باحث وأكاديمي مصري بجامعة دمياط
لديه 98 مقالة
قدم مصلحو العالم الإسلامي في العصر الحديث تشخيصًا لحالة المجتمعات الإسلامية من خلال المنهج السنني الذي يقوم على فكرة أن ما حدث للمسلمين من تراجع وانحطاط حضاري هو {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} هذا التشخيص المفتاحي- لما آلت إليه الأمة ومجالات العلوم فيها ونظمها التربوية والسياسية والمعرفية- لم يردفه (أي يصاحبه) دراسات وبحوث استقرائية تساعد على تقصي الحقائق الواقعية
تناولنا في مقالة سابقة مفهوم المرض الاجتماعي وعلاقته بالمرض العضوي وطرق التكوين المتشابهة, وموقف القرآن من مفهوم المرض وأقسامه (عضوي واجتماعي). ونتناول هنا بعض من الظواهر المَرَضية التي يرصدها القرآن, ويكشف خطورتها الاجتماعية على أداء المجتمع لوظائفه أو حتى على بقاء المجتمع ووجوده. الإصلاح الدعيِّ أولى هذه الظواهر المَرَضية التي نتعرض لها هنا هي ظاهرة
إن جملة الأفكار الاجتماعية في القرآن الكريم لا تقف عند مجرد الأمر والنهي بالتكاليف التشريعية أو الأخلاق الاجتماعية المعيارية التي تحافظ على استقرار المجتمع وتماسكه بهدف المحافظة على بقاء المجتمع ووجوده. وإنما تتجاوز هذه الأفكار الاجتماعية – التي تؤسس في كنهها قواعد ضرورية لعلم اجتماع القرآن – هذا الشكل المعياري إلى الكشف عن الجوانب المَرَضية التي من شأنها أن تُصدَّع حالة التماسك الاجتماعي، وتهدد بقاؤه, كما ترصد وتحلل هذه الجوانب المَرَضية وأبعادها وأماكن استوطانها في الجسد الاجتماعي, وشكل حاملي الأمراض فيها وصفاتهم وأحوالهم.
نستكمل هنا ما طرحناه للنقاش في مقالات سابقة, حول علاقة المعياري بالوضعي في المنظور التوحيدي، المساحة، وحدود التشابك ونقاط التماس والالتقاء، ونقاط التباين والافتراق ومساحة كلًا منهما. ونشير هنا إلى أن تداخل المعياري والوضعي في المنظور التوحيدي يستدعي طرح فكرة إعادة تحرير العلاقة بينهما، وهذا بدوره يتطلب -ضمن ما يتطلب- تحرير مصطلح الوضعي بامتداداته المعرفية
تقع سنة الاستبدال ضمن منظومة سننية أعلى وهي سنة “التغيير” ، فالثابت في حركة التاريخ والأمم والإنسان أن التغيير هو المبدأ الذي يحكم حركة الكون والأحياء { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } [الرحمن:29]، إلا أن هذا التغيير والحركة الدائمة في الكون لهما قوانينهما وسننهما الثابتة التي يمكنها أن تفسر لنا هذا التغيير واتجاهه وعوامله،
أوضح القرآن أن الذي يجسد / يمثل الضمير المجتمعي، هو ذلك الشخص (فردًا أو طائفة أو أمة) الذي يمتلك الدراية الاجتماعية، ويكون لديه المعرفة الكاملة بكل ما يسهم في جلاء الحقيقة الاجتماعية، وفي الوعي بعناصر حياة المجتمع وذخيرته المعنوية والفكرية، وكذلك الوعي بكل وسائل التضليل الاجتماعي والاقتصادي والديني والسياسي، حتى يكتمل الوعي بكل ما هو
يأمرون وينهون تقع وظيفة الضمير المجتمعي في القرآن بين فعلين رئيسين هما: (يأمرون، وينهون)، والأول يقصد به التوجه: نحو فعل المعروف الذي هو مبدأ كل خير يعود على الجماعة ومن ثم على الفرد داخل المجتمع، بما يسهم في تشييد مقومات البناء الإيجابي، والثاني: (النهي) ويقصد به الدعوة إلى منع كل شر يعود أثره على الجماعة
تتناول هذه المقالة وما يتبعها ما يتعلق بهوية الضمير المجتمعي في القرآن الكريم وفلسفته، وضرورته في حركة التغيير الحضاري للأمم والمجتمعات، كما نتناول موقف القرآن من المفهوم والشروط والفاعلية والدور والوظيفة، والنماذج المجسدة في التاريخ كما سجلها الوحي. الضمير المجتمعي الضرورة والماهية لكل مجتمع أدواته التي تنظم حركته ونشاطه من أجل المحافظة على بقائه ووجوده
تناولنا في الجزء الأول من هذه المقالة مسارات مفهوم الترف في القرآن الكريم ومآلاته المعرفية والاجتماعية في ضوء نظرة الوحي الكلية لهذه السنة الجارية في التاريخ البشري، ومواضع هذه السنة ومكانتها في حركة الأمم, ومبدئية التوجيه والإصلاح القرآني للترف، وانتهينا إلى تحديد عام للترف يتوافق مع نظرة الوحي وهو: الغنى غير المسؤول أمام الله وأمام
نلتمس من القرآن قواعد سير التاريخ وسننه الحاكمة لبعض الظواهر, لاسيما وأن القرآن نظر إلى التاريخ نظرة إيجابية, وحفز المسلم إلى دراسة هذه السنن, فالتاريخ مُعلِم للإنسان فقط للإنسان،فهو الكائن الوحيد الذي له تاريخ، وهو الكائن الوحيد الذي يصنع تاريخه بنفسه ويتحكم فيه، ومن هنا دعا الوحي من باب: التقرير والحفز والتوجيه إلى قراءة أحوال
نستكمل هنا جوانب الحقيقة الثالثة التي يتعامل معها الوحي وطبيعة ومنهجية هذا التناول, ونؤكد في هذا المجال أن الإنسان في التصور التوحيدي له ثلاثة أبعاد أساسية تشكل ماهيته, هذه الأبعاد هي: الوعي والمعرفة: إن أحد أبعاد الإنسان هو الوعي والمعرفة، وبين جميع الموجودات فإن الإنسان وحده فقط وفقط يمتلك الوعي والمعرفة، معرفة بنفسه وبالعالم. ولكن أكبر الاستعدادات
