لديه 54 مقالة
استكشف رحلة إعادة تشكيل مكتبتك الشخصية: من بداية بسيطة إلى مكتبة متخصصة نابضة بالحياة، حيث تتحول القراءة إلى دراسة عميقة وفهم شامل.
اليابان، بلادٌ جميلةٌ لكن بعيدةٌ جداً، أعرف عنها في حداثة سني أنها بلادٌ مزدحمة، مبتلاة بالزلازل، ترد منها مصنوعاتٌ متينةٌ جيدة، أسعارها فوق أسعار الصيني ودون أسعار الألماني. وأعرف أن عاصمتها “طوكيو”، وأنها هزمت شر هزيمة في الحرب العالمية الثانية بعدما أسقط عليها الأمريكان قنبلتين نوويتين. وهذا يعني أني كنت أعرف عن اليابان أقل
نيويورك؟ لا أزال أتذكر المصافحة الأولى! كان ذلك في الصف الرابع الابتدائي ربما، في حصة الجغرافيا تلقينا درساً عن منظمة الأمم المتحدة، وعرفت من هناك أن مقرها يقع في نيويورك، كان اسماً غريباً لكن موحياً بالفخامة والغموض. ولم يكن ثمة من بعد ما يربطني بنيويورك حتى وقعت الواقعة! كنت فتىً في المرحلة المتوسطة حين
ماذا قالت الكتب والروايات عن مدينة بيروت ؟
في فناء منزلنا الصغير في مكة، كان أبي رحمه الله يجلس بعد تناول العشاء، وبين يديه إبريق الشاي، وفي يده مذياعٌ صغير تصدر منه أصواتٌ كثيرة علق بأذني من بينها صوتٌ يقول: "هنا لندن"، ثم تنطلق موسيقى الأخبار.
اكتشف تحول مشاعر كاتب تجاه موسكو، من النفور إلى الإعجاب، ورحلته الفكرية المثيرة حول هذه المدينة المعقدة والغامضة.
يروى عن الفيلسوف الإيطالي الفريدو باريتو أنه كان يتأمل ذات يوم في شتلة فاصوليا، فقاده التأمل إلى نتيجة طريفة هي أن خُمس حجم الشتلة يمكنه إنتاج قرون الفاصوليا.. ثم أخذ باريتو يستصحب الحال إلى أماكن أخرى، فوجد الأمر مطرداً، إذ كثيراً ما تحظى أقليةٌ من الأشخاص بحظ يفوق حظ الأكثرية الباقية: فأربعة أخماس الأراضي في
في مكة حرسها الله حيث نشأت، كانت صنعاء حاضرة! كان لأهل اليمن -ولا يزال- وجودٌ ملحوظ وحضور مركزي في تفاصيل الحياة اليومية بمكة، كان منهم جيران لنا، وكان ثمة بقال يمني يدعى بالعم قاسم، لا أدري إن كان لا يزال حياً، ولا أرجح ذلك؛ فقد كان -وأنا بعد طفلٌ لم أبلغ الخامسة بعد، شيخناً متغضن
اكتشف باريس من خلال الكتب والروايات التي ألهمت الثقافة العربية والعالمية، وتعرف على تأثيرها الأدبي.
