قسم يختص بالدراسات الإسلامية والقضايا الشرعية التي تشغل عقل المسلم.
استكشف نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويوم ميلاد وأهمية شرف الأنساب في الإسلام.
إن الناظر في تحولات الحياة، وجبروت الظالمين والطغاة، قد ينتابه حالة من الحزن الشديد؛ حتى يتمنى أن يعاجلهم العقاب ويرى القصاص العادل أمام عينيه من الظالمين؛ انتقاما للمظلومين، فيأتي بلسم البيان الإلهي القرآني مراعيا الحالة النفسية خطابا للمؤمنين عبر عصور الزمان، في كل وقت وحال، ابتداء من الرسول – ﷺ- وخطابه خطاب لأمته ، ممن
أراد الله سبحانه وتعالى أن يرحم البشريَّة ويكرم الإنسانيَّة، فحان وقت الخلاص بمبعث الحبيب ﷺ . وقبل أن نشرع في بيان ميلاده الكريم، ونشأته العزيزة، ورعاية الله – عزَّ وجلَّ – له قبل نزول الوحي عليه، وسيرته العطرة قبل البعثة، نريد أن نتحدَّث عن الآيات العظيمة، والأحداث الجليلة؛ الَّتي سبقت ميلاده ﷺ ، فقد سبق
مما اشتهر أمره بين رواد علم الفقه الإسلامي ومقاصد الشريعة أن الإمام أبا إسحاق الشاطبي يعد من أبرز المنظرين في علم المقاصد، وتأثيره في هذا الفن يوشك أن يكون موضع الاتفاق بين الدارسين المتخصصين، ولا يمكن عد رجالات هذا الفن إلا ويتربع الشاطبي على عرش المقاصد. غير أن هذه الحقيقة لا تغض من قيمة إسهامات
في حجرة القسم الشرعي بموقع إسلام أون لاين في حدود عام 2003م، دخل الطبيب الخلوق د. مجدي سعيد، رئيس القسم الصحي آنذاك بمشاعر مع الفرح والاستبشار المخلوطة بكثير من الوجل والقلق، قائلا : فتح علمي عظيم، ويتوقع أن يكون له مستقبل وأثر كبير في علاج كثير من الأمراض والتشوهات الخِلقية ، ومن ذلك بعض أنواع
الفراغ جاء في القرآن المجيد في آيات معدودة وفي سياقات تعطي دلالة على أن هناك شيئًا كان يحتل أو يملأ حيزا فأفرغ ما فيه في غيره فيقال أصبح فارغًا، وبهذا اللفظ جاء قوله تعالى: ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا﴾ (القصص:10) فأصبح الفؤاد فارغًا أي فارغًا من الصبر، أو فارغًا من الخوف حين ألقته باليم، المهم
من الظلمات التي تناولتها كتب الأخبار ومصنفات التاريخ الإسلامي : محنة خَلق القرآن، وما تلاها من تصفية جنونية للأئمة والعلماء، وسطوة على منافذ الفكر الحر والحق في اختلاف الرأي والتعبير، وتمكين ضعاف النفوس من رقاب الكفاءات للزج بها في أتون العسف والقهر.
يشيع في كتب المسلمين وخطابهم الديني أن القرآن الكريم حمال أوجه ، وأقرب كتاب لدينا يذكر هذا هو كتاب الدر المنثور للسيوطي، حيث قال فيه : “وأخرج ابن سعد عن عكرمة قال: سمعت ابن عباس يحدث عن الخوارج الذين أنكروا الحكومة فاعتزلوا علي بن أبي طالب قال: فاعتزل منهم اثنا عشر ألفا فدعاني علي فقال:
في ظاهرة غريبة يقع فيها كثير من الناس، وهو كثرة السؤال عما إذا كان يمكن إخراج الزكاة في أمور كثيرة، الأصل فيها أنها ليست من الزكاة، لكن السؤال يجيء تهربا من الصدقة، وإلباس هذا التصدق الذي ربما كان المسلم سيقوم به، لكنه يريد أن لا يخرج من الصدقة فيتهرب بذلك بإخراجه من أموال الزكاة، وهو
إنّ عيسى عليه السلام نبي الله هو من أولي العزم من الأنبياء، كما ذكره القرآن الكريم، معجزة بحد ذاته، منذ أن حملت به والدته البتول مريم إلى ولادته وفي حياته كاملة، حيث كان مولده آية ربانيّة ورحمة إلهيّة للبشر أجمعين، وقد ضلّ أقوام عن الهدى وانحرفوا عن منهج الله تعالى وعقيدة التّوحيد، فظنّوا بعيسى عليه
اكتشف عظمة وبلاغة آية {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} وأثرها العميق في النفوس.
