قسم يهتم بعالم الأفكار في الثقافة الإسلامية ويسلط الضوء على العلوم والآداب الإنسانية
في الربع الأخير من القرن الماضي ظهرت بوادر تشكل تيار معرفي يرنو إلى تضمين المعرفة الإسلامية ضمن المناهج والأدوات الأكاديمية، وضمن هذا الإطار تبرز مدرسة المنظور الحضاري التي تشكلت نواتها الأولى على يد الدكتور حامد ربيع (1924-1989 م) الذي اتخذ من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة منطلقًا لإعادة إحياء المفاهيم والقيم الإسلامية وتضمينها ضمن حقل
في اليوم العالمي للغة العربية نحاول أن ننظر إلى قوة اللغة العربية رغم تفريط أبنائها فيها.فإنك لو سرت من أفغانستان في أواسط آسيا وحتى المحيط الأطلسي غربًا لوجدت عجبًا.
كلما اطلع المرء على سير المستشرقين، تلقفته موجتان متناقضتان من الانفعالات:الموجة الأولى: الإعجاب والانبهار بما تضمنته سير أولئك القوم من الخصال المحمودة في ذاتها، كالجلَد المدهش، والاجتهاد الشديد، والتضحية الجمة والإقبال على التعلم، وركوب المخاوف والمخاطر في سبيل الوصول إلى أهدافهم وأهداف من أرسلهم.والموجة القانية: الاشمئزاز والاحتقار للأهداف الوضيعة التي يعملون من أجلها، والوسائل التي ينتهجها البعض منهم، والتي تتنزل إلى دركات الانحطاط الأخلاقي في أحيان كثيرة.
لقد كانت مدينة القدس “شاهدة” على نموذجين حضاريين، يقفان على طرفي نقيض في التعامل مع أعدائهم حين الانتصار، وفي التعامل مع المدينة المقدسة حين الغزو أو الفتح. فبينما أعمل الصليبيون السيف والقتل والتخريب في المدينة وأهلها، حتى استبشع بعضٌ منهم كثرة الدماء وأعداد القتلى ووحشية التدمير!.. تخبرنا القدس عن تسامح المسلمين، وعن رحمتهم بالمخالفين وعدلهم
من بين سير المستشرقين التي اطلعت عليها، تظل سيرة ريتشار فرانسيس بورتون واحدة من أكثرها إثارة وثراءً، فقد استطاع بورتون أن يجمع مناقب المستشرقين ومثالبهم بين جنبيه على نحو صارخ ومبالغ فيه! فهو ذكي إلى درجة تقارب العبقرية، موهوب في الكتابة والرسم وتعلم اللغات حيث يروى أنه كان يتحدث خمساً وعشرين لغة! وهو مغامر متهور
أطلقت بورصة ماليزيا أداة مالية جديدة خاصة بقروض الأوراق المالية، الأداة الجديدة أشرف على تصميمها مجموعة من خبراء المالية الإسلامية والمستشارين الشرعيين التابعين للبورصة، وهي خيار متاح للراغبين في التعاملات الإسلامية فيما يتعلق بقرض واقتراض الأوراق المالية. الابتكار الجديد يؤكد على تميز وقوة أداء ماليزيا في مجال ابتكار منتجات المالية الإسلامية، وقد أطلق على المنتج
كان الغزالي يجدد بالطاهرة (حواء) روحه التي تربت في اليتم، كان يتعرف من خلال طقوسها الباذخة في الحب والعرفان على مفاتيح أرحب لجمال الروح، كي تصبح روحه المتصوفة أكثر أناقة، الأمر الذي أثر في شخصيته وطبيعة تصوفه، كانت تجربة حبه مع الطاهرة (حواء) إذن مرقاته نحو الحب الأكبر، الحب الإلهي فيما بعد، ذلك بأن أعلى درجات الحب لا يوصل إليها إلا عبر سلم من ذات المعدن النفيس، وليكن هنا معدن الحب الآدمي الطاهر.
تعتبر مدارس الفلاح احدي التجارب الرائدة في نشر علوم اللغة العربية و الثقافة الإسلامية بإفريقيا، فقد تأسست المدارس في نهائية حقبة وجود الاستعمار الفرنسي بإفريقيا مشكلة رافدا ثقافيا مغذيا لحركة التطلع لنفخ الروح في الثقافة الإسلامية التي تأثرت كثيرا بنشاط و جهود الاستعمار لطمس الهوية الإسلامية.
تبدأ كل تجربة جديدة بمسار شيده شخص ما، و الذي أعطى من وقته و قوته و فكره، و كذا اهتمامه دون أي مقابل مادي، كل ذلك من أجل أناس يبحثون عن تغيير حقيقي. قد يبدأ المتطوع الذاتي رحلته من خلال الاهتمام الكلي بالمجهول، و بالإيمان اللامحدود بالممكن و اللانهائي، و حتى العزلة عن الناس في
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض" , فالحديث النبوي الشريف يخبرنا , أن التراب الذي خلق منه آدم تراب الأرض, و تراب الأرض يحتوي على عناصر كيميائية كما يحتوي على مخلوقات ميكروسكوبيك, كالبكتيريا و الفيروسات و الفطريات خلقها الله عز و جل قبل آدم عليه الصلاة و السلام بملايين السنين, سؤال هل خلق الله عز و جل آدم عليه الصلاة و السلام من تراب يحتوي على بكتيريا و فيروسات و ..الخ.
في الحادي عشر من ربيع الأول1439 هـ الموافق 29 نوفمبر 2017م، غادرنا الباحث المحقق والأديب المترجم الأستاذ الدكتور حسين محمد نصار، صاحب الجهد الأدبي الثقافي الموسوعي طوال سبعة عقود في القرنين العشرين والواحد والعشرين. شاء الله أن يغادرنا الرجل يوم وفاة إحدى الفنانات الشهيرات، التي طغي خبر رحيلها على الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية والأرضية،
خلق الله تعالى الدنيا داراً للابتلاء، فوفّر فيها كل شروط: الأغنياء والفقراء، والأذكياء والبلهاء، والشرفاء والوضعاء، والأقوياء والضعفاء.. كل واحد من هؤلاء مقيم في وضعيّة اختبار بما آتاه الله من مكنة وبما سلبه من نعمة. إن على كل واحد منا أن يعمل أفضل ما يمكن عمله في إطار وضعيّته العامة والإمكانات والأدوات التي بين يديه.
