قسم يختص بالدراسات الإسلامية والقضايا الشرعية التي تشغل عقل المسلم.
كانت التجربة الأولى للبنوك الإسلامية في بطاقات الائتمان مع بطاقة الخصم، وفيها يكون إصدار البطاقة مشروطًا بفتح العميل لحساب مصرفي لدى البنك المصدر، ولا يسمح بأن ينخفض رصيد حسابه المذكور عن ذلك المبلغ، فهو أشبه ما يكون بضمان نقدي. وكلما استخدم البطاقة يقوم المصدِر(البنك) بالسحب مباشرة من حسابه لسداد قيمة الفاتورة الواردة من التاجر، والواقع
جعل الله تعالى الاختلاف بين بني البشر سنة من سننه، فقال سبحانه: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، ومن يرى الكون كله يرى الاختلاف باديا فيه، ليدل على توحيد الله الواحد الأحد. وقد كان سلف هذه الأمة يختلفون، لكن الملاحظ على اختلافهم أنه كان اختلاف أفكار وعقول، وليس اختلاف أرواح
الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع، العلامة الفقيه، باعث النهضة العلمية في دول الخليج. اكتشف حياة وإرث هذا العالم الرائع.
نشطت الكتابة في الفنون منذ القرن التاسع عشر ثم اشتدت وتكاثفت منذ مطالع القرن العشرين مع إنشاء "مدرسة الفنون الجميلة" بمصر، و"الفنون الجميلة" كانت تعني في اصطلاحهم خمسةَ أنواع: التصوير، والحفر، وهندسة البناء، والموسيقى وتوابعها، والشعر والأدب، ثم أضاف المتأخرون إليها سادسًا هو التمثيل، وقد قسموها إلى فن منظور وآخر مسموع.
الخطاب الوعظي : هو ذلك الخطاب التأثيري، الذي يتحدث عن الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، وترقيق القلوب، واستنهاضها نحو استكمال الفضائل والتخلي عن الرذائل. وفي مقابل الخطاب الوعظي، يوجد : الخطاب العلمي، الذي يتضمن الخطاب الفقهي، والخطاب العقدي، وغير ذلك من أنواع الخطابات التي يتحرر منها الخطاب الوعظي. أبرز أمثلة الخطابات الوعظية في عصرنا : خطب
يصيب الباحث الذهول إذا وقف على من تتلمذوا على يد الشيخة الجليلة بنت الشعري؛ لأنه سيرى كبار العلماء، وأساطين المحدثين، وسادة الزهّاد وأهل الحقيقة والقرّاء، والساسة والوزراء والسفراء، والذين طاروا بعلمها في الخافقين.
فرانكفورت، الباردة المزدحمة، عاصمة المال والثقافة ومعرض الكتاب الأضخم في العالم، المدينة التي تحتوي أهم الطرق في أوروبا كما يحتوي كيس الحاوي عشرات الأفاعي، وترتفع في جنباتها مداخن المصانع وتقذف المطابع بالكثير من الكتب كل يوم، وتطل على نهر الماين كما تطل أم على ولدها الأثير عليها بعدما ارتدى ملابسه الجديدة. كانت فرانكفورت مكاناً يصلح
جاءت الشريعة الإسلامية بتحريم الضرر، ومما يحفظه المسلمون عن نبيهم صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار". وإذا كان العلماء قد اختلفوا في صحة نسبة هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهم لم يختلفوا في أن معناه من مبادئ الشريعة الإسلامية
يعد تشكيل العقل من أخطر العمليات التي يقوم بها الإنسان، فبناء العقل أصعب ألف مرة من ناطحة سحاب، ذلك أن بناء ناطحة سحاب أصبح عملا آليا، ربما لا يستغرق عددا من الشهور، أو السنين القليلة، وهي أشبه بالعمل الذي يأخذ منحى (الدورة المستندية)، أو ما يسمى في عمل الإدارة ( إدارة المشاريع)، غير أن بناء
كان الدافع الرئيس لتأسيس مجلة المسلم المعاصر – كما جاء في مقابلة الكاتب مع مؤسسها – هو بناء منظور حضاري لتجديد العلوم الإنسانية، وقد اهتمت المجلة ببناء المفاهيم والقيم والتصورات المستمدة من الوحي والتراث الإسلامي من أجل التأسيس لعلوم إنسانية جديدة تنطلق من ذاتيتنا الثقافية والحضارية، وجاءت الموضوعات في هذا المجال تحت عناوين متعددة
مسألة "حظ النفس" تتصل بثلاثة حقول علمية هي: التصوف (علم السلوك أو الباطن)، والفقه (علم الظاهر)، والأخلاق (علم سياسة النفس بتعبير فلاسفة اليونان)، والعلوم الثلاثة تدور حول النفس في الحقيقة وحول تصرفاتها وأفعالها المتنوعة. ولو أضفنا إلى المسألة الأبعادَ الاعتقادية ببعض الأشخاص التي يتم تنزيهها عن الحظوظ نكون قد دخلنا في مسائل تتصل بعلم رابع هو "علم الكلام" الذي يناقش العصمة وعدمها، وإمكان وقوع الخطأ من الأنبياء وعدمه.