لقد راعى الإسلام -في مقاصده الشرعية في الإرث- العدل لا المساواة. لذلك جاء التعبير القرآني دقيقا في مطلع البيان إذ قال : (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) فاستخدم فعل الإيصاء وقرنه بحرف الجر “في” (يوصيكم الله في) وهو الموضع الوحيد في معجز التشريع والبيان قرن فعل الإيصاء فيه بفي، والمعتاد
ن أبرز تجليات الحرية المفرطة وتأليه الإنسان ما يعيشه كوكب الأرض جراء التلوث ومخلفات الانتهاك المتزايد لموارد البيئة. ولعل الوضع المفارق في المجتمع المسلم أننا نجد القرآن الكريم يحدد في آيات عديدة مبدأ التسخير كشكل للعلاقة بين الإنسان والموجودات من حوله، وهو مبدأ يقوم على الانتفاع لا التملك والهيمنة، بينما يغلب على النشاط الإنساني اليومي منحى مخالف، نتيجة التأثر بالمدخل الغربي الذي يعتبر الأرض ملكا للإنسان يتصرف فيها دون حسيب أو رقيب. فصارت مكبات القمامة جزءا من المشهد اليومي الذي يتآلف معه المسلم دون اكتراث، رغم أنه يتلو في صلواته آيات الجمال، ويستمع في المجالس لأحاديث الطهارة !
تعرف على تفسيرات حول ليلة القدر وفقاً للسنة والتاريخ الإسلامي - اكتشف الأسرار المخفية!
لقد كانت المفاخرات الشعرية، والمبارزات البيانية صورة بارزة واضحة لهذا السمو البياني، في اللسان العربي، فبلغوا من اللغة مبلغا عظيما، أصابوا بها الشوارد والأوابد، وأبانوا بها عن كل سانحة وبارحة؛ حتى إذا أخذت لغتهم زخرفها وازيَّنت، وظن أهلها أنهم قادرون عليها؛ نزل القرآن ببيانه المعجز الآسر الذي طوّح بقواهم البيانية، وانحنت نواصيهم أمام ناصية بيانه،
يمثل اعتناق الإسلام المنعطف الأهم في حياة محمد أسد الفكرية والإيمانية، وقد سرد في كتابه (الطريق إلى الإسلام) الدواعي التي قادته إلى ذلك.
لا يزال القرآن الكريم- وسيظل- قادرًا على أن يمنح المتأملين في آياته وكلماته أشعة من النور، وفيضًا من الهُدى؛ فهو الرسالة الخاتمة، والكتاب المهيمن، والوحي المحفوظ، وحجة الله على العالمين إلى يرث الأرضَ ومن عليها.
غاية الإكرام أن تحب إنسانا فتبلغ مناك في اللحاق به وإن قصر بك عملك عن درجته، وقد وقعت هذه البشارة موقعها من قلوب المحبين المتولهين بحب النبي ﷺ وحب أصحابه لما سمعوها منه فقد قال قائلهم ـ: ” ما فرحنا بعد الإسلام بشيء فرحنا بهذا الحديث . وكان ثوبان رضي الله عنه مولى لرسول الله
أهمية الدعاء بالعفو والمغفرة في ليلة القدر وفضلها على المؤمنين وفق السنة النبوية.
إذا أردنا أن نلتمس سياقًا عامًّا تندرج فيه سورة القدر، فيمكن لنا أن نلاحظ أنها تندرج في سياق تقرير فضل القرآن الكريم، وسياق تقرير فضل شهر رمضان.
مشهد ذكره الله جل في علاه في كتابه العظيم، جنّ يستمعون لسيد البشر، ينصتون لأجلّ كلام وأعلى بيان، يقول الله جلّ وعلا مخبرًا عن تلك الحادثة التي وقعت بمكة بعد عودة النبي ﷺ من الطائف وقد كذّبه سفهاء الناس، فهدى الله إلى نوره نفرًا من الجن:{ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا
هل الاحتجاج بالقدر مقبولا؟ وعلى من تلقى البشر هذا الأمر؟ هل تلقوه عن ابليس أعذنا الله منه؟ هذه المقالة تناقش هذه المسألة على ضوء ما جاء في القرآن الكريم.