جاء كتاب (كيف نتعامل مع السنة) بناء على طلب من المعهد العالمي للفكر الإسلامي، في إطار جهود المعهد لخدمة التراث، وتنقية أسس البناء المعرفي للأمة الإسلامية مما يشوبه من الشوائب، ويعلق به من الران والقذى. وكان المعهد قد استكتب الشيخ الغزالي فكتب له كتابا بنفس العنوان، إلا أن جرأة الشيخ فيه، وتقديمه لبعض الأمثلة التي
تعتبر شريحة المهق في إفريقيا من أكثر الشرائح عرضة للتمييز والتهميش والاستهداف الذي يصل في بعض الأحيان حد التصفية الجسدية، فمع النواحي المتعلقة بالتمييز على أساس البشرة يواجه المهق مخاطر ثقافة افريقية مشحونة بالطقوس والخرافات التي تجعل من هذه الشريحة مصدر شر و تجعل من التخلص منها طريقا للخلاص من للخطر أو للظفر بالحظوة و
رحلة جوزيف بيتس، هي رحلة حج كاملة، رحل صاحبها من الجزائر إلى مكة المكرمة، مروراً بطيبة الطيبة، وأدى المناسك كلها، لولا أنه لم يكن مسلماً!
نختم هنا هذه السلسلة من مهمة العلماء بمهمة تربية الأمة على الجهاد الاجتماعي لتغير وضع الأمة على سلم الحضارة، ومن أشكال هذا الجهاد الاجتماعي بناء الذات القادرة على تحرير الأراضي الإسلامية من الاستعمار، وهذه –كما يعتبرها علال الفاسي – من أبرز المهام التي يقوم بها العلماء وذلك لأن الاستعمار الأجنبي لا يتيح فرصة للتفكير ولا
أحب أن أشير في البداية إلى أنني لا أعتبر المسلسل التركي، ذائع الصِّيت: "قيامة أرطغرل"، عملاً دراميًّا "في التاريخ"، بمعنى أنه يوثِّق للتاريخ ويدقق فيه؛ وإنما هو عمل "عن التاريخ"، أي يستدعي التاريخ للواقع، ويوجِّه من خلال الماضي رسائلَ للحاضر يمكن أن تأخذ بيده من الحفرة التي انزلق إليها.. وما أعمقها من حفرة!!
في كثير من الآيات يشير القرآن إلى حقيقة التعدد الإنساني وأنه مقتضى المشيئة الإلهية، ويتخذ هذا التنوع أشكالا عدة
تشهد الأوساط المالية والاقتصادية جدلا واسعا حول ما بات يعرف بـ(Digital Money) أو العملة الرقمية التى تجتاح الأسواق المالية في عدة دول محققة إقبالا كبيرا من الجمهور، تشير الإحصائيات الحديثة إلى تطور سريع في حجم سوق العملة الرقمية خاصة (بيتكوين) حيث وصلت قيمة هذه السوق 70 مليار دولار وتنمو بقيمة 3 مليارات يوميا، ويصل عدد
شكل نشوء الدولة الحديثة حدثا مفصليا في العالم الإسلامي تغيرت معه كثير من المفاهيم واختفت معه الأنظمة والأنساق التي حكمت وسادت لقرون وحلت أخرى محلها، وعلى سبيل المثال فالنظام القانوني الذي استند إلى الشريعة الإسلامية وحكم المسلمين وغيرهم لم يعد قائمًا مع التوجه صوب اقتباس القوانين الوضعية الأوروبية ووضعها موضع التطبيق في مصر والدولة العثمانية
تتعالى أصوات الاقتصاديين والسّاسة، وترتفع نداءات التنمويين ورجالات الأعمال في أفريقيا وغيرها من الدول النامية للاهتمام بالمنشآت المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، وتعقد مؤتمرات اقتصادية لتشجيع الحكومات على سنّ قوانين ضرائبية تحفّز وتسهّل إنشاء هذه الشركات والأعمال، كما تزداد مدارسة قضايا هذه المنشآت بغية الوقوف على التحديات التي تواجهها للحصول على التمويل من البنوك التجارية والاستثمارية والتي تتحاشى تمويلها بدعوى ارتفاع مخاطرها الائتمانية والسوقية، وتقلبات العملات والتضخم في كثير من هذه الدول الأفريقية النامية وغيرها.
تتميز الشعوب الآسيوية وخاصة اليابانيين بقوة الإرادة والمهنية والإخلاص والانضباط في العمل، فلأدبيات العمل عندهم ثقافة خاصة وفلسفة عميقة يتحلى بها العامل الياباني من جهة والمؤسسات والشركات من جهة أخرى، يبلغ عدد ساعات العمل الإضافي في اليابان 80 ساعة للشهر، وتشمل ربع العمال في اليابان وتتسبب الساعات الإضافية في العمل إلى وفاة أكثر من 2000
في الـخمسينيات من القرن الـماضي، تنبأ السوسيولوجي هلموت شلسكي بظهور دولة من نوع جديد، تتأسَّس على “الآلة الالكترونية” وتُنتج حكومات آلية تفرض “الطاعة الكلية لها”؛ وقد ينزلق مبدأ “الديمقراطية” إلى ضدِّه تماما، لأنَّ “كلَّ معارضة ضدَّ الحقيقة المضمونة تقنيا؛ ستكون لا عقلية”. وبعد نصف قرن من الزمان تنبأ الأميركي بيل جوي بأنَّ “التقنية النينية Nanotechnology”
من المهام الأصيلة للعلماء في الأمة هو القيام بالمسؤولية الحضارية حين تأخذ السنن الأمة إلى مراحل متراجعة على سلم الحضارة، وتتمثل هذه المهمة في تهيئة الأمة وجدانيًا وعقليًا وتربويًا لها، والبحث عن الفكرة المركزية التي ينطلق منها هذا البعث، وهنا يشير الفاسي إلى مركزية فكرة "الدين" في تحقيق التألق الحضاري والانبعاث من جديد، وهذا يتطلب "...معرفة الدين نفسه ومركزه من الديانات الأخرى ومن النظريات والأفكار الإنسانية على اختلاف العصور.