في سن اليفاع، وفي ظروف استثنائية على نحو ما، قرأت “البداية والنهاية” لابن كثير رحمه الله، كانت هناك أمورٌ تجعل من شروع فتى يافع في قراءة هذا السفر الكبير شيئاً مفهوماً ومعقولاً. وعلى امتداد صفحات الكتاب الضخم جاء ذكر الكثير من المدن، بإسهاب حيناً، وبإجمال أحياناً، ولم يتعلق قلبي من وراء كتاب البداية النهاية إلا
“عندما قررت أن أكتب عن رحلة الحج التي قمت بها إلى كومبوستيلا، كنت يومها خائفاً ومتردداً رغم أن الكتابة هي حلمي الأول والوحيد، فرحت أتساءل: هل أكتب أم لا أكتب؟ إنه القلق الطبيعي الذي يعتريكِ عندما تعرفين أنك ستقومين بخطوة من شأنها أن تغير حياتك في شكل جذري. أخيراً قلت لنفسي: إذا رأيت ريشة بيضاء
يقودنا التأمل في الكتّاب وطرائقهم في الكتابة إلى الاعتقاد بأن الكُتّاب ينقسمون إلى فسطاطين لا ثالث لهما.. فهم إما كاتبٌ يشبه البرق، وإما كاتب يشبه المصباح. والأمر ليس مجرد شبهٍ ظاهري، ولا هو مجاز أو تمثيلٌ أدبي قسري، ولكنه تقسيم حقيقي لنمطين من أنماط الحياة ينتمي كل واحد منهما إلى نسق مغاير لرصيفه. أما الكاتب
لا ينتهي عمر الإنسان وفق ما يشاء هو، بل وفق مشيئة الله عز وجل، وهذ يعني أن المرء قد يغادر الحياة قبل أن يدرك كل ما يشتهي، ودون أن ينجز ما قد بدأ من أعمال. وهذه سنةٌ تنطبق على الكتاب كما تنطبق على غيرهم. يموت الكاتب، وتبقى من بعده ذريةٌ من ورق، بعضها ولدانٌ مخلدون،
يقول العقاد : الذي يقرأ ليكتب وكفى هو "موصل رسائل" ليس إلا..
ذهبت قبل سنوات إلى الى طبيب العيون، فحص الطبيب بصري فرأى فيه ضعفاً يسيراً، فوصف لي نظارة! لا أزال أتذكر دهشتي من ذلك الوضوح الذي غدوت أبصر به الأشياء بعدما أضفت تلك النظارة إلى وجهي! كما لا أزال أتذكر أني أصبت مرةً في قدمي إصابة جعلتني أعتمد على عصاً لبضعة أسابيع، كانت العصا -كما
لا أزال أتذكر افتتاني، وأنا بعد قارئ يافع، بذلك الكم الذي يبدو أنه لا يود أن ينتهي من مؤلفات العلامة محمد ناصر العبودي، التي وثّق فيها رحلاته في طول العالم وعرضه وارتفاعه وعمقه، كان يتراءى لي أنّ العبودي يشبه كيس الحاوي، كلما مددت يدي إليه خرجتُ بكتاب يغطي خانةً جديدة من العالم. ومرت سنوات قبل
يقدم روائيو المدن فرصةً لأبناء تلك المدن كي يروا الحياة في مدنهم التي ألفوها على نحو لم يألفوه: مزيج من المدينةِ كما هي في الواقع، والمدينة كما هي في مخيلة الكاتب، والمدينة كما تبدو للقارئ الذي يعيش في ذات الإطار لكنه يراه بعينين مختلفتين.
كنت أقرأ في شعر إلياس فرحات، حين وقعت عيناي على قوله:إني وإن كنت القصيّ فإن لي**عيناً ترى ما لا يراه الداني! توقفت طويلاً عند هذا البيت، وتذكرت قول العرب: "زيادة القرب حجابٌ"، وانثالت على الذاكرة أقوالٌ بعضها قديم وبعضها جديد، بعضها منظوم وبعضها منثور، وبعضها فصيح وبعضها عاميٌّ، تتناول كلها هذا العامل الواحد الذي يعمل في مشاعر الناس ويصنع في حيواتهم الكثير والكثير! ذلك هو: "المسافة"!
في الكتاب العميق السهل "كليلة ودمنة"، يخور ثورٌ سمين قرب الغابة؛ فيضطرب ملك الغابة ويلزم عرينه خوفاً؛ فيسليه دمنة بقوله:
كان البروفيسور محمد يونس، صاحب فكرة بنك الفقراء في بنغلاديش، يحادث “ستيفن كوفي” مؤلف كتابي “العادات السبع” و”العادة الثامنة”، ويقص عليه كيف انطلقت فكرة البنك من تلك الهوّة الشاسعة بين ما كان يلقيه على طلبته في الجامعة من مبادئ الاقتصاد وقوانينه، وبين ما كان الألوف يعيشونه خارج الجامعة من الجوع والفقر والاقتراب من حافة الموت..