يتعامل الوحي مع ثلاثة أنواع من الحقائق تصطبغ بصبغة الموضوعية والمادية المحسوسة سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة : فهو أولًا: يتعامل مع (حقيقة “الإله“)، ورغم كونها حقيقة متفردة في ذاتها ومجردة في الذهن إلا أن الوحي وضع شرطين موضوعيين للتعامل معها. الأول: يتعلق بكنهها وتصورها: وهنا يضع حدًا معرفيًا للعقل الإنساني الذي
ارتبطت طريقة تفكير ووسائل تعبير كثير من الباحثين بفكرة مهيمنة هي أن المنظور التوحيدي يقوم في بنائه على المتصل المعياري وفقط، وأن حسابات متصل الواقع وحركته لا تدخل في نطاق عمله أو حيز مبادئه التي يمكن إلقاءها في ميدان البحث أو التأطير النظري، في تجنب للبعد الوضعي لاتهامه بالنسبية والمادية وهذا – كما في وجهة
من المتطلبات الأساسية في بناء منهجية علمية راشدة لدرس التراث الإسلامي التخطيط المنهجي لإعداد الكوادر العلمية المؤهلة للبحث، فهذا التراث له طبيعته الخاصة: اللغوية والدلالية والزمانية والمكانية والثقافية والاجتماعية، كما أنه يرتبط بأكثر من فرع علمي وأصولي نشأ في ظل الازدهار العلمي للحضارة الإسلامي، وانطلاقًا من النظرة الشاملة للتراث فإنه لا يمكن عزل بعض جوانبه
تناولنا في مقالتين سابقتين بعض القضايا التي ترتبط بتحديد موقف الباحث من التراث والتصورات الأساسية التي تحكم نظرة الباحث وطريقة تعامله معه، وهي أفكار معينة للباحث تتطلب النظر المعمق منه. ونتناول في هذه المقالة القواعد المنهجية للتعامل مع “التراث التربوي الإسلامي” نموذجًا لتخصصات مماثلة في فروع العلوم الإنسانية، وهو نموذج أراد كاتب المقالة تقديمه من
نتناول في هذه المقالة التصورات التي تؤثر على نظرة الباحث للتراث، وتؤثر في منهجيته وطريقة تعامله العلمي والمنهجي كما تساعد الباحث في تحديد موقفه من التراث، وتتضمن هذه التصورات ما يتعلق بطبيعة النظر إلى التراث ذاته، ومدى حاكميته أو معياريته المعرفية، ومنها ما يتعلق ببشرية التراث وظرفيته التاريخية والمكانية، ومنها ما يتعلق بلغته، وخصائصه من
ما العمل مع التراث؟ وكيف يمكن تجاوز عقبة الحداثة ؟
تناولنا في المقالة الأولى أهمية تجديد النظرة إلى الأسرة في الواقع المعاصر للأسرة المسلمة، وتناولنا بعض جوانب التجديد وهي: ما يتعلق بمفهوم الأسرة ذاته، المقتضيات الوجودية للأسرة، طبيعة النظرة إلى الزواج، ونستكمل هنا باقي جوانب المنظور التوحيدي لبناء الأسرة. “الرعاية” في العلاقات الأسرية وتظهر فكرة “الرعاية” كمفهوم مركزي للوظائف التي ينبغي أن تقوم بها الأسرة
تعاني الأسرة المسلمة المعاصرة من حالة اضطراب شديد في المعنى والمبنى والمآل, إذ تأثرت سلبًا بعمليات الحداثة قسرًا أو بالأحرى عمليات التحديث التي مورست عليها من قبل العولمة وأدواتها، التي لم يعد بيت من بيوت المسلمين إلا وفيه مجموعات من تلك الأدوات، بل أصبحت ركنا ركينا لا تستطيع أسرنا الاستغناء عنه، هذا في مقابل ما نلمسه جميعًا من توترات
نتناول في هذه المقالة واجب الوعي ومجالاته لدى الباحث المسلم، والوعي المقصود هنا الوعي بطبيعة السير في الطريق العلمي البحثي الذي رضي به كمهمة يضطلع بها في بناء هذه الأمة، كما نوضح ضرورات هذا الوعي وانعكاساته على السير المعرفي والعلمي على اعتبار أن المهمة التي يقوم بها الباحث هي مهمة حضارية استجابة لتحدي حضاري في
نتناول في هذه المقالة الموجزة بعض مقاصد الباحث المسلم التي يسعى إلى تحقيقها في واقع بحثه العلمي، فالسعي في الإسلام ليس لمجرد السعي، وإنما يرتبط بمقاصد تحقيق غاية الحق في الخلق، والبحث العلمي ليس كومة من الأوراق ينجزها الباحث المسلم، أو شهادات علمية يحقق بها طموحه الشخصي المباح، ولكنه رسالة تدخل ضمن رسالة الاستخلاف وواجباته
الاستدلال أحد وجوه التفكير الإنساني، وأحد الطرق المؤدية للعلم والوصول إلى الحقيقة عبر دليل أو حجة، وقد يكون هذا الدليل استقرائي مادي، أو ذهني تصوري، والأول يسمى استقراء، والثاني استنباط، وهناك أنماط من التفكير تجمع النوعين وتسمى الاستقراء الاستنباطي، أي الذي يقوم على الملاحظة بالإضافة إلى ابتاع المنهج الاستنباطي الذي يقوم على بناء مقدمات تصل
تعُد مسألة تحرير المفاهيم، من الضرورات المعرفية لبناء النظرية الاجتماعية الإسلامية، فالمفاهيم لبنةِ التصورات والقيم التي تتضمنها النظريات بشكل عام، لأنها تمتلك في ذاتها تحيزات النموذج المعرفي الذي يقع خلف بناء هذه النظريات, ومن ناحية أخرى فإن هذه المفاهيم تقدم المبادئ التفسيرية للظواهر الاجتماعية والتي تنعكس بدورها على طبيعة الأدوات المستخدمة وطريقة استخدامها، كما يتحقق أيضًا في المفاهيم المرجعية الفكرية للنظرية وتعتبر ممثلة لها.