عن عمر بلغ 76 عامًا، توفي أمس، الأربعاء 14 مارس، عالم الفيزياء البريطاني الشهير «ستيفن هوكينج»، بعد حياة حافلة بالإنجازات العلمية المهمة، ومليئة أيضًا بالمعاناة الجسدية لمدة تجاوزت نصف القرن.. وُلد «هوكينج» في إنجلترا 8 يناير 1942م، وله أبحاث نظرية في علم الكون، وفي العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، بجانب أبحاث ودراسات في التسلسل
“بلاوين”، مدينة ألمانية في إقليم “ساكسونيا”، وادعة بين التلال، باردة ثالجة في الشتاء، باردة غير ثالجة في الصيف، يسكنها -في ذلك الوقت من نهايات القرن التاسع عشر- عشرات الألوف من البشر. لمدينة “بلاوين” مركز مكتظ، ولها أطراف وضواح كثيرة، واحدة منها قريةٌ هادئة جداً تدعى “أوبرلوسا”، في تلك القرية الهادئة كانت ثمة كنيسة من كنائس
استقرت الدراسات في علوم القرآن على تقسيم التفسير إلى ثلاثة أقسام: تفسير بالرواية ،ويسمى التفسير بالمأثور. وتفسير بالدراية ويسمى التفسير بالرأي. وتفسير بالإشارة ويسمى التفسير الإشاري . والمراد بالقسم الأول (التفسير بالمأثور ) : هو ما جاء في القرآن، أو السنة، أو كلام الصحابة بيانا لمراد الله تعالى من كتابه. ولا شك في أن هذا
م تترك زينب بنت الكمال شيخًا ولا عالمًا من علماء عصرها في أي مصر من الأمصار إلا وأتته طالبة ما عنده من علم حتى حصلت من العلم ما فاقت به الرجال والنساء على السواء، فقد روت عن محمد بن عبد الهادي، وخطيب مردا، وسبط ابن الجوزي، وإبراهيم بن خليل، وأبي الفهم اليلداني، وأحمد بن عبد الدائم… إلخ.
فيما يتعلق بالسنة النبوية بيَّنت –المجلة- أنواع السنة: التشريعية وغير التشريعية واهتمت بالدرس المعرفي لتصرفات النبي – ﷺ – وصنفتها في ضوء ما هو سنة لازمة الإتباع أو ما عرف بـ”السنة التشريعية” وما هو غير ذلك أي “سنة غير تشريعية”, وصنفت أفعاله – ﷺ – إلى ما يلي: 1- التصرفات الجبلية. 2- التصرفات التي ثبت
بالرغم من العمق الزمني الطويل للبنوك التقليدية إلا إنها لم تُقدِّم على طول هذه المسيرة في الجانب التمويلي سوى "القرض الربوي" ؛ لأنه ببساطة يُمكِّنُ المقترض من النقد الذي يشتري به ما يريد بحرية مطلقة، مع كفاءته التمويلية. لكننا وجدنا الشريعة الإسلامية شرعت وأباحت عددا من عقود التمويل المتنوعة (المضاربة، المشاركة، السلم، الاستصناع، الإجارة، المزارعة، المساقاة ..... ) فما الحكمة من وراء تشريع هذه العقود التمويلية المتعددة؟ ولماذا لم تكتف الشريعة الإسلامية بتقديم عقد تمويلي واحد، كما هو الحال في النظام الرأسمالي؟
إن القرآن الكريم لم يتنزَّل من أجل أن يلفت الناس إلى أسرار العربية ومظاهر فصاحتها، وإن كان مشتملاً على ذلك، وتحدَّى العرب في هذه الناحية؛ لأنها هي الناحية التي يجيدونها، كما أشرنا.. كذلك لم يأت القرآن الكريم ليكون مُدوَّنة للأحكام ولحدود الحلال والحرام، وإن كان ذلك قد بُيِّن فيه، خاصة في أصول الأحكام ومعالم الشريعة.. ولم يأت القرآن ليكون كتاب طبيعة وعلومِ أحياءٍ ورياضيات، وإن كان قد أرسى أصول المنهج العلمي التجريبي إنما جاء القرآن الكريم إضافةً لذلك كله- لمقصد أسمى ولهدف أجل ..
نشأت في تاريخ الإسلام فرق إسلامية تباينت فيما بينها حول مسائل عقدية وأصولية، فإنهم وإن كانوا جميعا يعبدون الله الواحد الأحد، إلا أنهم اختلفوا في صفات هذا الإله المعبود، وفيما يجوز في حقه، وفيما يجب له، وفي مفهوم الإيمان، وفي ضوابط الخروج منه، وفي مشاهد كثيرة لليوم الآخر، أو في عالم الغيب عمومًا. فلماذا تباينت هذه الفرق في فهمها وتصورها عن الإسلام ؟
على الأسرة عدة مسؤوليات ترمي في النهاية لتكوين الفرد الصالح القادر على نفع نفسه وأمته ومن هذه المسؤوليات: تكوين الفرد الذي يملك الرشد في تصرفاته ومنها التصرفات المالية. وتبدو الحاجة ماسة لهذا الفرد القادر على الاستغلال الأمثل لما بيده من مال وتكوين قدر من المال يتمكن به من تلبية حاجاته الأساسية، وفي ظل الظروف
نستذكر في بداية هذا الموضوع أن الشريعة الإسلامية إنما جاءت لتحقيق مصالح العباد الدنيوية والأخروية، وهذه المصلحة تمثل المحورية الكبرى لجميع تشريعات الإسلام، لذلك أطلق الشاطبي أن ” وضع الشرائع إنما هو لمصالح العباد في العاجل والآجل معا“. والمصلحة تعني كل منفعة تؤدي إلى إقامة الحياة الدنيا لا إلى هدمها، وإلى ربح الحياة الأخرى والفوز
حددت مجلة “المسلم المعاصر” عدة مصادر للاجتهاد وصنفتها ما بين مصادر أولية (الوحي) وثانوية (ما يتعلق بالإنتاج الفكري للعقل البشري مثل التراث والنظريات العلمية, والواقع..). وطرحت في ذات الوقت منهجية مقترحة للتعامل مع هذه المصادر جاءت تحت عنوان -كيف نتعامل..؟- بما يحقق غايات الاجتهاد المعرفي وأهدافه. وهو ما سنتناول جانبًا منه هنا.