قال تعالى : (وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج، 31]. يشد البيان القرآني أذهان متلقيه من أرباب البيان بأسلوبه البديع وتصرفه البليغ في فن القول في هذا المقام؛ إذ تحول عن الفعل الماضي خرّ إلى المضارع “فتخطفه” أو “تهوي”، ولم يأتِ السياق على نسق
في هذه السطور نريد أن نبين كيف كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع الاعتكاف في رمضان. ن المعروف أن صيام رمضان فرض في السنة الثانية من الهجرة، و
قلما تجد مثل هذه العبارة: “لعله أخطأ أو نسي” في أدبيات الخلاف ومجريات الحوار في هذه الأيام، إنما تجد مثل: ” هذا جهل”، و”هذا قصور”، و” هذا تحصرم…”، و” هذا تنطع وغلو”، و”هذا فسق”، و”هذا تقول بلا علم وتلك شنشنة نعرفها من أخزم” وهلم جرا. وتكون عاقبة الحوار والجدال إلى خصومة وجفاء واتهام، لماذا لا
إنَّ مسألة هداية الله تعالى للعبد وإضلاله له هي قلب أبواب القدر ومسائله، وإنَّ أفضل ما يقدِّره الله تعالى للعبد هو الهدى؛ فهو من أعظم النِّعم والعطايا، وأعظم ما يبتليه به ويقدِّره عليه هو الضَّلال، وقد اتّفقت رسل الله جميعًا، وكذلك كتبه المنزلة على أن الله يهدي من يشاء، ويضلُّ من يشاء، فالهدى والضَّلال بيده،
كليات الشرائع في الأديان السماوية واحدة، فمن المستحيل أن يأتي نبي بأصول تخالف من كان قبله، أو يخالفه من جاء بعده. وقد أكد القرآن والسنة تلك الحقيقية، من ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [يوسف: 109]. وفي قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ
يمارس أكثر المشتغلين بالفقه في هذا الزمان ما يسمى ” الاجتهاد الانتقائي” والمراد به: ” اختيار وانتقاء أحد الآراء المنقولة في تراثنا الفقهي العريض للفتوى ترجيحا له على غيره من الآراء والأقوال الأخرى.” والواجب في هذا الاختيار ألَّا يكون عن تشهِّ وهوى، كما يجب ألَّا يكون نتاج خبط عشواء، أو نتاج ضربة نرد، وإلا لم
في هذه المقالة أن نُسلط الضوء على الأطروحة المنطقية التاريخية "النبأ العظيم.. نظرات جديدة في القرآن" التي قدم الدكتور دراز من خلال بحثه في مصدر القرآن الكريم
(ٱبۡلَعِي…وَغِیضَ) هنا قلائد العقيان، تنتظم درره بدقة وإحكام، وتماسك وانسجام، في سلك هذا البيان! (وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ) توجه الأمر الإلهي للأرض ببلع مائها، والبلع يقتضي اختفاء الماء على وجه السرعة؛ فكان، ومقتضى منطق اللغة ومتوقع السياق والحال، في مقام الكلام أن يرد (واختَفَى الماءُ) أو
أفضل المعلومات وأوضح الانطباعات، كما أن الانفتاح عليه سيظل أهم محرِّض على تجديد الوعي والفتوى والرؤية والخطة. قد نختلف في أسباب ما نراه وفي تداعياته، كما قد نختلف في قراءته وفهمه، لكن يظل الاستعداد للاعتراف بما يثبت منه أمراً في غاية الأهمية. تأملت في أحوال مساجدنا في عدد من البلدان، فرأيت فيها شيئاً يستحق التوقف
من يتلو كتاب الله أو يسمعه يتلى ويتدبره لا يملك إلا أن يقول كما قالت الجن حين سمعته: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}، وافتح أي صفحة من المصحف واقرأ بتؤدة وتدبر لتقف على شاهد مما أقول. به فنون المعاني قد جمعن فما * تفتر من عجب إلا
من الحقوق التي كفلتها الشريعة للإنسان، حصوله على إيراد مالي كاف للمعيشة، فلا معنى لأن تكفل الشريعة للإنسان حق الحياة بدون أن تضم إليها هذا الحق، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون الخبز، ولا معنى لأن يطلب الإسلام من المسلم أن يعمل دون أن يكفل له هذا الحق؛ فإن العمل مطلوب لإغناء النفس، فإذا لم
يحلق بنا البيان القرآني بحقائقه التي تتجاوز مجاز البشر والأذهان ؛ وذلك نوع من الارتقاء بالفهم على عوالم الدنيا إلى عوالم الآخرة، وهو عروج بالمعاني والأفهام. (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) نعم عيشة
تعدُّ آية الكرسي من أعظم الآيات في كتاب الله، إذ كل ما فيها متعلق بالذات الإلهية العليّا وناطقة بربوبيته تعالى، وألوهيته وأسمائه وصفاته الدالّة على كمال ذاته وعلمه وقدرته وعظيم سلطانه
استكشف أسباب اختلاف الفقهاء في مفطرات الصيام بين القديم والحديث، مثل الحقن والقيء. تعرف على الآراء المختلفة وتأثيرها على الصيام.
كيف يمكن استنباط لغة التوحيد في تدبر القرآن والحديث في صيام رمضان؟ يحاول كاتب هذا المقال من خلال آية كريمة وحديثين شريفين.
عندما نتحدث عن الإعجاز الذي انماز به البيان القرآني على غيره من بيان البشر، وارتقى في أسلوبه وصوره البيانية على سائر البيان؛ فإن أدل شواهد الإعجاز على ذلك هي الموازنة بين صور المعاني، إذ كيف عبر الشعراء في بيانهم البشري عن معنى من المعاني، وكيف ورد تعبير القرآن عن المعنى نفسه؛ لنقف على سر التميز؛
رمضان شهر القرآن والتدبر. اكتشف أهمية تلاوته وتفسيره. اتبع نصائح السلف لزيادة قراءة القرآن، اربح بحسنات التلاوة.