تؤدي الأفكار الحية دورًا فعالًا وأساسيًا في بناء الأمم والحضارات لا يمكن الاستغناء عنه، أو إيجاد بديل يماثل دوره في التشكيل الحضاري للأمم، ومن ثم فالبحث في الصعود الحضاري أو عن أسباب الهبوط الحضاري لأمة ما، لابد وأن يكون من خلال البحث في العناصر الحية لأفكارها ..
ما هو توافق الدين والعلم في كتاب الدين والعلم واكتشف كيف يرد على مزاعم التغريب ويبرز الإسلام.
تعرف من خلال هذا المقال عن حق من حقوق القرآن العظيم في حياة المسلم المعاصر بالتفصيل
من مسؤوليات المسلم المعاصر ، استعادة دور القرآن ومكانته في الحياة العامة للمجتمع الإسلامي، ومواجهة حالات الهجر المتعددة التي يعاني منها القرآن بين أهله، وهذه المسؤولية يتحقق القيام بها عن طريقين: الأول: الترويج لهذه الفكرة ذاتها، أي فكرة تمكين القرآن في الحياة العامة للمسلمين المعاصرين، والطريق الثاني: وهو مرتبط بالأول -ودعامة له أيضًا- ويتمثل في
العناية بالمفاهيم القرآنية جزء ضروري من الثقافة القرآنية تتناول هذه المقالة الموجزة مفهوم الرشد ومضاداته في القرآن الكريم
بين التربية والصوم علاقة وطيدة..هذه المقالة تتناول أحد العبادات المفروضة وهي الصوم في تأمل لأهم أبعاد تلك العبادة وظلالها التربوية، وأثرها في واقع الفرد والمجتمع.
التكاليف الشريعة في إجمالها وتفاصيلها ترتبط في العالم العملي لها بالقدرة على الأداء والتحمل وتوفر الشروط المادية للمؤدي لها، ومن ثم "تقصي الشريعة من مجال التكليف كل مالا يمكن أن يخضع خضوعًا مباشرًا، أو غير مباشر للقدرة الإنسانية
تتناول المقالة نماذج من المعاجم التي جعلت مادتها القرآن الكريم، في محاولة لإدماج الثقافة المعجمية وجعلها أداة في إعادة تعليم الدرس القرآني، وكذلك توجيه النظر للعناية البحثية وتطوير أدوات البحث المعجمي العربي فيما يتعلق بالقرآن الكريم
نتناول في هذه المقالة أحد وجوه الاختلالات في العلاقات الحاكمة بين ” الحاكم” والمحكوم” والتي ينبغي كما في التعاقدات الإنسانية أن تكون قائمة على مركزية فكرة “الحقوق والواجبات”، وأن كل حق يقابله واجب بين الطرفين، وأن ممارسة الحق والقيام بالواجب يتطلبان مجال تفكير قائم على المعرفة والحقيقة بين الطرفين (الحاكم والمحكوم)، وفي حالة استبدال المعرفة
من سمات العالم المعاصر انتشار ظاهرة “مراكز التفكير والبحوث“, ويطلق عليها باللغة الإنجليزية (Think Tanks) وهي منظمات أو مؤسسات أو معاهد أو جماعة أو مركز. يكون مخصصاً للقيام بالأبحاث والدراسات في مجالات معينة أو في علاقة بعدد من القضايا المتنوعة؛ سواء بهدف نشر الثقافة والمعرفة العامة، أو خدمة أحد الأطراف الرسمية (حكومية) أو غير الرسمية
كان الدافع الرئيس لتأسيس مجلة المسلم المعاصر – كما جاء في مقابلة الكاتب مع مؤسسها – هو بناء منظور حضاري لتجديد العلوم الإنسانية، وقد اهتمت المجلة ببناء المفاهيم والقيم والتصورات المستمدة من الوحي والتراث الإسلامي من أجل التأسيس لعلوم إنسانية جديدة تنطلق من ذاتيتنا الثقافية والحضارية، وجاءت الموضوعات في هذا المجال تحت عناوين متعددة
فيما يتعلق بالسنة النبوية بيَّنت –المجلة- أنواع السنة: التشريعية وغير التشريعية واهتمت بالدرس المعرفي لتصرفات النبي – ﷺ – وصنفتها في ضوء ما هو سنة لازمة الإتباع أو ما عرف بـ”السنة التشريعية” وما هو غير ذلك أي “سنة غير تشريعية”, وصنفت أفعاله – ﷺ – إلى ما يلي: 1- التصرفات الجبلية. 2- التصرفات التي ثبت
حددت مجلة “المسلم المعاصر” عدة مصادر للاجتهاد وصنفتها ما بين مصادر أولية (الوحي) وثانوية (ما يتعلق بالإنتاج الفكري للعقل البشري مثل التراث والنظريات العلمية, والواقع..). وطرحت في ذات الوقت منهجية مقترحة للتعامل مع هذه المصادر جاءت تحت عنوان -كيف نتعامل..؟- بما يحقق غايات الاجتهاد المعرفي وأهدافه. وهو ما سنتناول جانبًا منه هنا.