عني الإسلام منذ مجيئه بالاقتصاد كأحد أركان الحياة التي لا يمكن إغفالها ولا الاستغناء عنها، باعتباره أحد دعائم حياة الإنسان أيا كانت ديانته ومعتقده. وإن كان البعض يرى أن نظرية الاقتصاد هي نظرية غربية بحتة، فهذا الأمر يعوزه الصحة، فالإسلام جاء بنظرية اقتصادية متكاملة، وهذا لا يعني إنكار ما ينتجه العقل الغربي من أفكار وإسهامات
لم يكن إربنيوس معلماً وباحثاً ومترجماً ومحققاً وحسب، بل كان رائداً في الطباعة التي كانت تعتمد في وقته على رصف الحروف في قوالب معينة، في منزله أخذ إربنيوس يصب قوالب للحروف العربية بحجم متوسط، وأنشأ مطبعةً عرفت بمطبعة "برايل" طبع فيها إصداراته ..
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة توظيف الأموال بعيدًا عن الأطر القانونية، حيث تعمل الكيانات العرفية، بعيدًا عن البنوك والاكتتابات التي تنظمها الأسواق المالية. وتظل هذه الكيانات العرفية بعيدة عن الإعلام والقانون متى ظلت متماسكة، فإذا بدأ عقدها في الانفراط، خرجت إلى الإعلام، وبرزت في ساحات المحاكم. وفكرة هذه الكيانات الاستثمارية العرفية بسيطة في بنيتها، عفوية
يحكي الشهرستاني في كتاب الملل والنحل سؤالا يسأله إبليس للملائكة، يصور إبليس نفسه فيه أنه كان محقا بعدم سجوده لأدم ساعة طلب الله منه ذلك. يقول إبليس للملائكة : لِم لعنني الله وأخرجني من الجنة حينما رفضت السجود لآدم؟ فأنا لم أرتكب ذنبًا، إلا قولي لله : “لا أسجد إلا لك”! قال الشهرستاني: وهذا السؤال
هذا ما ابتلي به الوحي الثاني في زماننا : قوم من المسلمين الذين يعبدون عقولهم بدل عبادة الله يُعملون معول الهدم في السنة بدعاوى أبعد ما تكون عن العلم وعن حسن النية ، قصدُهم سيء ، يهدفون إلى مسخ الاسلام والتمهيد للطعن في القرآن بعد الإجهاز " العلمي " على السنة.
انشغلت- مجلة “المسلم المعاصر”- بمسألة الاجتهاد وتجديد أدواته وبناء منهجيات للتعامل مع مصادره, ومن القضايا الأساسية التي انشغلت بها في بناء منهجية للتعامل مع مصادر الاجتهاد وأدواته كانت قضية “التجديد الفقهي” على اعتبار أن الفقه هو وعاء عملية الاجتهاد ومفرزها الأساسي، وحددت في العدد الافتتاحي عنوان هذه القضية وهي “الاجتهاد في أصول الفقه” فإنها “لا
شاع في الأيام الأخيرة فيديو بعنوان “حقائق صادمة عن البخاري” نشَره موقع “أصوات مغاربية” وشاركه موقع “قناة الحرة”، وهو ما أثار عددًا من التساؤلات دفعت بعضهم إلى طلب توضيحات علمية حول محتوى الفيديو. يدور محتوى الفيديو على خمس مسائل رئيسة سأوضحها ثم أبين ما فيها. المسألة الأولى: يُظهر الفيديو أن نَسَب البخاري يُحيل إلى أنه
الحديث عن ( سعر الفائدة) ليس قاصرًا على الودائع البنكية، فتجنب التعامل مع البنوك الربوية ليس معناه أننا ودّعنا استخدام ( سعر الفائدة)؛ فقد تغلغلت آلية ( سعر الفائدة) في الاستثمار حتى لو تجنب المستثمرُ التعاملَ مع البنوك من الأصل. فدراسات الجدوى المعدة لأي مشروع استثماري، تعتمد بشكل رئيس على هذه الآلية لحساب جدوى العائد الاستثماري للمشروع المعد
تناول النص القرآني من جهة ما يرشد إليه في جوانب تحقيق العدل في المجتمع، وتنظيم العلاقات الداخلية والخارجية فيه، وفهم هذا النص فهمًا تستخرج به مناهج الحكم وخطوطه العريضة، وطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم وما يتعلق بذلك. و يتناول بالدراسة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والأسس العامة التي تقوم عليه علاقات الناس بعضهم ببعض، وعلاقة الأمة
هذه المقالة تتحدث عن حياة آرثر جون وافل الزنجباري، المغامر البريطاني الذي تنكر كمسلم ليدخل مكة، وعاش حياة حافلة بالمغامرات.
قليل ما يجود الزمان برجال “أمة”، تجتمع فيهم خصال الأمة ومقوماتها التي إن توفرت في مجموع الأمة انتقلت من حالة إلى حالة..من حالة السكون إلى حالة الحركة، ومن حالة الركود إلى حالة العمل والحركة، ومن حالة الانطفاء الحضاري إلى حالة التوهج والعطاء، إنه جمال الدين عطية “العالِم الأمة”، تحرك –رحمه الله- في الأمة بطابع الفارس
ثمة وَصْفان تكرَّرا في القرآن الكريم بشأن الكتب السماوية الثلاثة؛ التوراة والإنجيل والقرآن، وهو أن كلاًّ منها “هُدى ونور”. ونحن المسلمين أتباع النبي محمد ﷺ، نؤمن بجميع الأنبياء السابقين عليه- إجمالاً، وتفصيلاً كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية- ولا نفرِّق بين أحد منهم: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ
تفكيك أساطير الوهم: فهم الأسباب والمعتقدات الإسلامية في تحقيق الأهداف.