يبين الله سبحانه وتعالى وحدة الإنسانية التي ما كان يسوغ معها خلاف إلا ممن ضل سبيل الهداية ووحدة النبوة والرسالة الإلهية التي وحدت بها شريعته تعالى، وما كان يسوغ بعد هداية الله تعالى خلاف إلا إذا كان الضلال، ثم بيَّن سبحانه من يجتبيهم ومن يصطفي ويحب من عباده وكيف يحبونه هم ويخلصون لذاته العلية بأن
هذه المقالة تتحدث عن حكمة الصيام لدى جيفري لانج أستاذ الرياضيات المسلم
يناقش موضوع نقد المتن عند علماء الحديث في حلقته الثانية مظاهر ذلك النقد في مناهج المحدثين، إشادة بجهود المحدثين الأفذاذ في رواية الحديث النبوي وصيانته، وردا على الشبهات والضلالات التي يثيرها بعض المشككين في السنة النبوية وعلومها، حيث كان من جملة دعاويهم: أن علماء الحديث اقتصروا في فحصهم الحديث على نقد سند الرواية دون متنها،
يرتقي البيان الإلهي المعجز في التعبير على البيان البشري في دقة استعمال المفردة القرآنية، ويختارها بقصد دون مرادفها في اللسان، فيرتقي بالأفهام في معارج البيان. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ) لو كان هذا من بيان البشر لورد على نحو (لا
فوائد البنوك غير الإسلامية حلال أم حرام ؟
يكفي أن يهمس بها الإمام لتنتظم أفواج المصلين طوعا، ويلين المسلم بيد أخيه حتى تحاذي كل قدم أختها، ويتحول الجمع إلى أنموذج في الانضباط والانسجام، كي يتحقق المظهر الذي أثنى عليه الله تعالى في كتابه، وحثت السنة النبوية على لزومه. لكن ما إن يتحلل المسلم من صلاته بالتسليم حتى يستعيد فوضاه، وتدافعه اليومي في الأسواق
قصد الشّارع الحكيم من تشريع العبادات وإلزام المكلّف بأحكامها إنّما هو لتحقيق مقصد الخضوع له سبحانه .. هذا المقال يتناول مقاصد صوم رمضان
الغيرة غريزة فطرية، وطبيعة جبلية خلقها الله في بعض مخلوقاته، وهي صفة كمال ما لم تزد عن حد الاعتدال. فهي “إذا كانت في ميزان الاقتصاد حمدت بأن لا يتغافل المرء عن مبادئ الأمور التي تخشى غوائلها، ولا يبالغ في إساءة الظن وتجسيس البواطن”. عليك بأوساط الأمـــــــــــــور فإنها … طريق إلى نهج الصواب قويم ولا تغل
في مقطع فيديو جديد نشرته مؤسسة “الفرقان” التابعة لتنظيم “داعش”؛ خرج من وُصف بأنه أميرهم “أبوبكر البغدادي” بخطاب مدته حوالي ١٨ دقيقة حسب وكالات الأنباء. وبغض النظر عن مدى صحة المقطع، ولا حقيقة صاحب الخطاب، ولا من وراء هذا التنظيم، ولا مدى علاقته بأجهزة استخبارات دولية، ولا من المستفيد من تصريحاته وأعماله، إلا أن ما
كان الشيخ عبد الحميد بن باديس شديد الاحتفاء بالسنة النبوية الشريفة، يرى بأن الاحتفاء بها والاشتغال بعلوم الحديث من العلامات البارزة للحركة الإصلاحية التي أقام دعائمها، ووطد بنيانها، ووصل ليله بنهاره وبياضه بسواده، من أجل التمكين لها والذود عنها، تقرباً إلى الله وخدمة للأمة الإسلامية. ويرى أن السنة النبوية هي مصدر للدعوة إلى الله، والفقه
أثير عبر شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي قيام بعض الدعاة بنشر دعاية تجارية لبعض الشركات أو المؤسسات، يدعو فيها بعض الدعاة المشاهير الناس إلى شراء ” شاي”، أو ” قهوة”، أو بعض السلع الغذائية مثل:” الدجاج” وغيرها، مما أثار حفيظة بعض متابعي هؤلاء الدعاة، وأنه ما ينبغي لهم أن يقوموا بمثل هذا العمل. والحق أن
هل عمر نوح هو معجزته؟ كم عاش عليه السلام؟ وهل عمره اختص به هو فقط من دون كل البشر؟ وهل لعمر نوح علاقة بالطوفان وسفينة الخلاص؟
مفهوم التراحم عُنى القرآن بالتأسيس له عناية بالغة، وحضّ عليه حضًّا شديدًا فقال (جل شأنه): ﴿فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ (البلد:11-17). وثقافتنا بناءً
