحياة الزوجية يرجــع إلى العاطفة والتقبل للطرف الآخر والاستعداد للتضحية لإسعاده وهو بالمثل أيضا سوف يقدر لك ذلك ويسعى إلى إسعادك بكل السبل، فليس هناك أحلى من حياة هادئة ترفرف عليها السكينة والرحمة والحب بين طرفيها، وكل الظروف تتغيَّر بين لحظة وأخرى فالصبر وبالصبر ينال الطرفان كل ما يسعيان إليه من إمكانيات مادية ووقتها سوف يشعران بقيمتها؛ لأنها جاءت بعد تعب ومعاناة مشتركة. - لا تبحث يا أخي عن الجمال أولا وتجعله عنوانك لمن ترغبها زوجة لك وما يأتي بعدها من مواصفات ترغب فيها فتحدث نفسك أنك تستطيع أن تتنازل عن بعضها أمام سلاح الجمال أو تستطيع أن تتغلب عليها في حياتك المستقبلية، بل اجعل للجمال نصيبا من بحثك ولكن في إطاره المحدود بمعنى ألا تعتقد أن السعادة كلها في أن تحصل على زوجة جميلة بنسبة كبيرة والشروط الأخرى مثل الدين والأخلاق والثقافة سوف تتغلب على نقصها في زوجتك برفعك من مستواها وبذلك الجهد تجعلها كما تحلم أن تكون.. فاحذر.. فإن من أصعب الأشياء محاولة تغيير الآخرين ليوافقوا رغباتنا فرغم عدم استحالة ذلك فإنه يحتــاج إلى رغــبة أكيدة وجهد كبير من الطرف الآخر.. وبعد ذلك النتيجة غير مضمونة دائماً. أنا لا أطلب منك ألا تتزوج من الجميلة، ولكن أريدك ألا تنساق وراء الجمال على حساب أشياء أخرى هي أهم وأولى بالبحث عنها وتحريها، ولعل الجميلة تكون أمامها الكثير من الفرص وتهافت الخطاب ولعل ولي أمرها (أباها أو أخاها) يراها سلعه رائجة؛ وبالتالي يعطيها لمن يدفــع أكثر ويقــدر البضاعة كأنه في مزاد وليس في علاقة زواج وأسرة. ولا يغيب علينا أن كثيرا من الإخوة الملتزمين يرون أن زواجهم بالجميلة له أسبابه الدينية وهو تحصينهم وإبعادهم عن الخطيئة.. وهذا الكلام مردود عليه؛ لأن من يفكر في هذا الطريق لا تملأ عينه زوجته الجميلة، ولكنه بعد مرور فترة من الزواج قد يراها أقل جمالاً مما قبل بحكم التعود، ويعود يدور في نفس الحلقة. - ركز جهودك أخي على أن تتحرى عن من تريد الارتباط بها، ولا يمنعك التزامك وتدينك من أن تجالسها في وجود أحد محارمها لتستطلع أفكارها وعقلها واهتماماتها وتعطيها هي فرصة أيضا في أن تتعرف عليك وترتبط بك بقلبها قبل عقلها. وأشكرك على إصغائك أخي، وأتمنى أن تفيدك كلماتي المتواضعة وأن تصل بك إلى ما ترغب وتريد، ولا تنسني أنت والقراء الأعزاء بالدعاء أن يوفقني الله أنا أيضا للزوج الصالح بإذنه تعالى فهو نعم المولى ونعم النصير. وفى النهاية أود أن أشير أنني معك في مشروعك للزواج المبكر بالرغم من معارضتي للفكرة واستهجانها في البداية إلا أنني بعد عرض مشروعك مفصلاً أحسست أنه فيه الخير الكثير بإذن الله للشباب وللأمة الإسلامية لو تفهمناه على وجهه الصحيح ولو تكاتفنا لنشره بيننا كفكرة مبدئيًّا وبعد أن تجد حظها من التأييد نبدأ في العمل على اتخاذ السبل لإنجاحها، ولكني أود أن أؤكد أنني اتفق مع د/ أحمد فيما ارتآه من أن مشروعنا ليس بالسهل ولا بالهين على استيعاب الجمهور له، ويحتاج إلى جهد وعمل يفوق ما قد نظنه بكثير؛ وبالتالي فعلينا أن نبدأ أولا في عرض الفكرة ومزاياها وفوائدها بكل الطرق المتاحة لنشرها في أوساط