قد ركّب الله -تعالى- في الإنسان الغرائز والشهوات، وجعل العقل حاكمًا عليها. فمن ألجم غرائزه وشهواته بلجام العقل سلِم في الدنيا، ونجا في الآخرة. ومن أتبع نفسه هواها، وغلبته شهوته، فقد أرهق نفسه في الدنيا، وأهلكها في الآخرة. وكما أن للأجساد مصارع، فللعقول مصارع كذلك. ومصارع الأجساد مفارقة الروح لها. ومصارع العقول تحكّم الشهوات
الدعوة إلى الله في زمن الصراع: تحديات الذكاء والغباء في مواجهة خصوم الإسلام.
استكشف مباحث العقيدة الطحاوية وتأثيراتها الفكرية
نادرًا ما نجد في الـمصادر التُّراثية الإسلامية القديمة ألفاظا من مثل: “العيش” أو “التعايش” أو “العيش الـمشترك”، بالـمعنى الـمُراد منها في الأزمنة الـحديثة. والسَّبب في ذلك يرجع إلى عدم الانشغال بقضايا الاختلاف؛ حتَّى في مستوى العقائد، وفقًا للمبدأ القرآنيِّ الكريم:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}[البقرة: 256] و {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}.[الكهف: 29] على أنَّنا نجد
هذه الآية تمثل إحدى المعاني الجامعة، والقواعد المقاصدية السّاطعة التي تقررها جوامع الكلم الإلهي والنبوي، وقد رأيت أن أغوص فيها للوقوف على بعض الدرر والمعاني التي اشتملت عليها، وأحاول معالجة بعض الإشكاليات التي قد تحوم حولها، فنقول: أولا: إن الشرع الذي ثبت بالنصوص من الكتاب والسنة الصحيحة لا يمكن أبدا أن يوصف بشيء من حرج
ارتبط تبرير الوسائل بغاياتها بالمذهب الميكافيللي، مما أورث خصومة بين هذا المبدأ وبين الثقافة الإسلامية، فميكافيللي حينما قرر أن الغاية تبرر الوسيلة كان قصده في ذلك أن يخدم الحكام المستبدين، وأن يريح ضمائر الاستبداديين من التحرج من كل وسيلة مرذولة متى كانت الغاية منها تثبيت أركان حكمه! يقول الأستاذ فاروق سعد، ملخصًا هذا الجانب من
في صدر القرن الرابع الهجري أخرج أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري المعروف بالطحاوي (المتوفى: 321هـ) للأمة مؤلفا في “العقيدة” حدد منهاجه فيه فقال: “هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم
كيف يتنافى القرآن الكريم مع نظرية التطور ويجيب عن الأسئلة الفلسفية الوجودية الكبيرة ؟
لا يتوقَّف مفهوم الدعاء في فهم بديع الزمان سعيد النُّورسِي عند حدود المعنى العام الشائع لدى أغلبية المسلمين؛ وإنَّما يتعدَّاه إلى فضاء أرحب بحيث يشمل كلا من: العبادات والـمعاملات {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}.[إبراهيم: 40] {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا}.[مريم: 48]
تشغل مجلة المنار مكانة متميزة بين الدوريات الإسلامية لا تدانيها في ذلك أي مجلة أخرى سابقة أو لاحقة؛ فطيلة ثمانية وثلاثون عاما (1898-1935 م) هي عمر المجلة كانت هي: الأوسع انتشارا وتأثيرا في العالم الإسلامي، والأكثر عمقا في تناول الشأن الإسلامي، والأقدر على تجديد الفكر الإسلامي وتنقيته مما لحق به، وسأعرض هنا لبعض جوانب تجديدها في الفكر الإسلامي، وعلى الأخص التجديد الفقهي من خلال تناول فتاوى المنار ومنهجها الإفتائي.
في العام 1906 رسم الفنان التركي “عثمان حمدي بيه” لوحته الشهيرة “مدرب السلاحف” التي تعد أغلى لوحة في تاريخ الفن التركي حيث بيعت بحوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار. تصور اللوحة رجلا كبيرا منحي الظهر يمسك عصاه وهو يدرب السلاحف، وقد تحدث البعض أن اللوحة جاءت نذيرا للدولة العثمانية التي كانت توشك على الانهيار بعد
العِينة هي الأساس والمنطلق لمقاربة التمويل الإسلامي بالتمويل الربوي، فإذا كان التمويل الربوي يعتمد على إقراض النقود بالفائدة دون مواربة، وكان التمويل الإسلامي يعتمد على النشاط الاقتصادي، فإن العِينة من شأنها أن تُقرِّب التمويل الإسلامي إلى التمويل الربوي، بأن تُبعده خارج دائرة النشاط الاقتصادي، مع وجود سلعة غير مقصودة تتوسط هذا التمويل استبقاء على بعض من الفوارق بين التمويلين.