الحبس واحد من أفظع ما يمكن للمرء أن يمر به! فهو تقييد للحرية، وتكبيل للفعالية، وعزلٌ عن الحياةِ الطبيعية..وحين يعيش المرء تجربة السجن؛ يجد نفسه أمام اختلالٍ في مقدار ما يملكه من حيزي الزمان والمكان! فهو يملك الكثير من الوقت، ولا يملك إلا حيزاً ضئيلاً من الإمكانات التي يمكنه بها التخفف من عبء الوقت! فحركة السجين محدودة، وخياراته في الاستمتاع والتزود بالجديد ضئيلة، والوجوه التي يلقاها مكرورة وربما كانت مملولة، ولا تخلو السجون من منغصاتٍ مختلفةٍ تختلف باختلاف السجون في دركات التنكيل بنزلائها المغلوبين على أمرهم!
من أمتع ما يمضي القارئ الوقت في قراءته: السير الذاتية، التي توثق حيوات أناس من الناس الذين أضافوا إلى هذه الحياة شيئاً حسناً أو سيئاً، من الزعماء والعلماء والشعراء والقصاص وأصحاب التجارب المختلفة.. ففيها كثير من المتعة، والجمال، ويعثر القارئ في أثنائها على الكثير مما يلفت النظر ويثري الفكر.
في أيامنا هذه انكسر الحجاب الذي كان يصد معظم الناس عن الإمساك بالقلم وخوض تجربة الكتابة، ولم تعد الكتابة شأناً نخبوياً كما كان الحال طوال تاريخ البشر الذي ظلت الأمية واحداً من مكوناته الأساسية في عامة البلدان.. وكانت القدرة على القراءة والكتابة أمارة على انتماء صاحبها إلى النخبة، التي قد تكون نخبة مقدسة وشبه مقدسة:
أبواب الشهرة المفتوحة.. والموصدة. اكتشف قصص الكتاب الذين اكتسبوا الشهرة من خلال أعمالهم الأدبية والمؤلفات الرائعة.
ربما يحدث أن تجد واحداً من الكتّاب، فيدهشك منه: غزارةُ النتاج، وجمال الصياغة، وسعة الاطلاع، ورصانة الأفكار، وقائمة طويلة مما يجعله أهلاً لأن يُذكر ويُعرف، ويُقرأ ويُناقَش، ويُحتفى به في مجامع الفكر ومنتديات الثقافة، لكن الواقع لا يقول هذا ولا قريباً منه. فهذا الكاتب المُجيد المكثر الآتي بما لم يأت به الأوائل، لا يكاد يعرفه
لما زار أحمد أمين اسطنبول في صيف سنة ١٩٢٨، وجد نفسه يقارن بين اسطنبول والقاهرة، من حيث المناخ، والنظافة، والهدوء، والعمران.. واندلعت في ذهنه أفكار لمشروعات.. كان أحدها مشروع لم يتم لروايةٍ تدور أحداثها في اسطنبول.. يقول أحمد أمين: “إن الأربعين يوماً التي قضيتها في الاستانة موضوع لرواية جيدة بل روايات، ففيها المناظر، وفيها الأشخاص،
ربما تفكر الواحد منا وهو يقرأ لمختلف الكتّاب، وسأل نفسه قائلاً: يا ترى! لماذا يختلف الكتاب في طرائق كتابتهم؟ ولماذا يتفاوتون في مقدار ما يجيدون وصفه وما لا يحسنون؟ وما الذي يجعل من الجاحظ الذي نقرؤه ذلك “الجاحظ” الذي نعرفه باستطراده وسبكه وسخريته واكتنازه بالمعارف، وما الذي يجعل دستويفسكي هو دستويفسكي الذي نقرأ في تلافيف
الكتابة عن الذات وسيلةٌ لاكتشافها.. حيث إنها تعتبر عملية تجسير بين عقل المرء الواعي وعقله اللا واعي، وحين يسترسل المرء في الكتابة عن نفسه، سيجد قلمه يكتب بنفسه، ويجد أن عقله الباطن قد قرر الإفراج عن بعض مكنونه، والإفصاح عن بعض أسراره التي قد لا يعلمها الكاتب نفسه ولا يعيها.. حتى يعود فيقرأها ثانية فيتعجب إذ تتضح أمام عينيه نسخةٌ محدّثةٌ من نفسه !