انشغلت- مجلة “المسلم المعاصر”- بمسألة الاجتهاد وتجديد أدواته وبناء منهجيات للتعامل مع مصادره, ومن القضايا الأساسية التي انشغلت بها في بناء منهجية للتعامل مع مصادر الاجتهاد وأدواته كانت قضية “التجديد الفقهي” على اعتبار أن الفقه هو وعاء عملية الاجتهاد ومفرزها الأساسي، وحددت في العدد الافتتاحي عنوان هذه القضية وهي “الاجتهاد في أصول الفقه” فإنها “لا
قليل ما يجود الزمان برجال “أمة”، تجتمع فيهم خصال الأمة ومقوماتها التي إن توفرت في مجموع الأمة انتقلت من حالة إلى حالة..من حالة السكون إلى حالة الحركة، ومن حالة الركود إلى حالة العمل والحركة، ومن حالة الانطفاء الحضاري إلى حالة التوهج والعطاء، إنه جمال الدين عطية “العالِم الأمة”، تحرك –رحمه الله- في الأمة بطابع الفارس
التربية على انطباق الاعتقاد على الواقع المعاش هو المثل الإسلامي الأعلى من وجوه الاضطراب في الشخصية العربية تلك الفجوة بين الاعتقاد والواقع أو بين المسجد والشارع ، وهذا على عكس ما يريد الإسلام فالقيمة العليا في الحياة الإسلامية تتمثل في انطباق الاعتقاد على الواقع المعاش فذلك هو المثل الإسلامي الأعلى، وما ننشده هنا من المعلم
6 – قيمة العمل الصالح تعاني مجتمعاتنا العربية من تمدد آفات المحسوبية، والرشوة، وطرق الاكتساب غير المشروعة والتي أفسدت نظامنا القيمي، وكان من نتائجها تراجع قيمة العمل ذاته كطريق للكسب والحصول على العائد المناسب للحياة منه، بالإضافة إلى حدوث صدمات اجتماعية ونفسية لأصحاب القدرات والتأهل العقلي والمواهب لحصول من لا يستحقون على عوائد ليست من
تنطلق هذه الرسالة من مسؤوليات المعلم العربي في ظل الظروف الراهنة التي تعيش فيها الأمة والتحديات التي تواجهها والمخاطر الوجودية التي تتعرض لها، ومن ناحية أخرى تأتي في ضوء مسؤوليات المعلم العربي والتي لا يمكنه التخلي عنها أو التخفف منها – مهما كانت حالته والظروف التي بمر بها هو الآخر ومهما كانت أوضاعه الاقتصادية والمهنية
نختم هنا هذه السلسلة من مهمة العلماء بمهمة تربية الأمة على الجهاد الاجتماعي لتغير وضع الأمة على سلم الحضارة، ومن أشكال هذا الجهاد الاجتماعي بناء الذات القادرة على تحرير الأراضي الإسلامية من الاستعمار، وهذه –كما يعتبرها علال الفاسي – من أبرز المهام التي يقوم بها العلماء وذلك لأن الاستعمار الأجنبي لا يتيح فرصة للتفكير ولا
من المهمات التي لا تنفك عن عمل العلماء وترتبط بأصالة وجودهم، هو رؤية أين وضع الأمة ومكانتها في سلم العلم والمعرفة؟ ومقارنته بما يجب أن تكون عليه حين التراجع والانحطاط العلمي، وهو ما ألمح إليه علال الفاسي في رسالته، والذي بوبته هنا تحت عنوان “الاستنفار العلمي ومواجهة حالة التخلف” وهذا يتطلب أولًا أن يدرك
من المهام الأصيلة للعلماء في الأمة هو القيام بالمسؤولية الحضارية حين تأخذ السنن الأمة إلى مراحل متراجعة على سلم الحضارة، وتتمثل هذه المهمة في تهيئة الأمة وجدانيًا وعقليًا وتربويًا لها، والبحث عن الفكرة المركزية التي ينطلق منها هذا البعث، وهنا يشير الفاسي إلى مركزية فكرة "الدين" في تحقيق التألق الحضاري والانبعاث من جديد، وهذا يتطلب "...معرفة الدين نفسه ومركزه من الديانات الأخرى ومن النظريات والأفكار الإنسانية على اختلاف العصور.
غياب العلماء عن القيام بمهمتهم أوجد فراغًا في الواقع الإسلامي امتد هذا الفراغ من الجانب الفكري إلى الجانب المعنوي في شخصية الأمة الحضارية، وأصبح ملمحًا أساسيًا من كيانها، بل أصبح –هذا الغياب- أحد العوامل التي تهدد وجود الأمة ذاته، فهذا الفراغ امتد فيه الغزو الفكري والثقافي للمشروع الغربي كما حلله وفصله محمد الغزالي في ”
كان ينبغي علينا أن تتجاوز هذا التساؤل- في الوقت الراهن- لأن العلماء ليسوا بحاجة إلى من يذكرهم بمهمتهم، لأنهم يشعرون بمسؤوليتهم تجاه هذه الأمة- وهذا أقل واجباتهم- وكان ينبغي علينا أن نتحدث حول “مهمة الناس وواجباتهم تجاه الأمة”، ولكن بلاد الإسلام الآن تعود إلى نقطة الصفر في كل شئ، والتنازع فيها على أشده، وأصبح كثير
يحلل مصطفى السباعي في دراسته المهمة الاستشراق والمستشرقون (ما لهم وما عليهم) و( السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي) أهم الأهداف الفكرية والثقافية حول مقاصد المستشرقين وأهمها: 1 – التشكيك بصحة رسالة النبي ﷺ ومصدرها الإلهي، فجمهورهم ينكر أن يكون الرسول نبيًا موحي إليه من عند الله – جل شأنه – ويتخبطون في تفسير مظاهر الوحي
أما مجالات عمل الاستشراق في الدراسات الإسلامية فتتمثل في أصول العقائد (القرآن والسنة) والتاريخ (السير والسيرة) والثقافة والقيم والتشريعات، واللغة العربية، والتراث الفكري والفرقي، والنبوة (الرسول والرسالة). كذلك عمل الاستشراق – أيضًا- على العبث بالمفاهيم الإسلامية وأركان الإسلام مثل الحج والزكاة وتعدد الزوجات وما إلى ذلك “فمن حملات الحركة الاستشراقية على القرآن الزعم بأنه من
نتناول في عدة حلقات أشكال المواجهة الفكرية والحضارية فيما يتعلق بظاهرة الاستشراق ونتائجه وتداعياته الفكرية والثقافية على واقع الأمة، ونحاول الوقوف على “الوعي الحضاري” عند الأمة لهذه الظاهرة، والإسهامات النظرية والأبعاد التطبيقية في التعامل مع هذه، وموقع ومكانة هذا الوعي في خارطة الوعي الإسلامي العام بظاهرة الاستشراق. ومنهجيتنا في هذا التناول تنقسم إلى قسمين، الأول:
(13) الاحتياج المنهجي: ثورة جديدة للعقل الأمة التي لا تتعلم بالصدمة أو قل الصدمات لا يمكنها الوقوف من عثرتها، كما أن وجودها مهدد بالفناء عبر الصدمات المتالية التي لم تعد تؤثر في طريقة تفكيرها ومنهجيتها في تفسير الظواهر، وقراءة السنن التي تغافلت عن الاستقامة في قراءتها..لا يمكن أن تكون أمتنا أقل من ديكارت حرصا على
(9) من صناعة النفوس المحطمة إلى صناعة النفوس المدافعة تهدف الأنظمة المستبدة – كما يهدف الاستعمار- إلى صناعة النفوس المحطمة التي لا تؤمن بجدوى فعل التغيير فضلًا عن القيام به..ومن ثم تتحول طاقات هذه النفوس إلى طاقات تدميرية داخلية، بدلًا من توجيهها في مسارات التغيير والإصلاح الذي آيست منه ويأست من جدواه..فتظل هذه النفوس في
(5) إحياء قضية الاستقلال الوطني.. الأمة في حاجة إلى إزالة التوهم الذي حدث بقضية “الاستقلال” عقب الخروج الوهمي للاستعمار، وهذا يتطلب أن ينتفض علماء الأمة الحقيقيين، لا علماء النفط أو التكييفات لاستنهاض همم الأمة في إزالة الاستعمار في واقعنا الثقافي والفكري والتربوي وصولًا إلى إزالة الاستعمار في المجال العسكري والاقتصادي..ينبغي حضور هذه الفكرة مرة أخرى
(1) إعادة اكتشاف فعل { اقْرَأْ } وتشغيله في مواجهة التعليم الاستعماري تعاني الأمة من نوعين من الأمية القاتلة: الأولى: الأمية الأبجدية حيث تشير البيانات الحديثة إلى أن نسبة الأمية في العالم الإسلامي تبلغ حوالي (40%) من تعداد السكان، وهو أمر يدعو إلى استشعار المخاطر المترتبة عليه. والنوع الثاني هو: أمية الوعي ..وأقصد به غياب
يحتاج “الاجتهاد المعرفي” إلى عدة متطلبات أهمها المتطلبات البشرية بتوفر الكوادر العاملة والمتخصصة في الفروع العلمية المختلفة، وهناك نوعان من المتطلبات الأساسية لتحقيق “الاجتهاد المعرفي” والإسهام في تحقيق مضامينه الحضارية وهي: أولًا. المتطلبات العلمية والفكرية: ونعني بها الشروط العلمية التي ينبغي أن تتوافر في إعداد “المجتهد معرفيًا”، ويختص بها حال اجتهاده معرفيًا وهذه الشروط يمكن
نتابع في هذه المقالة الثالثة ما يتعلق بالدائرة الحيوية لعمل الاجتهاد المعرفي في ضوء هذه المقدمة المنهجية التأسيسية التي نطرحه، ونتناول هنا ما يتعلق بعالم أفكار الأمة باعتباره الدائرة الحيوية للاجتهاد المعرفي وعمله وطرائقه ومشكلاته وبعض مجالاته. الدائرة الحيوية: عالم أفكار الأمة وفقًا لما تقدم – في المقالتين السابقتين- فإن موضوع الاجتهاد المعرفي هو “عالم
نتابع في هذه الحلقة المقدمات المنهجية لبناء مفهوم الاجتهاد المعرفي، ونتناول هنا مفهوم المعرفي، وأبعاد مفهوم المعرفي لعلمية الاجتهاد التي نؤطر لها في هذا الطرح التأسيسي. مفهوم المعرفي نعني “بالمعرفي” – الشطر الثاني في هذه المقدمة المنهجية لمفهوم الاجتهاد المعرفي- المعنى الواسع الذي تشير إليه، بمعنى كل ما يتعلق بالكليات والشمول أو القواعد والقوانين المؤسسة
عرف المسلمون “الاجتهاد” منذ عصر الرسالة وفي حضور الوحي وقد أقره الرسول ﷺ في حياته[1]، ودعا إليه باعتباره – أي الاجتهاد – يماثل حركة الإسلام ذاته، ويحقق مقاصده العليا في الخلق والعمران والهدي من ناحية، ويلائم حركة الكون وسنته التي تخضع لمنطق التغير والتطور والتجدد من ناحية أخرى. وتاريخيًا: دوَّن المسلمون ما عُرف بعلم الفقه وأصوله
الكلية الرابعة : منهجية “الإصلاح” وقضاياه الدعوة الأساسية لمبلغي الوحي / الرسالة وأهل النبوة هي الدعوة إلى الإصلاح، {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88]، والقرآن بالأساس هو كتاب هداية للبشر جميعًا ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن ثم فالتعرض للقرآن وتدبره، هو تعرض لتجارب
الكلية الثالثة: التصورات التي تتضمنها السورة ومجال هذه التصورات هي ( الله، والإنسان، والمجتمع)، القرآن هو المرتكز الأساس في بناء الشخصية المسلمة، وهو الذي يمنحها رؤية الخالق والعالم والكون، وتتضمن هذه الرؤية نظام القيم الذي ينبغي أن يعتقد الإنسان، فيما يسمى برؤية العالم أو النموذج المعرفي، أو الرؤية الكلية، بمعنى امتلاك التصور والقدرة على تفسير
نطرح هنا عدة كليات أساسية في منهجية تدبر القرآن للراشدين، الذين يستطيعون التعامل بوعي أكبر مع القرآن الكريم، وإدراك مقاصده ومعانية الشاكلة، وسوف نطرح هذه الكليات مع نماذج تطبيقية مختصرة وعلى القارئ التمرن على القراءة من خلال هذه النماذج والتوسع فيها. الكليات الأربع لتدبر القرآن مع نماذج وتطبيقات الكلية الأولى: تحديد المقصد العام للسورة
إن عملية تدبر القرآن عملية اكتسابية مهارية كما أنها عملية وجدانية وعقلية أيضًا والمقصود بهذا الوصف أنها عملية تحتاج إلى تنشئةٍ عليها لذا نقدم هنا منهجية للطفولة الإسلامية وتمتد مناسبتها لما بعدها وتتواصل مع المنهجية المقدمة لاحقًا للراشدين وتتمثل تلك المنهجية المقترحة في برنامج تدبر أسماء السور القرآنية . موضوعه الأساس هو أسماء السور والتدبر
المتأمل في حالة الأمة وفي أسباب “الأفول” و”الأزمة” الحضارية التي تعيشها، يلاحظ توافر كثير من العناصر المادية ( الثروات الطبيعية – والبشر المنفذين لفعل النهضة) التي تؤهل لنهوض الأمم وإخراجها من كبوتها، إلا أن النظرة الإمبريقية لحال الأمة الإسلامية تقف عند غياب عامل آخر كان هو المحرك لهذه الأمة، وهو الذي صنع لها تاريخًا وهوية
آداب ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم
وصف مكانة وشروط المربي في التراث التربوي الإسلامي حسب الغزالي، مع التركيز على تشابه دوره مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى تحديات وضغوط تواجه المربين اليوم.