"التعليم معجزة فنلندية" هذه حقيقة وليس خيالا. فهذه الدولة الصغيرة جعلت الدول الكبرى تقف مذهولة أمام تجربتها في مجال التعليم
كانت القوة هي المحدد الذي يتم على أساسه الحصول على الأراضي الزراعية أيام الجاهلية قبل البعثة النبوية، شأنها في ذلك شأن باقي الثروة التي يتم اقتسامها على أساس السلطة.
الإنسان في أبرز فعالياته كائن منتج للرموز، ولا يزال أسير هذه الرموز وفي قبضتها تأخذه حيث تشاء وتوجهه أنى تريد في زحام العلوم والفلسفات بتلوناتها. فما عليه إذن سوى هتك حجاب اللغة ورفع ستار المعنى خاصة وأن الإبداع المعرفي والحضاري في الأمة العربية الإسلامية التي تعيشه هي لحظة من الغفلة والهمة القعساء لوضعها المعرفي
في كل أزمة تمر، يبرز الخطاب الديني كجزء من الأزمة وليس جزءاً من الحل، وهذه ظاهرة متكررة وملموسة، حتى أصبح الناس يتنبؤون ويتوقعون ما يمكن أن تكون عليه الفتاوى والبيانات الشرعية قبل صدورها، والسؤال المحوري الذي يشغل بال الناس في كل أزمة، إذا كان علماء الدين ينطلقون من دين واحد، فلماذا هذا الاختلاف الحاد فيما بينهم ؟
حوار مع المفكر الإسلامي أ.د. إبراهيم عوض، الأستاذ بكلية الآداب- جامعة عين شمس، وصاحب العديد من الكتابات في الرد على العلمانيين والمستشرقين.. نتعرف على أسباب الهجوم على الإسلام، وكيفية التصدي له، وعلى دور المؤسسات الدينية والجامعات في ذلك..
غياب العلماء عن القيام بمهمتهم أوجد فراغًا في الواقع الإسلامي امتد هذا الفراغ من الجانب الفكري إلى الجانب المعنوي في شخصية الأمة الحضارية، وأصبح ملمحًا أساسيًا من كيانها، بل أصبح –هذا الغياب- أحد العوامل التي تهدد وجود الأمة ذاته، فهذا الفراغ امتد فيه الغزو الفكري والثقافي للمشروع الغربي كما حلله وفصله محمد الغزالي في ”
شيء أساسي في حياتكم أبنائي وبناتي أن تعرفوا عدوكم الأكبر وخصمكم اللدود حتى توجهوا كل جهودكم من أجل مقاومته دون هوادة. أتعرفون ما هو؟ إنه القصور الذاتي والضعف الشخصي.
عندما تهتم مجموعة في احدى المدن الماليزية أو النيجيرية ببناء مسجد جامع أو مركز علمي أو تأسيس منشأة من المنشآت الخاصة أو العامة فإنهم جميعا سيفكرون في الميزانية والمهندسين والمصممين والبنائين، فيجمعون الأموال ويستدعون المتخصصين لإقامة هذا المشروع وإتمامه، فيستوي المشروع على ساقه ويصفق له الجميع، ويصبح منارة من منارات المدينة ومعلما من معالمها الجميلة الخلابة.
أمضى العقل الإسلامي ما يربو عن قرن في النظر إلى المسألة الديمقراطية ومحاولة تحديد موقف منها وذلك منذ طرحت في نهايات القرن التاسع عشر كجزء من مشروع التحديث السياسي في العالم الإسلامي، وقد مر التفكير فيها بثلاث مراحل متعاقبة هي: مرحلة التوفيق والموائمة ومرحلة المفاصلة وأخيرا مرحلة التأصيل والتنظير الإسلامي، وفي السطور التالية نعرض بإيجاز
في هذا الجزء الثاني من حوار المفكر اللبناني “محمود حيدر” مع إسلام أون لاين يتحدث عن السياقات الغربية لنشأة مفهوم “ما بعد العلمانية“، وأن السمة الأساسية لهذا المفهوم هي التعددية الثقافية التي تتيح المجال أمام تعايش مختلف الأديان والتقاليد والأفكار الفلسفية في مرحلة زمنية واحدة. وتناول “حيدر” نظرية “الخروج من الدين” للمفكر الفرنسي “مارسيل غوشيه”
انبعثت القومية العربية في القرن التاسع عشر، وزاد مدّها، حتى إنها وجدت صداها عند الساسة والشعوب. ولم ينتصف القرن العشرون حتى أنشأ العرب جامعتهم العربية، وبثّوا الإذاعات الموجهة للعرب مثل: إذاعة صوت العرب. وأضافت بعض الدول والممالك والإمارات اسم (العربية) إلى اسمها تقديرًا لعروبتها، واحتفاء بها. والناظر لأحوال العرب بعد مرور ما يقرب من
كان ينبغي علينا أن تتجاوز هذا التساؤل- في الوقت الراهن- لأن العلماء ليسوا بحاجة إلى من يذكرهم بمهمتهم، لأنهم يشعرون بمسؤوليتهم تجاه هذه الأمة- وهذا أقل واجباتهم- وكان ينبغي علينا أن نتحدث حول “مهمة الناس وواجباتهم تجاه الأمة”، ولكن بلاد الإسلام الآن تعود إلى نقطة الصفر في كل شئ، والتنازع فيها على أشده، وأصبح كثير
اكتشف الأصنام المعاصرة التي ما زالت تُعبد في حياة المسلمين، من الأوطان إلى الأهواء، وكيف تحولت إلى أوثان تُقدس من دون الله.