“اسمع يا بني! لقد عشت حياة طويلة عريضة، جربت فيها أن أعمل لدى الغير، وأن أصدر مجلات خاصة كالمجلة المصرية التي أنشأتها في أوائل هذا القرن ولم تعمر أكثر من عامين، واستأنفت إصدارها في عام ١٩٠٩ دون أن يطيل ذلك من عمرها، كما أصدرت مجلة الجوائب المصرية في عام ١٩٠٣ فلم تعمر طويلاً. وكان قصدي
كتابة وشهرة: مقال يكشف عن علاقة الكتاب بالشهرة وتأثيرها، لماذا يحظى بعضهم بالشهرة وآخرون لا؟ اكتشف الإجابة هنا.
لما تولى “تيد ليڤيت” رئاسة تحرير مجلة “هارفرد بزنس ريفيو” وصفها بأنها المجلة الوحيدة التي يكتبها أشخاص لا يعرفون الكتابة لأشخاص لا يعرفون القراءة”.. لم يغترّ رئيس التحرير البصيرُ باسم المجلة التي تنتمي إلى واحدة من أفضل جامعات العالم، ولا إلى السمعة الضخمة التي تحظى بها، ولا إلى العدد الضخم من القراء المتابعين، والمشترين، والمشتركين،
في مراهقته، كان ثروت أباظة يجلس كل صيف مع اثنين من الأدباء لقراءة “الشوقيات”، كان يقرأ، وهما يستمعان، ويعلقان على الأبيات حتى يفهمها.. يحكي ثروت قائلاً: “وفي الإجازة التي جاءت بين السنة الثانية الثانوية والثالثة الثانوية قال الحاج أحمد لي: أنت تكثر من اللحن بصورة مخيفة. فقلت: لا يهم. قال: كيف لا يهم؟ أتريد أن
في دماغ كل كاتب غير منضبط، مقبرة واسعة تضم أفكاراً لم تكتب بعد، وفي مكتب كل كاتب غير منضبط، ثمة مقبرة أخرى تضم نصوصاً لم تكتمل بعد، ولن يكتمل غالبها ..
(ذرية بعضها من بعض) قالها الله عز وجل حين ذكر بعض العوائل التي اصطفاها على العالمين إذ جعل فيها النبوة والكتاب.. كآل إبراهيم وآل عمران عليهما السلام.وما يزال الناس يرون في هذه الحياة أسراً وعوائل ، تتوارث خصالاً من الخير أو الشر، وتنزع منازع متشابهة من الهدى أو الضلال، وكم يعرف الناس من أسر توارثت الغنى، وعوائل توارثت العلم، وبيوتات توارثت الظرف والكرم، أو توارثت اللؤم وبعض الخصال الذميمة.
في الناس من يعيش محدوداً طوال العمر في إطار قريته، أو مدينته، أو موطنه، وفيهم من يتمدد طولاً وعرضاً، ويتسع مفهوم الوطن في ذهنه حتى يصبح الأرضَ كلها، فيصبح الإنسان الواحد أوسع أفقاً من أمم من الناس المحاصرين في حقولهم وأكواخهم، ويغدو الفرد الواحد بحراً واسعاً تصب فيه الأنهار من كل قارات الأرض. والفارق بين
لو عاد أحدنا بذاكرته إلى أيام مراهقته، فسيجد أن ثمة أبطالاً خارقين في وجدانه، كان يحبهم من أعماقه، ويتمنى لو كان مثلهم، وربما خطا خطوات عملية ليكوّن نسخته الحاصة من بطله الخارق.. قد يكون ذلك باتخاذ مظهره، أو تقليد حركاته، أو السير على خطاه حقاً. وتأثر المراهقين بالأبطال ليس بدعةً مستحدثة في أيامنا، بل هي
في الربع الأول من عام ١٨٢٠ وُلد غلامٌ، ولم يمت حتى يومنا هذا. ذلك أن المؤلفين العظماء لا يموتون حتى تموت كتبهم، والكتب لا تموت ما بقي في الأرض من يطالعها. اسم الغلام: رينهارت دوزي، وقد جاء مولده في مدينة ليدن الهولندية، التي تضم جامعتها نخبة المستشرقين في العالم.. أولئك المستشرقون الذين تولوا نيابة عن
في الناس من تمضي حياته من المهد إلى اللحد على نسق مستقر، تسلمه كل مرحلة إلى تاليتها دون ضجيج ولا مفاجآت ولا مشكلات، وفيهم من تمتلئ آفاقه بالأعاصير، وتواجهه في طريقه "التحويلات" والمنعطفات المفاجئة، فتمضي حياته كفيلم دراميٍ تتلاحق أحداثه فتحبس أنفاس المشاهدين.