الشيخوخة مرحلة طبيعية من مراحل العمر الإنساني، فمراحل العمر الإنساني أربع مراحل: الطفولة، ثم الشباب، ثم الكهولة، ثم الشيخوخة؛ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [غافر: 67] فأشارت الآية
يعرج البيان القرآني بالمعاني والأفهام فوق متوقع فهوم البشر من الكلام، فماهو زائد في بيانهم هو محكم دقيق في الاستعمال القرآني، لايمكن الاستغناء عنه بحال، فأمعن النظر وأنعم الفكر في قوله تعالى، واصفا حال المنافقين بزعمهم الإيمان (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِینَ) إن البيان القرآني استعمل الباء في هذا
قال تعالى: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى الله وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ..) [المجادلة 1 – 4]. المحاوِرة يبدو أن هذه المرأة مثقفة على درجة عالية، لأنها مجادِلة ومحاوِرة، ولمن؟ لرسول الله ﷺ. سمّيت بها السورة وافتتحت بها. ومن يقرأ أول السورة يتمنى أن يطلع على النص الكامل
من واقع التجربة والتاريخ والاستقراء النظري والعملي هذه مجموعة من الأساليب العملية لإصلاح ذات البين في أي مصالحة وطنية تتطلع إليها شعوب منطقتنا العربية التي تلاحقها عذابات الماضي بعد تخلص عدد منها من قبضة المستبدين. 1 – المكاشفة الموضوعية: هؤلاء صحابة رسول الله (ﷺ) عندما اختلفوا في أمر الخلافة، كان الأنصار يرون أنهم أحق بها
أهم مؤسسة عمومية في الإسلام هي مؤسسة المسجد، وإذا كان الحديث النبوي الشريف قد أنبأنا عن أكثر عرى الإسلام صلابة وصمودا، وآخرها انتقاضا واختلالا، ألا وهي فريضة الصلاة، فإن هذه الفريضة تتوقف إقامتها ودوامها على إقامة المساجد ودوامها. وإلى هذا، فإن الآثار الإيجابية للمسجد تنعكس وترجع بالفائدة على الدين كله، إذ في المسجد يتعلم الناس
المتتبع للآيات التي تحدثت عن تحويل القبلة، يجد أن الله كشف للمسلمين ما سيقوله اليهود والمشركون عن التحويل، ولكنه في الوقت ذاته، لم يلقن المسلمين إجابة يجيبونهم بها! قال تعالى : {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] فالآية
عطفا على موضوع الحيل الشائعة في كثير من المعاملات التي تجريها مؤسسات التمويل الإسلامية نتناول في هذا المقال حيلة جديدة تتعلق بالرهن “رهن المنازل” وإن لم تكن لها صلة حقيقية بالبنوك الإسلامية ومعاملاتها التمويلية وإنما يأتيها الناس فيما بينهم، لكن لشيوعها وكثرة المتعاملين بها في كثير من دول العالم الإسلامي كالمغرب والهند وغيرها، ناسب ذلك
يشد انتباهك ويدهشك كما أدهش المتدبرين فيه، والمتأملين في دقائق نظمه من أساطين البيان! ذلك هو القرآن في معارج بيانه، التي لايستطيع البيان البشري أن يرتقي فيها، فضلا أن يدانيها. (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ۖ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة إبراهيم 36] فختمت فاصلة البيان (فَإِنَّكَ غَفُورٌ
قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56]. بعد أن استهل الإمام ابن عاشور رحمه الله تفسيره لهذه الآية ببيان مناسبتها في السياق بقوله: “الأظهر أن هذا معطوف على جملة {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول} [الذاريات : 52] الآية التي هي ناشئة عن قوله: {ففروا إلى الله إلى
تاريخ الردّة: تفاصيل الحركة المعادية للإسلام عقب وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
لماذا هجوم متزايد على صحيح الإمام البخاري؟ اكتشاف غموض خلف حملة تشكيك ضد أشهر كتب السنة النبوية.