لا شك في أنَّ التفكير في مسائل الاجتماع السِّياسي، وطرائق تدبيره في “الـمجال العام”، على أرض الواقع إنما ينطلق من بديهية أن الإنسان “مدنيٌّ بالطبع” يجد نفسه في قلب الـجماعة الإنسانية، مضطرا إلى التعاون معها، والدِّفاع عن الـمصالح الـمشتركة التي تجمعه بها، فحيثما وجدت تلك الـمصالح الـمشتركة، ينشأ “الـمجال العام”، الذي يكون ساحة للقاء أصحاب
أصبحت مراكز الأبحاث جزء لا يتجزأ من المؤسسات السيادية للدول، وعنصرا فعالا في رسم السياسات والخطط المستقبلية وتوجيه وتنوير الرأي العام، حيث تسهم هذه المراكز بشكل ملحوظ في صناعة القرار وتوجيهه والتأثير فيه بناء على ما تقدمه من دراسات معمقة وتحليلات دقيقة للأحداث والمستجدات التي تواجه الدول على المستوى الوطني والإقليمي وحتى الدولي، وتشمل تدخلات
أحد أهم معالم حيوية الإسلام، وإحدى العلامات الكبرى المشيرة إلى خلوده، وإلى قدرته على الانبعاث والتجدد حتى قيام الساعة- لأنه كلمة الله الأخيرة للبشرية- هي ما نراه من مجدِّدين في تاريخ الإسلام، يَنبعِثون- أو بالأدق: يُبتعَثون ويُصطَفون- على فترات، كلما أصاب مسيرتَه غبش، وابتعد المسلمون عن جادته وهديه.. على النحو الذي قرره الحديث الشريف، في
نحن في هذه الحياة نحتاج إلى من تربطنا بهم علاقة تسمو على المصالح والمنافع، بحاجة إلى من نبث إليهم همومنا وشجوننا، وإلى من نأنس بهم، ونتمتع بمسامرتهم ولطفهم ومشاعرهم الدافئة، نحن في هذه الحياة في حاجة إلى من يقدمون لنا النصح والمشورة، ويطلعوننا على عيوبنا ونقائصنا، نحن في حاجة إلى من يتحمل أخطاءنا وهفواتنا، باختصار
في عالم يسبق سلاح الكلمة فيه كل سلاح ويمكن لكل صاحب عقل -مهما وهنت قوته البدنيه أو خلت يده من السلاح التقليدي أو النووي – أن يحدث جراحات لها أثرها في خصمه وأن يقلب البرئ إلى مجرم والظالم إلى مدافع عن حقه في الحياة، تبدوا أهمية الإعلام بمختلف وسائله القديم منها والحديث. وفي زمن تتواصل
وجَّه الـمُصلح التركي الكبير سعيد النُّورسي (1873- 1960م) جزءًا كبيرًا من عنايته إلى مسألة “التَّربية الرُّوحية”؛ أو بالأحرى “التَّزكية”. كيف لا؟ وهي مفتاح الفهْم لكلِّ عملية تربوية تتغيَّا إخراجَ جيلٍ قرآنيٍّ ربانيٍّ يُساهم من خلال العمل الإيجابيِّ البنَّاء في خلافة الأرض وعمارتها، والقيام بمسؤوليات الأمانة الـمُلْقاةِ على عاتقه بحكم اختياره وحمله لها؟! والواقع أن النُّورْسِي
يحلل مصطفى السباعي في دراسته المهمة الاستشراق والمستشرقون (ما لهم وما عليهم) و( السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي) أهم الأهداف الفكرية والثقافية حول مقاصد المستشرقين وأهمها: 1 – التشكيك بصحة رسالة النبي ﷺ ومصدرها الإلهي، فجمهورهم ينكر أن يكون الرسول نبيًا موحي إليه من عند الله – جل شأنه – ويتخبطون في تفسير مظاهر الوحي
لا غرابة في أن يتربع رجل مسلم كـ”آليكو دانغوت” رأس أثرياء إفريقيا، فالرجل ينتمي لنيجيريا التي تعتبر أول قوة اقتصادية بالقارة السمراء كما أنه ينحدر من أسرة مسلمة تنتمي لمدينة كانو التي ظلت أحد أهم شرايين الحياة الاقتصادية والتجارية والعلمية ومراكز الإشعاع الثقافي الإسلامي بمنطقة غرب إفريقيا منذ عدة قرون من الزمن. ارتباط المسلمين بالتجارة
عن ثلاثة وثمانين عاما مترعة بالفكر والإبداع والترجمة ودعنا الأستاذ الكبير والمترجم القدير محمد يوسف عدس المستشار السابق بمنظمة اليونسكو يوم السبت الماضي 30 سبتمبر. كان رحمه الله نموذجا للمثقف المسلم، الغيور على دينه وأمته، غير المحصور في حدود بقعة جغرافية ضيقة..