المشكلة الأخلاقية يقرر الغزالي أن التربية الخلقية من أهم وظائف المعلم ، فيرى ” أنه ينبغي للسالك شيخ مرشد مربي ليخرج الأخلاق السيئة منه بتربية ويجعل مكانها خلقاً حسناً ” [أبي حامد الغزالي : مجموعة رسائل الإمام الغزالي، 109]. كما يَنهى الغزالي مُتعلِمه عن ثلاث صفات مذمومة في كل الناس وخاصة في طالب ومعلم العلم
تمثل الدعوة إلى إحياء التراث التربوي الإسلامي عاملاً مهما من عوامل الإحياء الشامل الأمة الإسلامية ـ إن لم سكن العامل الأول ـ حيث إن النهضة التربوية المنتظرة هي المؤثر الفعال في جوانب النهضة العلمية والاجتماعية والسياسية … الخ ، ومن ثم فإن الاعتماد على النظريات والقواعد التربوية الغريبة في نظامنا التربوي أمراً بات من الخطورة
تحتاج حركة الإصلاح الإسلامي إلى برنامج عمل لتجديد البناء الفكري في ضوء ما آلت إليه من شيخوخة متأخرة وكهولة أصابت حيويتها..وهذه سنة الحياء للأحياء. 1 – العودة إلى الذات يقوم هذا البرنامج العملي على فكرة رئيسة هي ” العودة إلى الذات..أي الإسلام.. ويقوم على قاعدة معرفية أساسية هي: أن الإسلام وحده هو المكون الأساس لهذه الأمة
ميزانان يقع بينهما حكم الإنسان وتقديراته: أحدهما يتلوه الخسران والآخر يتلوه الفلاح والفوز, فأما الأول فهو ميزان الشهود ميزان الحياة الدنيا حيث يحكم به الإنسان على شهوده وغيبه وهو ميزان وضعي: من وضع الإنسان للإنسان قيمه: الهوى والظن..وهذا الميزان لا يرى للغيب أي وجود ويعتبره (كَرَّةٌ خاسرة) ..ويرى أن حياته الدنيا هي المنشأ والمصير
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) يمكن خط الحياة الطيبة في شكل معادلة ربانية لا يشكك في نتاجها وهي: عمل صالح + إيمان = حياة طيبة فهناك شرطان لتلك الحياة أولهما: العمل الصالح هو كل عمل نافع للناس وهو ترجمة حقيقة لغاية هذه الأمة “النافعة للناس” (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لطالما ناقش الناس مسألة القرآن والحياة الطيبة. ويعتقد الكثيرون أن الدين عموما صور بأن له موقفًا سلبيًّا من الحياة. فهل هذا صحيح؟
يقدم شريعتي في مفهوم “الأمة” تحليلًا اجتماعيًا ونظريًا لمفهوم “الأمة” مقارنًا هذا المفهوم بالمفاهيم الناشئة في المجتمعات الأخرى مثل “القبيلة، القوم، الشعب، الطبقة، المجتمع، الطائفة، العنصر، الجمهور”، مبينًا في منهجه الإسلامي تمايز مفهوم “الأمة” في الإسلام عن هذه المفاهيم في العلاقة بين العناصر والمكونات لهذه المفاهيم موضحًا- أيضًا- التمايز في “الهدف” أو “الغاية”، وفي طريقة
ترى منى أبو الفضل أن “الأمة القطب” هي تلك الأمة التى ينجذب إليها المختلفون والمتباينون ويلتقون جميعًا حولها وينشدون إليها باعتبارها “بؤرة جاذبة” أو “مركز ثقل بشرى”، حيث تنفرد “الأمة القطب” بأنها “مفاعل استقطابي “تنجذب إليه الوحدات الأولى لأنها هي “البوتقة” التى ينصهر فيها كل الأجناس والألوان لتكوين “هوية” متميزة ومتمايزة أو كما تقول
تطرح منى أبو الفضل مجموعة من المحددات المنهجية لموضوع الأمة القطب والتى يدرسها حسب ما تسميه “الباحث المتفقه” والذى يعمل على تحويل الأمة موضوعاً من “ظاهرة” إلى “مفهوم” والارتقاء بالأمة من مستوى الوجدانية إلى مستوى الوحدانية، وتشير – أيضاً – أن أهمية هذا الطرح المنهاجي تتحدد فيما يلي: 1- أن موضوع الأمة يمس الذات –
نتناول في هذه الحلقات مفهوم الأمة القطب عند أحد رواد الفكر الإسلامي وهي الرائدة منى أبوالفضل(1945- 2008)[1]، والتي طرحت مفهوم الأمة القطب وصفًا تحليلًا تنظيرًا، وهذا المفهوم ضمن خارطة معرفية تميز إنتاج منى أبوالفضل الفكري والمنهجي والذي يمكن رصده في العناصر التالية:[2] 1 – الإسهام في محاولات بناء منظور حضاري إسلامي معاصر. والفكرة البارزة في
إن إحياء مفهوم “الأمة” يمثل المنطلق الأساسي للبناء المنهجي والفكري للمشروع الإسلامي المعاصر، ذلك المفهوم الذي مزقته “الدولة القطرية” في القرن العشرين و”العولمة” في القرن الحادي والعشرين. “والأمة” في اللغة تعني: “الدين قال أبو إسحاق في قوله تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) أي كانوا علي دين واحد، والأمة :