وردت لفظة "الصراط" في القرآن الكريم في 38 موضعا ووردت مُشتقاتها في 7 مواضع أخرى. وفي أغلب هذه المواضع يرتبط لفظ "الصراط المستقيم" بالهداية
لم يهتم الإسلام بقيمة من القيم اهتمامه بالعدل، فمن أجله أنزل الكتب وأرسل الرسل، قال تعالى : “{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } [الحديد: 25] ومما يؤكد اهتمام القرآن بالعدل أننا وجدنا أن الله تعالى إذا طلب منا ثلاثة أشياء كان العدل أحدها ، قال تعالى:” { إِنَّ اللَّهَ
من بين سير المستشرقين التي اطلعت عليها، تظل سيرة ريتشار فرانسيس بورتون واحدة من أكثرها إثارة وثراءً، فقد استطاع بورتون أن يجمع مناقب المستشرقين ومثالبهم بين جنبيه على نحو صارخ ومبالغ فيه! فهو ذكي إلى درجة تقارب العبقرية، موهوب في الكتابة والرسم وتعلم اللغات حيث يروى أنه كان يتحدث خمساً وعشرين لغة! وهو مغامر متهور
الشريعة جاءت للحفاظ على المقاصد الكلية، وقد طرح عدد هذه الكليات وترتيبها وتقديم بعضها على بعض إشكالات في ترتيبها من حيث الأولية والصدارة، ثم من حيث التعارض فأيها يقدم، وبأي مبرر يكون ذلك؟
إن صعوبة البحث في منظومة القيم الإسلامية لا تعود بالأساس إلى غموض في الموضوع، أو انغلاق في نواحيه؛ وإنما لاتساعه وترامي أطرافه، ورحابة مراميه، ولم لا؟ والبحث فيها بحثٌ في الإسلام كلّه، بما أنه دين القيم الذي أمر – أول ما أمر- ودعا – أول ما دعا- إلى قيمة إنسانية وروحيَّة عليا هي القراءة، وتلقي
اكتشف العلاقة العميقة بين القدس والدين الإسلامي، وأهمية المسجد الأقصى في التاريخ الإسلامي.
يتنادى بعض الكتاب في الشأن الديني بالاغتراف من الآراء الفقهية جميعها دون الحاجة إلى النظر في أدلتها وتقويمها وفق موازين الترجيح، ويصورون أن هذا من التيسير المطلوب في الدين، فبوسع أي إنسان يحتاج إلى رأي فقهي في مسألة ما، أن يطالع كتب التراث الفقهية، ويختار منها ما يحلو له، ويترك ما لا يحلو له. يقول
ظل ممتنعا عن الصلاة لا جحودا لفرضيتها ولا تكاسلا عن أدائها بل لظن خاطئ وهو عدم التفريق بين ما يوجب الغسل وما يوجب الوضوء وبقي مدة طويلة من عمره دون أن يصلي فكرت كم أضاع على نفسه من فرص لتنزل الرحمات ورفعة الدرجات وزيادة الإيمان كم أضاع على نفسه خيرا كثيرا بسبب فكرة خاطئة يمكن
تمثل خطبة الجمعة منبرا دائما للمسلمين، فالناس تأتي طواعية كل أسبوع للاستماع إلى الخطيب فيما يلقي عليهم من وعظ وإرشاد، وخطبة الجمعة تصنف فيما يعرف بـ( الإعلام المباشر)، وهو أقوى أنواع الإعلام، وذلك عائد إلى عدة أمور، من أهمها: أنها عبادة مفروضة، بل من أعلى العبادات قدرا، ولهذا شدد النبي ﷺ التحذير في تركها، وجعل
في الحادي عشر من ربيع الأول1439 هـ الموافق 29 نوفمبر 2017م، غادرنا الباحث المحقق والأديب المترجم الأستاذ الدكتور حسين محمد نصار، صاحب الجهد الأدبي الثقافي الموسوعي طوال سبعة عقود في القرنين العشرين والواحد والعشرين. شاء الله أن يغادرنا الرجل يوم وفاة إحدى الفنانات الشهيرات، التي طغي خبر رحيلها على الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية والأرضية،
تعدُّ العبادة بمثابة الغاية الكبرى في كلِّ رسالة إلهية؛ بحسب ما تفيد الآية القرآنية: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون}. (الأنبياء: 25) كما وصف بها سبحانه ملائكته المقربون، فقال تعالى: { وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُون }
رعاية الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة والقيام بأمرهم من فروض الكفاية على أمة الإسلام ، بحيث تأثم في حال التقصير بحقوقهم . فمن أوجب واجبات الأمة حكاماً وأفراداً ومنظمات وجمعيات خيرية الاهتمام بهؤلاء الضعفاء (جسمياً) ورعايتهم ورفع الظلم عنهم ، قال ﷺ { ابْغُونِى الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم } رواه أبو داود. وروى مصعب بن
دأب إعلامنا العربي والإسلامي على الربط بين شيخ الإسلام ابن تيمية وبين حوادث الإرهاب والتكفير القتل ، فما إن تقع حادثة إرهابية إلا ويسارعون باستدعاء اسمه واتهام كتبه وفكره بتغذية هذا الفكر المتطرف،
استكشف أهمية التشابه بالصفات الإلهية في الإسلام وفهم حدودها.
نظمت جامعة قطر بالتعاون مع شبكة زدني للتعليم ندوة علمية بعنوان:”القرآن وخطاب الحرية والآيات المتشابهات” قدمها الدكتور محمد عياش الكبيسي عضو هيئة التدريس بقسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وأدارتها الأستاذة أروى التل من مؤسسة شبكة زدني للتعليم، وحضرها عددٌ كبير من طلبة ومنتسبي الجامعة والمهتمين. وتناولت الندوة العلمية عددًا من
هناك طوائف من البشر تجعل الأحلام والرؤى متحكمة في حياتها بل في مستقبلها، ويولع البعض بتتبع كل حلم يراه، أو رؤيا يرزقها، ويساعدهم في هذا ما يفهمونه من بعض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تجعل للرؤى مكانة في الشريعة، دون بيان لحدود تلك الرؤى، ومعايير التعامل معها بنوع من النصفة دون مزايدة أو نقصان.