كان الاعتقاد السائد أن تزايد العلم يقتطع من قماشة الجهل في الكون، وأن أنوار المعارف تبدد ظلمات الجهل، غير أن هذا الاعتقاد تحطم مع تزايد الاكتشافات العلمية خاصة في مجال تفسير نشأة الكون والحياة، إذ أن اتساع المعرفة والعلوم أوجد إحساسا كبيرا بالمجهول، وخلق شعورا بغياب المعنى في ظل استبعاد الدين، وعندها أدرك عدد من
كان من أشد ما يهلك بني البشر على مدار التاريخ احتقارهم لأشياء كبيرة، وتعظيمهم لأمور صغيرة، وقد كان العقل البشري من جملة الأشياء التي أخطأت الحضارة الحديثة في تعاملها معها؛ حيث إن الغرب بعد أن نفض يديه من إصلاح النصرانية ومن جعلها مصدراً يعتدُّ به لتغطية عالم الغيب عمدت إلى (العقل) تستنجد به في توفير مظلة روحية ومادية لكل شؤون البشر واحتياجاتهم
شهد المجتمع الإسلامي منذ تأسيسه إقبالا من النساء على تلقي العلم الشرعي وانخراطا في عملية إنتاج المعرفة وهو ما يتبين من كتب التراجم التي غصت بذكر أولئك النسوة، وفي الأزمنة الحديثة ظهرت بعض الباحثات هن امتدادا لأولئك المجتهدات الأوائل كعائشة عبد الرحمن التي حازت قصب السبق بدراساتها حول التفسير البياني للقرآني وتبعتها أخريات من تخصصات
أما مجالات عمل الاستشراق في الدراسات الإسلامية فتتمثل في أصول العقائد (القرآن والسنة) والتاريخ (السير والسيرة) والثقافة والقيم والتشريعات، واللغة العربية، والتراث الفكري والفرقي، والنبوة (الرسول والرسالة). كذلك عمل الاستشراق – أيضًا- على العبث بالمفاهيم الإسلامية وأركان الإسلام مثل الحج والزكاة وتعدد الزوجات وما إلى ذلك “فمن حملات الحركة الاستشراقية على القرآن الزعم بأنه من
يعد يوم (21 يناير 2004) تاريخا مهما في العلاقة بين الدين والعلمانية، فقد جلس على منصة واحدة كل من الفيلسوف الألماني” يوغن هابرماس”(ذي الخلفيات الماركسية) والكاردينال الكاثوليكي “راتسنغر” (الذي صار بعد ذلك بابا الفاتيكان) ليعلنا أمام الملأ أن المشكل ليس في الدين ولا في العلمانية بل الإنسانية برمتها، وأن الخطر الحقيقي هو العلم التطبيقي، خاصة
على الرغم من اعتراف أغلب الأكاديميين والباحثين في الغرب بحقيقة أن عبد الرحمن بن خلدون هو الأب المؤسس لعلم الاجتماع، إلا أنهم ما زالوا يتردوون في الاعتراف بإسهاماته في علم الاقتصاد الذي وضع ابن خلدون العديد من أسسه وقد بدا ذالك واضحا من خلال ما كتب عنه في كتابه “المقدمة”، بدأ الغربيون اهتمامهم بتراث ابن
نتناول في عدة حلقات أشكال المواجهة الفكرية والحضارية فيما يتعلق بظاهرة الاستشراق ونتائجه وتداعياته الفكرية والثقافية على واقع الأمة، ونحاول الوقوف على “الوعي الحضاري” عند الأمة لهذه الظاهرة، والإسهامات النظرية والأبعاد التطبيقية في التعامل مع هذه، وموقع ومكانة هذا الوعي في خارطة الوعي الإسلامي العام بظاهرة الاستشراق. ومنهجيتنا في هذا التناول تنقسم إلى قسمين، الأول:
أشرنا في المقال السابق إلى رؤية الشيخ محمد رشيد رضا للمراحل الثلاث التي تمر بها الأمة، كالإنسان.. وهي مرحلة الطفولية ثم الرجولية، إضافة لما بينهما من مرحلة تشتد فيها حاجة الأمة لمن يوجهها ويرشدها؛ حتى لا تنتقل لمرحلة “الرجولية” بالسماتِ نفسِها التي عرفتها في مرحلة “الطفولية”؛ والتي وإن تكن مقبولة آنذاك فإنها لا محل لها
شهد المجتمع الإسلامي منذ تأسيسه حضورا علميا للنساء وجد صداه في بروز عدد كبير من النساء المشتغلات بالعلم أثبتته كتب التاريخ والتراجم، وفي الأسطر التالية أعرض لبعض النماذج النسائية الاجتهادية وأحاول من خلالها البرهنة على انخراط النساء في عملية الاجتهاد الديني والتأكيد على أن المجال الديني كان فضاء مفتوحا ولم يكن حكرا على الرجال كما
ما زال علماء الأمة ومفكروها مشغولين بالبحث في جذور أزمتنا، ومظاهرها، وفي كيفية تفكيكها، ومعالجة الخلل المتراكم الذي نعانيه.. وللشيخ المجدد محمد رشيد رضا (1865- 1935م) مقالان نشرهما بمجلة “المنار”([1])، تعرض فيهما لبعض أسباب ومظاهر الأزمة- أو بتعبيره: الحيرة والغمة- في حياة الأمة؛ خاصة في هذا الطور من أطوارها، والذي سمّاها “طور الطُّفوليَّة”. وفي البداية
(13) الاحتياج المنهجي: ثورة جديدة للعقل الأمة التي لا تتعلم بالصدمة أو قل الصدمات لا يمكنها الوقوف من عثرتها، كما أن وجودها مهدد بالفناء عبر الصدمات المتالية التي لم تعد تؤثر في طريقة تفكيرها ومنهجيتها في تفسير الظواهر، وقراءة السنن التي تغافلت عن الاستقامة في قراءتها..لا يمكن أن تكون أمتنا أقل من ديكارت حرصا على
يشكل جمود الوعي مصدراً كبيراً لكثير من المشكلات، ومنها المشكلات التي تمس القضايا الأخلاقية؛ فنحن في تصورنا للمآزق والحلول الأخلاقية ما زلنا نفكر بالعقلية التي كنا نفكر بها منذ نصف قرن، حين كان الناس يعيشون في البوادي والقرى والقليل من المدن الصغيرة، وحين كان الناس يعيشون معزولين عن العالم الخارجي، ويعملون في أعمال بسيطة، كما
يعبر القرآن الكريم عن المجتمع بمثل مصطلح "القوم" "الأمة" "أخ" "بنو" "شعوبا وقبائل" وغير ذلك مما هو من عناصر المجتمع وقوامه. والمجتمع أحد أركان الدعوة إلى جانب الداعية ومنهج الدعوة والموضوع. يدل على ذلك "إنا أرسلنا نوحا إلى قومه"، "وإلى ثمود أخاهم"، وحديث "إنك تأتي قوماً".
يستأثر السودان على 75 بالمائة من إنتاج الصمغ العربي عالميا وفق أرقام رسمية، في وقت تعاني فيه هذه الصناعة من عدة تحديات تقف حائلا أمام دورها في دعم اقتصاد المحلي..