الجمهور، وعندما يتم لنا ذلك -أظنه سوف يستغرق وقت طويل- علينا بالانتقال إلى المرحلة الأخرى وهى اتخاذ التدابير والوسائل التي تؤدي إلى خروج الفكرة إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع، وأظن أن جيلنا سوف يكون له الباع الطويل في تنفيذ الفكرة في الدعوة إليها أولا وفي تطبيقها على أولاده وبناته مستقبلاً بإذن الله. وأنا أختلف معك أخي / مسلم فيما تراه من أن شبابنا قد أصابه الهرم مبكراً في مشاعره وآماله وقدراته على أن يكون حياة زوجية سعيدة، وترى أن الأمل هو في إنقاذ الجيل الصغير بمشروعك للزواج المبكر قبل أن يقضى عليه مثل جيلنا، فيا أخي نحن ما زلنا في سن العطاء ومن حقنا أن نحلم لأنفسنا كما نحلم للآخرين، وأن نتفادى ما وقع فيه آباؤنا من أخطاء قد وجدت تأثيرها علينا وحماية الأجيال التي تأتي من بعدنا من مكابدة ما تكبدناه نحن.. وهذا واجبنا ودورنا.. وأنت تحاول من جهتك أن تقوم به خير قيام من خلال طرحك لمشروعك ولكن.. ذلك لا يعني أن نتخلى نحن عن أحلامنا في سننا هذه سن الشباب والعطاء المنوط بها التغيير، فكما أشار د/ أحمد أن الحرية تنتزع ولا تطلب، وأن الآمال الكبيرة لا بد لها من أعمال كبيرة مثلها فهل استعددنا نحن للجهاد. فيجب أن يمشي مشروعك جنباً إلى جنب مع مشروع آخر يتبنى إعفاف الشباب ممن بلغوا سن الزواج وانتهوا من دراستهم وبدءوا حياتهم العملية من خلال إرشادهم وتوجيههم ومساعدتهم بكل الطرق للوصول إلى الزوجة الصالحة والزوج الصالح، وقد تكون هذه الطرق تشتمل مساعدات مالية، ولكني أرى أن الأهم والأفيد هو تغيير الأفكار وعودة لما بدأت به حديثي وهو التنازل عن بعض المظاهر المادية والشروط الشكلية والبدء بأبسط الأشياء ثم تنمو بتوفيق المولى مستقبلاً، فنحن نريد أن نغير مفاهيم الشباب والشابات حول الحياة الزوجية والزواج بصفة عامة.. وأنتم أقدر مني على الحديث في هذه الأشياء.. فارتفاع نسبة العنوسة والزواج المتأخر بالنسبة لشبابنا في الوطن العربي ليس بالأمر الهين ولا السهل ويستوجب منا البحث عن الأسباب التي أظنها أن ليست كلها مادية، ولكنْ هناك أسباب أخرى عديدة، فنحن نعرف أنه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجد المجتمع القرشي الكافر غضاضة في زواجه صلى الله عليه وسلم ممن تكبره بخمسة عشر عاماً، ولم تر أم المؤمنين السيدة خديجة عيباً في أن تسعى هي لاتخاذ الخطوة الأولى للزواج من أشرف الخلق أجمعين، وفي سنها هذه، فلَمْ يقل عنها إنها كذا وكذا – كما يحدث الآن في مجتمعاتنا لمن يموت عنها زوجها وترغب في الزواج مرة أخرى بالرغم من وجود أطفال وما بالك! وأن هذا الزوج يصغرها في العمر أيضا، وأيضا لم يُنتقد صلى الله عليه وسلم عندما تزوج من السيدة عائشة رضي الله عنها وهي ما زالت بنت العشر سنوات وهو قد تعدى الخمسين عاماً، ولم يستحي سيدنا عمر رضي الله عنه أن يعرض أم المؤمنين حفصة على أصحابه كزوجة.. أعتقد أن تفسير هذا أنهم أكثر منا رقيًّا في النظر إلى الزواج على أنه حاجة بشرية لا ترتبط بسن أو ظروف، فالزواج والطلاق في حالة عدم إصابة التوفيق كان يتم بمنتهى السهولة بدون إثارة الضجة حوله.. فهل نحلم في يوم