أوتي بعض الناس سعةً في العلم والأثر، وطولاً في العمر، مع جلد على الشغل، ووفرة في الطموح، وصلابة في الإرادة، متوجة برجاحة في العقل وحدة في الذاكرة، تؤهلهم ليكونوا مختلفين عن غيرهم، مخالفين للمألوف في دنيا الإنجاز، ومتفوقين على التوقعات في أعمالهم وآثارهم. وليس مستنكراً أن يقف المرء من هذا اللون من الناس موقف التقدير
أرض الله واسعة، وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي كانت بريطانيا تحتل مساحات شاسعة من تلك الأرض، في شمال الأرض وجنوبها وشرقها وغربها، وكان مواطنو بريطانيا يغادرون بلدهم الأصلي، تلك الجزيرة النائية في بحر الشمال، إلى أصقاع مختلفة من العالم، يعملون، ويعيشون، وينجبون، وربما يموتون أيضاً.
لنرجع أربعة قرون إلى الوراء، إلى الربع الأخير من القرن السادس عشر الميلادي، هناك في الشمال البعيد، في هولندا، حيث أسست جامعة ليدن عام ١٥٧١، وكأنما كانت مولوداً جاء إلى الدنيا كبيراً، ففي وقت وجيز تعددت الاختصاصات التي كان بوسع الطلبة أن يدرسوها في هذه الجانعة الجديدة التي كانت صرحاً ضخماً تخرج منه الكثير من المستشرقين: العلماء الكبار، والجواسيس الخطرين، والذين كانوا عين أوروبا المتفتحة على الشرق، للاستكشاف النزيه أحياناً، والخبيث أحياناً.
فرانكفورت، الباردة المزدحمة، عاصمة المال والثقافة ومعرض الكتاب الأضخم في العالم، المدينة التي تحتوي أهم الطرق في أوروبا كما يحتوي كيس الحاوي عشرات الأفاعي، وترتفع في جنباتها مداخن المصانع وتقذف المطابع بالكثير من الكتب كل يوم، وتطل على نهر الماين كما تطل أم على ولدها الأثير عليها بعدما ارتدى ملابسه الجديدة. كانت فرانكفورت مكاناً يصلح
“بلاوين”، مدينة ألمانية في إقليم “ساكسونيا”، وادعة بين التلال، باردة ثالجة في الشتاء، باردة غير ثالجة في الصيف، يسكنها -في ذلك الوقت من نهايات القرن التاسع عشر- عشرات الألوف من البشر. لمدينة “بلاوين” مركز مكتظ، ولها أطراف وضواح كثيرة، واحدة منها قريةٌ هادئة جداً تدعى “أوبرلوسا”، في تلك القرية الهادئة كانت ثمة كنيسة من كنائس
هو طبيب، لكنه أديب عابر للقوميات، وبريطاني أصيل لكنه يبغض الاستعمار البريطاني، ونصراني من أسرة لاهوتية لكنه يدافع عن الإسلام ويتعاطف مع بنيه. ذاك هو إدوارد براون، ضيف مقالتنا هذه، الذي كان إنساناً فريداً على نحو لا يكاد يتكرر.