بشكل عام يمكن القول إن مسألة “تقنين الشَّريعة الإسلامية”؛ تمّ الاشتغال عليها، وبها، من زاويتيْن مُتكاملتيْن: أولاهما: زاوية التَّنْظير الفكريِّ للمسألة؛ تأصيلًا إسلاميًا، وتشْريعًا قانونيًا، وتبريرًا اجتماعيًا. وثانيتهما: زاوية التَّقنين العمليِّ في شكل قوانين ومراسيم وتشريعات تصدر عن الجهات المختصة بإصدار هذه التشريعات. وضمن السياق الأول – الإطار التنظيريِّ لتقنين الشَّريعة – تبرز بصفة خاصة
استطاع العلماء والمفكرون المسلمون عبر التاريخ صياغة رؤية عالمية تستمد جذورها من نصوص الوحي والهدي النبوي، وتشمل رؤية الإسلام لفهم وتحليل كافة الظواهر الكونية الحسية وغير الحسية وتقديمها في إطار نظرة الإسلام لهذه الظواهر، وتتعدى هذه الرؤية نظرة الإسلام للمجتمع والفرد والسياسة والاقتصاد والعلوم التجريبية والأخلاق والعادات والتقاليد، وهكذا يقدم الإسلام هذه الرؤية الشاملة الكاملة
تنبأ أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر الدكتور محمد عبد الحليم عمر تكرار حدوث أزمة اقتصادية شبيهة بأزمة عام 2008 بسبب انفصال السوق المالي عن السوق الحقيقي ..
(9) من صناعة النفوس المحطمة إلى صناعة النفوس المدافعة تهدف الأنظمة المستبدة – كما يهدف الاستعمار- إلى صناعة النفوس المحطمة التي لا تؤمن بجدوى فعل التغيير فضلًا عن القيام به..ومن ثم تتحول طاقات هذه النفوس إلى طاقات تدميرية داخلية، بدلًا من توجيهها في مسارات التغيير والإصلاح الذي آيست منه ويأست من جدواه..فتظل هذه النفوس في
في هذا المقال نعرف بتراث مالك بدري واسهاماته العلمية والفكرية وسنركز أكثر على مجهوداته القيمة في علم النفس الإسلامي.
ُعرِّف محمد رشيد رضا “تفسير المنار” في بطاقة العنوان بأنَّه : “هو التَّفسير الوحيد الجامِع بين صحيح المأثور وصريح المعقول، الذي يُبيِّن حكم التَّشريع، وسُنَنَ اللَّه في الإنسان، وكون القرآن هداية للبشر في كلِّ زمان ومكان، ويُوازن بين هدايته وما عليه المسلمون في هذا العصر، وقد أعرضوا عنها، وما كان عليه سلفهم المعتصمون بحبلها، مُراعَى
(5) إحياء قضية الاستقلال الوطني.. الأمة في حاجة إلى إزالة التوهم الذي حدث بقضية “الاستقلال” عقب الخروج الوهمي للاستعمار، وهذا يتطلب أن ينتفض علماء الأمة الحقيقيين، لا علماء النفط أو التكييفات لاستنهاض همم الأمة في إزالة الاستعمار في واقعنا الثقافي والفكري والتربوي وصولًا إلى إزالة الاستعمار في المجال العسكري والاقتصادي..ينبغي حضور هذه الفكرة مرة أخرى
3- المجال الوعظي الإرشادي: هذا المجال كثيراً ما يعكس غيرة المسلم وخيريته، وحرصه على تبليغ الرسالة، وعلى استقامة المسلمين وتحسّن أحوالهم، وهو مجال مهم، وله دور حيوي في إبقاء الوعي الإسلامي متيقظاً ومنفتحاً على الأوامر والنواهي. من طبيعة العمل في هذا المجال دفع العاملين فيه إلى السحب من رصيد الحقيقة، وتجاوز البراهين والأدلة المتوفرة على
6 قرون من التضحية والاحتراف: تاريخ الطوافة بخدمة ضيوف الرحمن عبر الأجيال
المعرفة هي صناعة الإنسان، والجهل داؤه، والعلم ترياقه. من خلال الملاحظة وتراكم الخبرات والاستبصار والخيال وقراءة الأحداث واكتشاف العلاقات بين الأشياء ومعرفة سنن الله – تعالى- في الخلق من خلال كل ذلك نبني معارفنا، نكوّن انطباعاتنا، وننظم بالتالي مواقفنا وردود أفعالنا. المعرفة عبارة عن معلومات، والعلم معارف منظمة ومبوبة. والعالم سواء أكان كبيراً أم صغيراً
تعتبر المشاريع الصغيرة و المتوسطة أو ما يعرف اختصارا بـ(SEMs) إحدى أهم محركات اقتصاد الدول ومصدر انتعاش الدخل القومي للكثير من بلدان العالم بما فيها البلدان النامية والاقتصادات الصاعدة، وتلعب هذه المشاريع دورا رياديا في توفير العمالة وتقليص نسبة البطالة عبر توفير الكثير من فرص التوظيف للعمالة الماهرة وغير الماهرة في مختلف قطاعات الاقتصاد. من
ليست الدعوة إلى المساواة في الميراث دعوة مستحدثة ألجأت إليها التطورات الاجتماعية التي شهدها العالم العربي مؤخرا كما يظن البعض إنما هي دعوة قديمة تضرب بجذورها إلى عشرينات القرن الفائت، ويمكن القول أن هذه الفترة تحديدا قد شهدت تشكل خارطة الفكر العربي وتموضع تياراته الأيديولوجية، وفي السطور الآتية أستعرض السياق التاريخي الذي نشأت خلاله هذه
(1) إعادة اكتشاف فعل { اقْرَأْ } وتشغيله في مواجهة التعليم الاستعماري تعاني الأمة من نوعين من الأمية القاتلة: الأولى: الأمية الأبجدية حيث تشير البيانات الحديثة إلى أن نسبة الأمية في العالم الإسلامي تبلغ حوالي (40%) من تعداد السكان، وهو أمر يدعو إلى استشعار المخاطر المترتبة عليه. والنوع الثاني هو: أمية الوعي ..وأقصد به غياب