من أكثر ما يؤخذ على البنوك الإسلامية، محاولاتها المستميتة في التخلص من المخاطرة كليا، وتجلى ذلك في جنوحها إلى البحث عن الاستثمار الآمن الذي لا خسارة فيه. وهذه الرغبة في التخلص من الخسارة، ليست محرمة ولا ممنوعة في ذاتها، فليس في ديننا ما يفرض على صاحب المال أن يبحث عن المتاعب، ولا ما يوجب عليه
يعرج بنا البيان القرآني ، ويسمو بعقولنا فوق مستويات البيان البشري وقدراته؛ ليتضح لنا البون الشاسع بينهما. إن البيان الإلهي يحلق بنا في سماوات الفهم، ومقاماته العالية الراقية، ويسبح بنا في أفلاك البيان ومدارج الكمال، ويسبر أغوار النفس البشرية وأعماقها؛ ليقف بنا أمام البلاغة في أرقى صورها وأدق مقاماتها. (قَالَ مَوۡعِدُكُمۡ یَوۡمُ ٱلزِّینَةِ وَأَن یُحۡشَرَ
هناك قيم تسود الكون كله، وتنتظم الكائناتِ كلَّها، وهي التي تستحق وصف القيم الكونية. وفيما يلي نماذج منها: النظام والانتظام جميع مُشاهداتنا ومَداركنا، وكل العلوم والدراسات، وكل وسائل البحث والاستكشاف، تثبت وتؤكد أن الكون كله يقوم ويسير وفق نظام دقيق محكم، من أصغر ذراته إلى أضخم مجراته. فوجود هذا النظام واطِّرادُه عبر جميع الأكوان وجميع
اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون أعدى أعداء الإنسان هي نفسه، وأن تكون في الآن ذاته منطلق التغيير والتحرر من وصاية الجسد على الروح. وفي (الزهد الكبير) للبيهقي نقرأ حديثا مرفوعا عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:” أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك ” -354-. وضع كهذا يدفع العاقل للبحث في
لكلٍّ منا أمنيةٌ ورسالة يسعى لتحقيقها، وهذه الأمنية تختلف باختلاف هِمم الرجال؛ فهناك مَنْ تكون أمنيته الحصول على منصبٍ رفيع بأية طريقةٍ كانت، فيكد لتحقيقها ليل نهار، فالقائد أبو مسلم الخُراساني – مثلًا – استطاع بهمته العالية تحقيق ما يصبو إليه، فأصبح قائدًا لجيوش العباسيين، لكنه قُتل سنة 137هـ بأمرٍ من صاحب دعوتهم، التي أفنى
ما نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آية هي أشد من هذه الآية، ولو كتم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئا من الوحي لكتمها كما تقول عائشة رضي الله عنها والآية هي قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ
جود الأبوين في حياة الإنسان عامة وفي حياة الطفل خاصة نعمة كبيرة؛ وفي طيات تلك النعمة نعم فيها؛ ففي وجود الأبوين الدفء الاجتماعي، والحنان العاطفي، والرعاية، والتربية، والقيام بحق الطفل بحب وإخلاص وتجرد دون انتظار، فرحلة الوالدين مع أبنائهم هي رحلة العطاء بلا حدود، وكما روي في الحديث القدسي:” وألقيت محبتك في قلب أبويك فلا
استكشف تاريخ نقد المتن في الحديث وأهميته في التشريع الإسلامي وطرق تثبيت الأحاديث.
حثَّ الله عزوجل الإنسان في القرآن الكريم على التفكر والتمعن في خلق السماوات والأرض وما فيهن من الخلائق بأشكالها وأنواعها؛ وذلك لترسيخ الإيمان وتعميقه في نفوس البشر، وأن يحرصوا على زيادة الإيمان بالخالق سبحانه، ثم بكتابه؛ ليتخذوه دستوراً لحياتهم، ويزخر القرآن الكريم بالآيات التي لها دلالات علمية واضحة – وإن شكك المشككون وطعن الطاعنون –
ما أكثر الكتب المؤلفة في علوم الحديث منذ بدأ التصنيف في جانب الرواية على يد ابن الصلاح رائد هذا العلم في كتابه مقدمة ابن الصلاح، فمنذ ظهور المقدمة، وعلماء الحديث لا يفتئون يدندنون حول محاور علم مصطلح الحديث. ومع هذه الكثرة في التصنيف، إلا أنه يوجد من يكتب طعنًا في حجية السنة، وفي سلامة نقلها،
وُلد المحقق السوري العلَّامة إبراهيم عمر الزِّيبق في دمشق عام 1953م، عمل في منتصف سبعينيات القرن المنصرم – أي وهو في أوائل العشرينيات من عمره – أمينًا لقاعة الباحثين في المكتبة الظاهرية، فعرف فيها المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني، والعلامة أحمد راتب النفاخ رحمهما الله، وفي ربوعها اجتمع بالعلامة شعيب الأرنؤوط الذي غدا رأس مشايخه،
يقول الله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) سورة الشورى 20. حرث: رزق. نزدْ له في حرثه: أضعافًا مضاعفة. قال الرازي: الآية دالّة على أن منافع الآخرة والدنيا ليست حاضرة، بل لا بد في البابين من الحرث، والحرث
كثيرا ما يتساءل بعض النخب والمثقفين: هل كل شيء في الدين يجب أن يخضع للحل والحرمة؟ هل خنق الدين الإنسان بحيث لا يستطيع أن يتحرك إلا بعدما يسأل عن الفعل الذي يريد فعله، هل هو حلال أم حرام؟ أليس من الأجدر أن يكون الإنسان حرا في تصرفاته وسلوكه وأفعاله، فلا يسأل عن كل شيء إلا
اكتشف أهمية القدوة الحسنة في الإسلام ونماذج من التراث تؤثر في السلوك وتغرس القيم عبر الأفعال لا الأقوال.
اكتشف الأسرار والحكمة وراء رحلة الإسراء والمعراج وأهميتها في تعزيز يقين النبي.