ظهر في الفترة الأخيرة مؤلفات فقهية، تحمل عنوان ( النظرية الفقهية) وهو بلا شك تصنيف فقهي مستحدث في التاريخ المعاصر، وقد خلت المدونات الفقهية والإسلامية القديمة من مثل هذا النوع من التصنيف. وهو الأمر الذي حدا ببعض المستشرقين لأن يذهبوا إلى القول بأنَّ العقل الإسلامي بطبيعته بسيطٌ وغير مركب، فهو في نظرهم شديد العناية بالجزئِيَّات
عندما تُذكر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يرد إلى الذهن حب رسول الله ﷺ لها وما تعرضت له من فتنة الإفك لكن منقبة عظيمة من مناقبها ربما تتوراى عن بعض الأعين هو كثرة روايتها لحديث رسول الله ﷺ ومنقبة أخرى تفوق بها كثير من الصحابة رجالا ونساء ،هو فقهها في الحديث واستدراكها على صحابة
أين الله من هذا الظلم الذي يغطّي الأرض؟”، هذا السؤال أرسله إليّ أحد الشباب المتأثرين بموجة الإلحاد الجديد، التي بدأت بالظهور كردة فعل غير مدروسة على هذه الفوضى والحرائق المشتعلة في كل مكان، والكوارث التي يصنعها طغاة البشر على هذه الأرض، حتى غدت كأنها جحيم لا يطاق. إن السؤال بحد ذاته يعبّر عن حالة
تمثل أنماط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في كثير من البلاد الإسلامية تحديًا للمسلم الغيورعلى دينه، المستمسك بتعاليمه. ومن هذه المجالات، مجال استثمار الأموال، فأكثر البنوك المنتشرة في البلاد العربية بنوك ربوية، وبعض بلدان الوطن العربي لم تسمح إلى الآن بافتتاح بنوك إسلامية على أراضيها، وبعضها تعمل فيه البنوك الإسلامية على خجل، فهي تشكو من قلة
إن الإنسان في حياته الأرضية محكوم بقوانين لا يستطيع الانعتاق أو الانفلات منها. ومن هذه القوانين قانون الزمن، الذي يترك آثاره على الأبدان والعقول، فيحسب به الإنسان عمره، ويؤدي عباداته ومناسكه، ويضبط به أنشطته ومعاملاته وممارساته.. وأقسى شيء على السجين التباس ليله بنهاره فلا يدري في أي وقت هو، أو في أي زمان يعيش. والمغيّب
من المهمات التي لا تنفك عن عمل العلماء وترتبط بأصالة وجودهم، هو رؤية أين وضع الأمة ومكانتها في سلم العلم والمعرفة؟ ومقارنته بما يجب أن تكون عليه حين التراجع والانحطاط العلمي، وهو ما ألمح إليه علال الفاسي في رسالته، والذي بوبته هنا تحت عنوان “الاستنفار العلمي ومواجهة حالة التخلف” وهذا يتطلب أولًا أن يدرك
بحث قضايا التسامح و الحوار في الحضارة الإسلامية لا يمكن أن ينفصل بحال من الأحوال عن مسألتين: الشهود الحضاري والاستخلاف الإلهي للإنسان
استقر في أعراف الساسة والعامة أن العدل أساس الملك، وأن الظلم علامة خراب العمران، وهذه القاعدة مضطردة النهايات، لا فرق فيها بين دولة مسلمة أو دولة كافرة، فمن جعل العدل أساس ملكه قويت شوكته، وعظمت دولته، وإن كان كافرا ودولته كافرة، وأن من جعل أساس دولته الظلم، لم تبق دولته،وإن كان مسلما، ذلك أن بناء الحضارات والدول خاضع للسنن الكونية التي أودعها الله تعالى في كونه كله.
لم يكن عمر الفاروق شهيرا -فحسب -بالمحدّث الملهم كما أخبر عنه الحبيب محمد ﷺ «لقد كان فيمن قبلكم محدَّثون، فإن يكن في أمّتي أحد فإنه عمر[1]» ولا بذلك العبقري الذي لا يقدر الآخرون أن يفروا فريه، كما في حديث الرؤية التي حكاها النبي (ﷺ) في نزع الماء من البئر[2]، وإنما اشتهر أيضا بحمل ذلك
سابقت المرأة الرجال في طلب العلم وربما سبقتهن وانفردت دونهن فمن الأحاديث التي لا يعرف أنه قد رواها إلا النساء
وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية في أغسطس عام 2017م، فإنه يلقى ما يقارب 800000 شخص حتفه كل عام بسبب الانتحار. وفي مقابل كل حالة انتحار هناك الكثير من الناس الذين يحاولون الانتحار كل عام وتمثل محاولة الانتحار السابقة أهم عامل خطر لعموم السكان. ويعتبر الانتحار ثاني أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15و
انتهى الاجتهاد المطلق/المستقل بتبلور المذاهب الفقهية المعروفة (الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية وغيرها)، وصار المجتهدون اللاحقون يجتهدون في إطار المذهب المحدد وقواعده على تفاوت درجاتهم وتأهيلهم، ووُضعت لذلك ألقاب فنية خاصة كمجتهد المذهب ومجتهد المسألة وغير ذلك بناءً على تَجَزُّؤ الاجتهاد وغياب المجتهد الشامل. في حين شمل وصف المقلد عامة المسلمين وإن تفاوتوا في درجات تقليدهم، وعلى هذا سار التاريخ الإسلامي في شِقّيه: الاجتماعي (التدين الفردي) والقانوني (القضاء) حتى مشارف الأزمنة الحديثة التي بدأت في القرن الثامن عشر مع الإصلاحات العثمانية والاحتكاك بالحداثة الأوروبية.