شهدت مصر منذ ثلاثينيات القرن العشرون تصاعدا في الدعوة إلى فتح باب الاجتهاد، وقد رفع لواءها طائفة من علماء الأزهر المتأثرين بالشيخ محمد عبده وفي مقدمتهم الأشياخ مصطفى المراغي شيخ الأزهر وعبد الوهاب خلاف ومحمود شلتوت وهم من الفقهاء الأعلام، ومحمد يوسف موسى (1899-1963) الذي لم يحظ مشروعه لتطوير الفقه الإسلامي بما يستحقه من العناية
يحتاج “الاجتهاد المعرفي” إلى عدة متطلبات أهمها المتطلبات البشرية بتوفر الكوادر العاملة والمتخصصة في الفروع العلمية المختلفة، وهناك نوعان من المتطلبات الأساسية لتحقيق “الاجتهاد المعرفي” والإسهام في تحقيق مضامينه الحضارية وهي: أولًا. المتطلبات العلمية والفكرية: ونعني بها الشروط العلمية التي ينبغي أن تتوافر في إعداد “المجتهد معرفيًا”، ويختص بها حال اجتهاده معرفيًا وهذه الشروط يمكن
تعرف على دور مؤسسات الزكاة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية - نماذج من الكويت وماليزيا. كيف تساهم الزكاة في الحد من الفقر وتعزيز رفاهية المجتمع؟ اكتشف تأثير هذه المؤسسات في تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
منذ أقصيت الشريعة عن المجال التشريعي للدولة في القرن التاسع عشر ظل سؤال الشريعة وموقعها في المجتمعات الإسلامية حاضرا لدى كل من الإسلاميين والغربيين على حد سواء، ويتجلى اهتمام الأخيرين في صورة عدد ضخم من الدراسات التي أنتجتها مراكز البحث حول الشريعة، ومعظم هذه الدراسات تلتقي على مسألتين: الأولى التشكك في صلاحية أحكام الشريعة أو
عرفت العرب نظام الشُّورى قبل الإسلام حيث تتكشَّف لنا – من خلال معرفتنا بإدارة شؤون القبيلة في الجاهلية – صورة واضحة عن مجلس القبيلة الذي تتجلَّى فيه بحسب البعض أعظم صور الشُّورى والحرية الفردية التي سادت النظام القبليَّ قبل الإسلام. ويُسْتَخْلَصُ من التَّقاليد العربية العريقة في الجاهلية أنَّ العرب كانوا ينـزعون إلى العمل بالشُّورى في
وتأتي الحاجة إلى إعادة النظر في مفهوم (العالم الشرعي) من عدة مقتضيات أهمها هو الإرباك الذي أصبحت المؤسسة الدينية الرسمية تسببه للوعي المجتمعي بمواقفها السياسية التي تجعل الحاكم مصدرها التشريعي، مع ما يرتكز في المخيلة من تبجيل "العالِم" واعتبار نقد مواقفه تجاسرا على شرع الله بالتجاسر على ممثليه، مما يقلب ترتيب القيم الإسلامية التي تنظر القول قبل قائله، وتؤكد أن "حق الحق مقدم على حقوق الخلق"، وأيم الله إن العالم لمبجل ما أقام نفسه في مواقف الكرامة والاحترام للشرع، لكن ما بالنا إذا أصبح مؤصلا لفجور الظلمة واستبدادهم ورعوناتهم الأخلاقية والتدبيرية؟.
إن البيئة الجيدة تؤثر في الشخصية عن طريق (اللاوعي) وتقلل الميول إلى الشرور بشكل سلس. السياقات الحسنة تُبنى من خلال الألوف من الأعمال الخيرة والمبادرات الكبيرة، ومن هنا فإن على أهل الدعوة والغيرة على مستقبل الأمة أن يفكروا بطريقة جدّية وعمليّة في كيفيّة الحصول على حضور متألق في كل المجالات وعلى كل المستويات.
نتابع في هذه المقالة الثالثة ما يتعلق بالدائرة الحيوية لعمل الاجتهاد المعرفي في ضوء هذه المقدمة المنهجية التأسيسية التي نطرحه، ونتناول هنا ما يتعلق بعالم أفكار الأمة باعتباره الدائرة الحيوية للاجتهاد المعرفي وعمله وطرائقه ومشكلاته وبعض مجالاته. الدائرة الحيوية: عالم أفكار الأمة وفقًا لما تقدم – في المقالتين السابقتين- فإن موضوع الاجتهاد المعرفي هو “عالم
كان تبني مؤسسة الدولة مشروع التحديث إيذانا بتغير وجه الحياة في العالم الإسلامي، فعبر قرنين تقريبا افتتحت بالقرن الثامن عشر تغيرت كافة الهياكل والبنى المؤسسية -كالجيش والمؤسسة الطبية والقانونية- وانتقلت من الشكل التقليدي إلى الشكل الحداثي، وقد ارتبط التحديث بصورة أساسية بالإخفاق الذي مُني به العالم الإسلامي في مواجهته مع الغرب، وقد شاع تفسيران له
تواجه المنظومة المصرفية العالمية تحديات كبيرة خاصة في فترة الأزمات المالية، حيث تعاني هذه المصارف من مشاكل بنيوية عميقة تهدد وجودها وتورثها الضعف والإفلاس في بعض الأحيان، فخلال أزمة الرهن العقاري 2008 تسببت الأزمة المفاجئة في إفلاس العديد من المصارف والمؤسسات المالية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا والشرق الأوسط، حيث أدت القروض عالية المخاطر التى
من الخطإ اعتبار "التنقل" بين الخيارات السياسية والفكرية لدوافع مصلحية واضحة أمرا عاديا، هو في نظري تأسيس غير أخلاقي للتطبيع الاجتماعي مع تقديم المصالح على المبادئ، ولذلك ينبغي أن يسمى "انتجاعا" وليس "مراجعات فكرية أو سياسية" لأنه في الحقيقة فرع عن طبيعة "الانتجاع" المتأصلة في طينة المجتمع البدوي الرحال التي استطاعت الآلية الاجتماعية لـ"تدوير القيم" أن تنقلها من فضاء "التنمية الحيوانية" إلى فضاء "التنمية البشرية".