تتغير فيه مفاهيمنا لتصبح أكثر عدلاً وصراحةً أمام الله وأمام أنفسنا.. أتمنى ذلك. ولقد أطلت عليكم.. ولكن الموضوع يستحق ذلك، وأود أخيرا أن أطرح فكرة، وأرجو أن تجد منكم ومن القراء القبول، وهي عمل جماعة نشطة نطلق عليها "أصدقاء مشاكل وحلول الشباب" تتولى فيما بينها العمل على نشر كل الأفكار الجديدة والمفيدة لنا كشباب وتأخذ على عاتقها بمساعدة مستشارينا بالطبع نشر هذه الأفكار ومناقشتها.. وقد يكون ذلك عن طريق عقد الاجتماعات بين الأعضاء في مقر الموقع أو في أي مقر آخر ترونه مع بحث التغلب على بعد الأماكن من خلال التفاعل عن طريق الإنترنت وتبادل البريد الإلكتروني بين الأعضاء الذين لا تسمح ظروفهم بالحضور.. ولعل الفكرة تحتاج إلى تنظيم وترتيب أكثر.. وتبادل للآراء بين قراء الصفحة وإعطاء مقترحات لتخرج كما نريد منها أن تكون دعماً مباشراً لنشر كل ما هو صحيح وإلغاء كل ما هو خطأ أو التقليل من حجمه على الأقل، وليكون الأخ الكريم "مسلم" من ضمن هذه الجماعة بالرغم من تأكيداته بأنه يستتر خلف حجاب الإنترنت إلا أني أرى أنه لا داعي لذلك حيث إنه ليس هناك ما يشينه ليستتر منه بل على العكس هو يعتبر من المجاهدين بأصعب أنواع الجهاد وهو جهاد النفس، وبالمناسبة لو كانت لدى الأخ الكريم بعض النصائح أو التجارب التي يود أن يكتب عنها بأسلوبه السهل الممتع ليستفيد بها الشباب حول موضوع جهاد النفس سوف تعم الفائدة بإذن الله. أتمنى التوفيق للجميع.. وشكراً لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ملتقى المغتربين..دعوة زائر لتبادل الخبرات

بسم الله الرحمن الرحيم هل نستطيع تربية أولادنا في الغرب؟ وكيف؟ لم يخيل إليّ أن أقضي كل هذه السنوات العجاف في الغرب - والكثير منكم كذلك - لكن شاء الله غير ما أردنا.. وقضى غير ما أمّلنا.. وقدَّر غير ما حلمنا وتخيلنا. وفي كل مرة كنت أشعر فيها أن الظروف تسوقني - والله يشهد - مجبرًا لا مخيرًا على استمرار الإقامة في الغرب.. كان يلحّ عليَّ السؤال الذي يؤرق كل واحد فيكم.. هل سأستطيع أن أحافظ على عقيدة الأولاد؟.. وإن استطعت وحققت بعضًا من النجاح في ذلك.. هل سأنجح في الحفاظ على أخلاقهم وقيمهم وعاداتهم؟.. ثم ماذا عن مستقبلهم.. علمهم، ثم عملهم.. أسئلة محيرة مقلقة تجول في خاطر كل منا ليل نهار ذهابًا وإيابًا، دون أن ترسو على برٍّ من القناعة، أو أن تودي إلى قرار مطمئن.. فتحت كل كتب مكتبتي، وفتَّشت في كل مقالات العلماء والأدباء والنفسانيين والاجتماعيين، لكن لم أجد والله ما يمكن أن يدلّني على الطريق الذي يأخذ بعين الاعتبار خصوصية وجودنا في الغرب، والذي إذا سلكته مشيت بأولادي إلى برِّ الأمان الذي أحلم به لهم إن نزل قدر الله فينا مطابقًا لقضائه.. فأكملنا بقية العمر في هذه الديار. ما العمل؟.. قولوا لي بحق الله ما العمل؟.. ثم فكرت وفكَّرت.. تأملت وأطلت.. تخيلت وتصوَّرت.. بعدت وقربت، لكنني والله لم أوفق وأنا أعترف أنني ما أبدعت، فاضطررت أن أعود إلى كل ما كتب، وألخِّص لكم بعض ما كتب، وأضيف إليه بشيء من عندي من باب التذكرة فقط لا من باب المجيء بشيء جديد... أولا: في بناء العقيدة: -لا بد من ترسيخ فكرة