حين تطالع سير المستشرقين؛ ترى عيناك فيهم الشريف الحصيف، والمحتال الدنيء، والساذج الطيب، والفاجر الخبيث، والجاسوس العميل، وتتلون أمامك حيواتهم طرائق قدداً؛ فمنهم الذي كانت حياته دراسة وبحثاً، ومهم من كانت أيامه تجوالاً ومغامرة، ومنهم من التزم الحذر، ومنهم من أدمن المخاطرة بنفسه، وتجدهم بين مستقل ومجنّد، ومنصف ومتحامل، وصنوف كثيرة أخر.
لم يكن إربنيوس معلماً وباحثاً ومترجماً ومحققاً وحسب، بل كان رائداً في الطباعة التي كانت تعتمد في وقته على رصف الحروف في قوالب معينة، في منزله أخذ إربنيوس يصب قوالب للحروف العربية بحجم متوسط، وأنشأ مطبعةً عرفت بمطبعة "برايل" طبع فيها إصداراته ..
هذه المقالة تتحدث عن حياة آرثر جون وافل الزنجباري، المغامر البريطاني الذي تنكر كمسلم ليدخل مكة، وعاش حياة حافلة بالمغامرات.
ماذا تعرف عن حياة جون كين، الرحالة البريطاني الذي اقتحم مكة متنكراً وعاش تجارب فريدة بين الثقافات المتنوعة.
في القرن التاسع عشر، كانت الجزائر واقعة تحت احتلال فرنسي غشوم، أرهق البلاد وآذى العباد، وفرض ثقافته على الشعب الجزائري العربي المسلم بالسيف والبارود، وسقط من جراء بطشه الوحشي مئات الألوف من الجزائريين شهداء. كان للفرنسيين طرقهم في بسط السيطرة على أرض الجزائر، وكان لهم جنودهم وعيونهم في تلك الأرض، ومن بين الحيل التي احتالها
حياة كل واحد منا لوحة فريدة، قد تشابه حياةً أخرى، لكنها لا تطابقها، كما يجري مع أوراق تنتمي إلى شجرة واحدة.سلك عدد غير قليل من الغربيين طريقهم نحو الإسلام، وكانت رحلة مراد ويلفريد هوفمان، التي دونها بقلمه، رحلةً فريدة وجميلة، وعامرةً بالأبعاد ومستحقةً للاطلاع.
كلما اطلع المرء على سير المستشرقين، تلقفته موجتان متناقضتان من الانفعالات:الموجة الأولى: الإعجاب والانبهار بما تضمنته سير أولئك القوم من الخصال المحمودة في ذاتها، كالجلَد المدهش، والاجتهاد الشديد، والتضحية الجمة والإقبال على التعلم، وركوب المخاوف والمخاطر في سبيل الوصول إلى أهدافهم وأهداف من أرسلهم.والموجة القانية: الاشمئزاز والاحتقار للأهداف الوضيعة التي يعملون من أجلها، والوسائل التي ينتهجها البعض منهم، والتي تتنزل إلى دركات الانحطاط الأخلاقي في أحيان كثيرة.
من بين سير المستشرقين التي اطلعت عليها، تظل سيرة ريتشار فرانسيس بورتون واحدة من أكثرها إثارة وثراءً، فقد استطاع بورتون أن يجمع مناقب المستشرقين ومثالبهم بين جنبيه على نحو صارخ ومبالغ فيه! فهو ذكي إلى درجة تقارب العبقرية، موهوب في الكتابة والرسم وتعلم اللغات حيث يروى أنه كان يتحدث خمساً وعشرين لغة! وهو مغامر متهور
رحلة جوزيف بيتس، هي رحلة حج كاملة، رحل صاحبها من الجزائر إلى مكة المكرمة، مروراً بطيبة الطيبة، وأدى المناسك كلها، لولا أنه لم يكن مسلماً!
كريستيان سنوك هورخرونيه، مستشرق هولندي، درَس ودرّس في جامعة ليدن، مهد الاستشراق وقاعدة التبشير، وسافر إلى الحجاز عام ١٨٨٤، وأشهر إسلامه على سبيل الحيلة، وتسمى بالحاج عبدالغفار، وسكن بمكة بضعة أشهر شرع أثناءها في تأليف كتاب عن مكة نشر بالعربية بعنوان “صفحات من تاريخ مكة المكرمة”، ثم طُرد من مكة بأمر السلطات التركية؛ فانتقل إلى