تأتي سلسلة حلقات مفهوم “الأمة” في ذكرى مناسبتين أليمتين على الأمة، الأولى: مرور مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو (1916م) والتي كانت إيذانًا فعليًا وواقعيًا بتمزيق مفهوم الأمة في الواقع وتمزيق أوصالها وابتداع ما عرف بالحدود الجغرافية بينها، والذكرى الثانية: هي نكبة الأمة في فلسطين وقيام الكيان الصهيوني بمؤامرات غربية وخيانات عربية وإسلامية. وقد تعرض
ثانيا: الأصول التاريخية للعلاقات مع “الأقليات الدينية” يؤكد البعد التاريخي للعلاقات الإسلامية مع “الأقليات” في المجتمع ما تضمنته “الاستراتتيجية الإسلامية” الكبرى للمجتمع الإنساني، وكانت هذه البدايات الباكرة، بعد “الصحيفة”، في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى أهل إيلياء والذي قدم نصاً واقعياً واضحاً لا لبس في بنوده، أكد فيه على حريتهم الدينية وحرمة
يقدم لنا الفكر الإسلامي في خبرته التاريخية “نموذجاً للتعددية” يتمثل في تفاعل الأصول الفكرية (النص المقدس) مع الواقع (العملي) فيما يتعلق بالأقليات الدينية في المجتمع الإسلامي، فقد وضع القرآن مجموعة من القواعد الكلية العامة لعلاقة المسلم بغيره في المجتمع وبالأخص مع “الأقليات الدينية” ثم بينت ذلك السنة وأكدت عليه، ثم ظهر في الواقع العملي ليمثل
نقصد بالتراث الفقهي والمذهبي نشأة حركة “المذاهب الفقهية“، والتي كانت تطبيقا عمليا لممارسة التعددية الفكرية في الواقع الإسلامي، وهذه الحركة الفقهية بلا شك مثلث مرحلة مهمة في إرساء قواعد “التعددية الفكرية” في أصولها ومبانيها الرئيسية. التراث الفقهي “التعددية الفقهية” تضمنت المنظومة الفكرية الإسلامية مناهج وأفكار شتى تعالج المواقف والحوادث المستجدة انطلاقاً من قاعدة “صلاحية الشريعة
السنة بيان للقرآن، وشرح لأحكامه، وبسط لأصوله، وتمام لتشريعاته، والسنة متى ثبتت، فهي تشريع وهداية، وواجبة الإتباع، والسنة بعضها بوحي جلي عن طريق أمين الوحي جبريل- علىه السلام، وبعضها بالإلهام والقذف في القلب، وبعضها بالاجتهاد وحسب ما علم النبي من علوم القرآن، وقواعد الشريعة، وما امتلأ به قلبه من فيوضات الوحي.[1] والسنة إما فعل أو
يقدم "النص" القرآني عدة أصول لمفهوم التعددية هي: أصل التنوع والاختلاف- وهذا الأصل حقيقة من حقائق الوجود كله، وأصل الحرية وهو الذي بدأ به الله طلباً لعبادته عن طريق هذه الحرية، وأصل الحوار لتحقيق "التعايش" بين البشر
قواعد “التبين” أورد النص القرآني منهجًا قويمًا للتَبَيُّن ولتحصيل العلم، يتألف من طلب ثلاثة أدلة – أثنين منهم في حادثة الإفك والآخر في سورة البقرة. 1- الدليل الباطني – الوجداني ويتضح هذا الدليل في قوله تعالي ( لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا )، طلب جل شأنه من المؤمنين أن يستبطنوا أنفسهم، ويعودوا إلى وجدانهم،ـ
فَتَبَيَّنُوا .. ذكرت هذه اللفظة القرآنية بهذه الكيفية ثلاث مرات في القرآن الكريم، مرتين في الآية (94) من سورة النساء، والثانية في الآية (6) من سورة الحجرات، وقد جاءت الآيتان تسجيلًا لحادثتين – في المجتمع الإسلامي – منفصلتين، الأولى حادثة محلم بن جثامة، الذي قتل عامر بن الأخبط وكان في غنيمة له، بعد ما قال
نتناول في هذه المقالة جانب من مسارات حركة الإصلاح المعرفي في الأمة, وهو المسار الخاص بالبحوث والدراسات التي ارتبطت بهذا الاتجاه الإصلاحي خلال القرن العشرين. من الدراسات التي عالجت مضامين حركة الإصلاح المعرفية دراسة فهمي جدعان: أسس التقدم عند مفكري الإسلام,([1]) وهدفت هذه الدراسة إلى تقديم صورة لإسهامات المفكرين العرب المسلمين الحديثة عبر فترة زمنية
نتناول في هذه المقالة جانب من مسارات حركة الإصلاح المعرفي في الأمة، وهو المسار الخاص بالمفاهيم وتحديداً مفهومي ” الإصلاح” و”التغريب” وهما المفهومان الأبرز في النشاط المعرفي لحركة الإصلاح خلال القرن العشرين. ارتبط مفهوم “الإصلاح” في الفكر الحديث بحركة “الإصلاح الديني” في أوروبا ضد هيمنة الكنيسة والإقطاع وتسلطهما على العقل الإنساني والعمران
هذا المدخل من فهم القرآن يعنى باتخاذ القرآن مرجعية فكرية وفلسفية لإنتاج العلوم والمعارف، أو تصميم التصورات الأساسية لهذه العلوم والمعارف سواء كانت علوماً دينية أو إنسانية.
