فهم القرآن وتدبره ثمرته الإيمان
يقول الحق سبحانه: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } طه -130. الرضى غاية كل إنسان، فكل يغدو بحثا عن السعادة والرضى، ويسلك الناس في ذلك سبلا شتى، وهذه الآية تبين لنا أقصر طريق وأيسره لتحصيل تلك الغاية ” لعلك ترضى. فلماذا التسبيح؟ وما
انطلق الدكتور محمد عياش الكبيسي في معالجته لمنهج القرآن الكريم في مكافحة الإشاعة من طرف توضيح المقصود بالإشاعة ثم بين أنواع الإشاعة التي وقعت في القرآن
(خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ)
عني المسلمون عناية قصوى بكتاب الله تعالى وتعهدوه بالحفظ والتفسير والتأويل، ووضع المفسرون الأوائل الأسس النظرية لتفسير الوحي الإلهي وتبعها ظهور مدارس التفسير المختلفة، وسار المفسرون على هديها قرونا طويلة إلى أن بلغنا القرن العشرين الذي شهد ظهور ما يسمي (القراءات المعاصرة للقرآن الكريم) التي تأثرت بالحداثة الغربية ومناهجها في تأويل النصوص الدينية، وقد أخذت
للقرآن الكريم استعمال خاص للألفاظ، فالبيان القرآني محكم ودقيق في اختيار الألفاظ، وذلك من أسرار الإعجاز فيه. إذ ارتقى على الأسلوب البشري غاية الارتقاء في إحكام البيان؛ وهنا يظهر البون الشاسع الذي لا يقارن مطلقا بين استعمال البيان القرآني وبيان البشر في التعبير .. فالبيان القرآني له خصوصية استعمال ودقة وإحكام، ففرق مثلا في الاستعمال
يشكل انهيار العلاقات الاجتماعية إحدى أهم المشكلات التي تعانى منها المجتمعات الحديثة حيث نما الشعور بالفردية والتوحد ، وحُكمت المصالح الخاصة في كثير من شئون الحياة ، وقد أصاب أمة الإسلام شيء من ذلك ، فاضمحلت ضوابط التربية الاجتماعية التي تشكل الحس الجماعي لدى الفرد المسلم مما أشاع الفوضى الفكرية والاجتماعية ، وضخم مشاكل المسلمين
( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ
(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ) القاعدة في الوصف الخاص بالمؤنث أنه لا تلحقه علامة التأنيث، فلا يقال: امرأة حائضة، ولا امرأة مطلقة وهكذا، يقول السيوطي(1):”والغالب ألا تلحق الوصف الخاص بالمؤنث كحائض و طالق وطامث ومرضع، لعدم الحاجة إليها بأمن اللبس. ويعلل أحد الباحثين ذلك بقوله(2):” ولعل هذا راجع إلى مرحلة قديمة من
{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف: 137]. – {وَأَوْرَثْنَا}“المراد هنا تمليك بني إسرائيل جميع الأرض المقدسة بعد أهلها من الأمم التي كانت تملكها من الكنعانيين وغيرهم… فالقومُ الذين كانوا
في تشاد مليون حافظ للقرآن الكريم… نفرح بهذا العدد من الحفاظ حين يتحولون إلى مليون عامل يخرجون بلدهم من فضاء الفقر. القرآن أقام حضارة الإيمان والعمران، هو هدى وشفاء والرسول رحمة، وكل هذا نقيض الفقر والجهل والمرض التي هي منتجات التخلف والاستبداد، ونحن نعيش في تناقض واضح مع المنهج القرآني حين اعتمدنا القراءة المجردة لكتاب
( وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } [الأنفال: 60]. جاء لفظ الإعداد الذي يقتضي في مفهومه التخطيط واستشراف المستقبل بالنظر البعيد والفهم العميق لمجريات الواقع والأحداث، ثم قدم المعد لهم على ماهية الإعداد إذ قال : (لهم )؛ للعناية والاهتمام وبث مفهوم اليقظة الدائمة في نفوس
إن البيان القرآني المعجز المحكم العميق في بيانه ومعانيه وقراءاته، يستوقفنا لتدبره، وتأمل آياته. يقول تعالى : { وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذۡ وُقِفُوا۟ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُوا۟ یَـٰلَیۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ} [سورة الأنعام :27] ففي هذا السياق نلحظ التحول إلى النصب في الفعلين (ولا نكذبَ … ونكونَ) … ولو مضى السياق على
هذه آية عظيمة القدر في كتاب الله – عز وجل -حيث إنها تسهم إسهاماً كبيراً في تشكيل رؤية المسلم إلى أشياء كثيرة في عالم الأحياء وترتب على عدم الاهتداء بهدي هذه الآية كثير من الخلل في حياتنا المعاصرة . وما اخترناه ليكون عنوانا لهذه المقالة جزء من آية هي قول شعيب عليه السلام لقومه { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُوا الكَيْلَ والْمِيزَانَ ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
إنه البيان المحكم البديع، يضع مقاييس البيان وفق مقامات الكلام بدقة محكمة في منتهى الإحكام ..! تستوقفنا آيتان ورد السؤال عنهما فكان هذا البيان .. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ
ما هو التدبر وما هو التفسير؟ وما الفرق بين الاثنين؟ ما هي ضوابط أهلية تعاطي كل واحد منهما؟
لما توفي النبي ﷺ، استعصى فهم الأمر على كثير من المسلمين حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمل سيفه وقال: “من قال إن محمدا قد مات ضربت عنقه”. فصعد أبو بكر الصديق رضي الله عنه المنبر وتلا قوله تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ
إن النظم القرآني البديع المعجز يجمع بين جمال المبنى وروعة المعنى، ويأتلف فيه إعجاز البيان مع إعجاز التشريع ومقاصد الأحكام، وعندما تعيش الأمة مع كتاب ربها تلاوة وتدبرا وعملا؛ تستقيم حياتها على الجادة وتسير على نور من ربها يضيء لها دروب حياتها . وفي هذا السياق نقتبس نورا من أنوار آيات النور، نقف عند جمالها
تشريع قواعد لتنظيم المجتمع العائلي قال تعالى: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34] استئناف
إن القرآن مرآة القارئ، يرى فيه ما حسن من أفعاله وما قبح منها. وما يهيمن اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي من صخب التنافس والمتاجرة في كل شيء، والبحث عن نجومية زائفة، جدير بأن يحمل القارئ على ترك مسافة ضرورية بينه وبين أشكال اللغط، وأن ينتهج نهجا وسطيا لا ينكفئ فيه على نفسه، ولا ينساق خلف ألاعيب الأنفوميديا.
إنّ عيسى عليه السلام نبي الله هو من أولي العزم من الأنبياء، كما ذكره القرآن الكريم، معجزة بحد ذاته، منذ أن حملت به والدته البتول مريم إلى ولادته وفي حياته كاملة، حيث كان مولده آية ربانيّة ورحمة إلهيّة للبشر أجمعين، وقد ضلّ أقوام عن الهدى وانحرفوا عن منهج الله تعالى وعقيدة التّوحيد، فظنّوا بعيسى عليه
اكتشف عظمة وبلاغة آية {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} وأثرها العميق في النفوس.
لقد راعى الإسلام -في مقاصده الشرعية في الإرث- العدل لا المساواة. لذلك جاء التعبير القرآني دقيقا في مطلع البيان إذ قال : (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) فاستخدم فعل الإيصاء وقرنه بحرف الجر “في” (يوصيكم الله في) وهو الموضع الوحيد في معجز التشريع والبيان قرن فعل الإيصاء فيه بفي، والمعتاد
تعرف على تفسيرات حول ليلة القدر وفقاً للسنة والتاريخ الإسلامي - اكتشف الأسرار المخفية!
لقد كانت المفاخرات الشعرية، والمبارزات البيانية صورة بارزة واضحة لهذا السمو البياني، في اللسان العربي، فبلغوا من اللغة مبلغا عظيما، أصابوا بها الشوارد والأوابد، وأبانوا بها عن كل سانحة وبارحة؛ حتى إذا أخذت لغتهم زخرفها وازيَّنت، وظن أهلها أنهم قادرون عليها؛ نزل القرآن ببيانه المعجز الآسر الذي طوّح بقواهم البيانية، وانحنت نواصيهم أمام ناصية بيانه،
مشهد ذكره الله جل في علاه في كتابه العظيم، جنّ يستمعون لسيد البشر، ينصتون لأجلّ كلام وأعلى بيان، يقول الله جلّ وعلا مخبرًا عن تلك الحادثة التي وقعت بمكة بعد عودة النبي ﷺ من الطائف وقد كذّبه سفهاء الناس، فهدى الله إلى نوره نفرًا من الجن:{ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا
قال تعالى : (وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج، 31]. يشد البيان القرآني أذهان متلقيه من أرباب البيان بأسلوبه البديع وتصرفه البليغ في فن القول في هذا المقام؛ إذ تحول عن الفعل الماضي خرّ إلى المضارع “فتخطفه” أو “تهوي”، ولم يأتِ السياق على نسق
إنَّ مسألة هداية الله تعالى للعبد وإضلاله له هي قلب أبواب القدر ومسائله، وإنَّ أفضل ما يقدِّره الله تعالى للعبد هو الهدى؛ فهو من أعظم النِّعم والعطايا، وأعظم ما يبتليه به ويقدِّره عليه هو الضَّلال، وقد اتّفقت رسل الله جميعًا، وكذلك كتبه المنزلة على أن الله يهدي من يشاء، ويضلُّ من يشاء، فالهدى والضَّلال بيده،
في هذه المقالة أن نُسلط الضوء على الأطروحة المنطقية التاريخية "النبأ العظيم.. نظرات جديدة في القرآن" التي قدم الدكتور دراز من خلال بحثه في مصدر القرآن الكريم
(ٱبۡلَعِي…وَغِیضَ) هنا قلائد العقيان، تنتظم درره بدقة وإحكام، وتماسك وانسجام، في سلك هذا البيان! (وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ) توجه الأمر الإلهي للأرض ببلع مائها، والبلع يقتضي اختفاء الماء على وجه السرعة؛ فكان، ومقتضى منطق اللغة ومتوقع السياق والحال، في مقام الكلام أن يرد (واختَفَى الماءُ) أو
من يتلو كتاب الله أو يسمعه يتلى ويتدبره لا يملك إلا أن يقول كما قالت الجن حين سمعته: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}، وافتح أي صفحة من المصحف واقرأ بتؤدة وتدبر لتقف على شاهد مما أقول. به فنون المعاني قد جمعن فما * تفتر من عجب إلا
يحلق بنا البيان القرآني بحقائقه التي تتجاوز مجاز البشر والأذهان ؛ وذلك نوع من الارتقاء بالفهم على عوالم الدنيا إلى عوالم الآخرة، وهو عروج بالمعاني والأفهام. (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) نعم عيشة
عندما نتحدث عن الإعجاز الذي انماز به البيان القرآني على غيره من بيان البشر، وارتقى في أسلوبه وصوره البيانية على سائر البيان؛ فإن أدل شواهد الإعجاز على ذلك هي الموازنة بين صور المعاني، إذ كيف عبر الشعراء في بيانهم البشري عن معنى من المعاني، وكيف ورد تعبير القرآن عن المعنى نفسه؛ لنقف على سر التميز؛
يبين الله سبحانه وتعالى وحدة الإنسانية التي ما كان يسوغ معها خلاف إلا ممن ضل سبيل الهداية ووحدة النبوة والرسالة الإلهية التي وحدت بها شريعته تعالى، وما كان يسوغ بعد هداية الله تعالى خلاف إلا إذا كان الضلال، ثم بيَّن سبحانه من يجتبيهم ومن يصطفي ويحب من عباده وكيف يحبونه هم ويخلصون لذاته العلية بأن
يرتقي البيان الإلهي المعجز في التعبير على البيان البشري في دقة استعمال المفردة القرآنية، ويختارها بقصد دون مرادفها في اللسان، فيرتقي بالأفهام في معارج البيان. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ) لو كان هذا من بيان البشر لورد على نحو (لا
يعرج البيان القرآني بالمعاني والأفهام فوق متوقع فهوم البشر من الكلام، فماهو زائد في بيانهم هو محكم دقيق في الاستعمال القرآني، لايمكن الاستغناء عنه بحال، فأمعن النظر وأنعم الفكر في قوله تعالى، واصفا حال المنافقين بزعمهم الإيمان (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِینَ) إن البيان القرآني استعمل الباء في هذا
قال تعالى: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى الله وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ..) [المجادلة 1 – 4]. المحاوِرة يبدو أن هذه المرأة مثقفة على درجة عالية، لأنها مجادِلة ومحاوِرة، ولمن؟ لرسول الله ﷺ. سمّيت بها السورة وافتتحت بها. ومن يقرأ أول السورة يتمنى أن يطلع على النص الكامل
يشد انتباهك ويدهشك كما أدهش المتدبرين فيه، والمتأملين في دقائق نظمه من أساطين البيان! ذلك هو القرآن في معارج بيانه، التي لايستطيع البيان البشري أن يرتقي فيها، فضلا أن يدانيها. (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ۖ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة إبراهيم 36] فختمت فاصلة البيان (فَإِنَّكَ غَفُورٌ
قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56]. بعد أن استهل الإمام ابن عاشور رحمه الله تفسيره لهذه الآية ببيان مناسبتها في السياق بقوله: “الأظهر أن هذا معطوف على جملة {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول} [الذاريات : 52] الآية التي هي ناشئة عن قوله: {ففروا إلى الله إلى
يعرج بنا البيان القرآني ، ويسمو بعقولنا فوق مستويات البيان البشري وقدراته؛ ليتضح لنا البون الشاسع بينهما. إن البيان الإلهي يحلق بنا في سماوات الفهم، ومقاماته العالية الراقية، ويسبح بنا في أفلاك البيان ومدارج الكمال، ويسبر أغوار النفس البشرية وأعماقها؛ ليقف بنا أمام البلاغة في أرقى صورها وأدق مقاماتها. (قَالَ مَوۡعِدُكُمۡ یَوۡمُ ٱلزِّینَةِ وَأَن یُحۡشَرَ
ما نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آية هي أشد من هذه الآية، ولو كتم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئا من الوحي لكتمها كما تقول عائشة رضي الله عنها والآية هي قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ
يقول الله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) سورة الشورى 20. حرث: رزق. نزدْ له في حرثه: أضعافًا مضاعفة. قال الرازي: الآية دالّة على أن منافع الآخرة والدنيا ليست حاضرة، بل لا بد في البابين من الحرث، والحرث
لم يذكر المفسرون ما يستحق نقله هنا. لعل المعنى: اعدلوا عدلاً هو أقرب للتقوى. والمبدأ في التقوى: اتقوا الله ما استطعتم (سورة التغابن 16)، فكان المعنى: اعدلوا ما استطعتم. ولستم مخيّرين بين أن تعدلوا أو لا تعدلوا. اسعَوا للعدل بأعلى درجة من الاستطاعة. فأنتم محاسبون من الله بقدر استطاعتكم. العدل في الدنيا نسبي، وفي الآخرة
دلالة { ببطن مكة } في سياق قوله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا } [الفتح : 24]. من فرائد تفسير ابن عاشور بعد أن قال: “وهذه الآية أشارت إلى كف عن القتال يسّره الله رفقاً بالمسلمين وإبقاء على قوتهم
الخلود مبتغى ينشده كل إنسان، ويتمناه كل هالك؛ لأن الأعمار يسيرة مهما طالت، وقد وسوس الشيطان لآدام وحواء بالخلود فدلاهما بغرور على شجرة في الجنة زعم أن من أكل منها فإنه يخلد، قال تعالى:{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ} سورة طه الآية ( 120). فكيف يحصل المرء
فصاحة القرآن وبلاغته ونظمه من أنواع الإعجاز فيه، فالمتأمل فيها يندهش لروعة ما يقف عليه، ويتبين له من مكنونات وأسرار، تأسر العقول وتهتز لها النفوس وتنتشي طربا. القرآن لا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد ولا يشبع منه العلماء، وكيف لا وهو كلام الله جل* ومن له أمعن بالتأمل * بان له كل خفي
عمق الإمام ابن عاشور رحمه الله في دلالات هذه الآية في ضوء السياق تعمقاً لافتاً، ويتضح ذلك بما ننقله عنه تحت العناوين الخمسة التالية: أولاً: مناسبة عطف الآية على الآية التي قبلها ودلالة ذلك العطف “عَطَفَتْ الواو قصة خلق أول البشر على قصة خلق السماوات والأرض انتقالاً بهم في الاستدلال على أن الله واحد وعلى
إنه البيان الذي يستوقف البيان! فقد استشكل بعض علماء البيان هذا التشبيه في عصرهم. إذ كيف تكون كالأعلام؟! وبلغ الأمر بإمام الإعجاز في زمانه الزملكاني – غفر الله له – أن يند به التعبير بالبيان، ويصف ذلك بالغلو في التشبيه (وقصده المبالغة الخارجة عن حد المعقول)، وما ينبغي ذلك وما هوكائن في القرآن. وها نحن
عندما يتناول القرآن الكريم مشهد الطبيعة ويتغنى بجمال الزرع، فهو يعتمد المشهد الجمالي وسيلة، ويتناوله لغرض من الأغراض تلتقي كلها حول العقيدة، ففي ذلك دلالة على الألوهية، والوحدانية، وبرهان على البعث، وتذكير بنعم الله تعالى على الإنسان، وبيان لعلاقة الطبيعة بالله الخالق وهي علاقة العبودية بالألوهية. ومع ذلك فالهدف والغاية لا ينفيان أن يكون ذلك
ومن عجيب بديع متشابه نظم القرآن وفرائده لمتدبر البيان، أنه أتى بوصف ( المنشآت) في آية الرحمن، إذ قال (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ، فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ولم يذكر هذا الوصف في الشورى إذ قال (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ ۚ إِنَّ فِي
الله خالق هذا الكون والمبدع في صنعه، الذي أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ومن هذه النعم أنه أنزل الماء على هذه الأرض، فإذا نزل الماء صاحب ذلك النزول ظواهر عديدة تعرف عليها ،
في المقال السابق قدمنا تعريفًا موجزًا لرؤية المفكر الكبير الأستاذ محمد فريد وجدي، رحمه الله، عن الأصول الحضارية التي جعلت للإسلام غلبة على ما سبقه من مدنيَّات وحضارات. وختمنا بالسؤال: إذا كانت هذه هي أصول الإسلام؛ التي هي- كما يقول وجدي- من خصوصيات الإسلام، والتي بها غالَبَ الإسلامُ جميعَ العقائد التي كانت منتشرة على عهده،
تناولنا في مقالة سابقة مفهوم المرض الاجتماعي وعلاقته بالمرض العضوي وطرق التكوين المتشابهة, وموقف القرآن من مفهوم المرض وأقسامه (عضوي واجتماعي). ونتناول هنا بعض من الظواهر المَرَضية التي يرصدها القرآن, ويكشف خطورتها الاجتماعية على أداء المجتمع لوظائفه أو حتى على بقاء المجتمع ووجوده. الإصلاح الدعيِّ أولى هذه الظواهر المَرَضية التي نتعرض لها هنا هي ظاهرة
(وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج، 31]. يشد البيان القرآني أذهان متلقيه من أرباب البيان بأسلوبه البديع وتصرفه البليغ في فن القول في هذا المقام؛ إذ تحول عن الفعل الماضي خرّ إلى المضارع “فتخطفه” أو “تهوي”، ولم يأتِ السياق على نسق واحد فيكون “خرّ
يسأل بعضهم عن سر الإعجاز في بيان القرآن..؟! فما دامت ألفاظه وتراكيبه من هذا اللسان، فأين الإعجاز.. ؟! والجواب عن ذلك بسهولة ويسر .. هو أن القرآن عندما يعبر عن معنى بأسلوب معين لإيصال ذلك المعنى.. فإن عمالقة البيان عاجزون عن التعبير عن ذلك المعنى نفسه مع الإيفاء بحقه، بأسلوب أو لفظ غير ما استعمله
تناولنا في الجزء الأول من هذه المقالة مسارات مفهوم الترف في القرآن الكريم ومآلاته المعرفية والاجتماعية في ضوء نظرة الوحي الكلية لهذه السنة الجارية في التاريخ البشري، ومواضع هذه السنة ومكانتها في حركة الأمم, ومبدئية التوجيه والإصلاح القرآني للترف، وانتهينا إلى تحديد عام للترف يتوافق مع نظرة الوحي وهو: الغنى غير المسؤول أمام الله وأمام
نلتمس من القرآن قواعد سير التاريخ وسننه الحاكمة لبعض الظواهر, لاسيما وأن القرآن نظر إلى التاريخ نظرة إيجابية, وحفز المسلم إلى دراسة هذه السنن, فالتاريخ مُعلِم للإنسان فقط للإنسان،فهو الكائن الوحيد الذي له تاريخ، وهو الكائن الوحيد الذي يصنع تاريخه بنفسه ويتحكم فيه، ومن هنا دعا الوحي من باب: التقرير والحفز والتوجيه إلى قراءة أحوال
كنت أقرأ كتاباً معاصراً في تفسير القرآن الكريم، فوجدته في تفسيره لفواتح سورة البقرة يقسّم المجتمعات البشرية إلى ثلاثة أقسام: المؤمنين، والكافرين، والمنافقين. وقد أعجبني حينها هذا التصنيف؛ لأنه يستند إلى فكر الإنسان وليس إلى لون بشرته واسم قبيلته، حيث بإمكان أي شخص أن ينتقل من صنف إلى آخر، وأن يختار النمط الذي يعجبه، ثم
إنما يمتاز إنسان عن آخر بما يكون في رصيده من العلوم والمعارف والجد والاجتهاد؛ فلا يستوي العالم والجاهل، ولا المجتهد والقاعد. وأعظم ما ميّز أبا البشرية آدم -عليه السلام- عن سائر المخلوقات بما فيهم الملائكة المكرمين العلم. والعلم الذي أوتيه كان منحة ربانية له، دون طلبٍ منه، أو اجتهادٍ في تحصيل، ولم يكن بواسطة معلّمٍ
خامسا ــ القرآن والأكوان أيما تطابق : يؤسس أبو القاسم حاج حمد لإثبات تطابق الكون المنثور أو الذري، مع الكون المسطور أو الحرفي، من آية كريمة تبين ذلك وهي في قوله تعالى”ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم“(الحجر87)، وهنا تساءل حول السبع المثاني التي يتلوها القرآن، فوجد أن السبعة التي منها اثنان في الكون لا
3 ـ أسلمة المعرفة والمنهج : إن المنهج التوحيدي الذي تفانى أبو القاسم حاج حمد في سبيل التنظير له، يفضي في غاياته إلى الرؤية الكونية التوحيدية، بين ثلاث جدليات مطلقة التكامل، هي الغيب والإنسان الطبيعة، ولن يتأتى لأحد ذلك إلا بأسلمة المعرفة؛ والتي “تعني فك الارتباط بين الانجاز العلمي الحضاري البشري والإحالات الفلسفية الوضعية بأشكالها
ثالثا ــ ضوابط الإبستيمولوجيا التحليلية : 1 ـ الجمع بين القراءتين : مشروع الإبستمولوجيا الاستيعابية والتجاوزية و لكي ينجح في التحليل، لا بد من احترام نزول الآيات وترتيبها، لأن ذلك سوف يساعد المحلل على توخي الدقة والضبط، مع إزالة منطق القدسية المستنبطة منذ زمن معين، وفي ظل ظروف معينة، أو مصلحة موضوعية، لا
يناقش الباحث اليمني إسماعيل عبد الحافظ العبيسي، في دراسة سيميولوجية تحليلية، في كتابه " تفكيك وإعادة بناء ما أغلقته كتب تفاسير القرآن الكريم "، ثلاثة مفاهيم قرآنية رئيسة
يقوم الفكر الغربي على مركزية الحضارية الأوروبية، فمنها مبتدأ الفكر والفلسفة والحضارة، وإليها المنتهى في التقدم والنهضة. وهذا الفكر يضرب الصفح عن حضارات أسبق وأقدم منها نفعت البشرية، مثل: الحضارة المصرية القديمة، “كان غاردنر يقول: (إن فلاسفة اليونان الأوائل مثل: طاليس، قد قبعوا كتلاميذ عند أقدام الكهنة المصريين). وسبقه أفلاطون بالقول: (إن اليونانيين أطفال مقارنة
القرآن الكريم كتاب الله تعالى الذي أوحاه إلى خاتم رسله محمد ﷺ، ورضيه منهجًا خاتمًا لعباده حتى قيام الساعة.. ونحن مأمورون بتلاوته وتدبره وتفهمه، بما يعيننا على الاستقامة في الفكر والسلوك.. حول مشروعية القراءة المتجددة للقرآن الكريم، وضوابطها، ومزالق القراءات المعاصرة؛ التقى “إسلام أون لاين” بالأكاديمي المصري الدكتور خالد فهمي، أستاذ اللغويات بكلية الآداب، جامعة
تغليب الجانب الغريزي حَكَم العديد من الأحكام التي تنظم العلاقات بين الجنسين في المنطق الفقهي، فلم يَسعَ الفقيه إلى الواجب واكتفى بالواقع أو ما يراه هو واقعًا وحوّله إلى خَصيصة إنسانية حاكمة ومطلقة، واختزل الإنسان ذا الأبعاد المركبة والمتعددة في بُعد واحد!
في القرآن حديث طويل عن أسباب السقوط في الشهوات، والارتكاسة في الضلالات، بأنها بفعل الله وتقديره، ما أورث شبهة عبر التاريخ بجبرية الإنسان على طريق الضلال، من هذه الآيات: قوله تعالى : { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} [البقرة: 7]، و قوله تعالى : {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا }
جبر الخواطر واحدة من العبادات التى زهد الناس بها و أجرها يفوق كثيراً من أجور الطاعات الأخرى ,عبادة تنبع من خلق عظيم يدل على سمو النفس.
تتناول المقالة نماذج من المعاجم التي جعلت مادتها القرآن الكريم، في محاولة لإدماج الثقافة المعجمية وجعلها أداة في إعادة تعليم الدرس القرآني، وكذلك توجيه النظر للعناية البحثية وتطوير أدوات البحث المعجمي العربي فيما يتعلق بالقرآن الكريم
يتمثل منهج الإسلام في العناية بالقرآن من جانبين: الأول – جانب الحفظ والتلاوة، والجانب الثاني – جانب الفهم والعمل واتخاذه منهجا في الحياة عبر فهم يسبر أغواره، ويستند إليه في التنمية الحضارية للأمة. وجانب الحفظ والتلاوة هو السياج الحامي والمقدم أولا على العمل والفهم، وهو من باب الوسيلة لحفظ المقصد والغاية، فبدون حفظ لن يكون
حظي القرآن الكريم باهتمام لم يحظ به أي كتاب وضعي أو سماوي آخر وقد تجلى ذلك في مظهرين، الأول: أن الاعتناء به لم يقتصر على المؤمنين به وإنما شمل كذلك المتشككين والجاحدين، والثاني تواصله زمانيا ومكانيا؛ إذ لم يعرف القرآن انقطاعا تاريخيا فمنذ لحظة نزوله وحتى يومنا هذا تواصلت الدراسات القرآنية واتخذ التصنيف القرآني
نزل القرآن الكريم بالسند المتصل إلى رسول الله ﷺ عن جبريل عن رب العالمين، وبهذا النحو تمت روايته جيلا عن جيل بالسند المتصل المتواتر إلى يومنا هذا. وقد مر هذا السند بمراحل أثناء تطوره، قد نتناولها في وقت آخر، والذي يهمنا الآن هو أن ننبه الدارسين والباحثين في القرآن وعلومه، على وجود سند قرآني آخر،
إن الطريق المغلق إلى الحق قد فتحته كلمات الخليل عليه السلام { فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ } صحيح أن هذا الإقرار لم يدم ولم يواصلوا السعي نحو النور وهو ما عبر الله تعالى عنه بقوله { ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ } لكن الكلمات التي خاطبت الفطرة أعادتهم إلى صوابهم مرة ثانية وهذه مهمة حملة مشاعل الهداية.
استقرت الدراسات في علوم القرآن على تقسيم التفسير إلى ثلاثة أقسام: تفسير بالرواية ،ويسمى التفسير بالمأثور. وتفسير بالدراية ويسمى التفسير بالرأي. وتفسير بالإشارة ويسمى التفسير الإشاري . والمراد بالقسم الأول (التفسير بالمأثور ) : هو ما جاء في القرآن، أو السنة، أو كلام الصحابة بيانا لمراد الله تعالى من كتابه. ولا شك في أن هذا
إن القرآن الكريم لم يتنزَّل من أجل أن يلفت الناس إلى أسرار العربية ومظاهر فصاحتها، وإن كان مشتملاً على ذلك، وتحدَّى العرب في هذه الناحية؛ لأنها هي الناحية التي يجيدونها، كما أشرنا.. كذلك لم يأت القرآن الكريم ليكون مُدوَّنة للأحكام ولحدود الحلال والحرام، وإن كان ذلك قد بُيِّن فيه، خاصة في أصول الأحكام ومعالم الشريعة.. ولم يأت القرآن ليكون كتاب طبيعة وعلومِ أحياءٍ ورياضيات، وإن كان قد أرسى أصول المنهج العلمي التجريبي إنما جاء القرآن الكريم إضافةً لذلك كله- لمقصد أسمى ولهدف أجل ..
على الأسرة عدة مسؤوليات ترمي في النهاية لتكوين الفرد الصالح القادر على نفع نفسه وأمته ومن هذه المسؤوليات: تكوين الفرد الذي يملك الرشد في تصرفاته ومنها التصرفات المالية. وتبدو الحاجة ماسة لهذا الفرد القادر على الاستغلال الأمثل لما بيده من مال وتكوين قدر من المال يتمكن به من تلبية حاجاته الأساسية، وفي ظل الظروف
حددت مجلة “المسلم المعاصر” عدة مصادر للاجتهاد وصنفتها ما بين مصادر أولية (الوحي) وثانوية (ما يتعلق بالإنتاج الفكري للعقل البشري مثل التراث والنظريات العلمية, والواقع..). وطرحت في ذات الوقت منهجية مقترحة للتعامل مع هذه المصادر جاءت تحت عنوان -كيف نتعامل..؟- بما يحقق غايات الاجتهاد المعرفي وأهدافه. وهو ما سنتناول جانبًا منه هنا.
تناول النص القرآني من جهة ما يرشد إليه في جوانب تحقيق العدل في المجتمع، وتنظيم العلاقات الداخلية والخارجية فيه، وفهم هذا النص فهمًا تستخرج به مناهج الحكم وخطوطه العريضة، وطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم وما يتعلق بذلك. و يتناول بالدراسة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والأسس العامة التي تقوم عليه علاقات الناس بعضهم ببعض، وعلاقة الأمة
ثمة وَصْفان تكرَّرا في القرآن الكريم بشأن الكتب السماوية الثلاثة؛ التوراة والإنجيل والقرآن، وهو أن كلاًّ منها “هُدى ونور”. ونحن المسلمين أتباع النبي محمد ﷺ، نؤمن بجميع الأنبياء السابقين عليه- إجمالاً، وتفصيلاً كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية- ولا نفرِّق بين أحد منهم: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ
قد ركّب الله -تعالى- في الإنسان الغرائز والشهوات، وجعل العقل حاكمًا عليها. فمن ألجم غرائزه وشهواته بلجام العقل سلِم في الدنيا، ونجا في الآخرة. ومن أتبع نفسه هواها، وغلبته شهوته، فقد أرهق نفسه في الدنيا، وأهلكها في الآخرة. وكما أن للأجساد مصارع، فللعقول مصارع كذلك. ومصارع الأجساد مفارقة الروح لها. ومصارع العقول تحكّم الشهوات
وردت لفظة "الصراط" في القرآن الكريم في 38 موضعا ووردت مُشتقاتها في 7 مواضع أخرى. وفي أغلب هذه المواضع يرتبط لفظ "الصراط المستقيم" بالهداية
إن صعوبة البحث في منظومة القيم الإسلامية لا تعود بالأساس إلى غموض في الموضوع، أو انغلاق في نواحيه؛ وإنما لاتساعه وترامي أطرافه، ورحابة مراميه، ولم لا؟ والبحث فيها بحثٌ في الإسلام كلّه، بما أنه دين القيم الذي أمر – أول ما أمر- ودعا – أول ما دعا- إلى قيمة إنسانية وروحيَّة عليا هي القراءة، وتلقي
تعدُّ العبادة بمثابة الغاية الكبرى في كلِّ رسالة إلهية؛ بحسب ما تفيد الآية القرآنية: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون}. (الأنبياء: 25) كما وصف بها سبحانه ملائكته المقربون، فقال تعالى: { وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُون }
نظمت جامعة قطر بالتعاون مع شبكة زدني للتعليم ندوة علمية بعنوان:”القرآن وخطاب الحرية والآيات المتشابهات” قدمها الدكتور محمد عياش الكبيسي عضو هيئة التدريس بقسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وأدارتها الأستاذة أروى التل من مؤسسة شبكة زدني للتعليم، وحضرها عددٌ كبير من طلبة ومنتسبي الجامعة والمهتمين. وتناولت الندوة العلمية عددًا من
في غضون ثلاث وعشرين سنة، على مدار تنزل القرآن الكريم على قلب رسول الله ﷺ، تبدلت أحكام وتغيرت من العفو إلى المؤاخذة، ومن التساهل والتدرج إلى الإحكام والقوة. فقوله تعالى في شأن الجهاد : {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190] سبقه موقفان من الجهاد: الموقف الأول،
دخل بنو إسرائيل أعزاء كرماء سادة في جوار أخيهم عزيز مصر يوسف الصديق -عليه السلام، ثم ما لبثت أن تبدلت بهم الأحوال وساءت بهم الظروف حتى اتخذهم فراعنة مصر عبيدًا وساموهم سوء العذاب. ومن الواضح أن بني إسرائيل حافظوا على نقاء عرقهم، ولم يختلطوا بالمصريين بالزواج حيث النسب والمصاهرة، وذلك رغم مئات السنين بين دخولهم
الأصل في التعبير القرآني تسمية الأشياء بحقائقها، وإطلاق ما يليق بها من الأسماء والألقاب فيطلق على السلوكيات والأخلاقيات الجيدة التعبيرات التي تدل على الصلاح والجودة والحسن، ويطلق على التصرفات والتعاملات السيئة الألفاظ التي تدل على فسادها وقبحها وطابعها الشيطاني، ولكن في الآية التي معنا يبدو أننا نلاحظ عكس ذلك، أو هو ما يتبادر إلى ذهننا
لقد أثبتت الدراسات الإنسانية أن السبق مدعاة إلى التراخي والتكاسل عن الابتكار والعمل، فالسابق حينما يقدم مصطلحًا علميّا، يتابعه اللاحقون على مصطلحه دون أن يكلفوا أنفسهم عناء اختيار مصطلح جديد، حتى لو كان المصطلح الأول ضعيفًا في بنيته، أو قاصرا في دلالته، وربما يبين اللاحقون هذا الضعف، وذلك القصور، لكنهم بالرغم من ذلك لا يحاولون
قد أجرى الله -سبحانه وتعالى- على كل أمة من الأمم السابقة سنة كونية؛ فقد كانت سنة الإهلاك والأخذ بالذنب تطال المكذبين بالرسل في الحياة الدنيا قبل عذاب الآخرة. وهذا الأخذ بالذنب قد يصل لدرجة الاستئصال؛ فيكون الأخذ عامًّا وشاملاً للجميع، مثلما حدث في الطوفان بعد دعاء سيدنا نوح حينما قال: ﴿رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى
“إنَّا أعطيناكَ الكوثرْ* فصلِّ لربِّك وانحرْ* إن شانِئَك هو الأبترْ” سورة الكوثر كان في مناسبة نزولها ردٌ على المشركين الذين أخذوا يسخرون من النبي صلى الله عليه وسلّم لظنهم أنه سينقطِع ذكره بعد وفاته, إذ لم يكن له أولاد ذكور يحملون اسمه، وهو بذلك وفق مصطلحاتهم الجاهلية “أبتر”, و هم يشمتون و يشيرون بهذا إلى
يربط الإمام محمَّد عبده في تفسيره لآية العهْد والميثاق : { الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .[البقرة: 25] بين رفض السُّنَن الإلهيَّة وتحقُّق معْنيي: الفسُوق، والفساد، حيث يتساءل، في معرض حديثه عنه، قائلا: “وأيُّ إفسادٍ أكبر من إفساد مَنْ أهمل
أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم .. هو أول من خذل النبي وكذَّبه وصاح بالقول السيء في وجهه.
استكشف قصة ذي القرنين ورحلته الإصلاحية في سورة الكهف وأثرها في الهداية والحكمة.
تعرف على أهمية الاعتدال في حياة المسلم، من الصلاة والإنفاق إلى التدين والمعاش، وفقًا للقرآن والسنة.
آتى الله تعالى سليمان عليه السلام ملكًا عظيما تمتزج فيه النبوّة بالقيادة الدنيوية، وخلافًا لغيره من الأنبياء الكرام والملوك الصالحين اجتمع له في ملكه معجزاتٌ خارقة وجانب إنسانيٌّ مشرق
كتب بعض الإخوة الفضلاء مقالا بعنوان: “ أسباب النزول.. تاريخ لا دين” انتقد فيه منهجية كتب أسباب النزول، معتمدا على المآخذ خاصة في كتاب ( أسباب النزول) للإمام الواحدي الذي اختلطت فيه أسباب النزول بغيرها، وقد انتقد العلماء كتاب الواحدي، وأنه قد فاته كثير من أسباب النزول لم يوردها، كما أنه ساق روايات ليست من
حالت ضبابية معنى "النظر"، واشتراكه بين مجرد التعقل، والتعقل المؤدي لاستنباط الأحكام، إلى عزوف كثيررين عن التدبر والتفهم في آيات الله المنظورة والمسطورة على حد سواء
إن لله سننًا لا تتغير ولا تتبدل، يجريها على خلقه جميعًا، من سبق منهم ومن لحق ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾ [الأحزاب: 62]. ومطلوب من الإنسان أن يعيها وأن يعمل بمقتضاها، فمن صادمها ولم يعمل بها أو حاول مغالبتها غلبته، وجنى على نفسه جناية السوء. فمن
الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، شيخ المقارئ المصرية، لنتعرف على إسهاماته في علوم القرآن والقراءات.
ما أسهل أن يتعايش الإنسان مع روحه وتوأمه، مع من يوافقه في أفكاره وتصوراته ورؤاه، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها اتفق، وما تناكر منها اختلف كما جاء في الحديث. لكن الإنسان لا يمكنه أن ينعزل مع من يساوقه الفكر بعيدا عن المختلفين معه، فضلا عن أن ذلك ليس من منهج الإسلام، فكيف يتمكن