لم تعرف القوانين الوضعية قاعدة: “لا جريمة ولا عقاب إلا بنص” إلا في أواخر القرن الثامن عشر؛ في أعقاب الثورة الفرنسية، أما قبل ذلك فكان القضاة يتحكمون في تحديد الجرائم وتعيين عقوبتها، فيعتبرون الفعل جريمة ولو لم يكن ثمة نص على تجريمه، ويعاقبون عليه بأية عقوبة شاءوا ولو لم يكن منصوصاً عليها. وكان المجربون من
على الرغم من أنَّ التصوف الإسلاميَّ نمى ونشأ وترعرع في كنف الإسلام؛ إلا أنَّه تعرَّض كثيرا لحملات النقد والتشوية من قِبَل بعض الاتجاهات الدِّينية الـمُتشدِّدة حينًا، ومن قِبل أصحاب دعوات التمدُّن والـحداثة والتنوير حينا آخر. ونتيجة لذلك؛ وقر في أذهان الكثيرين أنَّ أذواق الصوفية وأحوالهم ما هي إلا لونٌ من ألوان الهذيان ليس إلا! وأنَّ
ما زال فقه الأقليات يعاني عددا من الإشكاليات المعرفية التي لم تحسم حتى الآن، بدءا من التسمية، وانتهاء باستقلاليته بمنهج يخصه دون غيره في المرجعية الفكرية والفقهية والحضارية على حد سواء. إشكالية التعريف أما إشكالية التعريف فتبدأ برفض البعض تسمية فقه المسلمين في البلاد غير الإسلامية يعد من باب الأقلية، فالإسلام يعلو ولا يعلى عليه،
مع بداية شهر المحرم من كل عام تتعالى الأصوات بذكر فضائل الصحابة والتشنيع على من ينتقص منهم ويتطرق الحديث إلى الخلافة وأحقية الصديق ثم الفاروق رضي الله عنهما بها من بين الصحابة ويسهب المتحدثون والكتاب في ذكر خصائصهما رضي الله عنهما وثناء النبي ﷺ عليهما. وأرى أن الخلاف بيننا وبين من يبغضون الصديق والفاروق لا
من الانتقادات التي توجه إلى النظام الاقتصادي الإسلامي، أنه نظام مثالي، يفترض في المواطنين حسن النية والاستقامة، وأن ما يقدمه من زواجر وعقوبات ضد المتلاعبين، غير كافية ولا ناجعة، خاصة في ظل ما يعيشه العالم من تعقيدات في نظمه لم تكن موجودة من قبل. موقف الشريعة من المدين المماطل ومما يُقَدَّمُ في هذا الإطار، موقف
حين افتتح القرن العشرون كان علم السياسة الشرعية لم يزل على صورته الأولى التي وضعها المنظرون الأوائل الذين صاغوا أسس النظرية السياسية الإسلامية، ولم تزل مباحثه مبعثرة فمبحث الخلافة -وهو أهم مباحثه- كان مندرجا ضمن علم الكلام لا الفقه للرد على أصحاب الفرق والمذاهب الذين يعتقدون اعتقادات شاذة بشأنها ..
أحد أهم معالم حيوية الإسلام، وإحدى العلامات الكبرى المشيرة إلى خلوده، وإلى قدرته على الانبعاث والتجدد حتى قيام الساعة- لأنه كلمة الله الأخيرة للبشرية- هي ما نراه من مجدِّدين في تاريخ الإسلام، يَنبعِثون- أو بالأدق: يُبتعَثون ويُصطَفون- على فترات، كلما أصاب مسيرتَه غبش، وابتعد المسلمون عن جادته وهديه.. على النحو الذي قرره الحديث الشريف، في
في غضون ثلاث وعشرين سنة، على مدار تنزل القرآن الكريم على قلب رسول الله ﷺ، تبدلت أحكام وتغيرت من العفو إلى المؤاخذة، ومن التساهل والتدرج إلى الإحكام والقوة. فقوله تعالى في شأن الجهاد : {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190] سبقه موقفان من الجهاد: الموقف الأول،
وجَّه الـمُصلح التركي الكبير سعيد النُّورسي (1873- 1960م) جزءًا كبيرًا من عنايته إلى مسألة “التَّربية الرُّوحية”؛ أو بالأحرى “التَّزكية”. كيف لا؟ وهي مفتاح الفهْم لكلِّ عملية تربوية تتغيَّا إخراجَ جيلٍ قرآنيٍّ ربانيٍّ يُساهم من خلال العمل الإيجابيِّ البنَّاء في خلافة الأرض وعمارتها، والقيام بمسؤوليات الأمانة الـمُلْقاةِ على عاتقه بحكم اختياره وحمله لها؟! والواقع أن النُّورْسِي
أراد الله بالقضاء والقدر طمأنة الناس بأن مستقبلهم بيد الله لا بيد العباد، حتى لا تخضع الرقاب إلا إليه، ويعلم الناس أن العباد لا يمكنهم إنزال ضر بأحد إلا إذا كان هذا الضر قدرا مقضيَا. فعن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال : “إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة
دخل بنو إسرائيل أعزاء كرماء سادة في جوار أخيهم عزيز مصر يوسف الصديق -عليه السلام، ثم ما لبثت أن تبدلت بهم الأحوال وساءت بهم الظروف حتى اتخذهم فراعنة مصر عبيدًا وساموهم سوء العذاب. ومن الواضح أن بني إسرائيل حافظوا على نقاء عرقهم، ولم يختلطوا بالمصريين بالزواج حيث النسب والمصاهرة، وذلك رغم مئات السنين بين دخولهم
عن ثلاثة وثمانين عاما مترعة بالفكر والإبداع والترجمة ودعنا الأستاذ الكبير والمترجم القدير محمد يوسف عدس المستشار السابق بمنظمة اليونسكو يوم السبت الماضي 30 سبتمبر. كان رحمه الله نموذجا للمثقف المسلم، الغيور على دينه وأمته، غير المحصور في حدود بقعة جغرافية ضيقة..