وجود الله تعالى (ترسيخًا للفطرة، ثم تفكيرًا وبرهانًا واقتناعًا).. وإنه واحد أحد، فرد صمد.. - لا بد من زرع حب الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس أولادنا قبل أن يعلق حب زيدان وحديدان في قلوبهم (ثم تعميقها فيما بعد بقراءة السيرة). - ثم حب القرآن (قراءته وتقديسه، ثم فيما بعد تدبره وفهمه).. -ثم حب الإسلام (والذي سيأتي محصلة للإيمان بالله، وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، وحب القرآن)، وإنه ديننا الذي ننتمي إليه بكل فخر واعتزاز.. مع تبيان لماذا نحن بحاجة إلى أن نعتنق هذا الدين، كل هذا حتى لا يظهر فيهم محمد أفلاطون جديد، وسلمان رافضي آخر، أو تنسيمة نفرين. ثانيا: في بناء العبادة: -لا بد من تعويد الطفل الصلاة منذ عمر مبكر، ثم أن نشرح له لماذا نصلي فيما بعد. - تعويده الصوم، ثم أن نشرح له لماذا نصوم، وما هي فوائد الصيام. - ثم لماذا الزكاة فريضة، وكيف تعود على المجتمع بالتكافل. - ثم أن نستغل فترة الحج لنشرح له ما هو الحج، وما هي فوائده، ولماذا نذهب إلى الديار المقدسة. ثالثا: في البناء الخلقي: -احترام الأب والأم قضية لا يُركَّز عليها في هذا البلد. -احترام المعلم قضية ثانوية في هذا المجتمع كما تعلمون. -احترام الجار وهي قضية منسيَّة تمامًا هنا. -توقير الكبار والعطف على الصغار، تُعَدُّ ضربًا من الترف التربوي في فلسفة هذا المجتمع. -اللطف وحسن التعامل مع الحيوان، وهذه قد تروق لأهل هذه المجتمعات الغربية. - الصدق، وهذه من الركائز الخلقية الأساسية في فلسفتنا. -الأمانة لنحاول قلب مفاهيم هذا المجتمع عن ديننا وأخلاقنا التي شوهها البعض منا عبر فترة طويلة من الإقامة في هذا المجتمع. رابعا: في البناء الاجتماعي: -اصطحاب الطفل إلى مجالس الكبار لبناء شخصيتهم الاجتماعية، وهذه ضرورة يحتِّمها الوجود في المهجر، حيث إن اجتماع الطفل بعمِّه أو خاله أو أقربائه معدوم، فاصطحابك ابنك إلى هذه اللقاءات النادرة أصلاً يساعده في تكميل بعض جوانب شخصيته الاجتماعية. -إلقاء بعض المسؤولية على الطفل لقضاء بعض الحاجيات؛ ليتعود منذ نعومة أظفاره الاعتماد على نفسه، والذي يكرِّسه وجوده فيما بعد في هذا المجتمع بعيدًا عمن يستطيع مساعدته والوقوف إلى جانبه. - تكوين مجموعة من الأصدقاء من حوله، حتى يعوضه ذلك عن بعده عن الأهل والأحباب. - اصطحابهم إلى حضور الحفلات المشروعة والمضبوطة والمتميزة عن غيرها، والتي يكون فيها - حكمًا - نوع من الاختلاط المنضبط والمحتشم والمؤدب؛ ليتعرفوا على خصوصياتنا وأخلاقنا، ولا بأس من إعطائهم دورًا في تنظيم هذه الحفلات فتيانًا وفتيات، وكذلك إدارتها. - العمل على تبادل الزيارات بين أولادنا، وكذلك المبيت عند بعضهم البعض. -تشجيعهم على الاحتكاك بالآخرين من أبناء هذا البلد، وتكوين صداقات مع احترام خصوصياتهم والمحافظة على خصوصياتنا. -حضُّهم على تكوين جمعيات خاصة بهم يمارسون من خلالها هواياتهم، ويناقشون شؤونهم، ولا بأس أن تكون مشتركة مع أصدقائهم من أبناء هذا البلد. -ولا ننسى أن نعلِّم أولادنا حب الآخرين، واحترام دياناتهم وعقائدهم، وفتح الحوار معهم، لا أن يكونوا كالبعض منا