تطرقتُ من قبل إلى علاقة العلماء بالأمراء، أو علاقة العالم بالحاكم، وما يجب التزامه وما يجب اجتنابه فيها.. وفي هذه الحلقة أتناول علاقة العلماء بمجتمعاتهم ومحيطهم الاجتماعي.. مما يعتز به كل عالم من علماء الشرع: أن “العلماء ورثة الأنبياء“، وأنه يرجو ويَسعد أن يكون من هؤلاء.. وقد أوضحت في الحلقة الأولى ماذا يعني أن يكون العالم
استكشف عالم الحديث النبوي عبر صحيح البخاري: مرجع أساسي للأحاديث النبوية الشريفة، بعد دراسة مستفيضة دامت 16 سنة، جمع خلالها 7275 حديثًا مختارة بعناية من بين 600 ألف حديث، وفق ضوابط دقيقة تضمنت المعاصرة والسماع والثقة والعدالة والضبط والإتقان.
قد يظن البعض أن التحريم تضييق على النفس البشرية في سلوكها وتصرفها، والحق أن التحريم هو ضبط لهذا السلوك بما يتوافق مع تحقيق المصالح للناس في معاشهم ومعادهم، ومن الواجب إدراك فلسفة التحريم في الإسلام، ومساحته ونسبته ومناطقه وقواعده وأسسه، حتى يفعل تفعيلا إيجابيا في حياة المسلم. والتحريم هو أحد أقسام الحكم التكليفي، والحكم هو
لم يذكر المفسرون ما يستحق نقله هنا. لعل المعنى: اعدلوا عدلاً هو أقرب للتقوى. والمبدأ في التقوى: اتقوا الله ما استطعتم (سورة التغابن 16)، فكان المعنى: اعدلوا ما استطعتم. ولستم مخيّرين بين أن تعدلوا أو لا تعدلوا. اسعَوا للعدل بأعلى درجة من الاستطاعة. فأنتم محاسبون من الله بقدر استطاعتكم. العدل في الدنيا نسبي، وفي الآخرة
الهداية من المفاهيم القرآنية التي زخرت آيات القرآن بالحديث عنها، والهداية كما تحدث عنها القرآن ليست مرتبة واحدة ولا نوعا واحدا، ومن ثم يتحدد معناها حسب مرتبتها في القرآن. وهي بالاستقراء أربع مراتب: المرتبة الأولى: الهدى العام، وهو هداية كل نفس إلى مصالح معاشها وما يقيمها وهذه المرتبة أعم مراتب الهداية. قد قال سبحانه: {سَبِّحِ
الأدب في الخطاب ينم عن ذوق رفيع، وخلق عظيم، وعلم جم. يذكر النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن 5/41 قال: “يحكى أن عجوزا تعرضت لسليمان بن عبد الملك فقالت: يا أمير المؤمنين مشت جرذان بيتي على العصا. فقال لها: ألطفت في السؤال لا جرم لأردنها تثب وثبة الفهود وملأ بيتها حبا”. وكان في دار هارون الرَّشيد
أوضحتُ في الحلقتين الأولى والثانية – من هذه الحلقات – رسالة العلماء ومسؤوليتَهم، ومكانتَهم القياديةَ في المجتمع الإسلامي، وأنّ صلاح حالِ الأمة رهين بصلاح علمائها وأمرائها، والعكس بالعكس. ومن الواضح أن مكانة العلماء وتأثيرهم اليوم، قد تراجعا كبيرا، في ظل نمط “الدولة الحديثة” المفترسة، وفي ظل التطورات والمؤثرات الاجتماعية والثقافية والإعلامية والتكنولوجية المعاصرة. ولكن أيضا
دلالة { ببطن مكة } في سياق قوله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا } [الفتح : 24]. من فرائد تفسير ابن عاشور بعد أن قال: “وهذه الآية أشارت إلى كف عن القتال يسّره الله رفقاً بالمسلمين وإبقاء على قوتهم
الإيمان بالقدر هو جزء من العبودية والخضوع لله تعالى، بل هو جزء حقيقي منه لأن معناه، الإيمان بإحاطة علم الله تعالى بكل شيء وشمول إرادته لكل ما يقع في الكون، ونفوذ قدرته في كل شيء. والإيمان بالقدر، الذي جاء به الإسلام هو إيمان بمقتضى الكمال الإلهي الذي تميزت به عقيدة الإسلام، وصححت به أوهام الفلسفات،
الخلود مبتغى ينشده كل إنسان، ويتمناه كل هالك؛ لأن الأعمار يسيرة مهما طالت، وقد وسوس الشيطان لآدام وحواء بالخلود فدلاهما بغرور على شجرة في الجنة زعم أن من أكل منها فإنه يخلد، قال تعالى:{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ} سورة طه الآية ( 120). فكيف يحصل المرء