عملة البيتكوين، تلك العملة الافتراضية، التي زاحمت العملات الواقعية الملموسة، حتى غدت الوحدة الواحدة منها بأكثر من خمسة آلاف دولار قبل أن تتراجع في الفترة الأخيرة لتصل الوحدة منها إلى قرابة 3930 دولار. ألا تثير هذه القيمة الضخمة لتلك العملة غدد الاجتهاد والبحث عند الفقهاء والباحثين؟ ألم تصبح البيتكوين بعدُ نازلة فقهية تستدعي بحثا جماعيًّا
تُرى ما هي الحسبة في الإسلام وماهي مصادرها؟ تدل الـمادة التي أُخذ منها اسم “الـحسبة” على العَدِّ والإحصاء؛ فالـحسبة: مصدر احتسابك الأجر على اللَّه تعالى، تقول: فعلته حسبة، ويُقال: احتسب أجره عند اللَّه؛ بمعنى ادَّخرَهُ عِنْدَه. والاحتساب في الأعمال الصالحات وعند الـمكروهات: هو البِدَارُ إلى طلب الأجر وتحصيله، أو باستعمال أنواع البِرِّ والقيام بها على
النصر في الهجرة النبوية: قصة الفرار الناجحة لتحقيق السلامة والدعوة الإسلامية.
تُحيل مادة “قضى” في اللغة العربية إلى معنى الـحـُكْم. فالقاضي معناه: القاطع للأمور، الـمُحْكِم لها. يُقال: اسْتُقضي فلانٌ: أي جُعِل قاضيا يحكُم بين النَّاس. وقَضَّى الأميرُ قاضيًا، كما تقولُ: أَمَّرَ أميرًا. والقضاءُ هو: الـحتْمُ والأمرُ. يقول تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[الإسراء: 23]، أي أمرَ وحتَم. أمَّا موضوع القضاء؛ فيتعلَّق بالأحكام الفقهية
الأصل في التعبير القرآني تسمية الأشياء بحقائقها، وإطلاق ما يليق بها من الأسماء والألقاب فيطلق على السلوكيات والأخلاقيات الجيدة التعبيرات التي تدل على الصلاح والجودة والحسن، ويطلق على التصرفات والتعاملات السيئة الألفاظ التي تدل على فسادها وقبحها وطابعها الشيطاني، ولكن في الآية التي معنا يبدو أننا نلاحظ عكس ذلك، أو هو ما يتبادر إلى ذهننا
تضرب هذه الأيام أمريكا أعاصير مدمرة، أجْلت الملايين عن ديارهم وبلدانهم، وتسببت في خسائر ضخمة تضاهي ميزانيات الحروب. وقد أثارت هذه الأعاصير جدلاً واسعًا، وتساؤلات حول العلة منها: – هل هي انتقام من الله لأمريكا التي تسوم شعوب الأرض سوء العذاب؟ – أم هي مجرد ظواهر كونية متكررة تحدث بين حين وآخر في بعض المناطق
لقد أثبتت الدراسات الإنسانية أن السبق مدعاة إلى التراخي والتكاسل عن الابتكار والعمل، فالسابق حينما يقدم مصطلحًا علميّا، يتابعه اللاحقون على مصطلحه دون أن يكلفوا أنفسهم عناء اختيار مصطلح جديد، حتى لو كان المصطلح الأول ضعيفًا في بنيته، أو قاصرا في دلالته، وربما يبين اللاحقون هذا الضعف، وذلك القصور، لكنهم بالرغم من ذلك لا يحاولون
دعوة محمد صلى الله عليه وسلم: بداية على صخرة الصفا ونهاية بالنصر العظيم.
بيْن إنزال القرآن وتنزيله تعددت آيات القرآن، فمرة يوصف القرآن بالنزول[1]، ومرة يوصف بالتنزل[2]. فمن النزول جاء قوله تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } [البقرة: 185] وقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] وتجد وصف القرآن بالتنزل في مثل قوله تعالى : { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا
ما هي مكانة تفسير المنار بين الكتب المصنفة في تفسير القرآن الكريم؟
غلب على الأذهان أن الوحي هو نزول رئيس الملائكة جبريل – عليه السلام- على من اصطفاهم الله تعالى من البشر أنبياء ورسلا مبشرين ومنذرين، وهو مفهوم الوحي عند العلماء في اصطلاح الفنون. على أن الناظر في كتاب الله تعالى، والمتأمل له يجد أن القرآن تحدث عن أنواع أخرى من الوحي، مما يفتح الباب أمام العقل
أوضح الدكتور نور الدين الخادمي المتخصص في مقاصد الشريعة موقفه من دعوة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي للمساواة بين النساء والرجال في الميراث، واعتبر هذه الدعوة متصادمة مع الشريعة الإسلامية ومقاصدها. وجاء رد الخادمي عبر قناة الزيتونة الفضائية حيث اعتبر مسألة المواريث قضية علمية معرفية تخصصية لا يجوز تأخير البيان عنها أو كتمان علمها. وبين