يُعد أمين الخولي من أبرز أعلام هذا الاتجاه ومؤسسيه في العصر الحديث منهجية التفسير الأدبي أو البياني، الذى يعنى بالجوانب البلاغية كمدخل لتجديد مناهج التفسير في العصر الحديث، حيث يرى الخولي أن القرآن هو “كتاب العربية الأكبر” وأن المقصد الأسبق والغرض الأبعد هو النظر في القرآن من حيث هو “كتاب العربية الأكبر، وأثرها الأدبي الأعظم،
يهتم هذا المنحى من التفسير بإبراز الآيات التى تشير إلى العلم وعناصره ومفرداته وأدواته مثل استخدام الملاحظة والمشاهدة والتجربة والعقل والاستنتاج والنقد..، كما يشير هذا التفسير – أيضاً – إلى محاولة تفسير بعض الظواهر الطبيعية أو غيرها وفقاً لتطابقها مع بعض الآيات في القرآن، كما يشير هذا التفسير – أيضاً – إلى ما طرحه بعض
تتحدد منهجية التفسير “التوحيدي الموضوعي” عند محمد باقر الصدر فيما يلي: – تعريفه: هو التفسير الذى يقوم بالدراسة القرآنية لموضوع من موضوعات الحياة العقائدية أو الاجتماعية أو الكونية، فيبين ويبحث ويدرس مثلاً عقيدة التوحيد في القرآن، أو يبحث عن النبوة في القرآن، أو عن المذهب الاقتصادي في القرآن، أو عن سنن التاريخ في القرآن وهكذا.([1])
بما أن الإسلام صالحاً لكل زمان ومكان، والقرآن هو الركيزة الأساس في هذه الصالحية؛ فإن الحاجة إلى فهمه وإنزال رؤيته وقيمه على الواقع تختلف باختلاف العصور والعقول والأفهام والمستجدات التى ينبغي أن يلبيها انطلاقاً من هذه الصلاحية؛ ومن ثم فإن ما يحتاجه عصر ما من القرآن يختلف إلى عصر آخر، ومنهجية قراءته وتفسيره تختلف
القرآن، الذكر، البيان،.. هو الوحي المنزل من السماء إلى الأرض؛ ليبين للإنسان “الصراط المستقيم” صوب “الحياة الطيبة” محدداً وموفراً شروطها، وأركانها، وركائزها، ومتطلباتها، وقد توافق ذلك الوحي مع تساؤلات الإنسان الكبرى حول الخلق، والخالق، والمصير، بعد أن انقضى زمن طويل على نزول الشرائع الأخرى – التى لم تحفظ بل شابها كثير من التحريف – فكان
نطرح في هذه المقالة الموجزة ما يتعلق بمنهجية الدرس المعرفي لرواد الإصلاح والتجديد في الأمة, وتبدو أهمية هذا الطرح في طبيعة ما قدمه هؤلاء الرواد من أفكار ظهرت في بوادر الأزمة الحضارية التي دخلت فيها الأمة –لاسيما- في العصر الحديث, سواء كان ذلك يتعلق بالبعد الداخلي والذاتي لها المتمثل في الجمود وتبديد العقل والدخول
إسماعيل راجي الفاروقي (1921-1986) من الآباء المؤسسين لمدرسة المنظور الحضاري في قراءة الفكر الغربي ونموذجه المعرفي، تلك القراءة التي تستند إلى استدعاء القوة الوجدانية الدافعة، واستحضار أسس المنهجية المعرفية التوحيدية.
اتصل المسلمون بالغرب في العصور الإسلامية الباكرة، فعرفوا حضارته واستوعبوها، دون أن يتأثروا بها في تصوراتهم ورؤاهم الأساسية، وذلك بفضل القوة النفسية من ناحية، وامتلاك القدرة المعرفية والمنهجية المستمدة من الرؤية الكلية المستقلة والمتفردة والتصور الحضاري الشامل من ناحية أخرى. ثم تجاوز المسلمون حضارة الغرب، وأسسوا حضارة عرفت في التاريخ الإسلامي ونسبت إلى عقيدتهم ودينهم
و مما ساهم في تبديد العقل المسلم –أيضاً- – الاختراق الثقافي والفكري الذي أصاب العقل المسلم في مفاهيمه وتصوراته الأساسية حيث استبدل الأصيل في المفاهيم والتصورات بالبديل الوافد، ونقلت إليه صراعات ذلك الوافد وثنائياته وتناقضاته وأضداده. – فقدان المناخ الفكري والثقافي للعمل العقلي، ومن ثم تراجع العمل الذهني للمفكرين والمثقفين وتراجع دورهم في صياغة العقل المسلم
[وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] {النحل:44} البناء الفكري الذى نقصده يتشكل من ثلاثة جوانب : البناء الفكري عملية يتحقق من ورائها: امتلاك العقل المسلم تصور متكامل نحو الإنسان والكون والله، يصدر من مرجعيته العليا المتجاوزة ( متجاوزة عن الخلق)، يستطيع بها تفسير الظواهر، وردها إلى أسبابها ومسبباتها الحقيقية من خلال
يركز مالك بن نبي في تصوره للأزمة الحضارية وما يرتبط بها من عناصر مختلفة على المشكلة الفكرية التي يعاني منها العالم الإسلامي منذ عصر ما بعد الموحدين** ويرى أن الجانب الفكري هو الأساس في المشكلة التي نحن بصددها. إن الأفكار لا تتمتع في المجتمع الإسلامي بقيمة ذاتية، تجعلنا ننظر إليها بصفتها أسمى المقومات الاجتماعية، وقوة
من الضروري عند البحث في نماذج الإصلاح والثورة عن العامل الأساس للتغيير وفكرته ومضمونه وتجلياته المعرفية والسلوكية، فإذا كانت النماذج الاشتراكية والرأسمالية الوضعية على اختلافها ترجح العامل المادي والاقتصادي تحديدا من خلال فكرة الصراع الطبقي للنموذج الأول والتراكم الرأسمالي للنموذج الثاني، فإن النموذج التوحيدي الذي يقدمه الإسلام يجعل من ( الإنسان ) العامل الأساس للتغيير