قال النبي ﷺ لأنَجَشَة الحادي: “يا أَنَجَشَة، رويدك سوقًا بالقوارير”[1]، وبهذه الكلمة البليغة وصف النبي ﷺ النساء وطبيعتهن الرقيقة وسرعة تأثرهن، وهي تشبه – على حد وصف عبدالله كنون[2] – ما يُقال الآن في النساء من وصفهن بالجنس اللطيف أو الرقيق. وتعد قصيدة الشاعر جرير بن عطية (ت 110هـ = 728م) في رثاء زوجته خالدة
قبل بضع سنين، أتيحت لي جلسة مذاكرة مطولة مع أحد علماء مصر الفضلاء، وتنقل حديثنا – بتلقائية – من موضوع إلى موضوع، حتى كان الموضوع الأخير الذي توقفنا عنده أكثر من غيره، هو غرائب بعض الأزهريين، ونماذج من مواقفهم وتصرفاتهم البعيدة كل البعد عن الأزهر ومكانته، وعن العلم وأهله، بل وعن الإسلام وأخلاقه وشريعته… كانت
القياس مصطلح أصولي، أي أن علماء أصول الفقه إذا أطلقوه، فإنهم يقصدون به معنى معينا خاصا اصطلحوا عليه فيما بينهم. لكن كلمة ( القياس) كلمة تطلق على ألسنة الناس جميعا، ويقصد بها الناس إلحاق شيء بشيء لوجود شبه بينهما. الفارق كبير جدا بين القياس الأصولي، والقياس بمعناه العام عند الناس. فالقياس عند الأصوليين هو: مساواة
أعطى الله تعالى للإنسان إرادة، ولكن إرادته تبقى محدودة بما أعطاه الله تعالى من القدرة والإمكان، وعليه أن يستعمل تلك القدرة والإمكان للخير، وإنَّ لله تعالى الإرادة الكاملة الشاملة لكل شيء، فما شاء كان وما لم يَشأ لم يكن؛ نُثبتها كما أثبتها لنفسه، ولا نخوضُ بما زاد عن ذلك، والمحققون من أهل السنة يقولون: الإرادة
ولد علم أصول الفقه في القرن الثاني الهجري، وذهب جمهور العلماء إلى أن الشافعي – رحمه الله- هو أول من دون فيه، وذهب البعض – كابن النديم في الفهرست- إلى أن أول من دون فيه هو القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة، على أن كتاب ( الرسالة) للإمام الشافعي هو أول ما وصلنا في علم
عبارة شائعة ذائعة، وإن لم يكن بهذا اللفظ فبمعناه حسب اختلاف اللهجات وتنوع العبارات. فما مدى صحتها، وهل أصل يعتمد عليه؟ أما صحة العبارة فهي صحيحة لكنها ليست على إطلاقها، ولها أصل من الكتاب، وأصل من السنة لا يقل عن درجة الحسن، وقد ذكرها بعض أهل العلم تقعيدا وتقريرا، لكن الناس أسرفوا في استخدامها والاستدلال
بينتُ في الحلقتين السابقتين المكانة العظمى للعلماء في المجتمع الإسلامي، وبينتُ مسؤوليتهم القيادية المشتركة مع الأمراء وأهل الحكم، وأن الطائفتين معاً تشكلان المنبع الأول لصلاح أحوال الأمة أو فسادها، وأن صلاح إحدى الطائفتين يقوي صلاح الأخرى ويحفظه، وأن فساد إحداهما يستدعي فساد الأخرى ويعين عليه… فالفساد مرض معدٍ، كما هو معلوم ومشاهد. وقد وردت عدة
ماذا تعرف عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع العصاة والمذنبين؟ كيف كان يعاملهم؟ إن سماحته ربما تكون صادمة لكثير من الدعاة والمتدينين.
الشجر آية من آيات الله عزّ وجل، يسجد لعظمته ويسبح بحمده ويخضع لنواميسه، خلقه تعالى بحكمته وبثّه في كل الأرض وأنبته في كل زاوية، أبدع ألوانه وأزهاره وثماره وأوراقه وبذوره، وقدر أعماره وأحجامه وتاريخ نضجه وموته، أسقاه بماء واحد وفضل بعض أصنافه على بعض ، وأخرج منه كل زوج كريم وكل زوج بهيج. ومن هذه
رغم مكانة الفقيه في التراث الإسلامي قديما، وفي الحياة المعاصرة أيضا، إلا أنه يجب إعادة النظر إلى تعريف الفقيه مرة أخرى. وقد عرف العلماء الفقيه بأنه العالم بالأحكام الشرعية، ووضعوا له شروطا حتى يتحقق فيه هذا الوصف، ومن ذلك: الاستظهار: فقد اشترط العلماء أن يكون الفقيه مستظهرا القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء، وأقوال الصحابة،
حالة الأمة بين العلماء والأمراء 1- من هم أولو الأمر؟ قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59]. في هذه الآية أمر الله تعالى (الذين آمنوا) بطاعة أولي