شكلت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م صدمة للشرق الإسلامي، وأخذت أسئلة النهضة تطرح نفسها على مفكريه، وكان السؤال الأكبر لتلك المرحلة هو: لماذا تراجع المسلمون، ولماذا تقدم الغرب؟ وظهرت اجتهادات كثيرة، ومحاولات من المفكرين للإمساك بمفهوم يصلح كرافعة للنهوض الإسلامي، وكانت الحرية من أكثر لمفاهيم التي أخذت حظها من الاجتهاد والجدل والاختلاف. ولعل أول
حوار مع محمد شاويش، مفكر فلسطيني الجذور، سوري المولد والنشأة (1961م)، مقيم في ألمانيا، له عدة كتب ومقالات تهتم بالوعي والنهضة وما يرتبط بهما من إشكالات فكرية واجتماعية، ومن تجارب نهضوية..
قضايا الأمة الاسلامية تبحث عن إنسان متميّز في زحمة أناسي أكثرهم يضرون ولا ينفعون ، يؤخرون ولا يقدمون ، يهدمون ولا يبنون. ننظر يمنة ويسرة فنجد أنفسنا بين عدد كبير ممن يتصايحون و ينطقون باسم الله ، لكننا نبحث عن إنسان سكت والتزم الصمت خوفا من الله. إنهم يتسابقون وراء الدنيا وملذاتها وحطامها فأين الانسان
في محاولة فهم أسباب ضعف البحث العلمي سنحاول التطرق للأداء المعرفي المنهار بناء على المعطيات والتحليلات وسنتخطى جدلية العلاقة بين العلم والإسلام
يرى الدكتور "وصفي أبو زيد" المتخصص في علم المقاصد أنه إذا كان الإخلاص هو روح الأعمال فإن المقاصد هي روح الأحكام، ومن هنا فالمجال الأساسي الذي يعمل فيه علم المقاصد هو الإسلام كله عقيدة وشريعة، أخلاقا ومعاملات وهو ما يجعل المسلمين بحاجة إلى يجعلوا المقاصد ثقافة شعبية عامة تحكم حياة الناس وتُرَشِّدُها وتضبط حركتها.
نتابع في هذه الحلقة المقدمات المنهجية لبناء مفهوم الاجتهاد المعرفي، ونتناول هنا مفهوم المعرفي، وأبعاد مفهوم المعرفي لعلمية الاجتهاد التي نؤطر لها في هذا الطرح التأسيسي. مفهوم المعرفي نعني “بالمعرفي” – الشطر الثاني في هذه المقدمة المنهجية لمفهوم الاجتهاد المعرفي- المعنى الواسع الذي تشير إليه، بمعنى كل ما يتعلق بالكليات والشمول أو القواعد والقوانين المؤسسة
ليس من شك في أن قيادة الجماهير والتأثير فيهم، سواء على المستوى الدعوي أو السياسي أو غيرهما؛ ليست بالأمر الهين، بل لها مهارات وآليات ودروس ينبغي استيعابها، بدقة وفهم ووعي.. وإلا عاد ذلك بثمن فادح على من يتصل بالجماهير، وأيضًا على الأفكار التي يريد نشرها بينهم. وقصة ذي القرنين- كما أوضحتها سورة الكهف– تدلنا على
استكشف حياة الشيخ محمد يونس الجونفوري، شيخ الحديث بالهند، وتأثيره العميق في العلوم الإسلامية وتدريس الحديث.
نظرًا لارتباط مفهوم “السُّنن الإلهيَّة”، في فكر الإمام محمَّد عبده التَّجديدي، بكلٍّ من: علمي التَّاريخ والعُمران، فقد حاول الإمام إقناع الشَّيخ محمَّد الإنْبَابي – شيخ الجامع الأزهر آنذاك- بضرورة تدريس مُقدِّمة العلَّامة ابن خلدون، وإدراجها ضمن مناهج التَّعليم بالأزهر الشَّريف. لكن الشَّيخ الإنبابي رفض ذلك رفضًا قاطعا؛ ربما خوفًا من ثورة المحافظين ضدَّه. وفي الأحوال
وفاة رائد الثقافة الإسلامية في نيجيريا، الشيخ مصطفى زغلول السنوسي، صاحب إسهامات علمية ودعوية طويلة.
عرف المسلمون “الاجتهاد” منذ عصر الرسالة وفي حضور الوحي وقد أقره الرسول ﷺ في حياته[1]، ودعا إليه باعتباره – أي الاجتهاد – يماثل حركة الإسلام ذاته، ويحقق مقاصده العليا في الخلق والعمران والهدي من ناحية، ويلائم حركة الكون وسنته التي تخضع لمنطق التغير والتطور والتجدد من ناحية أخرى. وتاريخيًا: دوَّن المسلمون ما عُرف بعلم الفقه وأصوله
يعني الابتكار في قطاع المالية بشكل عام والمالية الإسلامية بشكل خاص قدرة المؤسسات المالية على تحقيق رغبات زبنائها بشكل سريع وفعال مع الأخذ بالاعتبار التغيرات التى تطرأ على السوق ومواكبتها بشكل دائم. لذالك فالبنوك الإسلامية مطالبة بتوفير قيمة مضافة (Value Added) إلى اقتصاد الدولة على أساس أنها مؤسسات مالية شريكة في العمليات التجارية والإستثمارية وحتى
كان الناس في الماضي يربّون صغارهم في بيئات مغلقة، ووفق معايير ومفاهيم تربوية محدّدة وخاصة، ولهذا فإن الأطر التربوية السائدة كانت في موضع إجماع، أو ما يشبه الإجماع. ومن ثم فإن الأزمات التربوية كانت تفسّر على نحو دائم على أنها بسبب مشكلات في التنفيذ وقصور في التطبيق ليس أكثر.
يقول الله تعالى كاشفًا إحدى أدوات الباطل الخبيثة في محاربة الحق وأهله: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنِّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ
مدينة تمبتكو الواقعة بالشمال من دولة مالي تمثل احدى هذه القلاع العلمية الشامخة التي باتت عاديات الزمن تطمس بشكل تدريجي شواهد تراث المدينة التي أضاءت حقبا طويلة من الزمن بأفريقيا بسبب إشعاعها العلمي و ذلك عائد لعدة عوامل لي س اقلها تموقع المدينة حاليا في مركز صراع دموي تغذيه صراعات أهل الشمال مع أهل الجنوب الذي يمسكون بالسلطة المركزية حول قضايا الحكم المحلي و تنمية الشمال.