متزمِّتين منغلقين. خامسا: في البناء العلمي الإبداعي: -يجب تعليمهم مفاتيح المستقبل الثلاث: - تعلم العربية مفتاح أطفالنا إلى ديننا وتاريخنا، والإنكليزية مفتاح أطفالنا اليوم إلى العالم والعلم والمعرفة فمن لا يتقن الإنكليزية حاليًا كالمتعلم الجاهل. وإتقان الكمبيوتر والإنترنت لمحاولة محو الأمية التكنولوجية المخيفة المصابة بها أمتنا في حاضرنا المظلم هذا.. على أولادنا يشاركون في صناعة الحضارة والمدنية في المستقبل، لا كما هو حالنا اليوم نستهلك ونستهلك ما صنعه الآخرون دون أن يكون لنا أية مشاركة في صنع الحاضر... - توجيه الطفل وفق ميوله ومواهبه، لا وفق ما نريد نحن كما فعل آباؤنا في معظمنا. - تربيته تربية إبداعية تثمر منه مبدعًا مكتشفًا، لا تربية تقليدية تودي به إلى باحث عن وظيفة.. نريد أن نرى من أصلابنا كل سنة أحمد زويل" جديدًا، وكل سنة اسمًا عربيًّا على الأقل يرصِّع مجالس تسليم جائزة نوبل... - وأخيرًا.. تذكيره دائمًا بتاريخ أمَّته المشرق، وعلمائنا الأفذاذ لا ليجتر الماضي كما نفعل نحن، إنما ليزيد ذلك من ثقته بنفسه، ودينه، وتاريخه. هذا كل ما لديَّ، أحببت أن أذكِّر به نفسي أولاً، ثم أذكركم به، وأن أضعه بين أيديكم لمزيد من النقاش والتحليل والتفكير، فالمشكلة لم تتكامل فصول حلولها بعد.

مصاحبة الأبناء..متى، كيف و لماذا؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان. تحية من القلب لكم جميعًا لكل ما تبذلونه من جهد ساعدني كثيرًا، وخفَّف عني كثيرًا. لديّ سؤال هو: كيف أصادق ابنتي؟! فبالرغم من أن السؤال يبدو قصيرًا، إلا أنه بالفعل يحيرني جدًّا، وأخاف ألا أنجح فيه. فاليوم وأنا أتابع مشاكل وحلول الشباب لفتت نظري مشكلة كان السبب فيها إهمال الأهل مصادقة ابنهم، وعلى الفور تذكرت أمي وأنها بالرغم من طيبتها الشديدة وحبها الشديد لنا وحنوها الدائم علينا، فإنها لم تكن صديقتي أبدًا، فلم أعتد مثلاً أن أجلس لأحكي لها يومياتي، ولا ما أتعرض له خلال اليوم. وقد عانيت من هذا كثيرًا؛ لأنني تعرضت لأمور في طفولتي كان يجب بالفعل أن أخبر بها أمي في حينها، ولكني لم أفعل؛ لأنها لم تسألني وأنا لم أعتد أن أقول لها كل شيء، وظلَّت هذه الأمور تؤرقني دائمًا وربما لو كنت أخبرتها كنت أرحت نفسي. يبدو أنني تعودت أن أسترسل معكم في الحديث، وكأنني أتحدث مع صديقتي الحميمة. المهم أنني أسأل عن السبيل إلى مصادقة ابنتي، وكيف أعوِّدها أن تحكي لي ما يحدث معها. والحمد لله فأنا بالفعل أدين لله ثم لكم بالفضل في قرب ابنتي مني بشكل كبير، عندما عدَّلت من طريقة تربيتي لها. وأنا أجلس معها كثيرًا، وألعب معها كثيرًا، وأقرأ لها الكثير من القصص، ولكني مثلاً عندما أسألها ماذا فعلت اليوم في الحضانة أثناء لعبها معي بعد عودتي وعودتها إلى المنزل، تظل تلعب وتجري وتقول لي إنها لم تفعل شيئًا، ولا أُلِحّ أنا طبعًا في السؤال. في بعض الأيام عندما آخذها في حضني في المساء؛ لأحكي لها حدوتة قبل النوم تقول لي إن زميلها قال لها كذا، أو إن المدرِّسة قالت كذا. ولكني بصراحة أريد تقريرًا يوميًّا حتى يطمئن قلبي. ولا أريد الضغط عليها لتحكي. وجزاكم الله عنا خيرًا.