اقرأ أيضا:
فدقة الاختيار للألفاظ في القرآن مظهر بديع من مظاهر إحكامه وإعجازه.
ومنها استعماله لفظ الهلاك ومشتقاته في سياق غير مرغوب؛ دلالة على الانقطاع الكلي للذرية كما هو في الكلالة مثلا؛ لمن لا فرع له وارث ولا أصل.
وما ورد على لسان مؤمن آل فرعون عندما ذكرهم بيوسف عليه السلام ونبوته وشكهم فيما جاءهم به، ثم ذكر لفظ الهلاك للإشارة إلى ارتياحهم الخفي في أنفسهم لموته ورحيله، وهذا فضح لنفسياتهم وإعراضهم عن أنبياء الله قبل موسى ومنهم يوسف.
وفي سياق سورة القصص وخاتمتها بالنهي عن اتخاذ إله غير الله، وذمها وعرض بها بأنها هالكة زائلة، فأخرج ذلك مخرج العموم بقوله (كل شيئ هالك إلا وجهه).
فهو سياق نهي وذم في دعاء غير الله واتخاذه إلها فكل شيء هالك إلا وجهه سبحانه.
لذلك نقول ماجاء في بيان البشر من استعمالهم لفظ الهلاك للدلالة على الموت، فهو تساهل في الاستعمال البشري.
يرتقي عنه البيان القرآني كل الارتقاء في الدقة والإحكام والاختيار ودقائق الاستعمال، وهنا الإعجاز في البيان الإلهي دون سواه من سائر البيان.
فإذا تعلمنا من القرآن وأردنا التأثر باستعماله الدقيق البليغ، استعملنا الوفاة عموما، فإذا أردنا الدلالة على معنى زائد على الوفاة استعملنا الهلاك.
فلنا استعمال لفظ الوفاة في الميراث، ثم إذا تحدثنا عن الكلالة خصوصا ذكرنا الهلاك تأثرا ببلاغة القرآن.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين